قصة مقاول مشهور. تشهد السعودية تطور كبير في البناء والتطوير تزامنًا مع اقتراب عام 2030، وهذا لتطبق الحكومة الرؤية والأهداف التي من المتوقع أن تتم في هذا التاريخ.
ولذلك يبحث الجميع عن مجال يشاركون من خلاله في هذه الخطة، هذا ليسجلوا اسمهم من بين الشركات المساهمة، وكذلك لتحقيق نجاح وأرباح ممتازة.
ومن هذه المجالات مجال المقاولات، وسيكون من المفيد أن تطلع على قصص نجاح أشخاص عصاميين بدأوا من الصفر في هذا المجال، وهو ما سأقدمه لك في هذه المقالة.
محتويات المقال
قصة مقاول مشهور مثل الشيخ كمال أدهم (المباني)
وأول قصة مقاول مشهور في السعودية بدأ من الصفر هي قصة رجل الأعمال العصامي الشيخ كمال أدهم، والذي بدأ حياته المهنية في عالم مختلف تمامًا عن العالم الذي ازدهر فيه لاحقًا كرائد أعمال.
وقد ولد عام 1929 في تركمانيه بتركيا لأبوين سعوديين، درس أدهم العلوم السياسية في أنقرة قبل أن يبدأ حياته المهنية في الخدمة الحكومية.
وتدرج بسرعة في المناصب، وأصبح في نهاية المطاف ليس فقط مستشارًا مقربًا من الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ولكن أيضًا رئيس الاستخبارات السعودية من عام 1965 إلى عام 1979.
ومع ذلك، في عام 1979 اختار أدهم ترك الخدمة الحكومية والشروع في رحلة جديدة كرجل أعمال.
وأسس شركة المباني للمقاولات العامة كشركة ذات مسؤولية محدودة في جدة.
واستفاد من علاقاته الوثيقة، حيث تمكن من تأمين عقود لمشاريع تطوير كبرى تقوم بها الحكومة السعودية.
وتضمنت بعض مشاريع شركة المباني الأولى الطرق والجسور والأنفاق والبنية التحتية للمطارات ليتحقق النمو في النقل.
ومع إثبات الشركة لقدراتها، توسع نطاق المشاريع ليشمل بناء الأبراج العالية ومرافق معالجة مياه الصرف الصحي والمختبرات البحثية ومحطات توليد الطاقة في جميع أنحاء المملكة.
وأدار أدهم الشركة بنهج عملي، حيث قاد بنشاط استراتيجية الشركة مع تمكين الجيل القادم من المواهب الفنية والهندسية.
ووصل عدد موظفي الشركة إلى أكثر من 8000 موظف، وجمعت أسطول معدات بأكثر من 2000 وحدة لتنفيذ مشاريع إنشائية ضخمة.
وبحلول عام 1982، ومع ازدهار اقتصاد المملكة العربية السعودية، كانت شركة المباني مزدهرة.
ووسّع أدهم نطاق الشركة خارج المملكة، حيث ساهم في جهود إعادة البناء في لبنان الممزقة بالحرب.
وفي عام 1991 أنشأ فرع في عمان، حيث عمل على مشاريع البنية التحتية وترسيم الحدود بين البلدين.
وخلال العقود الثلاثة الأولى من عمر الشركة، واصلت شركة المباني العمل باستمرار، حيث نفذت مشاريع بنية تحتية وإنشاءات بلغت قيمتها مليارات الدولارات.
وتحت قيادة أدهم أصبحت واحدة من أكثر الشركات سمعة طيبة في الشرق الأوسط.
الشيخ حمد بن عبدالله العيوني (العيوني)
وثاني قصة مقاول مشهور هي قصة الشيخ حمد بن عبدالله العيوني، ففي بداية الستينيات، عمل شاب سعودي يُدعى حمد بجد تحت أشعة الشمس الحارقة لتأسيس شركة صغيرة للمقاولات في الرياض.
واتسم حمد بحس تجاري حاد وطاقة لا متناهية وعزم على تطوير شركته الصغيرة إلى شيء عظيم من خلال العمل الجاد.
كما أنه عمل بجد مع طاقمه الصغير، بحثًا عن مشاريع محلية جديدة مهما كان صغر حجمها.
وسرعان ما انتشر صيته كمقاول ملتزم بالجودة والمواعيد، وبسرعة بدأ حمد في الفوز بمشاريع لبناء الطرق بين المدن والبلدات السعودية.
كما بنت شركته الجسور والبنية التحتية التي ساعدت في تطوير المملكة.
وخلال عقد من الزمن، نجح حمد في بناء شركة مقاولاته.
