قصة صاحب كنتاكي. من بدايته البسيطة في محطة بيع الوقود الصغيرة، استطاع صاحب كنتاكي أن يصل بفكرته إلى جميع دول العالم تقريبًا.
وتمثل رحلة الشخص الذي تجد صورته على جميع فروع مطاعم كنتاكي قصة ريادة أعمال مثالية لرجل واحد خاطر بكل شيء، ولكن مع الاصرار والابتكار أصبح مليونير.
وفي هذه المقالة، سنستكشف حياة وإنجازات هذه الشخصية الرائدة في مجال المطاعم والوجبات السريعة لتلهمنا لبدء مشاريعنا الخاصة.
محتويات المقال
من هو صاحب كنتاكي؟
وسنبدأ قصة صاحب كنتاكي بالتعرف على شخصيته، فكان المؤسس والمالك الأصلي لسلسلة مطاعم دجاج كنتاكي للوجبات السريعة هو هارلاند ديفيد ساندرز.
ولد عام 1890 في هنريفيل بولاية إنديانا ونشأ في أسرة فقيرة.
وأصبح ساندرز شغوفًا بالطهي منذ صغره عندما كان يطبخ لإخوته، مما دفعه إلى تطوير الوصفة السرية الأصلية وطريقة الطبخ لدجاج كنتاكي المقلي.
وعلى الرغم من أن ساندرز باع حصته في الشركة في عام 1964، إلا أن صورته لا تزال ترمز إلى علامة كنتاكي التجارية.
كما تظل وصفته الفريدة المكونة من 11 نوع من الأعشاب والتوابل للدجاج المقلي سرًا تجاريًا يخضع لحراسة مشددة.
واليوم، شركة كنتاكي فرايد تشيكن هي شركة تابعة لشركة Yum!، التي تمتلك أيضًا سلاسل مطاعم بيتزا هت وتاكو بيل.
لذلك، في حين كان ساندرز القوة الدافعة الأصلية وراء امتياز الدجاج الشهير، فإنه لم يعد المالك في الوقت الحالي، على الرغم من أن ما فعله ما زال مؤثر وله وجود على أرض الواقع.
اقرأ أيضًا، قصة صاحب مكتبة جرير محمد العقيل
الدوافع الرئيسية لفتح المطعم
كانت رحلة هارلاند ساندرز ليصبح صاحب مطعم وجبات سريعة مدفوعة بحب الطبخ وكذلك بسبب الظروف التي عاشها خلال طفولته.
فلم يبدأ ساندرز بشكل متعمد لبناء إمبراطورية مكونة من عدد كبير من المطاعم، بل كان هدفه أن يبدأ مشروعه الصغير في شكل مقهى بجوار منزله في الثلاثينيات من عمره.
وقبل كل شيء، كان الدافع الأساسي لدى هارلند هو الحاجة إلى كسب لقمة العيش في فترة اقتصادية كانت صعبة عليه وعلى الجميع.
حيث كان هناك كساد كبير، والكل يعاني من الفقر، وساندرز نفسه كان فقيرًا جدًا طوال حياته، هذا على الرغم من أنه عمل في العديد من الوظائف.
فقد عمل ساندرز كمزارع وبائع عقود تأمين وبائع متجول يبيع العديد من المنتجات لصالح التجار الكبار في المدينة وعامل في السكك الحديدية.
ولكنه أصبح عاطل عن العمل وهو يقترب من سن الأربعين، لذلك كان يخطط لفتح هذا المقهى الصغير للبقاء على قيد الحياة وتغطية نفقات الأسرة.
كما أنه رأى في هذا المشروع فرصة لتحقيق قدر من الاستقرار والاستقلال بعد السنين الطويلة التي قضاها هائم بين الوظائف.
وقد بدأت قصة صاحب كنتاكي بالفعل، عندما كان يستمع إلى أحد الأصدقاء بخصوص عدم وجود خيارات كثيرة لتناول الطعام في المدينة، فاكتشف فكرة أنه يمكنه الاستفادة من خبرته في الطهي.
حيث أنه في الأصل كان يقوم بإعداد وجبات الطعام طول حياته تقريبًا، وتعلم فنون الطهي منذ أن كان يطبخ لإخوته وقت الطفولة.
