ولد فريدريك ديلوكا فى عام 1948م فى الولايات المتحدة الامريكية (حى بروكلين- نيويورك) لأبوين ايطاليين الجنسية، إستطاع فريد و سنه لم يتجاوز العاشرة من عمره أن يبدأ تجارة بسيطة خاصة به فبدأ بجمع الزجاجات الفارغة و تنظيفها و بيعها مرة أخرى مقابل سنتين للزجاجة الواحدة , ايضاً قرر حينها ان يوسع تجارتة البسيطة فقام بتوزيع وبيع الصحف اليومية لأكثر من 400 شخص. مرت السنوات وتخرج فريدريك ديلوكا من الثانوية وحينها قرر ان يكمل دراستة الجامعة واستقر مع اسرتة علي دراسة الطب ولكنة حينها كان بحاجة الي المال ليدفع تكاليف الجامعة وليتشري الاغراض والمتطلبات التي يحتاجها، ولأن اسرتة كانت فقيرة للدرجة التي لا تسمح لها بإعطاء فريد الاموال التي يحتاجها ليكمل دراستة فقد اتخذ قراراً بالعمل كبائع لدي احد المتاجر المتخصصة في بيع المعدات والالات في مقابل الحصول علي 1.25 دولار مقابل كل ساعة عمل، هذا العمل علي الرغم من انة ساعد فريد الا انة لم يكن جيد بالقدر الكاف حيث انة كان يحتاج الي اموال اكثر من التي يحصل علية.
محتويات المقال
- 1 مطاعم الوجبات السريعة تكسب كثيراُ!!
- 2 مرحلة توفير المكان والمعدات:
- 3 اختيار اسم المشروع:
- 4 افتتاح وتشغيل المشروع:
- 5 اول مشكلة تواجة فريدريك ديلوكا:
- 6 توسع رغم الخسارة:
- 7 اسباب النجاح:
- 8 العمل بنظام الفرنشايز:
- 9 عوامل نجاح مطاعم صب واي:
- 10 توسعات مستمرة لصب واي:
- 11 التسويق عبر العملاء:
- 12 الازمة الاقتصادية الرائعة:
- 13 وفاة فرديريك ديلوكا:
مطاعم الوجبات السريعة تكسب كثيراُ!!
في يوم الاحد في الشهر السابع من عام 1965 جاء احد الاصدقاء القدامي لزيارة عائلة ديلوكا وهو دكتور متخصص في مجال الفيزياء النووية ويدعي ” Peter Buck- بيتر باك”. هذا وحدث ان فريد اشتكي لصديق العائلة ازمتة التي يعاني منها لفترة طويلة وطلب منة ان يجد لة حلاً يساعدة علي كسب المزيد من الاموال ليتمكن من اكمال دراستة ويسدد الديون المستحقة علية. فما كان من الصديق الا ان روي لة قصة رجل تمكن من انشاء مطعم صغير لبيع الوجبات السريعة وبمرور الوقت تمكن من انشاء سلسة محلات كبري ويحقق الكثير والكثير من الارباح، واقترج علي فريد ان يعمل هو الاخر في نفس المجال وقرر ايضاً ان يدخل شريك معة واعطاة مبلغ الف دولار لأستغلالة في استئجار محل وتجهيزة بالمعدات اللازمة. الجدير بالذكر انهما وضعا امامهما هدف واضح وهو ان تكون عدد افرع المشروع 32 فرع بعد عشر سنوات من الانطلاق.
مرحلة توفير المكان والمعدات:
اخذ الشاب البالغ من العمر 17 عاماً سيارة والدة وتجول في مدينتة باحثاً عن محل في موقع مناسب وبمساحة مناسبة، وبالفعل توصل لمحل بالمواصفات المطلوبة في بريدبورت في ولاية كونيتكيت وقام علي الفور بتسديد المبلغ المطلوب لصاحبة، قرر بعد ذلك ان يبحث علي معدات مطاعم مستعملة ليشتريها لأنها ستوفر علية المال بكل تأكيد، فقام بعمل اعلان في احدي الصحف وذكر فية انة طالب ويحتاج الي معدات مستعملة من براد وثلاجة وطاولة كبيرة وادوات اخري لتجهيز مطعم صغير. بعدما اشتري فريدريك ديلوكا المعدات لم يتبق لدية اي اموال حتي انة كان بحاجة الي مبلغ 25 دولار فقط لدفعة الي المحام المسؤل عن تجهيز وتحرير عقود الايجار الرسمية وبدلاً من ان يقترضهم قرر ان يعمل دون عقود موثقة، وكان ايضاً بحاجة الي مبلغ من المال لعمل ديكورات للمحل ولكنة قرر ان ينجزها بنفسة دون اي تكاليف.
