تجربتي في بيع القهوة. عندما تسأل أحدهم عن أفضل المنتجات التي تحقق أرباح كبيرة أو التي يوجد لها سوق كبير في المملكة العربية السعودية، فبالتأكيد سيذكر لك القهوة ضمن اقتراحاته.
هذا لأنها تتميز بتعدد أنواعها، والتي من أشهرها القهوة العربية؛ فلا تخلو منها مائدة وعادةً ما يتم تقديمها في جميع المناسبات بالمملكة.
فسواء كنت رجل أعمال أو شاب يريد بدء تجارة لا تعرف الخسارة في السعودية، وتنوي بالفعل تجارة القهوة، فسيكون من المهم الاطلاع على تجارب الآخرين قبل أن تبدأ.
في هذه المقالة سوف نستعرض مجموعة من تجارب بعض تجار القهوة لنتعرف على التحديات التي واجهوها ومميزات المشروع وبعض النصائح الهامة.
محتويات المقال
تجربتي في بيع القهوة
أدعى عبد الله الصالح، ومن أهم الصفات المعروفة عن شخصيتي فيما بين الأقارب والأصدقاء؛ عشقي الكبير للقهوة، وخاصةً القهوة العربية، وأنني أقضي أوقات طويلة في تجربة طرق جديدة لتحضيرها وإضافة ابتكارات مختلفة وناجحة لذلك.
ومن هنا نصحني عدد من أصدقائي بتحويل شغفي الشديد بفن تحضير القهوة العربية إلى مشروع حقيقي على أرض الواقع.
وما جعلني أكتسب الشجاعة والحماس للإقدام على تلك الخطوة هو صديقي أحمد الذي قرر مشاركتي في المشروع بنسبة 30% من رأس المال؛ وذلك لأنه يثق تمام الثقة بموهبتي في إعداد هذا النوع من القهوة بشكل مميز.
وبذلك بدأت تجربتي في بيع القهوة وقمت بفتح محل صغير لتقديم أصناف مختلفة من القهوة العربية المحمّصة والمضاف إليها كميات محددة من الهيل والزعفران.
وبالإضافة إلى تقديم القهوة العربية المميزة، اعتمدت أيضًا على تقديم تجربة مثيرة للعملاء من خلال عمل عروض خاصة لجذب انتباه أكبر قدر ممكن من العملاء.
ومن أكثر العروض التي نالت إعجاب عدد كبير من العملاء عروض تحضير القهوة العربية على الجمر وتقديمها بأكواب ذهبية مرصعة بالأحجار الكريمة ومستوحاه من التراث العربي بشكل كبير.
كشك القهوة الباردة
السيدة ريم العايلي تحكي تجربتها وتقول؛ تجربتي في بيع القهوة بدأت بعد تخرجي من الجامعة مباشرة، فبعد أشهر قليلة من التخرج بدأت أشعر بالضجر والملل الشديد.
وما زاد الأمر سوءًا هو أنني لم أحب يومًا مجال دراستي، ولذلك لم يكن لدي أي استعداد للعمل في هذا المجال، فبدأت أبحث عن أفكار مشاريع صغيرة يمكنني الشروع فيها على الفور.
ومن بين تلك الأفكار وجدت مشروع كشك لبيع القهوة المثلجة، وقد أثار إعجابي كثيرًا هذا المشروع نظرًا لمعرفتي السابقة بمدى حب السعوديين للقهوة، وهو ما شجعني على الذهاب لأحد مكاتب إعداد دراسات الجدوى المشهورة والتحدث حول المشروع مع الموظف المختص.
وبناءً على دراسة الجدوى المقترحة، اخترت مكانًا مزدحمًا ويزوره الكثير من المارة يوميًا في أحد شوارع مدينة الرياض.
وعلى الرغم من أن إيجار الموقع كان مرتفعًا بعض الشيء، ولكنني اتبعت نصيحة الموظف عندما أخبرني بأن زيارات العملاء المتتالية ستعوض أزمة ارتفاع الإيجار بزيادة كبيرة في معدل الربح اليومي، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة بشدة في أوقات طويلة خلال العام.
ولم أكتفي في الكشك الخاص بي بتقديم القهوة المثلجة فقط، ولكنني قمت بتقديم أنواع مختلفة من المشروبات الباردة والتي تناسب كافة الأذواق.
