تجربتي مع الادخار. الادخار من العادات المالية الحميدة التي يجب علينا جميعًا أن نتحلى بها، فهو يوفر لنا الأمان والاستقرار المالي.
كما يعمل على تأمين مستقبلنا ومستقبل أولادنا، هذا بالإضافة إلى حمايتنا في أوقات الطوارئ، هذا عندما نمرض أو نفقد أعمالنا لأي سبب من الأسباب.
في هذه المقالة، سأقدم لك بعض التجارب الحقيقية لأشخاص واجهوا تحديات مالية، وكيف استطاعوا تغيير حياتهم من خلال الالتزام بالادخار وترشيد الإنفاق.
محتويات المقال
تجربتي مع الادخار للعمرة
قالت زينة عند سؤالها عن ما إذا كانت تدخر أموالها أم لا وما إذا كانت ترى في الادخار أمر مهم؛ دعني أخبرك عن وقت ساعدني فيه ادخار المال بشكل كبير، وكان ذلك قبل سنوات عندما كنت في بداية مسيرتي المهنية.
لم يكن لدي الكثير من المال بعد أن أقوم بدفع إيجار الشقة وأشتري الطعام الكافي لمدة شهر.
في حين أن العديد من أصدقائي ينفقون أموالهم الزائدة عن احتياجاتهم الأساسية على الملابس الجديدة أو التنزه، اخترت أن أضع ما يتبقى لدي في صندوق مغلق بقفل كل شهر.
كان هذا صعب في البداية، فأنا مازلت صغيرة وأريد الاستمتاع بحياتي، ولكنني بقيت متمسكة بهذه العادة لأنني أحلم بأمر ما.
بعد عام واحد كنت قد وفرت ما يكفي لشراء تذكرة طائرة لأداء مناسك العمرة في مكة، كان هذا حلم حياتي، فرحت بهذه الرحلة فرح عظيم.
ثم عند عودتي إلى المنزل واصلت التوفير بكل حماس، وبعد مرور عامين آخرين، وجدت أنني استطعت ادخار ما يكفي لدفع مقدم شقة صغيرة.
وأنا أشارك هذا معك لتوضيح أن توفير المال، حتى ولو بمبلغ صغير، يكفي أن يفتح الأبواب لفرص مذهلة.
فلا نعرف أبدًا متى تحدث مشكلة أو حالة طوارئ، فوجود المدخرات يحمينا في الأوقات الصعبة، كما أنها تمكننا من تحقيق أحلامنا.
والمفتاح لذلك هو الثبات والصبر، فلا تفرط في الإنفاق، حتى عندما تجد كل من حولك يفعلون ذلك.
فمقاومة الإغراءات ووضع ميزانية وأهداف ذكية أمر مهم، هذا ما توصلت له من تجربتي مع الادخار.
تجنب الاقتراض يساعد على الادخار
وبدأ سمير كلامه بالآتي؛ سأخبرك كيف غيّر الانضباط وتجنب الديون حياتي المالية، فعندما بدأت العمل لأول مرة، كنت متحمس لراتبي وأردت الاستمتاع به.
كنت أتناول الطعام بالخارج كثيرًا، واشتريت أدوات جديدة، وقضيت أجازة كلفتني مبلغ كبير، هذا لأنني أستحق هذا بعد شهر كامل من العمل.
وبعد مرور مدة بسيطة، وجدت الديون تتراكم على بطاقات الائتمان، ولا يمكنني سدادها، فقد كنت أسحب المال على المكشوف، وبالتالي يجب أن أرد المبلغ وفوائده.
أدركت أنني بحاجة إلى مزيد من ضبط النفس وترشيد الإنفاق لأتمكن من تدارك الأمر وحل المشكلة، وهنا بدأت تجربتي مع الادخار.
لذلك قمت بوضع ميزانية، وقللت من تناول الطعام في الخارج.
وها أنا أرى أصدقائي غارقين في السفر والحفلات والملابس من ماركات عالمية، وهذا صعب بالنسبة لي، ولكن ما بيدي حيلة.
بدأت أصنع طعامي بنفسي في المنزل، وكنت أبحث عن الخصومات والعروض والعينات الدعائية، أريد أن أدفع ديوني وراتبي لا يكفي.
