التمويل التجاري. في السوق العالمي التنافسي اليوم، تتطلب الشركات موارد مالية كافية لتزدهر وتتوسع في أعمالها.
ويلعب التمويل التجاري دور حيوي في دعم المؤسسات من خلال توفير رأس المال اللازم لدفع النمو وتسهيل العمليات واغتنام الفرص الجديدة.
في هذه المقالة، سنقدم معلومات دقيقة وشاملة عن التمويل التجاري، مع تسليط الضوء على أشكاله المختلفة وفوائده، واعتباراته للشركات التي تسعى للحصول على دعم مالي.
محتويات المقال
مفهوم التمويل التجاري
أولاً ما هو التمويل التجاري؟ قد عرف هذا النوع من أنواع التمويل على أنه نظام مالي وظيفته هي إدارة التدفقات النقدية أو تنظيم الأموال والتعاملات المالية، وهو يعد واحد من فروع علم الاقتصاد التطبيقي.
وفي الغالب لا يهتم بتمويل المؤسسات التجارية إلا من يمتلك الخبرة الكافية في مبادئ الاقتصاد ومصطلحاته ومفاهيمه المالية، مثل وضع وتخطيط الميزانيات والاستثمار والقروض والادخار والتوفير وغيرها من المصطلحات المختلفة.
وهو عملية الحصول على الأموال لمساعدة المؤسسات التجارية أو التجار في الحصول على البضائع أو سد الديون أو التطوير أو التوسع في أنشطتهم التجارية، سواء كان هذا على المستوى المحلي أو الدولي.
فتمويل المؤسسات التجارية يعد أحد أسس إطلاق وتشغيل المؤسسات التجارية بمختلف أنواعها وأحجامها، فتحتاج المؤسسات إلى الكثير من الأدوات التمويلية لتغطية احتياجاتها المالية لتتمكن من أداء أنشطتها المعتادة.
ولهذا فالتمويل للأغراض التجارية يؤثر على المؤسسات الكبيرة بشكل عام وعلى المؤسسات التجارية الصغيرة بشكل خاص.
وتقوم وظيفة هذا التمويل الأساسية على سد العجز المالي من خلال تقديم قروض، وبهذه الطريقة تتسارع حركة الأنشطة التجارية، ولأن أي مؤسسة تجارية تحتاج إلى عمل دراسات مالية وتقدير المبالغ التي تحتاجها وتوزيع الأرباح والمرتبات فتحتاج إلى خدمات التمويل أيضاً.
حيث أنه تم تعريف هذا النوع من أنواع التمويل على أنه البحث عن أنسب طريقة للحصول على النقود وتقسيمها واختيار طريقة إدارتها للحصول على أفضل طريقة للتوفير وتحقيق الأرباح.
وقد عرف أيضاً على أنه عبارة عن عدد من القرارات المتعلقة بطريقة الحصول على الأموال لتمويل الاستثمارات التجارية، وتحديد الاستراتيجية التمويلية المثلى من أجل تغطية احتياجات المؤسسات التجارية.
ما هي أهمية التمويل التجاري؟
قد شبه التمويل التجاري بالدورة الدموية في جسم الإنسان ولكن بالنسبة للمؤسسات التجارية، هذا لأن عملية ضخ الأموال بالطريقة الصحيحة في قنواتها المختلفة تعمل على تحقيق الأهداف والاستراتيجيات المحددة من قِبل المؤسسات التجارية.
وقد تحتاج المؤسسات التجارية إلى التمويل خلال مرحلة عملية الاستثمار، وهذه المرحلة تأتي بعد الحصول على رأس المال، ويتم إنفاقه على المباني والأساسات أي رأس المال الثابت.
وقد تحتاج تلك المؤسسات إلى التمويل في مرحلة الحصول على البضائع سواء كانت تلك البضائع من داخل البلد أو عن طريق استيرادها، فقد لا تمتلك المؤسسة السيولة الكافية لاستيراد تلك البضائع.
وقد تكون في حاجة للتمويل عند عملية التسويق أو البيع، فالخطة التسويقية مكلفة، هذا غير أن تجهيز البضاعة لغزو الأسواق مكلف جداً.