وبحلول منتصف السبعينيات، نجح في تحويل شركته الناشئة إلى شركة إنشاءات، فأسسها رسميًا تحت اسم “شركة العيوني للمقاولات” عام 1976.
واستمرت الشركة في العمل الجاد والفوز بمشاريع كبرى للطرق والنقل، لتساعد في توسعة البنية التحتية بالتزامن مع تطور المملكة السريع.
ولعبت الشركة دور في بناء مئات الكيلومترات من الطرق والجسور في أنحاء المملكة، واشتُهرت بالاحترافية والتميز.
ووسع حمد أعماله في الثمانينيات لتشمل قطاعات أخرى، وأحضر الأبناء لإدارة هذا النمو السريع.
وبحلول التسعينيات، تحولت مجموعة العيوني تحت قيادة حمد إلى واحدة من أبرز المقاولين الوطنيين والتجمعات الاقتصادية المتنوعة.
ويُرى إرث حمد العظيم اليوم في أعمال مجموعة العيوني الضخمة في قطاعي النقل والبنية التحتية، فقصّته تجسد صعود رجال الأعمال السعوديين.
قصة مقاول مشهور هيف بن محمد بن عبود القحطاني (هيف)
كما تعد قصة هيف بن محمد بن عبود قصة مقاول مشهور عصامي بدأ من الصفر في السعودية، فقد نشأ في قرية صغيرة تدعى شعف لجوان في منطقة الإحساء في السعودية.
وبالرغم من خلفيته الضعيفة، فهو لم يكمل سوى التعليم الابتدائي فقط قبل أن يضطر إلى ترك المدرسة والبدء في العمل لمساعدة أسرته.
وفي سن مبكرة، أظهر هيف بالفعل إستعداد ممتاز ومثابرة للوصول إلى هدف ما.
ومن ضمن وظائفه الأولى قيادة سيارات الأجرة والشاحنات لتوفير لقمة العيش.
وخلال هذا الوقت، تعلم مهارات مهمة مثل خدمة العملاء، وإدارة الوقت، والتنقل على الطرق في المملكة العربية السعودية.
وبعد توفير ما يكفي من المال، قرر هيف أن يخاطر وينتقل إلى العاصمة الرياض لبدء عمل تجاري صغير لبيع السيارات.
ووصل إلى الرياض وموارده محدودة، فافتتح محل تجاري في حي المنفوحة القديم بالمدينة.
وقد نما عمله تدريجيًا من خلال العمل الشاق، والنزاهة ، وتوفير خدمة جيدة للعملاء.
ومع مرور الوقت، وسّع هيف نشاطه من تجارة السيارات المستعملة ليشمل تجارة العقارات ومعدات البناء.
وباعتباره رجل أعمال ماهر، أدرك هيف أنه من أجل النمو، سيحتاج إلى إقامة شبكة علاقات والاتصال بشخصيات مؤثرة.
فبدأ بحضور المنتديات التجارية حيث التقى برواد الأعمال والمستثمرين ذوي التفكير المماثل.
وبدعم منهم، أسس شركة هيف للتجارة والمقاولات في عام 1976.
وبدأت الشركة بالتركيز على المقاولات العامة، حيث قادها هيف وهي لا تزال في مراحلها الأولى للقيام بمشاريع بنية تحتية وإنشاءات رئيسية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.
وقد كسبتهم جودة الأعمال سمعة ممتازة واستمرت الفرص في النمو.
وتأكد هيف من أن تتماشى الشركة مع أحدث تقنيات ومعدات البناء للبقاء في مقدمة المنافسين.
وبحلول التسعينيات، حول هيف شركته الناشئة إلى مجموعة متنوعة الأنشطة تشمل قطاعات مثل الفنادق، والتصنيع، والزراعة، والتصميم الداخلي ، والاستثمارات.
وتوظف المجموعة أكثر من 7000 شخص، مما يعكس حجمها وطموحها.
ومع ذلك، لا يزال هيف شخص متواضع، فيتجنب الترف ويؤكد على الأخلاق الإسلامية.
خالد بن مساعد السيف (السيف)
والقصة الرابعة والتي تعد قصة مقاول مشهور عصامي في السعودية، هي قصة خالد بن مساعد السيف، صاحب شركة السيف للمقاولات.
ولد خالد بن مساعد السيف عام 1965 في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
وهو ينحدر من عائلة من الطبقة المتوسطة وكان والده يعمل صاحب متجر صغير يبيع الأدوات والمعدات.
ومنذ صغره، ساعد خالد والده في السوق وتعلم مهارات التجارة والأعمال.
وبعد الانتهاء من المدرسة الثانوية، أراد خالد توسيع أعمال العائلة، فحصل على قرض صغير وافتتح أول متجر السيف للأدوات في الرياض عام 1985 عندما كان عمره 20 عام فقط.