أما في فصل الشتاء فقمت بالاعتماد على تقديم القهوة الساخنة التقليدية، مع توفير بعض النكهات طيبة المذاق أيضًا، مثل الشوكولاتة والفانيليا والبندق.
تجربتي في بيع القهوة بالعربة المتنقلة
اسمي علي؛ ولم أكن يومًا من محبي المشاريع التقليدية التي تتواجد بكثرة وفي كل مكان تقريبًا من حولنا، ولذلك فعندما قررت الاعتماد على نفسي وإنشاء مشروعي الخاص، وقع اختياري على مشروع متميز أيضًا؛ وهو مشروع عربة متنقلة لبيع القهوة.
وعن طريق تجربتي في بيع القهوة تعلمت أهمية استخراج كافة التصاريح اللازمة لأي مشروع؛ وذلك حتى لا أتعرض للمساءلة القانونية أو غلق مشروعي.
وكان من أهم الشروط المطلوبة للمشروع أن أكون سعودي الجنسية وألا أكون موظف في أي من المؤسسات الحكومية وأن أمتلك شهادة صحية سارية.
هذا بالإضافة إلى إنشاء حساب جديد على بوابة الخدمات الإلكترونية السعودية عن طريق بوابة عملاء الأمانة، والذي استخدمته فيما بعد لإتمام إجراءات ترخيص المشروع.
ومن المهم أن تعرف أن هناك بعض المناطق الغير مسموح للعربات المتنقلة بالوقوف فيها؛ مثل الأماكن الغير مرصوفة وأمام المؤسسات التعليمية كالمدارس أو اتخاذ مكان بداخل الأحياء السكنية أو بالقرب من صناديق القمامة.
أما أنا فقد اخترت موقعًا متميزًا بداخل أحد المتنزهات العامة، وذلك لجذب انتباه أكبر عدد من العملاء المحتملين، خاصةً أنني لم أكتفي فقط بمشروب القهوة بل قمت بتقديم عدد من المشروبات الساخنة والباردة أيضًا.
تجربة مصطفى مع توصيل القهوة إلى المنازل
عندما قررت بدء تجربتي في بيع القهوة، لم أكن أعرف بالضبط من أين أبدأ، فقد كان لدي شغف كبير بتحضير القهوة وأردت أن أشارك هذا الشغف مع الآخرين، ولذلك قررت أن أبدأ تجربتي في بيع القهوة بطريقة مختلفة عن المقاهي التقليدية أو الكافيهات.
فقمت بتجهيز محمصة قهوة صغيرة في منزلي، وذلك عن طريق شراء ماكينة إسبرسو وطاحونة قهوة ذات جودة عالية.
وكان لدي فكرة مبتكرة لتقديم قهوة ذات مذاق خاص وبجودة عالية مباشرة من المحمصة المنزلية وإلى الزبائن، دون الحاجة إلى مقهى أو كافيه بتكاليف باهظة، فكانت فكرتي تقديم القهوة على شكل خدمة توصيل مباشرة إلى المنازل والمكاتب.
وقمت بالاستثمار في حبوب القهوة ذات الجودة العالية، وبدأت في تحميصها بنفسي للوصول إلى نكهات متنوعة وفريدة.
وأنصح كل من يتجه لمثل هذه الفكرة أن يكتسب أولًا بعض من العلم والخبرة في مجال تحميص القهوة عن طريق الدراسة الذاتية وحضور الدورات التدريبية، وهذا ما فعلته بالضبط حتى أتعلم كل أسرار صناعة القهوة.
ومن ثم قمت بإنشاء موقع إلكتروني للترويج لخدمتي والتواصل مع الزبائن، وكان اهتمامي الأكبر هو توفير معلومات مفصلة حول أنواع القهوة المتاحة وطرق التحضير المختلفة.
وقمت أيضًا بتقديم خدمة الاستشارة المجانية للزبائن لمساعدتهم في اختيار النوع المناسب وإكسابهم المعلومات حول فن تحضير القهوة.
وقد كانت عملية التسويق للخدمة التي أقدمها تحدي كبير، ولذلك فقد اعتمدت على وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الشفهي للعملاء.
كما حاولت مشاركة محتوى جذاب حول القهوة وطرق التحضير على منصات مثل إنستغرام وتويتر.
