الاستثمار في فلسطين. فلسطين، بتراثها التاريخي والثقافي الغني، هي أرض ذات إمكانات هائلة للاستثمار.
وعلى الرغم من الموضع الجيوسياسي المعقد، تقدم المنطقة العديد من المزايا والفرص للراغبين في الاستثمار، سواء المحليين أو المستثمرين من جميع دول العالم.
في هذه المقالة، سوف نستكشف المزايا والمجالات والشروط والإجراءات والفرص والعقبات المحيطة بالاستثمار في فلسطين.
فإذا كنت رجل أعمال تفكر في تطوير رأس مالك في فلسطين، فأهلًا بك في دليلك الشامل ومرشدك في هذه العملية.
محتويات المقال
ما يميز الاستثمار في فلسطين
إذًا ما هي الدوافع التي جعلت من فلسطين محط أنظار رجال الأعمال من جميع دول العالم؟ هذا للعديد من العوامل التي أولها النمو الاقتصادي.
حيث شهدت فلسطين نمو اقتصادي كبير وقد حافظت على اقتصاد مزدهر، مع نمو اقتصادي سنوي ثابت، فقد شهد العقد الماضي زيادة مذهلة بنسبة 26.7% في الاقتصاد الفلسطيني.
وهو ما أدى إلى بلوغ الناتج المحلي الإجمالي 14.037 مليون دولار أمريكي بنهاية عام 2020م.
هذا بالإضافة إلى الحوافز، فقد أنشأت فلسطين إطار قانوني قوي ووقعت اتفاقيات تهدف إلى تعزيز الاستثمار داخل البلاد.
وتوفر هذه المبادرات حزم من الحوافز الاستثمارية المتنوعة، وتمكين هيئة تشجيع الاستثمار، والمدن الصناعية، وشركائهم من تقديم حوافز مصممة خصيصًا لجودة الاستثمار.
وتشهد دولة فلسطين الآن مرحلة من التطور المستمر، مما يدل على قدرتها على النمو الاقتصادي المستدام من خلال الاستغلال الفعال لمواردها البشرية والطبيعية الوفيرة.
ويدعم هذا المناخ الاستثمارات المحلية والأجنبية، ويتم تزويد المستثمرين بالعديد من التسهيلات من قبل الكيانات المخصصة لدعم مشاريعهم الحالية أو المحتملة في فلسطين.
وقد أعطت الحكومة الفلسطينية، وكذلك الجهات المانحة الدولية الأولوية لتطوير البنية التحتية، وذلك لأنها تدرك دورها المحوري في جذب الاستثمارات الأجنبية وتوسيع الاستثمارات المحلية.
وتقدم البنية التحتية خدمات متقدمة، لا سيما في مجال الاتصالات وأنظمة المعلومات، مما أدى إلى تحقيق فلسطين درجة جديرة بالثناء تبلغ 5.63 على مؤشر تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وفي جميع أنحاء فلسطين، توفر المدن الصناعية والمناطق الحرة ذات الموقع الاستراتيجي بنية تحتية ممتازة لدعم الأعمال التجارية والمستثمرين المحليين والأجانب.
وتقدم هذه المناطق حوافز إضافية للاستثمار، وخدمات تسجيل مبسطة، وإجراءات ترخيص وإطلاق مبسطة.
وهم منتشرون في المناطق الشمالية والوسطى والجنوبية من فلسطين.
هذا وتفتخر فلسطين بموقع استراتيجي وجغرافي فريد ومفيد، حيث تعمل كحلقة وصل حيوية بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.
كما أن قربها من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر يعزز من جاذبيتها.
بالإضافة إلى ذلك، تعد فلسطين موطنًا للمواقع الدينية والتراث الثقافي والكنوز الأثرية، مما يجعلها وجهة جذابة للسياحة.
قطاعات الاستثمار في فلسطين
توجد عدة مجالات ينصح بها كبار رجال الأعمال عند الاستثمار في فلسطين، ومن أهمها مجال العقارات، حيث يعتبر قطاع العقارات في فلسطين فرصة رائعة للاستثمار، خاصة في المدن الرئيسية.