وأخيرًا، اعتمد ساندر على تشجيع نفسه بشغفه الدائم بالطعام والطهي، فبالنسبة له لم يكن الطهي بمثابة عمل شاق، بل كان يجلب له فرحة وراحة نفسية عظيمة.
لابد أن فرصة تحويل هوايته المحبوبة إلى عمل حقيقي كانت بمثابة حلم تحقق، فعندما استجاب السكان المحليون لأول مرة بحماس لطهيه، وجد ساندرز تأكيدًا على أنه كان يتبع الهدف الصحيح تمامًا.
اكتشاف الخلطة السرية
وما جعل قصة صاحب كنتاكي ناجحة هو اكتشافه الوصفة الأصلية لدجاج كنتاكي المقلي بعد سنوات من التجربة والتعلم والتكرار.
وتقول القصة أنه في ثلاثينيات القرن العشرين، توصل ساندرز إلى طريقة لقلي الدجاج في قدر أو وعاء الضغط باستخدام خلطة خاصة من 11 نوع من الأعشاب والتوابل.
فقد كان يحرس الوصفة بعناية، ويحتفظ بمزيج التوابل في خزانة، ولم يعرف سوى هو وعدد قليل من شركائه الموثوقين النسب والمكونات الدقيقة لتلك الوصفة.
وتعد السرية المحيطة بالأعشاب والتوابل الـ 11 جزءً لا يتجزأ من قصة نجاح علامة كنتاكي التجارية، ويتم التعامل معها بحذر كبير لدى الموردين والمطاعم التابعة لـ KFC.
ويُنسب الفضل إلى الغموض ومهارة الطبخ التي يتمتع بها الكولونيل ساندرز في الكثير من النجاح العالمي الذي حققه كنتاكي فرايد تشيكن على مر السنين.
وعلى الرغم من أن المكونات أو الطريقة الفعلية للوصفة لا يمكن توفيرها عبر الانترنت بسهولة، إلا أن أسطورة وصفة ساندرز السرية للدجاج المقلي لا تزال موجودة حتى بعد موته.
إليك أيضًا، قصة نجاح شركة توشيبا
بداية نجاح قصة صاحب كنتاكي
وفي البداية، حقق ساندرز نجاح بسيط في مطعمه الأول، وقام بتحسين الوصفة الخاصة به في ثلاثينيات القرن العشرين، ولكن بدأ تحقيق النجاح والشهرة في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي.
فعندما كان ساندرز يبلغ من العمر 62 عامًا، صرف شيك من أول دفعة له من الضمان الاجتماعي واستخدمه لتمويل مشروعه التالي، وهو منح امتياز العلامة التجارية باستخدام نموذج العمولة.
وكان يسافر من بلد لأخرى ومن مقاطعة للثانية باستمرار بالسيارة، ويطبخ الوجبات من الدجاج لأصحاب المطاعم ويروج لمفهوم عمله.
وبعدما تم رفضه أكثر من 1000 مرة، باع ساندرز أخيرًا أول امتياز له في عام 1952 إلى بيت هارمان من سولت ليك سيتي.
انتشر الخبر ببطء حول الدجاج المقلي اللذيذ الذي أعده الكولونيل ساندرز صاحب البدلة البيضاء، وبدأت فروع وحقوق الامتياز تنتشر على الطرق السريعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وداخل كندا.
وبحلول عام 1964، كان هناك أكثر من 600 موقع لامتياز كنتاكي، وكان هارلاند نفسه يشرف على واجهات المحلات وقوائم الطعام باعتباره رمز الشركة.
وبفضل هذا النجاح، باع ساندرز حصته في الشركة مقابل 2 مليون دولار في ذلك العام لمجموعة من المستثمرين.
وفي منتصف الستينيات، ازدهرت شعبية كنتاكي فرايد تشيكن بفضل الحملات التسويقية الذكية وشهية الأمريكيين المتزايدة للأطعمة السريعة والمريحة.
وتوسع الامتياز بسرعة في الخارج أيضًا، مع ظهور فروع في إنجلترا والمكسيك وجامايكا.
