آنا مارى روبرتسون موزس التى عرفت بإسم (الجدة موسز) ولدت فى السابع من سبتمبر وتحديداً في عام1860م. كانت تتمنى منذ صغرها ان تكون رسامة مشهورة ولكنها لم تتمكن من ذلك وسلكت طريقاً اخر, فتزوجت من رجل يعمل في مجال الزراعة “مزارع” وهى فى ال27 من عمرها فى مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية. كرست آنا حياتها للعائلة والعمل فأنجبت عشرة أطفال و مات نصفهم وكانت تعمل مع زوجها فى زراعة الأرض حتي توفى الزوج في عام 1927 وترك لها ابناء صغاراً وعملاً كثيرا. قررت حينها ان تكون علي قدر المسؤلية الواقعة عليها فإستمرت في زراعة الارض بمساعدة ابنائها الصغار واحسنت تربيتهم ايضاً و لكن إنتهى بها الحال مع كبر سنها ومرضها بمرض إلتهاب المفاصل الى المكوث بمنزل إبنتها.
محتويات المقال
الموهبة وحدها لا تكفي:
قامت آنا فى بداية زواجها بخياطة مشغولات فنية يدوية و كانت تحوى على مناظر طبيعية خلابة فنالت إعجاب عدد كبير من الأصدقاء و الأقارب و إشتهرت بينهم بتلك الأعمال, و تضاربت الأقاويل حول تركها الخياطة و دخولها الي عالم رسم اللوحات، فذكر البعض أنه بسبب مرضها و البعض الآخر رأى أنها كانت تريد رسم لوحة فنية خلال وقت قصير لتمنحها كهدية لساعى البريد فقامت بالرسم بإستخدام فرشاة ألوان ووجدت انها انجزت اللوحة بشكل أسرع كثيرا من الخياطة, لطالما كانت تحلم آنا بممارسة هوايتها المفضلة منذ الصغر وهى الرسم و الفن ولكن لم تجد إلا الرفض و الإحباط من كل من حولها و قولهم لها أنها لن تصبح الا مجرد زوجة لمزارع ما و أم لأبنائه فقط و لن تستطيع النجاح فى شئ.
نجاح بعد السبعين:
و مع هذا لم تترك آنا حلمها يموت فقد أنعشته مرة أخرى عندما بلغت سن 75 عام فوجدت أن الوقت قد حان لممارسة هوايتها الرسم و الإبداع وذلك بعدما أصبحت عاجزة عن زراعة الأرض بأمر من الطبيب المختص بها.
لوحات كثيرة واسعار رخيصة:
موهبة آنا كانت مكتسبة منذ أن ولدت و لم تحصل لا بالعلم أو الدراسة أو التدريب بل تمتعت بها من تلقاء نفسها بدون أى عوامل خارجية فكانت عاشقة للرسم و الفن فقامت حينها بشراء بعض من اللوحات و الألوان و فرش للرسم و بدأت بالفعل فى رسم مناظر طبيعية ريفية و من ثم أصبحت تبيع اللوحة الصغيرة مقابل دولارين أما اللوحة الكبيرة فكانت بثلاثة دولارات حتى وصلت عدد رسوماتها الى 1500 لوحة فنية.
صفقة غيرت المسار:
إشتهرت فى البداية الجدة موسز “كما كانت تحب أن تلقب” ببراعتها فى الرسم عن طريق اللوحات الفنية الخلابة فكانت تهدى بها أقاربها و أصدقائها حتى أصبحت تعرض لوحاتها فى جدار كوخها و من ثم أعجب أحد المخرجين السينمائيين بأحد اللوحات بطريقة الرسم و الإبداع فقام بعرضها فى مزاد بمدينة نيويورك و باع اللوحة بـ 150000 دولار فحصلت لوحاتها بعد ذلك على الشهرة ثم عرضت فى متحف الفن الحديث بمدينة نيويورك.
نجاح كبير وارباح طائلة:
أصبحت الجدة موسز من أشهر الرسامات حيث بدأت لوحاتها تأخذ منحنى آخر فأصبحت آنا أكثر براعة و إتقان فى جودة الرسم و طريقة الرسم فى اللوحة و بدأت لوحاتها تتصدر الطوابع الأمريكية و بطاقات المعايدة نسبة الى نجاحها كما حصلت لوحاتها على عدد كبير من المعجبين و محبى الفن حيث أصبحوا يتسابقون على شراء اللوحات فوصلت سعر اللوحة الواحدة من 8 آلاف دولار الى 10 آلاف دولار مما جعلها تحصل على جائزة الرئيس الأمريكى هارى ترومان عام 1949 لمساهمتها فى إثراء الفنون, و نلاحظ أن الدخل الذى حققته الجدة موسز فى عام واحد من بيع لوحاتها الفنية أضعاف ماحققته من زراعة الأرض فوصل سعر أعلى لوحة فنية قامت ببيعها الى 1,2 مليون دولارو حاليا تتواجد لوحاتها في متحف اللوفر بـباريس وبلازا في نيويورك وتعتبر مثالا رائعا في مواصلة النجاح وتحقيق الاحلام.
وفاة الجدة موسز:
توفت الجدة موسز في اليوم الثالث عشر من شهر ديسمبر لعام 1961 عن عمر ناهز 101 سنة ولكنها تركت ورائها قصة نجاح ملهمة للناس كافة، واعمالها ايضاً لم تمت فهي لا زالت منتشرة ومشهورة حتي يومنا هذا.