الاستثمار في كينيا (الشروط، الإجراءات، وفرص الاستثمار)

الاستثمار في كينيا. يعتقد الكثيرين من غير المتعمقين في الشأن الأفريقي أن الناس في كينيا يعيشون في أكواخ طينية ويمارسون العادات والتقاليد الأفريقية القديمة، وتلك اعتقادات خاطئة تمامًا.

فالعاصمة الكينية نيروبي تعد أسرع المدن الإفريقية نموًا في الوقت الراهن، فهى تمتلك أكثر تكنولوجيا متطورة في شرق أفريقيا، وفيها تجد ناطحات السحاب ومراكز التسوق والفنادق الفاخرة والمطاعم وصالات التزلج على الجليد، وغيرها.

أما من ناحية الاستثمارات الأجنبية، فإن كينيا حاليًا تعد من أكثر الدول الإفريقية جذبًا للمستثمرين من حول العالم، وبالأخص المستثمرين الشبان.

فيما يلي سنتحدث باستفاضة عن الاستثمار في كينيا و سنوضح أهم الأسباب التي تدفع المستثمرين إلى التوجه إلى كينيا بغرض الاستثمار.

كما سنسلط الضوء على أهم المشاكل التي قد تواجه المستثمرين في كينيا وكيفية تفاديها، وسنتحدث أيضًا عن أهم مجالات الاستثمار وأفضل الفرص الاستثمارية في كينيا في الوقت الحالي.

وفي النهاية سنتحدث عن تكاليف تأسيس الشركات ورأس المال المطلوب لبدء الاستثمار في كينيا. فتابع معنا.

أسباب و دوافع الاستثمار في كينيا

تحدثنا في المقدمة حول توجه العديد من المستثمرين الشباب من مختلف دول العالم الى الاستثمار في كينيا، وإن كنت تتساءل عن الأسباب التي دفعت هؤلاء المستثمرين للذهاب إلى هناك، فاقرأ ما يلي:

1- قلة تكاليف تأسيس الشركات ورأس المال المطلوب.

2- توافر العديد من الفرص الاستثمارية في مختلف المجالات.

3- افريقيا بشكل عام تعتبر أرضًا خصبة للاستثمار حيث قلة المنافسين.

4- اقتصاد حر بالكامل ولا توجد قيود على الصرف.

5- الحصول على إعفاءات ضريبية تصل إلى 10 سنوات.

6- الضرائب على الشركات تصل إلى 25% وبعد مرور 10 سنوات لا تُفرض ضرائب.

7- القوى العاملة المدربة مع انتشار اللغة الإنجليزية خصوصًا في العاصمة نيروبي.

8- المشاريع الصناعية تحصل على إعفاءات من ضريبة القيمة المضافة على المواد الخام والمعدات.

9- الكينيون يتمتعون بالطيبة وحب المساعدة بشهادة العديد من الأجانب المقيمين فيها.

10- يمكن النفاذ إلى الأسواق الإفريقية بحسب العديد من الاتفاقيات التجارية بين الدول.

11- درجة الحرارة تبلغ حوالي 25 درجة مئوية والشمس ساطعة طوال العام.

إليك أيضًا، قائمة أفضل أرخص الدول للاستثمار.

المشاكل والعوامل السلبية

لكل بلد ما يميزه وما يسيئه، وكينيا لا تختلف عن بقية دول العالم، فهى كذلك تعاني من بعض المشكلات والعوامل السلبية التي يستطيع البعض التعامل معها، ولا يستطيع البعض الآخر تجاوزها.

فيما يلي نعرض عليك تلك المشاكل ويمكنك تحديد ما إذا كنت تستطيع التعامل معها من عدمه،،

1- في بعض الأوقات تبرز بعض الخلافات السياسية والقبلية مما ينتج عنها أعمال شغب وعنف، ويمكن تجنبها بكل تأكيد إلى أن تهدأ الأوضاع.

2- هناك اختناقات مرورية في أوقات الذروة كما أن المواصلات العاملة سيئة بعض الشئ.

3- التجول في نيروبي نهارًا آمن بشكل كبير إلا أنه لا ينصح بالتجول سيرًا على الأقدام في فترات الليل.

4- هناك تلوث في الهواء ناتج عن السيارات المستعملة والأفران البدائية وغيرها.

اقرأ ايضًا الاستثمار في افريقيا (افضل ٤ دول لصغار المستثمرين)

شروط الاستثمار في دولة كينيا للأجانب

أول الشروط هو الحد الأدنى المطلوب عند الاستثمار في كينيا؛ حيث يقدر بقيمة 100 ألف دولار أمريكي.