ما هو الفرق بين التمويل والاستثمار؟
والسؤال الهام الآن هو كيف أميز ما بين التمويل التجاري والاستثمار؟ أولاً في الغالب يكون الاستثمار هدفه تحقيق تدفق نقدي لتحقيق المكاسب، بينما التمويل يكون هدفه تغيير في رأس المال أو تسديد ديون أو حل مشكلة.
كما أن الاستثمار قد يكون هدفه الأساسي هو الحفاظ على قيمة المال أي الادخار فقط، ولكن التمويل قد تكون أهدافه هو تطوير أو سد عجز أو إنقاذ شركة تجارية من الإفلاس.
إليك، شرح مفصل لماهية الاستثمار وأهميته ومخاطره، وكيفية الاستثمار بنجاح.
أنواع التمويل التجاري
وقد اختلفت تصنيفات التمويل التجاري، فهناك تصنيف قام على تقسيم أنواع التمويل للمشروعات التجارية على أساس مدة التمويل، فقد قسمها على أنها تمويلات تجارية قصيرة الأجل، وهي التمويلات التي تطلبها المؤسسات التجارية وتوافق على سدادها في فترة لا تزيد عن سنة.
والنوع الثاني في هذا التصنيف هو التمويلات التجارية متوسطة الأجل، وهو في الغالب يكون هدفه تمويل القسم الدائم من استثمارات الشركات التجارية في رأس المال المتداول، أو تمويل مؤسسة تحت التنفيذ، وتتراوح مدة هذا التمويل ما بين سنة و 7 سنوات.
والنوع الثالث هو التمويلات التجارية طويلة الأجل، وتكون مدة هذا التمويل أكثر من 7 سنوات، ويتم توجيهها في الغالب للاستثمارات طويلة الأجل.
وهناك تصنيف آخر للتمويلات التجارية على أساس مصادرها، فقد قُسمت على أنها تمويلات تجارية داخلية، وهو يكون عبارة عن المصادر الداخلية التي تستطيع المؤسسة التجارية تعزيز نفسها عن طريقها تعزيز ذاتي دون الحاجة إلى البحث عن مصادر خارجية.
والنوع الثاني هو التمويلات التجارية الخارجية، وتتنوع ما بين مباشرة وغير مباشرة، والمباشرة تكون التمويلات التجارية عن طريق السندات أو الأسهم العادية والممتازة أو عن طريق الصكوك الإسلامية.
ومن بين أنواعه الأخرى كذلك، القروض المصرفية التقليدية، وهي تنطوي على اقتراض مبلغ محدد من المال من أحد البنوك، مع جدول السداد المتفق عليه وسعر الفائدة.
وخطوط الائتمان التجارية، وهي توفر مبلغ محدد مسبقًا من التمويل يمكن للأعمال التجارية الاعتماد عليه حسب الحاجة، وهو يوفر المرونة من خلال السماح للمقترضين بالوصول إلى الأموال عند الضرورة.
وكذلك هناك التمويل المستند إلى الأصول، مثل المخزون أو الحسابات المدنية أو الممتلكات، كضمان لتأمين التمويل.
ويقوم المقرضون بتقييم قيمة هذه الأصول لتحديد مبلغ القرض، هذا النوع من التمويل مناسب بشكل خاص للشركات ذات الأصول الملموسة الكبيرة ولكن التدفق النقدي محدود لديها.
وأخيرًا تمويل الفواتير، المعروف أيضًا باسم تمويل الذمم المدينة، يمكّن الشركات من تحويل فواتيرها المستحقة إلى نقد فوري.
يقدم المقرضون سلفة على الفواتير غير المدفوعة، وعادة ما تصل إلى نسبة معينة من قيمتها، مما يساعد الشركات في الحفاظ على تدفق نقدي ثابت وتجنب التأخير في المستحقات.
كيفية الحصول على التمويل التجاري؟
أما بالنسبة لأهم مصادر التمويل التجاري، فلكل نوع من أنواع التمويل مصادره الخاصة به، فيمكن الحصول على التمويلات الذاتية عن طريق الأرباح الغير موزعة.