وفي السبعينيات، استحوذت شركة Heublein Inc على كنتاكي فرايد تشيكن، مما أدى إلى تسريع النمو ليشمل أكثر من 3500 مطعم عالمي.
وانطلقت حقوق الامتياز الدولية في آسيا بما في ذلك أسواق مثل اليابان وإندونيسيا وسنغافورة.
وفي عام 1983، أصبحت كنتاكي أول شركة للوجبات السريعة تتجاوز مبيعاتها مليار دولار خلال عام واحد.
لماذا الامتياز التجاري؟
وقد اختار ساندرز ترخيص فروع أو مواقع الامتياز التجاري بدلًا من تأسيس فروع أخرى له لأنه ببساطة لم يكن لديه رأس المال اللازم لفتح متاجر أخرى.
وكان ساندرز على وشك الإفلاس ويعيش على الشيكات الحكومية وكان الامتياز فكرة ذكية وذات مخاطر منخفضة، وأنقذت قصة صاحب كنتاكي.
اقرأ أيضًا، شركات تعطي فرنشايز في السعودية
قصة صاحب كنتاكي وبيع الشركة
بعد حوالي عقدين من الزمن ظل فيهم ساندرز يسوق للمشروع والفكرة، حصل على الفرصة التي عمل من أجلها طوال هذه الفترة في عام 1964م.
في هذا العام، كان عمره 74 عام، باع ساندرز حصته في الشركة لمجموعة من المستثمرين بقيادة جون واي براون جونيرو وشريكه التجاري جاك ماسي.
وقد باع هارلاند العلامة التجارية لعديد من الأسباب، أهمها أنه كان مرهق بعد أن أمضى سنوات طويلة في العمل باجتهاد.
كما أن مبلغ 2 مليون دولار كان مبلغ ضخم جدًا حينها يمكن أن يوفر للعقيد حياة مرفهه طوال ما بقي له من أيام في هذه الحياة.
الشخصية والإنجازات
ونستنتج من قصة صاحب كنتاكي أنه كان صاحب شخصية قوية لا يعرف الاستسلام على الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهها طوال حياته.
وكان ساندرز كذلك شخصية اجتماعية، وعرف عنه حب التواصل مع الناس، وكان دائمًا ما يحضر المناسبات العامة، هذا مع الحرص على مقابلة المعجبين به دون تكبر.
ثم إن هارلاند ساندرز هو أول من أدخل فكرة الامتياز التجاري في مجال المطاعم، فكان شخصية مؤثرة بين العاملين في صناعة الطعام.
وأخيرًا كان شخص قائد ومسؤول، ولديه معرفة واسعة في عالم التسويق، فهو المسؤول عن نشر الدجاج المقلي في جميع أنحاء العالم تقريبًا.
التحديات في قصة صاحب كنتاكي
وقد واجه هارلاند ساندرز عدد كبير من التحديات طوال حياته، ولكن هذه التحديات ساعدته ليصبح شخص قوي، ولنبدأ بتحديات الطفولة، فقد عاش مع عائلة فقيرة ومات أبوه وهو صغير.
وعلى الرغم من أنه طفل نشيط، إلا أنه ترك المدرسة في سن الخامسة عشر وبدأ العمل، وهذا الأمر كان من الممكن أن يؤثر على مسيرته أو نجاحه.
وفي عام 1933م ضرب الركود الاقتصادي أمريكا، وهذا ما أثر على انخفاض الطلب على وجبات الطعام السريعة والدجاج المقلي.
وهنا اضطر ساندرز إلى إغلاق مطعمه في كنتاكي، وبدأ السفر لبيع الخلطة السرية لقلي الدجاج.
وفي عام 1941م اندلعت الحرب العالمية الثانية، وهنا توقفت حركة السفر، واضطر أن يبيع الدجاج المقلي من منزله.
اقرأ أيضًا، قصة نجاح شركة اولكر للبسكويت .. استفد منها
ملخص
وفي نهاية المقالة، لقد استعرضنا سويًا ملخص قصة صاحب كنتاكي، وتعلمنا كيف أن كل من الصبر والإصرار يؤدي إلى نجاحات لا يمكن توقعها.