لا يمكن تملك ملكية الاستثمار بنسبة 100% في كل من الأوراق المالية والتأمين والطاقة والإضاءة أو أي قطاعات أخرى تحددها الحكومة والتي يمكن اعتبارها تشكل خطراً أمنيًا على الدولة.

لا توجد لوائح تقيد ترتيبات المشاريع المشتركة بين الكينيين والأجانب أو تحظر استحواذ الشركات المملوكة للأجانب على الشركات الكينية.

ومع ذلك، هناك بعض القيود على الاستثمار في الشركات المدرجة في نيروبي للأوراق المالية، وقطاع التأمين، و KPLC.

يحدد قانون الاتصالات الكيني رقم 2 لعام 1998م وقانون المعلومات والاتصالات الكيني (المعدل) لعام 2008م الاستثمارات الأجنبية في قطاع الاتصالات بنسبة 30٪.

ويشترط تقديم طلب الحصول على شهادة استثمار من قبل المستثمرين الأجانب.

ويجب كذلك أن يكون النشاط الاستثماري مفيد للدولة ويضيف إلى قيمتها وقوتها الاقتصادية.

ومن بين شروط الاستثمار في كينيا كذلك أن يوفر المشروع الاستثماري فرص عمل للكينيين، ويعمل على تقوية مهاراتهم، ويتم دفع الضرائب المستحقة في مواعيدها.

ويجب أيضًا أن يعتمد المشروع الاستثماري على المواد الخام التي يتم استخراجها في كينيا.

ويشترط كذلك أن يكون طالب الاستثمار حامل لشهادة خبرة أو شهادة عملية في نفس مجال المشروع للموافقة على طلب الحصول على شهادة الاستثمار.

ومن بين الشروط أيضًا أن يكون جواز سفر المستثمر ساري وسليم.

ويجب دفع كافة الرسوم الخاصة بشهادة الاستثمار والعمل على تجديدها قبل انتهائها، وللعلم فإن مدة شهادة الاستثمار هي 10 سنوات.

اعرف أيضًا، كيفية استيراد الشاي من كينيا بالتفصيل.

أهم مجالات الاستثمار في كينيا

الاستثمار في كينيا لا يقتصر على قطاع أو مجال معين، وإنما متاح في العديد من المجالات وهناك العديد من الفرص الحقيقية التي يمكن استغلالها، نعرض أبرزها فيما يلي،،

1- الزراعة.

2- التصنيع الزراعي.

3- الثروة الحيونية والسمكية.

4- الصناعات الجلدية.

5- البستنة.

6- صناعة الملابس والغزل والنسيج.

7- التعدين واستخراج المعادن.

8- الطاقة (الشمسية، الوقود الحيوي، بدائل مصادر الرياح .. الخ).

9- تطوير البنى التحتية.

10- السياحة والترفيه.

11- تكنولوجيا المعلومات.

12- الخدمات المالية والمصرفية.

13- خدمات التعهيد.

14- البناء والتعمير.

فرص الاستثمار في كينيا

فيما يلي مجموعة من الفرص الاستثمارية المواتية التي يمكنك اقتناصها إذا ما قررت التوجه إلى كينيا بغرض الاستثمار:

الاستثمار في مجال الزراعة

أما عن فرص الاستثمار في كينيا في المجال الزراعي والمتاحة في وقتنا هذا؛ فهي تتمثل في مجال البستنة، حيث أن الدولة تشجع المستثمرين الأجانب عند الاستثمار في زراعة الزهور أو الفاصوليا الفرنسية.

كما أن هناك فرصة لعمل حديقة لزراعة الأفوكادو والمانجو وجوز الماكاديميا.

وتحاول الدولة جذب عدد من المستثمرين الأجانب للعمل في زراعة الأناناس والفطر واليلوين والبطيخ والجزر، هذا لأن الطلب المحلي على تلك الأنواع كبير.

وكذلك تستطيع الاستثمار في مزرعة لتربية الماشية أو مزرعة لتربية النعام والتماسيح، فتلك المشروعات قامت الدولة بطرحها للاستثمار في عام 2023م.

الاستثمار في مجال صناعة وتجهيز المنتجات الزراعية

توجد العديد من الفرص الاستثمارية في هذا القطاع؛ وتشمل الزيوت الصالحة للأكل والزيوت الأخرى المنتجة محليًا والزبدة والسمن والسمن الصناعي وكذلك عباد الشمس وبذور اللفت وزيت بذور القطن والسمسم وجوز الهند والذرة، في حين يتم استيراد كمية كبيرة من زيت النخيل.

