مخاطر الاستثمار في الأوراق المالية هي واقع يجب على كل من يريد الخوض في هذا المجال المربح أن يكون ملم بها وعلى ثقة بأنه قد يتعرض لأي منها في أي وقت.
فعلى الرغم من أن الاستثمار في الأوراق المالية استثمار مربح للغاية ويحقق إيرادات مهولة، إلا أنه يأتي أيضًا مع مخاطر لا يمكن إنكارها أو توقعها.
في هذه المقالة، سوف نستكشف المخاطر التي تحيط بعملية الاستثمار في الأوراق المالية، ونقوم بشرحها، وفي النهاية سوف نستعرض أساليب مواجهة تلك المخاطر.
محتويات المقال
تعريف مخاطر الاستثمار في الأوراق المالية
إن عملية الاستثمار في الأوراق المالية دائمًا ما تكون مصحوبة بمجموعة من الشكوك والنتائج السلبية المتوقعة والتي قد تؤثر على قيمة الاستثمار.
هذه المخاطر هي عبارة عن عملية انعكاس للطبيعة الغير مفهومة أو الغير متوقعة للأسواق المالية، والظروف الاقتصادية والبيئات التنظيمية.
هذا فضلًا عن تصرفات الشركات الفردية والأشخاص الذين يديرونها، فإن خطر الاستثمار في الأوراق المالية هو احتمال التعرض لخسائر مالية بسبب عوامل خارجة عن إرادة المستثمر.
ما هي المخاطر المنتظمة؟
مخاطر الاستثمار في الأوراق المالية يمكن تصنيفها إلى نوعين؛ النوع الأول هو المخاطر المنتظمة، وتشير تلك المخاطر إلى المخاطر الكامنة في النظام نفسه.
وبالتالي يكون لها تأثير على عوائد وأرباح جميع الأوراق المالية التي يتم تداولها في البورصة، وعادة ما تحدث تلك المخاطر عند تأثير الأحداث المهمة.
مثل الحرائق أو الأحداث الداخلية المفاجئة أو التغييرات في النظام السياسي، وتلك الأحداث تؤثر على السوق بأكمله.
ولا توجد سياسة معينة معمول بها للحد أو للحماية من تلك المخاطر، ولكن يجب أن يكون المستثمر على دراية بإمكانية أن تتأثر أسهمه بسببها.
ما هي المخاطر غير المنتظمة؟
والنوع الثاني هو المخاطر الغير منتظمة، وهي المخاطر المتعلقة بالشركات أو القطاعات الفردية التي لا تتأثر بالعوامل الاقتصادية الأكبر.
وتشمل تلك المخاطر إضرابات العمال، والأخطاء الإدارية، والمنافسة على الاختراعات الجديدة، والحملات الإعلانية من المنافسين، والتغييرات في تفضيلات المستهلك.
هذا بالإضافة إلى القوانين الجديدة التي قد تؤثر على الشركات.
ويمكن تجنب تلك المخاطر من خلال تنويع محفظة المستثمر بأنواع مختلفة من الأوراق المالية التي لن تتأثر بهذه المخاطر المتفرقة.
مخاطر الاستثمار في الأوراق المالية الخاصة بالأسهم
مخاطر الأسواق
أول المخاطر المتعلقة بـ الاستثمار في الأسهم، هي مخاطر السوق، وهي نوع من المخاطر التي تؤثر على سوق الأسهم بشكل عام، ويمكن أن تؤثر على أرباح جميع المستثمرين في السوق.
وهو خطر خسارة الأموال بسبب التغيرات في ظروف السوق العامة، مثل الانكماش الاقتصادي وعدم الاستقرار السياسي.
وتعتبر مخاطر السوق بشكل أساسي غير متوقعة، ولا يمكن السيطرة عليها، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على قيمة محفظة المستثمر.
وتحدث مخاطر السوق بسبب عوامل متعددة، منها أحداث الاقتصاد الكلي والتغيرات في معنويات المستثمرين.
على سبيل المثال، إذا حدث حدث اقتصادي كبير، مثل الركود أو أزمة مالية، فقد تنخفض أسعار الأسهم في السوق، مما يؤدي إلى خسائر فادحة.