اختيار اسم المشروع:
علي الرغم من ان اسم المشروع يجب ان يتم اختيارة في مرحلة مبكرة الا ان فريدريك ديلوكا لم يكن امامة الوقت للتفكير، حيث عمل علي تنفيذ الفكرة بشكل سريع جداً. ولكنة بعدما انتهي من التجهيزات آخذ يفكر في اسم مناسب للمشروع وتوصل الي ( pete’s submarines – بيت صب مارينز). بيت هي اختصار لاسم بيتر (الشريك الممول وصديق العائلة) وبالنسبة لـ (s`) فهي تستخدم في اللغة الانجليزية وتدل علي ملكية الشئ، اما صب مارينز فهي تعني غواصة باللغة الانجليزية وتم اطلاق هذا الاسم علي السندوتشات الايطالية حيث كانت تشبة الغواصات الي حد كبير. هذا وقدم تم تغيير اسم المطعم فيما بعد الي (Pete’s Subway- بيت صب واي) حيث ان الناس كانوا ينطقونة بيتزا مارينز وهو في الاساس ليس مطعماً لبيع البيتزا بل كان مطعماً لبيع السندوتشات السريعة، هذا الاسم ايضاً لم يلقي اعجاب الناس ومع الوقت حذفوا اسم بيت واطلقوا علية مطعم صب واي فقط.
افتتاح وتشغيل المشروع:
تم افتتاح المطعم في يوم الثامن والعشرين من شهر اغسطس لعام 1965 وفي هذا اليوم تمكن فردريك ديلوكا من بيع 312 سندوتش بسعر يقارب الـ 60 سنت في المتوسط للسندوتش الواحد، وقام في نفس اليوم بتوزيع مشروبات غازية مجاناً علي المشترين. الجدير بالذكر انة لم تكن هناك عمالة في المطعم بل كان فريد يعمل بمفردة، فهو من كان يشتري الخامات يومياً من مسافة تبعد حوالي 100 ميل بالسيارة وهو من كان يصنع السندوتشات وهو من يبيعها ويحصل الاموال من الزبائن. واما في الايام التي يكثر فيها العمل فكان يحصل علي بعض المساعدة من والدتة.
اول مشكلة تواجة فريدريك ديلوكا:
بعد مرور عدة ايام واجة فريديريك ديلوكا مشكلة وحلها يحتاج الي مبلغ كبير من المال، فالمحل كان بحاجة ضرورية الي حوض كبير يتم وضعة في المطبخ وتكلفتة كانت 550 دولار وهذا المبلغ بالطبع لم يتوافر معة. وعندما تواصل مع الشريك الممول وقص علية المشكلة منحة مبلغ الف دولار اخري ومنة اشتري الحوض المطلوب واستمر في عملة.
توسع رغم الخسارة:
بعد مرور عام واحد علي افتتاح المطعم اصر فريدريك ديلوكا علي افتتاح مطعم جديد في موقع قريب من المطعم الاول كخطوة اولي نحو تحقيق الهدف المخطط لة (افتتاح 32 فرع بعد 10 سنوات). واشارات الارقام فيما بعد ان المطعمين يحققا الخسائر. وما كان من الشريك الممول (بيتر باك) الا ان اجتمع بفريد ليجدا حل في المشكلة التي تواجهما، وفي الحقيقة كان الحل الذي توصلا الية غريب جداً وغير منطقي في الواقع، فقد اتفقا علي افتتاح مطعم ثالث. الغريب في الامر انة بعد افتتاح المطعم الثالث حققت جميع الفروع الارباح!!
اسباب النجاح:
عندما سُئل فريدريك ديلوكا عن هذا قال انهما احسنا اختيار الموقع الثالث فالزبائن يحتاجون الي محلات يسهل الوصول اليها، وايضاً تحدث عن خفض التكاليف الي ادني درجة وتحسين جودة المنتجات المقدمة والاهتمام بعنصر النظافة في المطاعم الثلاثة.
