مشروع صناعة الخشب من سعف النخيل وربح 1400 يومياً

يمتلك الوطن العربي حوالي 90% من إجمالي أشجار النخيل المتواجدة في جميع أنحاء العالم. الجدير بالذكر أن الشجرة الواحدة بعد تقليمها تنتج حوالي 25 جريدة في السنة، وهذا يعني أننا نمتلك كميات ضخمة للغاية من سعف النخيل (الجريد).

أغلب أصحاب المزارع يقومون بتجميع وحرق سعف النخيل ليتخلصوا منه، فهم يعتبرونه نفايات ضارة. ولكن في المقابل يوجد عدد قليل من أصحاب المزارع يدركون أن سعف النخيل من الثروات الهامة.

ولهذا فإنهم يقومون ببيعه أو بتحويلها إلى منتجات يمكن الاستفادة منها تجاريًا مثل (الأقفاص، السلال، الأثاث البسيط، حبال الليف… الخ). ولكن بشكل عام يمكننا القول بأن سعف النخيل يمثل ثروة غير مستغلة.

الآن ننتقل الى موضوع آخر، وهو صناعة الخشب في الوطن العربي. فإن بحثنا فسنجد أننا كدول عربية لسنا من أوائل الدول في مجال صناعة الخشب. بل سنجد أننا في مقدمة الدول التي تستوردة. والسبب في ذلك هو ندرة الغابات في بلادنا.

إليك أيضًا، دراسات جدوى مشاريع صناعية (11 دراسة جدوى مشروع صناعي مربح).

صناعة الخشب من سعف النخيل :-

تحدثنا فيما سبق حول الثروة الغير مستغلة من سعف النخيل، كما تحدثنا عن عدم قدرتنا كعرب على انتاج الاخشاب بسبب قلة الاشجار لدينا.

ولكن الأمر الرائع، انه اصبح بمقدورنا استخدام سعف النخيل (المتوفر لدينا بكميات ضخمة) في صناعة الخشب المضغوط عالي الجودة مثل (الابلاكاش، الكونتر، الحبيبي).

الأمر الاكثر اثارة وروعة، هو إمكانية تصنيع الأخشاب من جريد النخل بتكاليف معقولة، وليست مرتفعة. وذلك ما يجعل هذا المشروع من فئة المشاريع الصغيرة وسيكون بمقدور الكثيرين الانخراط به.

قلة تكاليف تأسيس المشروع ووفرة الخامات بكثرة، تجعلنا قادرين على إنتاج كميات كبيرة من الأخشاب بأقل التكاليف وبيعها في الأسواق المحلية بأسعار قليلة أقل من الواردة من الخارج بكثير.

ولكنها في ذات الوقت تضمن لنا تحقيق أرباح ممتازة، إذ يبلغ صافي الربح حوالي 1400 جنيه في اليوم الواحد “كما تشير دراسة جدوى المشروع التي نحن بصدد عرضها خلال هذا الموضوع”.

من الممكن ايضًا تصدير الخشب المضغوط الناتج عن تدوير سعف النخيل للأسواق المجاورة بأسعار تنافسية تضمن لنا تحقيق أرباح أكبر من تلك التي يتم البيع بها محليًا.

بشكل عام، نحن نتحدث عن مشروع انتاجي صغير مربح بشكل كبير وله العديد من المزايا. فيما نستعرض دراسة جدوى المشروع موضحين كافة عناصره السوقية والفنية والمالية.

مقارنة منتجات المشروع بالمنتجات الواردة من الخارج :-

قبل أن أعرض تفاصيل المشروع أود أن أشير إلى أن المنتجات النهائية التي يقدمها المشروع هي منتجات ذات جودة عالية تقارب أو تماثل جودة المنتجات التي يتم استيرادها من الخارج من النواحي التالية (القدرة على التحمل، والصلابة، والقابلية للانحناء).

وبالمقارنة بين منتجات المشروع و الأخشاب المستوردة من نواحي اخرى نجد أن منتجات المشروع أفضل من حيث السعر، المظهر الخارجي، القدرة على مقاومة الحرائق).

كيفية الحصول على سعف النخيل :-

يختلف موعد التقليم (تهذيب جذوع النخل) من منطقة إلى أخرى، وهو لا يتعدى ثلاثة مواعيد هي:

1. فى الخريف بعد جمع الثمار مباشرة.
2. فى أوائل الربيع وقت التلقيح .
3. أثناء إجراء عملية التقويس فى الصيف .

وبناء على ذلك، يمكنك زيارة أصحاب المزارع في المناطق التي تكثر بها أشجار النخيل وتتعرف منهم على مواعيد التقليم الخاصة بهم ومن ثم تتفق معهم على شراء سعف النخيل.

بعد الشراء يمكنك تخزين السعف في مخزن يتوافر به جميع عناصر الأمن الصناعي تفادياً لحدوث أي حرائق. كما يجب توفير رشاشات مياه في مختلف أنحاء المخزن لتعمل على ترطيب سعف النخيل ليكون جاهزًا للدخول في عمليات التشغيل (انتاج و صناعة الخشب).