وفي خلال عام، قمت بدفع آخر قسط على بطاقتي الائتمانية، لا أستطيع أن أصف الشعور بالراحة والإنجاز.
لقد أتى التزامي بثماره، وقد تعهدت بعدم الاستلاف أو الشراء بما يزيد عن طاقة بطاقتي الائتمانية.
منذ ذلك الحين، أودعت جزء كبير من كل راتب في صندوق المدخرات، وذلك قبل الإنفاق على أي شيء آخر، فكنت أخفيه عن أنظاري.
وساعدتني هذه المدخرات في التعامل مع الأعطال الغير متوقعة للسيارة، وتكلفة الكشف عند الطبيب وشراء الدواء.
وبعد مرور حوالي 3 أعوام، استطعت أن أشتري سيارة جديدة، وتقدمت للزواج من فتاة جميلة، ولن أحاول أبدًا أن أجعلها تمر بما مررت به، لذلك مازلت أدخر حتى الآن.
تجربتي مع الادخار والاستثمار بصبر
وعندما جاء دور أحمد، قال بدأت تجربتي مع الادخار عندما كنت شاب في بداية حياتي ولا أنظر إلا تحت قدمي، فكلما كسبت مبلغ من المال أقوم بإنفاقه على الفور.
لم أدخر ولم أستثمر واعتقدت أنني كنت أصغر من القلق بشأن المستقبل، مرت عدة سنوات سريعًا، وفجأة تزوجت ولدي طفل سيأتي في خلال أشهر.
لم يكن عندي أي مدخرات لأساعد زوجتي أو أضمن المصروفات التي يحتاجها طفلي القادم، فهمت حينها أنني ضيعت فرصة عظيمة بعدم الادخار في السنوات السابقة.
وهنا عاهدت نفسي على التغيير، بدأت في تثقيف نفسي حول الادخار والاستثمار، وعلى الرغم من أنني لم أتمكن من الاحتفاظ إلا بمبالغ صغيرة كل شهر، إلا أنني بدأت.
بحثت عن صندوق يعمل وفق تعاليم الشريعة الإسلامية، وكان من نوع الصناديق التي تستثمر في الشركات المستقرة، وكانت العائدات متواضعة ولكنها ثابتة.
تطلب الأمر التزام شديد حتى أستطيع توفير مبلغ كل شهر لأدخره وأضعه في الصندوق، كنت أرشد استهلاك الكهرباء والمياه.
ووفرت السيارة للمشاوير الطارئة واعتمدت على المواصلات الاقتصادية، بدلت القهوة بشرفة المنزل والمطعم بمطبخي.
وبعد 10 سنوات من الصبر والاستثمار والادخار، وجدت أنني أمتلك ما يكفي لأضمن تعليم جيد لابنتي، ومنزل خاص بنا وسيارة عائلية.
وأنا الآن أعمل على الادخار بشكل أكبر لأستطيع توفير المال الكافي لضمان مستقبل ابنتي، ولأوفر لها كل ما يخص جهازها عندما تبلغ سن الزواج.
نعم أنا أخطط من الآن لزواج ابنتي، وهذه هي الطريقة التي تحمسك على الادخار، أن تضع هدف ثابت أمام عينك تسعى وراءه وتعمل من أجله.
حاول أن تقاوم المغريات، اعتمد على الله، ولا تصرف أموالك في كل ما تشتهيه نفسك، فلا يعلم أحد ماذا قد يحدث في الغد القريب.
الادخار وكورونا
ويقول السيد ابراهيم، بدأت تجربتي مع الادخار منذ وقت طويل، وهذا بعد فترة بسيطة من بداية عملي، والتي كنت لا أتتبع أين تذهب أموالي فيها.
كنت أنفق بحرية دون تسجيل نفقاتي، وبحلول نهاية كل شهر، كنت أبحث عن من يقرضني حتى موعد نزول الراتب في الحساب.
وفي يوم من الأيام، قررت أن أكون إنسان منظم، فبدأت أكتب كل ما أقوم بصرفه في دفتر ملاحظات، مهما كان صغير، وكذلك أكتب بجانبه في أي شيء صرفته.
وبعد مرور شهر اندهشت من كم الأموال التي أهدرها على أشياء لا قيمة ولا فائدة منها، فما الفرق بين القهوة في مكان فاخر أو من محل صغير!
