ولدت سارا بريد لاف او مدام ووكر في شهر ديسمبر عام 1867م في ولايه لويزيانا كانت لديها شقيقات وأشقاء وكان والداها أوين ومينرفا بريد لاف مستعبدين للعمل في حقول القطن وكانت هي أيضا تعمل معهما في صغرها للتغلب علي ظروف المعيشه الصعبة في ذلك الحين، توفي والداها وهي في السابعه من عمرها وبسبب إنتشار الجهل وعدم توافر المدارس للأطفال السود في المجتمع تزوجت وهي في سن الرابعه عشر حتي تتخلص من المعامله السيئه لها من زوج اختها التي تكبرها سناً وبعد إنجابها لإبنتها ليليا بعامين توفي زوجها وأصبحت سارا بريد لاف أرمله وهي في سن العشرين . ولضيق العيش عليها وعلي ابنتها إنتقلت إلي “سانت لويس” عند أشقائها وتمكنت من الحصول علي عمل (غساله ثياب) وكانت تجني منه مبلغ يقدر بدولار ونصف في الاسبوع وحافظت علي ذلك العمل لرغبتها الشديده في أن تحصل إبنتها علي تعليم يفوق ما حصلت هي عليه. كانت سارا منذ صغرها لا تشعر بالخجل من اي عمل تقوم به رغم أن الناس كانوا يحقرن من عمل غساله الثياب إلا أنها أبت أن تشعر بالخجل كعادتها ولكن الحدث الوحيد الذي كان يشعرها بالخجل فعلا هو أنها أصيبت بمرض شديد في فروة رأسها هي وعدد كبير من النساء في ذلك الوقت أدي إلي سقوط شعورهن واصابتهن بالصلع وكان ذلك بسبب قله الاستحمام الذي كان يعد وسيله ترف في ذلك الوقت وبالطبع كان السبب في ذلك هو عدم توافر الكهرباء وأنابيب المياه في منازل الفقراء.
محتويات المقال
البداية الحقيقة لمدام ووكر:
رفضت سارا الاستسلام لهذه الحاله وقامت بتصنيع تركيبات في منزلها لتنظيف فروة رأسها أدت إلي شفائها وإعادة نمو شعرها ومن هذه النقطه كانت البدايه الفعليه لحياة سارا بريد لاف العمليه حيث عملت كمندوبه مبيعات لمنتجات العنايه بالشعر وثناء عملها قابلت شارلز جوزيف ووكر الذي كان يعمل في بيع الصحف وتزوجته وساعدها علي نشر منتجاتها من خلال الإعلانات وشجعها علي إستخدام لقب مدام ووكر في التسويق هذا اللقب أضفي عليها مزيد من الوقار والكرامه والإحترام .بعد ذلك إنتقلت السيدة ووكر إلي مدينه إنديانا بوليوس عام 1910م وقامت بإنشاء صالون لتصفيف الشعر ومصنع ومدرسه تجميل من أجل تدريب وكلاء المبيعات الذين يعملون لديها.
نشاطاتها واعمالها:
أصبح لمدام ووكر نشاطات سياسيه وثقافيه حيث قامت بالتبرع بمبلغ ألف دولار لتمويل البناء لجمعيه الشبان المسيحين من أجل تقديمها للخدمات في المجتمع الأهلي الأسود . وفي عام 1912م ألقت خطاب لها في مؤتمر لمندوبي الإتحاد القومي لرجال الأعمال السود((NNBLوكان مؤسس الاتحاد بوكرتي.واشنطن كان ذو شخصيه قويه فكان القائد الأمريكي الأفريقي الاعظم سطوة في ذلك الوقت. في السنه التاليه للمؤتمر قبل واشنطن دعوة ووكر في منزلها في انديانابوليس وذلك أثناء إفتتاح المبني الجديد للإتحاد القومي لرجال الأعمال السود. ومن ضمن إسهامتها في مجال التعليم تقديمها منحاً دراسيه لطلاب أفريقيين في معهد توسكيغي الذي أسسه “بوكر تي واشنطن” عام 1881م واستقبلها واشنطن كمتحدثه رئيسيه في المؤتمر الذي أقامه عام 1913م.
اقرأ ايضاً قصة نجاح مهاتير محمد
اقتحام الاسواق الدولية:
أرادت ووكر ان تنشر منتجاتها وتحقق الإزدهار للنساء من ذوات الأصول الافريقيه خارج الولايات المتحده فقامت بتسويق منتجاتها في باناما, جامايكا, كوبا وغيرهم من الدول ولاقت شركتها نجاحا كبيراً حتي وصل عدد وكلاء المبيعات إلي 200 وكيل في مؤتمر إتحاد ووكر لمصففي الشعر في أمريكا الذي أقامته في فلادلفيا عام 1917م وكان من أوائل المؤتمرات القوميه للنساء الأمريكيات لمناقشه التجارة والاعمال. هذا وقد آدت الاسهامات التي قدمتها في ازدهار عملها وانتشاره وهذا يعنى انها كانت تفكر وتدرس كل خطوة جيداً قبل الاقبال عليها.
اقرأ ايضاً قصة نجاح اينغفار كامبراد مؤسس شركة ايكيا
وفاتها:
توفيت مدام ووكر عن عمر ناهز الـ 51 سنه نتيجه ارتفاع ضغط الدم، تركت ووكر ثلث ثروتها إلي ابنتها ليليا والمبلغ الذي تبقي تم توزيعه علي المؤسسات الخيريه، وإعترافا لفضل هذه السيدة قامت خدمه البريد الأمريكي بإصدار طابع بريد تحت إسم مدام ووكر عام 1998م.
الدورس المستفادة:
هناك دروس مستفادة عديدة من قصة نجاح مدام ووكر، وأول درس من هذة الدورس هو العمل على ايجاد حلول مبتكرة للمشاكل، فالسيدة ووكر لم تفعل مثل السيدات الاخريات عندما حدثت لها مشكلة تساقط الشعر وانما جلست تفكر وتجرب الى ان وصلت الى الحل الذي مكنها من حل مشكلتها، وبالنسبة لثانى هذة الدروس فهو يتمثل في الاستمرارية وكيفية الحفاظ على النجاح، فلكى تثبت ان نجاحك لم يكن صدفة فلابد وان تحافظ علية، كذلك توجد دروس هامة اخري من قصة نجاح مدام ووكر ومنها ان الاعتماد على العقل انفع بكثير من الاعتماد على المؤهلات الدراسة، الظروف المعيشية الصعبة ليست عائق امام النجاح، الشخص الذي يمتلك هدف ويؤمن بة سيحققة بكل تأكيد.