ملاحظة هامة: عملية شراء سعف النخيل عملية موسمية أي تحدث في مواسم التقليم، وليست عملية متكررة تحدث بشكل يومي أو أسبوعي.

لذلك يراعي شراء كميات كبيرة منه بحيث تكفي حتى قدوم موسم التقليم المقبل وذلك لضمان عدم توقف النشاط الإنتاجي (يمكن الشراء ثلاث مرات في السنة).

مراحل صناعة الخشب من سعف النخيل :-

1. عملية تجميع الجريد وهي مرحلة موسمية كما سبق وأن أوضحنا.
2. مرحلة التخزين وهي مرحلة موسمية ايضاً ولكن لا يجب نسيان أو تجاهل عناصر الأمن الصناعي وعمليات الترطيب.
3. مرحلة إنتاج وصناعة الخشب و هذه المرحلة تتكون من عدة مراحل.وهي كالتالي (مرحلة الفرم أو الطحن، إضافة الغراء، مرحلة الكبس، مرحلة التبريد وفيها يتم تبريد الألواح الخشبية المنتجة).

عمالة مشروع صناعة الخشب :-

يرتبط حجم العمالة بالطاقة الانتاجية المستهدفة للمشروع. فكلما كانت الطاقة الإنتاجية عالية كلما كانت هناك حاجة إلى عدد أكبر من العمالة.

وما يميز هذا المشروع هو انه لا يحتاج إلي عمالة ذات مؤهلات معينة كما انه لا يحتاج إلى عمال لديهم خبرات سابقة في نفس المجال حيث يمكن تدريب العمال على العمل خلال المرحلة الأولية للمشروع.

معدات مشروع صناعة الخشب من سعف النخيل وأسعارها :-

يقوم المشروع على خمس معدات رئيسية. وهي كالتالي:

1. مكبس هيدروليكى محلي الصنع بسعر 55000 جنيه.
2. ماكينة تقطيع الجريد مستوردة بسعر 40000 جنيه.
3. خلاط ميكانيكي محلي الصنع بسعر 18000 جنيه.
4. مفرمة سعف النخيل محلية الصنع بسعر 17500 جنيه.
5. معدات مساعدة محلية أو مستوردة بسعر 3000 جنيه.

إجمالي تكاليف شراء المعدات = 133500 جنيه.

من الممكن الاستغناء عن ماكينة التقطيع المستوردة والتي تكلف حوالي 40 ألف لشرائها في مقابل الاعتماد على المفرمة المحلية التي تكلف حوالي 17500 جنيه لأداء عمليات التقطيع.

وبالتالي ستوفر حوالي 40 ألف جنيه، ولكن ذلك سيؤدي بكل تأكيد إلى تهالك المفرمة وانخفاض عمرها الاستثماري. فافعل ما تراه مناسبًا لك.

ملاحظة هامة: لا ننصح باستيراد المعدات المتوفرة محلياً لأن سعره استيرادها سيكون أعلى بكثير وقد يصل إلى ضعف المنتجات المحلية على الرغم من مستويات الجودة قد تكون متقاربة.

أما بالنسبة للمعدات الغير متوفرة محلياً فلا يوجد بديل لاستيرادها ولكن يجب أن تبحث عن أكثر من مورد وتحصل منهم على كشف بالأسعار كما يجب أن تتفاوض على الأسعار كمحاولة لخفض التكاليف.

صور المعدات وبعض المعلومات عنها :-

تكاليف التشغيل والأرباح المتوقعة يومياً :-

إنتاج لوح الخشب الواحد مقاس 1220 ملم ×2440 ملم ×16 ملم. يحتاج إلى حوالي 20 كيلو جرام جريد مطحون بالإضافة إلى حوالي 7 أو 8 كيلو جرام من الغراء.

يتم إنتاج متر مكعب واحد خلال وردية العمل الواحدة. وعلى افتراض تشغيل ورديتين في اليوم الواحد لإنتاج 2 متر مكعب من الخشب المضغوط.

فإن التكاليف الاجمالية ستكون 1600 جنية يومياً، وهذا يعني أن التكلفة الاجمالية لإنتاج المتر المكعب الواحد هي 800 جنية.

يباع المتر المكعب الواحد بسعر 1500 جنية. وبما أن المشروع ينتج 2 متر مكعب في اليوم فإنه سيبيع بحوالي 3000 جنيه يومياً. ومن هذا الرقم نقوم بطرح تكاليف إنتاج المترين (-1600) فينتج لنا صافي الربح وهو 1400 جنية يومياً.

مخلفات المشروع وكيفية التعامل معها :-

ينتج بعض المخلفات الناتجة عن عمليات قطع وتهذيب الألواح الخشبية الناتجة. هذه المخلفات يمكن جمعها وفرمها لتدخل من جديد في عمليات صناعة الخشب.

وبالتالي يمكننا القول بأن المشروع لا ينتج عنه أي مخلفات بل إن مشروع صناعة الخشب من سعف النخيل يعد من المشاريع الصديقة للبيئة في جميع مراحله. ففي البداية يخلص البيئة من النفايات بشكل صناعي آحترافي، وفي النهاية يستغل نفاياته لاعادة تدويرها واستغلالها في عمليات التصنيع.