صاحب شركة كوكاكولا. الكوكاكولا هو مشروب غازي من أكثر المنتجات تداولًا في جميع أنحاء العالم، فيتم استهلاك أكثر من 1.9 مليار زجاجة كوكاكولا يوميًا.
ولكن هذا لم يأتِ من فراغ، حيث أن مبتكر هذا المشروب كان طبيب وصيدلي صاحب فكر مختلف، وكان لديه من العزيمة والإصرار ما يكفي.
وعلى الرغم من هذا، لم يستطع جون ستيث أن يعيش قصة نجاح ابتكاره، فمن هو جون ستيث بمبرتون؟ وما هي قصة حياته؟
هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذه المقالة.
محتويات المقال
نشأة صاحب شركة كوكاكولا
جون ستيث بمبرتون، مخترع مشروب كوكاكولا الشهير عالميًا، وُلد في الثامن من يوليو 1831 في نوكسفيل بولاية جورجيا.
نشأ في أسرة متواضعة، وترعرع في بلدة روم الصغيرة الواقعة في سفوح جبال آبالاتشيان بالولاية.
كان والده، جيمس كليفورد بمبرتون، من مواليد ولاية كارولينا الشمالية الذي نقل عائلته إلى جورجيا.
وعندما كان شابًا، عاد بمبرتون إلى وسط جورجيا لمتابعة تعليمه.
ثم التحق بكلية الطب البديل في جورجيا بمدينة ماكون حيث درس الصيدلة والطب.
وقد تلقى بمبرتون في الكلية تدريب على طريقة الطب بالبخار، وهو جزء من نظام طب بديل طوره صموئيل تومسون.
واعتمد هذا النهج بشكل كبير على العلاجات العشبية والحمامات البخارية التي يُعتقد أنها تساعد المرضى على التخلص من السموم والأمراض عن طريق التعرق.
وبعد إكمال هذا البرنامج في سن التاسعة عشر، حصل بمبرتون على درجة صيدلي، وكان هذا في فيلاديفيا كما جاء في معظم المصادر.
وفي أوائل الخمسينيات من القرن التاسع عشر، أسس بمبرتون عيادة طبية تجمع بين الجراحة والصيدلة في مسقط رأسه، روم، جورجيا.
وخلال هذه الفترة، التقى وتزوج آن إليزا كليفورد لويس، وهي طالبة في كلية ويستليان القريبة في ماكون.
ورزق الزوجان بابن اسمه تشارلز عام 1854 وسعيا لفرص جديدة لتنمية أسرتهما الصغيرة.
فبدأ بمبرتون بتأسيس شركة لبيع المكونات الطبية للصيدليات في جميع أنحاء الجنوب.
وتوسعت أعماله لتشمل مستحضرات التجميل، وحقق نجاح مع عطر شهير يدعى باقة الجنوب العذبة.
وللوصول إلى المزيد من الموارد والزبائن، نقل بمبرتون عائلته إلى مدينة أتلانتا سريعة النمو في عام 1870.
وهناك عقد شراكة مع مستثمرين أكبر، وأنشأ شركة بمبرتون، ويلسون، تايلور وشركاه.
وسرعان ما أصبح بمبرتون عضو بارز في المجتمع الطبي في أتلانتا، حيث عمل كأمين للكلية الطبية للمدينة.
وأنشأ مختبرات متطورة لإنتاج الأدوية والمستحضرات الكيميائية والأدوية الأخرى، وظل هذا المكان يعمل لعدة عقود، وبعدها عمل كمكان اختبار لقسم الزراعة في جورجيا.
وعندما بدأت الحرب الأهلية الأمريكية عام 1861، شعر بمبرتون بأهمية قيامه بالخدمة في صفوف الولايات الكونفدرالية الأمريكية.
فانضم كجندي في مايو 1862 وعُين ملازم أول مسؤول عن تنظيم قوات الفرسان للدفاع عن كولومبوس بجورجيا.
ثم ترقى بمبرتون في الرتب ليصبح مقدم وتصدى بشجاعة لقوات الاتحاد عندما هاجمت كولومبوس يوم عيد الفصح عام 1865.
اعرف أيضًا، من هو صاحب شركة بيبسي، نشأته، وكيف أسس شركته.
