مهاتير محمد اسكندر من مواليد 1925 ببلده ألور سيتار- بولايه قدح بماليزيا, والده محمد اسكندر معلم مدرسي من اصول هنديه ووالدته ربه منزل وكان ترتيبه التاسع بين أخوته وأصغرهم . شهد الحرب العالميه الثانيه وعاصر احتلال اليابان لماليزيا .
كان نشيط منذ صغرة متحملا للمسئوليه حيث عمل كبائع للوجبات الخفيفه وفطائر الموز وذلك من اجل توفير الدخل لاسرته. التحق بالمدارس العامه وبعدها واصل تعليمه في كليه السلطان عبد الحميد في بلدته *ألور سيتار* التحق بعدها بكليه الملك إدوارد السابع الطبيه التي عرفت بعد ذلك (بجامعه سنغافورة الوطنيه) في سنغافورة.
كان متميز بين الطلاب ونشاطه معروف حيث قام بتحرير مجله طبيه طلابيه وكان احد المساهمين في التحرير بصحيفه ستريتس تايمز بإسم مستعار C.H.E.Det* * كما كان رئيسا في الكليه لجمعيه الطلبه المسلمين. بعد تخرجه أسس حياته الاسريه وتزوج من طبيبه زميله له ( ستي حازمه محمد) وانجبت لة 8 ابناء. بدايه عمله كانت كظابط خدمات طبيه في الحكومه الماليزيه ثم ترك هذا العمل عام 1957 م ليتفرغ لعمله الخاص في بلدته وكان يعالج الفقراء مجانا.
اقرأ ايضاً قصة نجاح اينغفار كامبراد مؤسس شركة ايكيا
اقرأ ايضاً قصة نجاح المليونير العربي العاطل عن العمل
حياته السياسيه :
له وجهه نظرة السياسيه الخاصه به ومعروف باتجاهاته السياسيه فكان منتمي لتنظيم اتحاد الملايو حيث تدرج من نائب رئيس له لرئيس للتنظيم كما شغل العديد من المناصب السياسيه منها : مندوب ماليزيا بالامم المتحده عام 1963, عضو مجلس الشيوخ ورئيس مجلس التعليم العالي الاول ورئيس مجلس الجامعه الوطنيه في السبعينات ثم وزيراً للتربيه والتعليم من عام 1974 م الي عام 1981م فكان اهتمامه بالتعليم كبير شمل جميع المراحل إبتداءً من مرحله ماقبل المدرسه الابتدائيه حيث جعلها جزءً من النظام الاتحادي للتعليم حيث أخضع جميع دور الرياض وما قبل المدرسه لتسجيلها لدي وزارة التربيه وعليها ان تلتزم بمنهج تعليمي تقررة الوزارة. واهتمامه بالمرحله الابتدائيه ظهر في إضافه مواد تعزز روح الانتماء للتعليم وتنمي الوطنيه لدي الطفل الذي يبلغ من عمره ست سنوات كما اهتم بإنشاء العديد من معاهد التدريب المهني التي تستوعب طلاب المدارس الثانويه وتؤهلهم لسوق العمل في مجالات الهندسه الكهربائيه والميكانيكيه وتقنيه البلاستيك وكان اشهر هذه المعاهد معهد التدريب الصناعي الماليزي الذي أصبح له تسعه فروع في مختلف الولايات الماليزيه وتم ايضا إدخال الحاسب الآلي وشبكه الانترنت في كل مدرسه وفي كل فصل دراسي .
وأنشأت الحكومه الماليزيه العديد من المدارس عرفت بالمدارس الذكيه وكانت عمليات التدريس تراعي ميول وحاجات ورغبات الطلاب وتراعي الفروق الفرديه بينهم ويتم اختيار المديرين من القيادات التربويه البارزة حتي وصل الانفاق علي التعليم الي 3.7 مليار دولار عام 2000 م ما يعادل نسبه 23.8% من اجمالي النفقات الحكوميه .
شغل مهاتير محمد أيضا عضوا في البرلمان عن دائرة (كوتا سيتار سيلاتان )وأًقيل من البرلمان بعد خطاب وجهه إلي رئيس الوزراء تنكو عبد الرحمن بعد أحداث الشغب التي حدثت بتاريخ 13 مايو 1969م حيث انتقد مهاتير طريقه تنكو عبدالرحمن في ادارة البلاد حيث كان يعطي الاولويه للمواطنين ذوي الاصول الصينيه ونتيجه لذلك ألف مهاتير كتابه( معضله الملايو) الذي شرح فيه اسباب أحداث13 مايو في كوالا لامبور واسباب التأخر الاقتصادي للملايو واتهم فيه أيضا الشعب الملاوي بالكسل ودعا الشعب للقيام بثورة صناعيه لنقل ماليزيا من كونها دوله زراعيه الي دوله ذات نهضه اقتصاديه عاليه . ولكن الحكومه حظرت نشر هذا الكتاب ورٌفع هذا الحظر عند تولي مهاتير رئاسه الوزراء عام 1981م حيث ارتقت ماليزيا في عهده ووصلت لقمه مجدها وانخفضت نسبه البطاله بشكل ملحوظ وسريع .