وكان متجر صغير ولكن خالد عمل بلا كلل لبناء مخزونه وتقديم أفضل الأدوات عالية الجودة وبأسعار معقولة.
وفي غضون سنوات قليلة، اكتسبت شركة السيف للأدوات سمعة طيبة في الخدمة الجيدة والقيمة.
وبدأ خالد بالحصول على عقود كبيرة لتوريد الأدوات والمعدات لشركات البناء.
وكان توقيته مثاليًا حيث كانت المملكة العربية السعودية تشرع في مشاريع البنية التحتية الضخمة في التسعينيات.
ووسع خالد متجر السيف إلى 7 متاجر في المدن السعودية الكبرى.
وقام أيضًا بالتنويع في الأدوات الكهربائية وأدوات السلامة والأجهزة الأخرى.
وقد ساعده نجاحه المتكرر في تقديم العطاءات للحصول على عقود توريد كبيرة مع أرامكو السعودية وسابك وشركات أخرى بشكل كبير.
وبحلول عام 2000، سيطرت شركة السيف للأدوات على سوق الأدوات السعودية بما يقرب من 50 متجر.
وبدأ خالد أيضًا بالعمل في مجال المقاولات العامة والخاصة.
كما انضم شقيقاه والعديد من أبناء عمومته إلى العمل خلال هذه الفترة من النمو السريع.
قصة مقاول مشهور محمد بن سليمان النصبان
وآخر قصة مقاول مشهور في السعودية أقصها عليك هي قصة الشيخ النصبان، والذي ولد محمد بن سليمان النصبان عام 1942 في الرياض.
وبعد أن أنهى تعليمه في الرياض، التحق بمعهد المعلمين وتخرج بدرجة الماجستير في ريادة الأعمال.
ثم بدأ العمل في الوظائف الحكومية لبضع سنوات قبل أن يقرر المخاطرة بترك وظيفته المستقرة ليدخل عالم الأعمال الخاصة بدوام كامل.
كان هذا القرار الجريء في عام 1978 بمثابة ولادة مؤسسته الفردية التي أطلق عليها اسم شركة النصبان للتجارة والمقاولات ومقرها الرياض.
المشروع التجاري الأول كان تشغيل وصيانة مستشفى الأفلاج وعيادات أبها وعيادات الرياض التابعة لوزارة الصحة مع تقديم خدمات النظافة.
كما قامت الشركة بالتعاقد وبناء بعض المباني السكنية والفلل.
وتوسعت الأنشطة التجارية بالشركة، لكن النصبان ركز على مجال رعاية المعاقين من خلال مراكز التأهيل ودور التعليم ودور رعاية المسنين، مع تواجدهم في مناطق مختلفة.
وبعد قضاء حوالي 3 سنوات في المقاولات، تم تحويل المؤسسة إلى شركة ذات مسؤولية محدودة في عام 2005 تحت اسم مجموعة النصبان للمقاولات، وبدأت أنشطة التشغيل والصيانة وتجارة المواد الغذائية.
وشهدت هذه الأنشطة ازدهار كبير في ذلك الوقت، وذلك بالتزامن مع الطفرة الاقتصادية الأولى في المملكة العربية السعودية.
ونتيجة لذلك، زادت المبيعات بشكل كبير وكذلك ارتفع عدد الموظفين الإداريين والتشغيليين للشركة.
وكان ذلك بمثابة بداية الفكرة لتوسيع نطاق الشركة من خلال إنشاء العديد من الشركات ذات المسؤولية المحدودة في مختلف المجالات التي تقدم خدمات في قطاعات رعاية ذوي الإعاقة والمقاولات.
وعلى مر السنين حققت مجموعة النصبان قفزات قوية ومحسوبة عكست استقرارها ومستقبلها الواعد في عالم المال والأعمال.
وقد تم التوسع الجغرافي بشكل مستمر ليشمل كافة مناطق المملكة العربية السعودية، فلم يقتصر على العاصمة الرياض.
ويعكس عدد المشاريع التي نفذتها المجموعة، والذي يقترب من ثلاثة آلاف في القطاعين الحكومي والخاص، خبرتها الواسعة.
إليك أيضًا، قصص نجاح مقاولين بدأوا من الصفر.
ملخص
وفي نهاية المقالة، لقد قدمنا لكم 5 قصص تعد كل منهم قصة مقاول مشهور عصامي بدأ من الصفر في المملكة العربية السعودية.
تعليق واحد
ناصر زهدي نموذج مشرف للشباب و تحدي الصعاب ومواجهة الظروف الصعبة ولهذا يستحق منا كل التقدير والاحترام و صادق الدعوات