وهي عبارة عن المتبقي أو الفائض من الأرباح التي قامت المؤسسة التجارية من تحقيقها قبل توزيعها، سواء كان خلال السنة الحالية أو من السنوات السابقة ولم يتم توزيعه بعد، وهذا الفائض يمكن اكتشافه من الميزانية العاملة للمؤسسة من خلال حقوق الملكية.
فلا تقوم الشركة بتوزيع الفائض الذي يستحقه المساهمين وبدلاً من ذلك تقوم بتخصيص وادخار هذا الجزء في عدد من الحسابات المستقلة تسمى الحسابات الاحتياطية لتلجأ إليها عند الحاجة إلى سد قرض أو التجديد أو التطوير.
أو عن طريق أقساط الهالك، ويتم الأمر عن طريق شراء أصل ما يتميز استثماره بميزة الأجل الطويل، ويكون عمره الافتراضي أو الانتاجي معروف ومحدد.
أي أن المؤسسة التجارية تقوم بشراء بضاعة ما ومن ثم تقوم بتخزينها، ولكن يجب أن تتمتع تلك البضاعة بالعمر الافتراضي الطويل، مع توقع زيادة ثمنها أو حتى الحفاظ على قيمتها حتى تقوم ببيعها والاعتماد على قيمتها في حل مشكلة ما.
أما بالنسبة للتمويلات التجارية الخارجية المباشرة فمصادرها تبدأ بالائتمان التجاري، وهو نوع من أنواع التمويلات التجارية قصيرة الأجل، وهو الذي تحصل عليه المؤسسات عند شرائها بضائع دون دفع قيمتها مقدمًا على أن يتم الدفع بعد فترة زمنية قصيرة محددة.
والتمويلات التجارية الخارجية الغير مباشرة يمكن الحصول عليها عن طريق القروض قصيرة الأجل، سواء كانت العامة من تسهيلات الصناديق أو السحب على المكشوف، أو عن طريق القروض الموسمية أو قروض الربط.
كما يمكن الحصول عليها من القروض الخاصة مثل التسبيقات على البضائع أو القروض بتعبئة الديون الخارجية بخصم الأوراق التجارية أو التمويل بضمان الأوراق التجارية أو حتى التمويل بالالتزام بالتوقيع أو الضمان الاحتياطي.
وكذلك يمكن الحصول على التمويلات التجارية الغير مباشرة عن طريق القروض متوسطة الأجل مثل القروض ذات المدة المتوسطة أو قروض التجهيزات أو عقود البيع المشروط والقروض المضمونة.
هذا غير القروض طويلة الأجل والتي قد تصل مدتها إلى 20 سنة، وهناك التمويلات التجارية عن طريق القنوات الغير رسمية مثل الأسرة والأصدقاء ومدينو الرهونات والمرابون وجمعيات تناوب الادخار والائتمان.
أهم الشركات المتخصصة
أما عن أهم الشركات المتخصصة والموثوقة في مجال التمويل التجاري المحلي والدولي؛ فأولها شركة Tradewindfinance، وهي شركة عالمية مقرها الرئيسي في ألمانيا وتعمل منذ أكثر من 20 عاماً.
وتقدم خدمات مثل تصدير وخصم الديون مع عدم الرجوع، وتمويل وحماية الائتمان وعمليات التحصيل وتوجيه إنذارات الدفع ومسك الدفاتر وتمويل سلاسل التوريد، وتمويل المخازن.
وهناك مؤسسة التمويل الدولية، وهي أكبر مؤسسة إئتمانية على مستوى العالم، وتعمل هذه المؤسسة على مساعدة كافة أنواع المؤسسات بما فيهم المؤسسات التجارية على حل كل المشاكل التي قد تواجههم بسبب قلة السيولة.
كما أن معظم البنوك الموجودة في الداخل أو الخارج تقدم خدمات التمويلات التجارية لكافة المؤسسات التجارية أو الأشخاص الذين يحملون صفة تاجر أو ما يطلق عليهم شركات المالك الواحد.
ملخص
وفي نهاية المقالة، لقد تعرفنا على مفهوم ومميزات وأنواع التمويل التجاري، وكذلك تعرفنا على أكبر الشركات العالمية التي توفر مثل هذا التمويل.