العمل بنظام الفرنشايز:
شعر فريدريك ديلوكا بأن تحقيق هدفة بإفتتاح 32 مطعم خلال 10 اعوام سيكون صعب جداً ولهذا فكر في فكرة الفرنشايز او حق الامتياز- تعرف علي الفرنشايز وكيف تستفيد منة في تحقيق ارباح خيالية– وكان اول من بدء فريد بعرض نظام الفرنشايز علية هو صديق لة يدعي “براين ديكسون”، حيث عرض علية امتلاك المطعم الثالث لصالحة بعد تدريبة جيداً علي ادارتة علي ان يرجعة ويحصل علي اموالة التي دفعها كاملةً وجد نفسة غير قادر علي العمل او غير قادر علي تحقيق الارباح. الجدير بالذكر ان الامر لم يرق لديكسون في البداية علي الرغم من ان العرض مغري وعلي الرغم ايضاً من انة عاطل عن العمل، ولكن بعد فترة قصيرة من التفكير قبل ديكسون العرض واشتري المطعم وحقق الكثير من النجاحات ولا زال يمتلك هذا المطعم حتي يومنا هذا. بعد التجربة الناجحة مع ديكسون قرر فريدريك ديلوكا ان يعرض حقوق الامتياز علي افراد عائلة الايطالية وبعد ذلك اتجة الي البحث عن مستثمرين لشراء حقوق الامتياز منة عبر الجرائد.
عوامل نجاح مطاعم صب واي:
حرص ديلوكا علي ان تكون الخضروات المستخدمة في جميع فروع صب واي طازجة لكي لا تتأثر جودة المنتجات، حرص ايضاً علي ان يكون الخبز المستخدم في اعداد السندوتشات طازجاً لدرجة ان صمم بنفسة ماكينات مخصصة لصناعة الخبز ليضمن جودة منتجات مطاعمة. كذلك اعتمد علي طريقة متميزة تجعل الزبون اكثر ثقة، خصص فاترينات زجاجية يمكن للعملاء ان يروا من خلفها العمال وهم يعدون الشطائر والسندوتشات بطريقة نظيفة تبعث بالثقة، ايضاً حرض فريدريك ديلوكا علي تغيير الصورة السيئة لمطاعم الوجبات السريعة وذلك بتخفيض نسب الزيوت والدهون في منتجاتة.
توسعات مستمرة لصب واي:
تأسس اول مطعم في عام 1965 وكان الهدف المخطط لة هو امتلاك سلسلة مطاعم عددها 32 مطعم بعد عشر سنوات اي في عام 1975. ولكن ما حدث كان افضل، ففي عام 1978 كان هناك اكثر من 100 مطعم تحت اسم صب واي، وبعد 10 سنوات وبالتحديد في عام 1988 كان هناك الفي مطعم تحت اسم صب واي، وفي عام 1990 وصلت عدد الافرع الي 5000 فرع. استمرت التوسعات وبيع الامتيازات بشكل مستمر حتي تخطت اعداد فروع صب واي حاجز الـ 41 الف مطعم فيما يزيد عن 100 دولة.
التسويق عبر العملاء:
كان هناك طالباً جامعياً يدعي “جاريد فوجل” وكان يعاني من السمنة المفرطة وحاول تجريب العديد من برامج التخسيس والحميات الغذائية ولكنة لم يفلح ولم يفقد الوزن. ولكنة ذات يوم قرر ان يأكل ساندوتشين اثنين فقط كل يوم من السندوتشات الصحية التي تبيعها صب واي وذلك لمدة عام كامل. بعد مرور العام خسر جاريد 111 كليو جرام وهو بالطبع رقم قد يعتقد البعض ان درب من الخيال ولأن ما فعلة كان اشبة بالمعجزة فقد كتبت عنة بعض المجلات وذكر في حوراتة انة كان يأكل يومياً ساندوتشين فقط من السندوتشات الصحية التي تقدمها صب واي وهذا بالطبع ادى الي زيادة اقبال العملاء علي محلات صب واي. ايضاً قرر احد حملة حقوق الامتياز التجاري ان يستغل الشهرة التي حققها جاريد واتفق معة لكي يستغلة في عمليات التسويق.
الازمة الاقتصادية الرائعة:
في عام 2008 ظهرت الازمة الاقتصادية وخسرت الكثير من الشركات وافلست العديد من البنوك وتم تسريح الكثير من الموظفين، ولكن صب واي لم تكن كذلك، بل كان عام 2008 من افضل اعوامها، فأعداد العملاء الراغبين في شراء حقوق الامتياز كان في تزايد مستمر والارباح في نسق تصاعدي ولم تكن هناك اي مشكلات. وعن ذلك صرح فريدريك ديلوكا بأن اعداد السندوتشات الصحية امام اعين الزبائن وبيعها لهم بأسعار اقتصادية والتعامل معهم بطريقة ودية جعلتهم يفضلون الشراء من صب واي عن الشراء من المنافسين الاخرين.
وفاة فرديريك ديلوكا:
اصيب فريد بمرض لوكميا الدم (عفانا الله واياكم) وعاني منة كثيراً الي ان توفاة الله في يوم الاثنين الموافق 14 من سبتمبر لعام 2015 عن عمر ناهز الـ 67 عاما.