بدأت أبحث عن كيفية تقنين مصروفاتي على الإنترنت، وتوصلت إلى أنه يجب علي أن أحدد ميزانية لا أتخطاها مهما حدث.
وبعد فترة، قمت بفتح حساب توفير في البنك، وكنت أضع فيه نسبة من إجمالي دخلي الشهري فور وصوله إلى حسابي البنكي.
لقد ساعدني تتبع نفقاتي في العثور على أموال كانت تطير في الهواء، ومن ثم قمت بوضعها لتكون طوق النجاة في الطوارئ.
وبعد فترة، وعندما ضربت جائحة كورونا العالم، فقدت وظيفتي، وهنا تأكدت أن الله لا يفعل بأحد أمر سيء، فأنا لدي من المدخرات ما يكفيني وعائلتي حتى نرى ماذا سيحدث في المستقبل.
ونصيحتي لك يا صديقي، تحكم في أمورك المالية، تتبع كل قرش يخرج من جيبك، خطط لمستقبلك ومستقبل أبناءك، فالدنيا لا تثبت على حال.
تجربتي مع الادخار من 10 دولار
وبعد أن سمعت إحدى السيدات تجربتي مع الادخار، قالت تعالى أشاركك قصتي، أنا سيدة في الأربعينيات من عمري، وبدأت مشواري مع الادخار منذ سنوات طويلة.
في البداية كنت أعتقد أن الادخار أمر صعب ومستحيل، فكيف لي أن أدخر وأنا بالكاد أستطيع تغطية نفقات المعيشة الشهرية مع زوجي وأولادي الصغار؟
لكنني أدركت فيما بعد أهمية تنظيم الميزانية الشهرية ووضع خطة مالية بسيطة تتضمن تخصيص مبلغ شهري مهما كان صغير لصندوق المنزل وكأنه أحد أفراد الأسرة.
بدأت بادخار مبلغ 10 دولار من راتبي الشهري، كنت أضعها في الصندوق بعد أن أستلم الراتب وأضع الصندوق في خزانة بعيدة عني حتى لا أراه كثيرًا.
وبعد مدة بدأت أحاول زيادة المبلغ، وفي خلال عام استطعت أن أرشد نفقاتي وأحِد من مصروفاتي ليصل المبلغ إلى 50 دولار كل شهر من حق الصندوق الصغير في الخزانة.
ولأنني أعلم أن الأهداف هي الدوافع التي تحركنا كبشر، وضعت أمامي هدف صعب قليلًا، وهو شراء شقة في المدينة بعيدًا عن هذه المنطقة الريفية.
وحتى يكون الهدف واقعي وقابل للتحقيق، وضعت حد زمني 10 سنوات، ويجب قبل انتهاء هذه المدة أن أكون جمعت ثمن الشقة بالكامل.
مرت السنوات، ووجدت أنني استطعت بفضل الله جمع مبلغ كافي يمكنني من شراء الشقة، بل ووجدت ابني الصغير يفاجئني بصندوق مثله به مبلغ يكفي لشراء دراجته الهوائية.
لا أستطيع أن أصف سعادتي بسبب ابني الذي تعلم مني الادخار وهو في هذه السن، أنا الآن أضمن له حياة كريمة، فالأذكياء فقط من يستطيعون ترشيد الاستهلاك وادخار الأموال.
وأنصح الجميع أن يبدأوا بالادخار مهما كان المبلغ في البداية صغير، ومن ثم يجب وضع أهداف طويلة الأمد، والصبر والإصرار على تحقيقها، فهذه خلاصة تجربتي مع الادخار.
طرق الادخار الناجحة
بعد أن اطلعت على تجربتي مع الادخار، وتجارب آخرين، فمن المتوقع أنك الآن راغب في أن تبدأ تجربتك الخاصة، ومن المؤكد أيضًا أنك ترغب في جعلها تجربة ناجحة.
لتكون تجربتك ناجحة فلابد وأن تدخر أموالك بشكل صحيح، هذا ممكن من خلال اتباع واحدة من طرق الادخار الناجحة والمجربة.
إليك، طرق الادخار الناجحة والمجربة.
ملخص
وفي النهاية كانت هذه تجربتي مع الادخار، مع وجود تجارب مجموعة من الأشخاص المختلفين أيضًا والذين أجمعوا على أهمية الادخار.