القدس ورام الله وبيت لحم، جميعها مدن يمكن فيها شراء وتأجير العقارات السكنية أو التجارية، أو تطوير المشاريع العقارية الكبيرة، مثل المجمعات التجارية والفنادق.
هذا ويتمتع قطاع الصناعات التحويلية في فلسطين بإمكانيات كبيرة للنمو، ويمكن الاستثمار في مجالات مثل الصناعات الغذائية والملابس والأثاث والمنتجات البلاستيكية والمعدنية.
وتعتبر فلسطين وجهة سياحية مميزة بسبب تاريخها وثقافتها الغنية، يمكن الاستثمار في قطاع الفنادق والمنتجعات والجولات السياحية والترفيه.
وكذلك في قطاع الضيافة والمطاعم والتسوق.
وتوجد فرص استثمارية في مجال الطاقة المتجددة في فلسطين، مثل الطاقة الشمسية والرياح، ويمكن الاستثمار في تطوير محطات الطاقة المتجددة وتوريد الطاقة للشبكة الكهربائية المحلية.
أيضًا ينمو قطاع التكنولوجيا والابتكار في فلسطين بشكل متسارع، ويوفر فرصًا جيدة للاستثمار في مجالات مثل تطوير البرمجيات وتقنية المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا الناشئة.
وهناك قطاع الخدمات الصحية، حيث أنه من المتاح أمام رجال الأعمال الاستثمار في تطوير المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية المتخصصة، والصناعة الدوائية وتوزيع الأدوية كذلك.
شروط الاستثمار في فلسطين
وعند الاطلاع على قانون الاستثمار في فلسطين بعد تعديله بحيث أصبح قانون تشجيع الاستثمار، ستجد أن الشروط أصبحت تتمثل في الحصول على رخصة من الجهات المختصة بقطاع المشروع الاستثماري.
ويشترط أن يتم إنفاق ما لا يقل عن 100 ألف دولار أمريكي في شراء الأصول الثابتة للمشروع، هذا مع استثمار الأراضي والمباني.
ويجب أن يمتلك المستثمر والشركاء ما لا يقل عن ثلث رأس المال العام للمشروع، بينما الشركات العادية والمشاريع الفردية، يجب أن يمتلكوا رأس المال بالكامل.
ويشترط أن يكون غالبية الموظفين في المشروع من الفلسطينيين، وفي المشاريع الإنتاجية يجب أن لا يقل عدد العمالة الفلسطينية عن 10 عمال.
وللحصول على موافقة على استثمارك، يجب عليك إجراء دراسة جدوى اقتصادية للمشروع إذا كان ذلك أمر متاح بالنسبة لك.
وتسجيل المشروع في شكل من أشكال الشركات المعتمدة في القانون الفلسطيني.
وتحديد الموقع العام والخاص وشهادات الملكية أو عقود الإيجار والخرائط اللازمة.
هذا مع تقديم عروض أسعار وأدلة من الشركات الموردة أو المنتجة للمعدات والأجهزة والآلات المستخدمة في المشروع.
وتقديم شهادة براءة ذمة مالية من الهيئة المسؤولة عن الجمارك والضرائب في دولة المستثمر.
إجراءات استثمار الأجانب في فلسطين
ولتقديم طلب للحصول على المصادقة على مشروع الاستثمار، يجب اتباع سلسلة من الخطوات، ويمكنك تقديم الطلب شخصيًا أو من خلال وكيل معتمد.
وسيكون عليك إرفاق الطلب بمجموعة من المستندات والأوراق الثبوتية، مثل صورة جواز السفر أو وثيقة الهوية الوطنية.
وشهادات الميلاد وشهادة عدم الزواج للأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 18 عام.
وتصريح الزيارة، ويمكن الحصول على تصريح الزيارة من هيئة تشجيع الاستثمار الفلسطينية من خلال البريد الإلكتروني أو زيارة مقر الهيئة.
وعنوان البريد اللأكتروني للهيئة هو info@pipa.gov.ps
ويجب عليك تقديم صورة شخصية وجواب من المؤسسة الفلسطينية وشرح سريع للمشروع، وتوضيح للمشاريع التي قام بها المستثمر من قبل.
ومن المهم أن تقرر الفترة التي تنوي أن تمكثها في فلسطين ومعلومات التواصل معك في دولتك، مثل رقم الهاتف المحمول والفاكس والبريد.