اختراع الكوكا كولا
وبعد انتقال صاحب شركة كوكاكولا إلى أتلانتا في أوائل سبعينيات القرن التاسع عشر، أصبح صيدلي وكيميائي ناجح، حيث اخترع العديد من الأدوية والمقويات الشهيرة.
وكان من أبرز منتجاته مشروب يُدعى “نبيذ كوكا الفرنسية” لـ”بمبرتون”، وقد تم تقديمه لأول مرة في عام 1885.
واحتوى هذا المشروب على مستخلصات من أوراق الكوكا وجوز الكولا المعلقة في قاعدة نبيذ بوردو.
وروّج له بمبرتون على أنه منشط للأعصاب ومساعد ذهني وعلاج للصداع.
ووفر مستخلص أوراق الكوكا جرعة من الكوكايين، وهو أمر قانوني في ذلك الوقت.
وقد استوحى بمبرتون مزيج النبيذ والكوكا الخاص به من منتج أوروبي مماثل يُعرف باسم “فين ماريني”.
فهذا المقوي السابق، الذي ابتكره أنجيلو ماريني من كورسيكا، مزج أيضًا نبيذ بوردو بأوراق الكوكا، وقد نال تأييد البابا ليو الثالث عشر.
وأدرج بمبرتون جوز الكولا الغني بالكافيين إلى جانب داميانا، وهو نبات من أمريكا الوسطى يُعتقد أنه يتمتع بخصائص مثيرة للشهوة.
ولكن بدأت حكومة أتلانتا مناقشة قانون حظر الكحول في عام 1886، وهذا ما عرض مبيعات الكوكاكولا للخطر.
فبدأ بمبرتون جولة جديدة من التجارب لابتكار نسخة خالية من الكحول من مشروب الكوكا الخاص به لتتوافق مع القانون المقترح.
فقام بهذا العمل العاجل في منزله بشارع ماريتا في أتلانتا، وباستخدام معدات مختبر مؤقتة منتشرة في جميع أنحاء المنزل.
ومع تطويره لأنواع جديدة من المشروب، وزع بمبرتون عينات على الصيدليات المحلية لتذوقها.
وبعد العديد من المحاولات والأخطاء، توصل بمبرتون أخيرًا إلى وصفة ناجحة خالية من الكحول في مايو 1886.
وتم عرض هذا الشراب الجديد بنكهة الكوكا والكولا لأول مرة للبيع في صيدلية جاكوب في أتلانتا.
وليُنتج ويُسوِّق صاحب شركة كوكاكولا هذا المشروب الجديد الخالي من الكحول، أنشأ كيان تجاري يُسمى شركة بمبرتون للمواد الكيميائية.
لماذا اسم كوكاكولا؟
وقد اختار صاحب شركة كوكاكولا هذا الاسم لمشروبه الجديد الخالي من الكحول لأن المشروب كما ذكرنا سابقًا يدخل في تركيبته نبات الكوكا ونبات الكولا.
وهو اسم قصير وسهل التذكر مما يجعل عملية التسويق أسهل، وكان حينها اسم فريد وجذاب ويلفت انتباه الجمهور.
وقد تأثر بمبرتون بأسماء مشروبات أخرى كانت منتشرة على نطاق واسع حينها، مثل فينا كولا.
وفي بداية الإطلاق كان الاسم يكتب “كوكا – كولا”، ومن ثم تم إزالة الشرطة الفاصلة بين الاسمين.
نجاح صاحب شركة كوكاكولا الجديد
وعلى الرغم من أن المخترع جون بمبرتون لم يشهد النجاح الهائل الذي حققته كوكاكولا، إلا أن الشركة أصبحت واحدة من أكثر الشركات ربحية وتأثيرًا في التاريخ تحت ملكية آسا جريجس كاندلر.
وذلك بعد استحواذه على الحصة الأكبر في كوكاكولا من بمبرتون في عام 1888، فلعب كاندلر دور رائد في تحويل مشروع المشروبات الناشئ إلى علامة تجارية وطنية مزدهرة خلال العقود التالية.
وكان كاندلر رجل أعمال وصيدلي رائد أعمال مقيم في أتلانتا.
واستثمر سابقًا في النسخة الأولى لكوكاكولا التي ابتكرها جون بمبرتون عندما كان المشروب ينطلق في منتصف الثمانينيات.