أيضًا إذا أصبح المستثمرون أكثر حذرًا بسبب عدم الاستقرار الجيوسياسي أو التغيرات في السياسة النقدية، فقد يؤدي إلى نزول في أسعار الأسهم.
مخاطر عملية الإدارة
مخاطر الإدارة هي نوع من مخاطر الاستثمار المرتبطة بقدرة فريق إدارة الشركة على إدارة عمليات الشركة بشكل فعال، واتخاذ قرارات استراتيجية تؤدي إلى النمو والربحية.
وقد تحدث تلك المخاطر نتيجة القرارات الإدارية السيئة أو نقص المهارات القيادية أو عدم كفاية الموارد.
فعندما يتخذ فريق إدارة الشركة قرارات سيئة، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على سعر سهم الشركة وأرباح أصحاب أسهم تلك الشركة.
ومن أمثلتها كذلك مخاطر الأنشطة الاحتيالية من قبل المديرين التنفيذيين للشركة.
وخطر تضارب المصالح بين الإدارة والمساهمين، ومخاطر ممارسات حوكمة الشركات السيئة.
المخاطر المتعلقة بالصناعة
ومن بين مخاطر الاستثمار في الأوراق المالية المتعلقة بالاستثمار في الأسهم، مخاطر الصناعة، فالصناعات معرضة لمخاطر فريدة يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأرباح.
وتحدث تلك المخاطر من الظروف الخاصة بالصناعة، مثل صعوبة الحصول على المواد الخام، أو نزاعات العمل، أو اللوائح الحكومية المتعلقة بمكافحة التلوث، أو المنافسة الأجنبية.
أو حتى حدوث تغيير في تفضيلات أو احتياجات المستهلكين وظهور منتجات جديدة أو تكنولوجيا حديثة تفيدهم أكثر.
على سبيل المثال، عندما تقرر نقابة عمال في صناعة ما الإضراب عن العمل، فقد تعاني جميع الشركات العاملة في الصناعة بالإضافة إلى عملائها ومموليها.
وإذا استمر الإضراب إلى فترة طويلة، فقد يتسبب هذا في حدوث ضرر كبير للأرباح والقيمة السوقية لشركات هذا القطاع.
مخاطر الأعمال
تتميز مخاطر الأعمال بمستوى عدم القدرة على التنبؤ بالعوائد الناتجة عن عمليات الشركات، مما يعمل على التأثير على الأرباح المتوقعة لأصحاب أسهم تلك الشركة.
تنبع مخاطر الأعمال من عوامل متعددة، منها طبيعة عمليات الشركة والمتغيرات التي تؤثر على الأداء وبيئة الأعمال بشكلها العام.
ومنها سياسات الإدارة والظروف الاقتصادية التي تمر بها الشركة والتحولات في طلب العملاء المستهلكين، والتغيرات في طريقة وديناميكيات التنافس.
مخاطر الإفلاس
عندما تتقدم إحدى الشركات بإعلان إفلاسها، فهي تتعرض لتصفية الأصول، وتوزيع العائدات على دائنيها، بمن فيهم مساهميها، ويمكن أن يؤدي هذا إلى خسارة كاملة للمستثمرين.
وهناك أسباب كثيرة قد تعرض الشركات للإفلاس، أهمها هو مستويات الديون المفرطة، وذلك إذا اقترضت الشركة الكثير من المال ولم تتمكن من توليد تدفقات نقدية كافة لسداد تلك الديون.
وسبب آخر لخطر الإفلاس، وهو انخفاض الربحية، فمن الطبيعي أن أي شركة لا تستطيع تحقيق ربح لتغطية نفقات الإنتاج فهي مفلسة.
مخاطر الزيادة التشغيلية والمالية
الرافعة التشغيلية أو الزيادة التشغيلية هي المخاطر المتعلقة بمصاريف تشغيل الشركة الثابتة، مما قد يعمل على حدوث تقلبات كبيرة في الأرباح بسبب التغيرات في الإيرادات.
ويمكن أن نعتبر أن الشركات ذات النفوذ التشغيلي العالي هي المعرضة بشكل أكبر للتغيرات في ظروف السوق.
حيث أن لديها نسبة عالية من التكاليف الثابتة التي يجب تغطيتها حتى في حالة انخفاض الأرباح.