ومع مرور الوقت، بدأت تتزايد طلبات القهوة وازداد الاهتمام بها، وأصبح لدي قاعدة زبائن مخلصة وتنتظر بحماس كل ما هو جديد من منتجاتي، ولذلك قمت بتوسيع فريقي لتلبية الطلب المتزايد وتحسين خدمة التوصيل.
معرض القهوة
وعلى نفس الخُطى التي سار عليها بطل التجربة السابقة “مصطفى”، كانت تجربة السيد حمزة تحدث أيضًا، فيقول؛ لم أكن أرغب في خلال رحلتي وتجربتي في بيع القهوة أن أقوم بإنشاء مقهى تقليدي أو أن أبيع القهوة في عبوات جاهزة.
بل أردت أن أخوض تجربة تفاعلية ومبتكرة تتسم بالكثير من الصبر والإصرار والتحدي.
وفي زمن الروتين والسرعة، قررت تقديم تجربة فريدة تجمع بين القهوة والفن لم يفضل الحياة الهادئة والبسيطة، ومن هنا ولدت فكرة “معرض القهوة”.
حيث قمت بإعداد معرض صغير وأضفت لمسات فنية لإضفاء جو مميز وملهم لزوار المعرض، وبدأت بالتعاون مع فنانين سعوديين لعرض أعمالهم الفنية في المعرض.
ثم قمت بتجهيز العديد من الأركان التي تخص تقديم القهوة في مختلف أرجاء المعرض.
ولم يكن الهدف فقط تقديم فن على الحائط وتناول القهوة، بل أيضًا تجربة القهوة نفسها أصبحت عمل فني مبتكر في حد ذاته.
وقد اخترت أنواعًا مختلفة من البن المحمص بعناية، بحيث يكون كل نوع له طعم وتجربة فريدة، واستخدمت أساليب مبتكرة في تحضير القهوة، مثل التقطير البارد وطرق التحميص البطيء.
وكان لدي اهتمام كبير بتدريب فريقي على فنون صناعة القهوة وتقديمها بأساليب مميزة ومثيرة للاهتمام.
ومن هنا أصبح المعرض مكانًا للاسترخاء والاستمتاع بتجربة القهوة بشكل مميز وبسيط.
ولم اكتفي بما سبق، فقد قدمت ورش عمل للزائرين لتعلم فنون تحضير القهوة والتحميص، وأقمت أمسيات موسيقية حية وعروض للشعر والأدب، وذلك لزيادة الأثر المميز لتلك التجربة على الزوار.
تجربتي في بيع القهوة
وفي التجربة الأخيرة، تجربة السيد عدنان، لم يكن يهتم في البداية ببيع القهوة، بل كان كل تركيزه ينصب على عملية زراعة القهوة ذاتها.
فبعد أن درس علوم الزراعة في الجامعة، قرر شراء قطعة أرض صغيرة بمنطقة جازان لزراعتها بالقهوة، حيث تعتبر تلك المنطقة من أشهر الأماكن الجبلية المناسبة للحصول على محصول بن وفير وذو جودة عالية.
وبعد فترة ليست قصيرة، استطاع عدنان جني ثمرة اجتهاده في تلك الزراعة، وتمكن من حصاد حبوب بن عالية الجودة؛ والتي بدأ الطلب عليها من قبل أن يشرع في خطة التسويق الخاصة بها.
وفي ذلك الوقت قرر عدنان التوسع في المشروع، فلم يكتفي فقط بمزرعة القهوة، بل قرر أن يلحق بها محل صغير بمحمصة خاصة.
فيقوم بزراعة البن بنفسه ومن ثم تحميصه وتعبئته وبيعه وتقديمه في هيئة قهوة جاهزة أيضًا، هذا إلى جانب بيع المتبقي من المحصول لأصحاب محلات البن الآخرين.
ويقول عدنان؛ كانت تجربتي في بيع القهوة ملهمة ومليئة بالتحديات، لكنها كانت أيضًا مجزية، وقد استمتعت بتجارب الزراعة والتحميص وتقديم القهوة الجاهزة جميعهم بنفس المقدار، لذلك أنصح القارئ بخوض التجربة ذاتها مرة أخرى.
ملخص
وفي النهاية وبعد أن استعرضت تجربتي في بيع القهوة وكذلك تجارب كبار تجار القهوة في السعودية، أرجو أن لا تتغاضى عن أهمية استخراج التراخيص اللازمة.