وتوجد فرص في تحميص وطحن البن، مع إمكانات أخرى مثل إنتاج البن منزوع الكافيين للتصدير، وهذا ما أعلنته الدولة من خلال موقعها الخاص بالاستثمار.

كما أن الدولة تسعى لإنشاء عدد من مصانع السكر، حيث أن الطلب المحلي على السكر وصل إلى 600 ألف طن في العام.

وتحتاج الدولة كذلك لإنشاء عدد من المصانع المتخصصة في إنتاج الشوكولاتة والحلوى بهدف التصدير.

ويمكن كذلك الاستثمار في كينيا في مجال صناعة الشاي، فالدولة تقوم بتصدير كميات كبيرة لمعظم دول العالم.

وتوجد فرص استثمارية في تربية الماشية من أجل اللحوم ومنتجات الألبان، ولهذا قامت الدولة بتحرير صناعة الألبان.

وتستطيع الاستثمار في المشروع الذي تقيمه الدولة لمعالجة مليون طن من الألبان للأسواق المحلية والإقليمية.

الاستثمار في مجالات الطاقة

وبالنسبة لمجالات الطاقة، فتؤكد سياسة الطاقة في كينيا على الحاجة إلى إمدادات الطاقة المستدامة بكميات كافية بتكاليف فعالة من أجل تحقيق أهداف التنمية الوطنية.

وتؤكد السياسة أيضًا على تقديم خدمات طاقة عالية الجودة لضمان استمرار كينيا في جذب الاستثمارات في تلك الأنشطة الاقتصادية التي تعتبر مدخلات الطاقة فيها أساسية للإنتاج بأسعار تنافسية.

فيمكنك بكل سهولة الاستثمار في مجالات الطاقة الشمسية عن طريق إنشاء محطة على مستوى عالي لإمداد عدد كبير من المنازل بالطاقة الكهربائية.

أو الاستثمار في مشروع توسيع محطات الطاقة في مومباسا ونيروبي لتقوية كمية الطاقة التي يتم إنتاجها إلى الضعف.

وهناك مشروع محطة طاقة الرياح في نجونج وبحيرة توركانا ومارسابيت وكينانحوب وماليندي، فجميعها قامت الدولة بإتاحتها أمام المستثمرين الأجانب من خلال موقعها الخاص بالاستثمار.

الاستثمار في مجال الصناعة

وأخيرًا فرص الاستثمار المتاحة في مجال التصنيع؛ أهمها وأولها مشروع مصنع لإنتاج المنتجات الورقية من القش والورق المستعمل.

وهناك مشروع مصنع المنسوجات والملابس والذي من المتوقع أن يكلف حوالي 100 مليون دولار أمريكي، وسيقدم منتجات تستهدف الأسواق العالمية فقط.

وقامت الحكومة بإعلان فرصة الاستثمار في مصنع لإنتاج قطع غيار المركبات المختلفة، وتهدف الدولة لإنشاء مصنع بتكلفة استثمارية متوقعة مليار دولار أمريكي، وذلك لتغطية الطلب المحلي على قطع غيار المركبات.

تكاليف تأسيس الشركات ورأس المال

مصاريف تأسيس شركة في كينيا يكلف حوالي 500 دولار، ورأس المال اللازم للتأسيس “صفر”، وهذا رقم منخفض للغاية وهو ما يجعل الاستثمار في كينيا مقصدًا للشباب من مختلف أنحاء العالم، فالشاب الذي يمتلك مبلغ صغير لا يمكن أن يفعل به شئ في بلده، يمكن أن يؤسس به شركة في كينيا ومن خلالها يبدأ في تقديم الخدمات أو السلع إلى الأسواق.

اقرأ ايضًا الاستثمار في اثيوبيا (الدوافع، الفرص، التكاليف، العوامل المشجعة).

خاتمة

إذا كانت فكرة الاستثمار في كينيا تدور في رأسك فمن الواجب عليك أن تدرس الموضوع أولًا، وتعرف ما إذا كان هذا الخيار هو الأنسب لك أم لا، بعد ذلك يمكنك دراسة السوق من خلال الإحصائيات والتقارير المنتشرة على الانترنت بالاضافة الى البحث والتواصل مع أشخاص سبق لهم الاستثمار في كينيا أو يسافرون إليها بغرض العمل أو السياحة، فمنهم ستحصل على معلومات واقعية حول البلد ومدى التطور والفرص المتاحة والقدرة على النجاح.

المصادر

• سفارة جمهورية كينيا.
• BBC.