وسيكون ضروريًا أن تقوم بتقديم وثيقة ملكية الأرض أو عقد الإيجار، وشهادات تحمل المؤهلات والخبرة المطلوبة.
أنواع الشركات في فلسطين
وفي القانون الفلسطيني، هناك أنواع محددة للشركات، مثل الشركات العادية العامة، وهي شركات يتراوح عدد مؤسسيها ما بين 2 و 20 مساهم.
وهناك الشركات العادية المحدودة، وعدد مساهميها نفس الشركات العادية العامة، ولكن فيها نوعين من الشركاء؛ شريك عام وشريك محدد المسؤولية.
وبعد ذلك الشركات المساهمة العامة المحدودة، والتي يجب أن يزيد عدد مؤسسيها عن 7 أشخاص.
والشركات المساهمة الخصوصية المحدودة، وهي شركات يتراوح عدد مؤسسيها ما بين 2 و 50 شخص فقط.
فرص استثمارية في فلسطين
أما عن أهم فرص الاستثمار في فلسطين في وقتنا هذا، فهناك فرصة الاستثمار في محطات الطاقة الشمسية الصغيرة والمتوسطة بقدرة من 2 إلى 5 ميجا وات لكل محطة موزعة على 16 محافظة.
وهي متاحة لحظة كتابة المقالة في كل من طولكرم الشعراوية بقوة 5 ميجا وات، وفي أريجا بقوة 1.8 ميجا وات، وفي جينين بقوة 5 ميجا وات، وأخيرًا بنابلس بقوة 2 ميجا وات.
وهذه الفرصة تفتح الباب أمام رجال الأعمال للاستثمار في الألواح على الأسطح وفي شركات تركيب الألواح، وشركات الصيانة وشركات التوزيع والتسويق.
وفي قطاع السياحة، هناك فرصة للاستثمار في مشروع بيت لحم سيتي تور، وهو مشروع يحتاج إلى رأس مال أولي متوقع حوالي مليون ونصف دولار أمريكي.
وتحتاج الشركة صاحب المشروع إلى ممولين للمساهمة في إنشاء المباني وشراء المعدات والأثاث والحافلات.
الحد الأدنى لبدء الاستثمارات في فلسطين
وعند البحث عن الحد الأدنى المطلوب من المستثمرين الأجانب أو المحليين للاستثمار داخل الأراضي الفلسطينية، ستجد أن الأمر متوقف على نوع الشركة وقطاع الاستثمار.
فالتكلفة الخاصة بتسجيل الشركة تعتمد بشكل كامل على رأس مالها ونوعها، وهي تتراوح ما بين 1000 و 5 آلاف دولار أمريكي.
هذا بالإضافة إلى المبلغ المطلوب للاستثمار في الأصول والمعدات وهو 100 ألف دولار أمريكي.
كما سيكون عليك دفع ما بين 70 و 120 دولار أمريكي للحصول على ترخيص مزاولة الأعمال في فلسطين.
معوقات الاستثمار في فلسطين
وبالطبع هناك معوقات تواجه كل من يفكر في الاستثمار في فلسطين، فهذا أمر لا يخفى على أحد، وهذا بسبب البيئة السياسية الصعبة.
فالصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر وعدم وجود اتفاق سلام دائم يخلق حالة من عدم اليقين ويثير مخاوف المستثمرين.
كما تواجه فلسطين بعض القيود من حيث الوصول إلى الموارد الأساسية المطلوبة للاستثمار، فتعاني المنطقة من تقييد الوصول إلى الموارد المائية وتجزئة الأراضي ومحدودية توفير الكهرباء والبنية التحتية.
وفي فلسطين يواجه المستثمرون المحتملون إجراءات معقدة وبيروقراطية، ونقصًا في الشفافية، وهو ما يجعل عملية الاستثمار داخل الدولة صعبًا بعض الشيء.
ملخص
وفي النهاية، لقد استكشفنا سويًا مجالات وفرص وشروط ومتطلبات الاستثمار في فلسطين، وتطرقنا إلى أنواع الشركات والحد الأدنى المطلوب للاستثمار في هذه الدولة العربية وأيضًا أهم معوقات الاستثمار بها.