ثم بعد وفاة بمبرتون، اغتنم كاندلر الفرصة للسيطرة الكاملة على الشركة بشراء الحصة المتبقية من ابن بمبرتون ووريثه.
وبحلول عام 1888، كان كاندلر قد حصل على حقوق اسم وتركيبة كوكاكولا، وذلك على الرغم من ظهور أسئلة حول شرعية هذه الحقوق لاحقًا.
ومع ذلك، فقد شرع كاندلر في بناء العمل بحماس.
وقد كان مقتنع بقدرة كوكاكولا على تحقيق شعبية على مستوى البلاد، وركز بشكل كبير على النمو والتوسع والترويج.
وكانت إحدى الابتكارات الأولى لكاندلر هي تعبئة كوكاكولا في عام 1894.
فحتى ذلك الحين، لم يكن يُقدم سوى كمشروب في كوب من ماكينات تشبه ماكينات المشروبات الكحولية.
فسمحت التعبئة بعملية توزيع واستهلاك أوسع، وقام كاندلر ببناء مصانع تعبئة ومنح المستقلين حقوق تعبئة وبيع كوكاكولا في مناطق مختلفة.
وساعد ابنه هوارد كاندلر في تسهيل هذا التوسع السريع لمصانع تعبئة الزجاجات.
نمو شركة كوكاكولا
كما قام صاحب شركة كوكاكولا الجديد كاندلر بتضخيم الإعلانات وطور أول ملصقات خارجية تروج لكوكاكولا.
وصورت حملته التسويقية كوكاكولا كمشروب لذيذ ومنعش يمكن الاستمتاع به في أي وقت وفي أي مكان.
وازدهرت المبيعات في ظل استراتيجيات التسويق العدوانية لكاندلر.
وبحلول عام 1895، كانت كوكاكولا تُقدم في كل ولاية وإقليم في الولايات المتحدة.
وفي بداية القرن العشرين، واصل كاندلر تجربة تقنيات ترويجية مبتكرة مثل توزيع كوبونات لمشروبات كوكاكولا المجانية.
وقد زرع صورة أمريكية بالكامل للمشروب، حيث ربطه بمباريات البيسبول واحتفالات العطلات وسانتا كلوز.
أكبر تحدي واجه صاحب شركة كوكاكولا
وكان أحد أصعب التحديات التي واجهها بمبرتون هو إدمانه على المورفين بعد الحرب الأهلية الأمريكية.
فقد أصيب في المعركة أثناء محاربته في الجيش، وبدأ بتناول المورفين لتخفيف آلامه، مما أدى إلى اعتماده على هذه المادة المسببة للإدمان.
وكافح بمبرتون بشدة للتخلص من هذه العادة، حيث جرب تقليل الجرعات والالتفات إلى بدائل مثل الكحول والأفيون والكوكايين، لكن لم يقدم أي منها راحة دائمة.
وأثر إدمان بمبرتون بشكل كبير على صحته البدنية والنفسية، وظل يعاني منه لسنوات حتى وفاته.
تأثير بمبرتون على صناعة المشروبات الغازية
وأول ما أثر به صاحب شركة كوكاكولا الأول بمبرتون على صناعة المشروبات الغذاية هو ابتكاره طريقة الجمع بين المياه الغازية والمشروب ذو النكهة اللذيذة لإنتاج مشروب فوار ومنعش.
ثم اكتشف أيضًا إمكانية الاستفادة من ماكينات صنع الأدوية وتحويلها إلى ماكينات مربحة لبيع المشروبات.
وقد حدد معايير جودة المكونات وابتكر تقنيات لخلط النكهات والأحماض والسكريات لإنتاج شراب متوازن ويتم الاعتماد على هذه المعايير حتى يومنا هذا.
وأخيرًا جعل بمبرتون المشروبات الغازية ذات الطعم الجيد متاحة للجميع، هذا بعد أن كانت فقط للمرضى الذين يعانون من مشاكل في الهضم ولا يتم بيعها إلا في الصيدليات فقط.
ملخص
وفي الختام، كنا قد تعرفنا على اسم صاحب شركة كوكاكولا، وكيف كانت نشأته ورحلته مع دراسة الطب والصيدلة وكذلك عرفنا قصة حياته وحتى وفاته.