جاءت رحله تولي مهاتير لرئاسه الوزراء ابتداءً من تعيين رئيس الوزراء حسين أون مهاتير نائبا له ثم عينه وزيرا للتجارة والصناعه في تعديل وزاري . وبسبب أسباب صحيه استقال حسين اون من منصبه وأصبح مهاتير محمد رئيسا لوزراء ماليزيا فكان رابع رئيس وزراء لماليزيا ولكنه اول رئيس وزراء في البلاد ينتمي لأسرة فقيرة حيث كان الرؤساء الذين سبقوه ينتمون لأسر ملكيه أو من عائلات النخبه. هذا وتعد فترة حكم مهاتير محمد من اطول فترات الحكم في آسيا حيث بلغت 22 عام استطاع فيها ان يزيد من معدل النمو الاقتصادي للبلاد ويرسم لها الخطط المستقبلية وبحلول عام 2020 ستكون ماليزيا علي درجه عاليه من التقدم الصناعي .
من ضمن صفات مهاتير محمد الحميده الجرأه في الحق ولا يخاف لومه لائم حيث أدلي بتصريحات جريئه في القمه الاسلاميه التي عقدت في ماليزيا والتي ادت الى غضب الغرب وذلك بسبب انتقاده لليهود وقيامهم بإشعال الفتنه ونيران الحروب بين المسلمين في شتي بقاع الارض.
كان مهاتير محمد مثل يحتذي به وقدوة حسنه لكل روساء العالم أثار مهاتير اعجاب الكتاب والمؤلفين فأصبحوا يتناولون حياته وتجربته الماليزيه في المقالات والكتب ومن أبرزهم الكاتب والصحفي الفلسطيني عبدالرحيم عبدالواحد والذي ألف كتاب بعنوان (مهاتير محمد.عاقل في زمن الجنون ) ركز الكتاب علي شخصيه مهاتير وفلسفته وسياسته خلال فترة حكمه للوزارة ففي عهده تحولت الاحلام لواقع واستطاع صعود سلم المجد واجتياز الصعاب بخبرته وممارسته العمل السياسي فهو قائد عظيم ذو خبرة وحضارة. كما ركز الكتاب علي تفاصيل الصراعات السياسيه بين الاحزاب المختلفه في ماليزيا .واستطاع مهاتير في الفترة بين عام 1983 و 1991م أن يقوم ببعض التغييرات الدستوريه التي تنتزع حق الفيتو الملكي والحصانه السياديه ضد المقاضاه للاسرة المالكه فقبل هذا التعديل كانت الموافقه علي القوانين متوقفه علي الموافقه الملكيه ولكن بعد التعديل أصبحت موافقه البرلمان مساويه للموافقه الملكيه بعد فترة 30 يوم وبدون انتظار رأي الملك.
وفي قمة وذروة مجده قرر مهاتير اعتزال الحياه السياسيه عام 2003م وسلم مقاليد الحكم لخليفته عبدالله أحمد بدوي بعد ان أثبت للعالم كله امكانيه قيام دوله اسلاميه متقدمه اقتصاديا فهو برغم التقدم الاقتصادي والسياسي والتعليمي الذي احدثه استطاع ان يحافظ علي الهويه الماليزيه الاسلاميه من خلال تمسكه بالقرآن الكريم وقيم الاسلام فلم يفرق بين البوذيين والمسيحين والديانات الاخري مطبقا لقول الله تعالي *لكم دينكم ولي دين* فكانوا كلهم أيدي واحد هدفها نهضه ورخاء دولتهم ويعد منهجه مرجع للعديد من رجال السياسه.
من ضمن مواقف مهاتير الشجاعه والعبارات الصادقه الصحيحه التي أذاعها قبل ولوج القرن الواحد والعشرين أن الأمة الإسلامية مازالت تعيش في ثبات عميق وينبغي أن نعترف لأنفسنا قبل غيرنا بأن المجتمعات الأخرى قد سبقتنا ببضعة قرون، ومن ثم فإن المسلمين مطالبون أكثر من أي وقت مضى ان يدركوا حقيقة الوضع الذي هم فيه في ضوء ما استحدثته المجتمعات البشرية المتطورة من أفكار تجديدية، وتقنيات حديثة ما زالت الأمة غير مهيأة لاستيعابها وعاجزة تماما عن التعامل معها”.