أما الزيادة أو الرافعة المالية، فهي الاعتماد على الديون والقروض لتمويل عمليات الشركة.
حيث يمكن أن تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى زيادة الأعباء على الشركة.
وهذا ما يؤدي بدوره إلى تقليل الأرباح وبالتالي انخفاض سعر السهم، وعندما ينخفض سعر السهم فالمستثمر يخسر جزء من رأس ماله المستثمر.
مخاطر الاستثمار في الأوراق المالية الخاصة بالسندات
مخاطر الفائدة وأسعارها
ومن بين مخاطر الاستثمار في الأوراق المالية المتعلقة بالسندات أكثر من غيرها من الأوراق المالية، مخاطر الفائدة، وهي تعني انخفاض قيمة السند بسبب التذبذب في سعر الفائدة.
فعندما يحدث ارتفاع في أسعار الفائدة، يحدث انخفاض في قيمة السند الحالية، لأن العائد على تلك الاستثمارات الآن أقل مما هو متاح على السند الصادر حديثًا.
التضخم ومخاطره على الاستثمار في الأوراق المالية
وهذا يعني مخاطر تآكل قيمة الاستثمارات بمرور الوقت بسبب الزيادات في المستوى العام للأسعار.
فالتضخم يعمل على تقليل القوة الشرائية للفوائد والمدفوعات الرئيسية المستلمة من السندات، مما قد يؤدي إلى عوائد أقل لأصحابها.
عندما تزيد نسبة التضخم، تعمل البنوك المركزية على زيادة أسعار الفائدة للسيطرة على الأمر، وهذا ما يجعل قيمة السندات الحالية أقل.
المخاطر المتعلقة بإعادة طلب السندات (الاستدعاء)
مخاطر قيام الجهة التي أصدرت السندات باستردادها قبل تاريخ الاستحقاق المحدد، وهذا يعني خسارة فادحة للمستثمرين الذين يتوقعون تلقي أرباح الفائدة.
فعندنا يحدث هذا، يقوم المصدر للسندات في الغالب باستردادها بسعر محدد مسبقًا، والذي قد يكون أعلى أو أقل من سعر السوق للسند في هذا الوقت.
السيولة ودرجة الخطورة على الاستثمار
وتعد السيولة واحدة من مخاطر الاستثمار في الأوراق المالية وبالأخص السندات، وهي تعني عدم تمكن المستثمر من بيع السند بسعر عادل أو العثور على مشتري في الوقت المناسب.
مشكلة إطفاء السندات السنوية
حيث يجب على الجهة المصدرة للسند دفع رسوم أو سداد جزء من أصل السند في كل عام حتى يصل السند إلى تاريخ الاستحقاق، وقد يكون المصدر في مشكلة ولا يستطيع دفع تلك الأقساط، فهذا خطر آخر محتمل.
مخاطر وقت الاستحقاق
وهي تعني تلك المخاطر التي قد يواجهها المستثمرون مع اقتراب السند من تاريخ استحقاقه، وهو التاريخ الذي يصبح فيه المبلغ الأصلي للسند مستحق وواجب الدفع.
طرق التصدي لمخاطر الاستثمار في سوق الأوراق المالية
وهناك العديد من القواعد أو النصائح التي يجب اتباعها للتقليل من مخاطر الاستثمار في الأوراق المالية، أولها تنويع المحفظة الاستثمارية.
وتخصيص الأصول عبر فئات الأصول المختلفة، مثل الأسهم والسندات والنقد.
والاهتمام بالاستثمارات طويلة الأجل أكثر من القصيرة المحفوفة بالمخاطر بشكل كبير.
ويمكن اتباع تدرج تواريخ الاستحقاق في حالة الاستثمار في السندات.
واستخدام التحليل الأساسي لتقييم الحالة المالية للشركة قبل الاستثمار فيها.
والتحليل الفني لدراسة تحركات السعر والحجم السابق للسهم لتحديد الاتجاهات والأنماط.
ملخص
وبعد أن تعرفنا على مخاطر الاستثمار في الأوراق المالية، أنصحك بطلب المشورة من متخصص مالي للمساعدة في إدارة تلك المخاطر.