دليل الاستثمار في المغرب (المزايا، الفرص، عوامل النجاح)

الاستثمار في المغرب. يتجه عدد كبير من المستثمرين العرب والأجانب الذين يرغبون في استثمار أموالهم خارج الحدود إلى دولة المغرب. كما يتجه عدد كبير من أصحاب الشركات العربية والاجنبية التي ترغب في التوسع وافتتاح مكاتب أو فروع جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى المغرب. 

بكل تأكيد هؤلاء المستثمرين وأصحاب الشركات لا يذهبون إلى هذا البلد الرائع بناء على أهواء شخصية أو بمحض الصدفة، وإنما يذهبون إليه لما يتمتع به من مزايا استثمارية عديدة تخدم مصالحهم وتساعدهم على تحقيق المزيد من الأرباح.

تلك المزايا نستعرضها سويًا فيما يلي بشكل مفصل، وسنعمل أيضًا على عرض أهم القطاعات والفرص الاستثمارية المتاحة في الدولة، كما نستعرض قوانين الاستثمار التي يجب على كل مستثمر يقصد المغرب معرفتها.

لن نكتفي بهذا، بل سنعمل على استعراض أسماء مجموعة من كبرى الشركات العالمية التي اختارت المغرب كبلد للتوسع والاستثمار، كما نقدم لك أيضًا مجموعة من النصائح الهامة للنجاح. وبالتالي سيكون هذا الموضوع بمثابة دليل بسيط ومميز لكل من يرغب في الاستثمار في المغرب.

مزايا الاستثمار في المغرب

هناك عشرات المزايا التي تتمتع بها المغرب وتجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين الأجانب من حول العالم. نستعرض أهمها فيما يلي:

التكاليف التنافسية

تكلفة الأيدي العاملة تبلغ في المتوسط حوالي 350 دولار، وهذا المبلغ أقل بحوالي 10 أضعاف من متوسطات الأجور في أوروبا.

يبعد المغرب حوالي 14 كيلومتر فقط عن أوروبا، وتعد موقع تنافسي للتصدير إلى الأسواق الأوروبية حيث التوفير الكبير في مصاريف الشحن.

تبلغ تكاليف تصدير الحاوية الواحدة حوالي 700 دولار وهذا المبلغ أقل بكثير من تكاليف التصدير في العديد من دول العالم.

تم تخفيض نسبة ضرائب الشركات من 30% إلى 22% بداية من عام 2019. هذا ما ساهم في تشجيع الكثيرين على التفكير بالتوجه إلى البلد المغاربي.

تكاليف تشغيل المشاريع من مختلف أنواعها تعد تنافسية للغاية، فهي أقل من تكاليف التشغيل في العديد من الدول العربية، وأقل من كل الدول الأوروبية تقريبًا.

اقتصاد قوي ومستقر

الاقتصاد القوي والمستقر لأي دولة يعد واحداً من أهم الأسباب التي تدفع الشركات العالمية والمستثمرين إلى الذهاب إليها والاستثمار بها. فلحسن الحظ، المغرب يعد من البلدان الأكثر استقراراً في المنطقة ويتمتع باقتصاد قوي وآمن.

• فالاقتصاد ينمو بشكل سنوي بمعدل 5% ما بين الأعوام 2005 وحتى 2009 ولا زال ينمو حتى يومنا هذا.
• الأزمة العالمية في 2009 أثرت في اقتصاديات أغلب الدول ولكن الاقتصاد المغربي صمد ونما بمعدل 5%.
• معدلات التضخم تعد من الأقل بين دول المنطقة.

موقع جغرافي متميز

الموقع الجغرافي للدولة يعد أيضاً واحداً من أهم الأسباب التي تدفع المستثمرين وأصحاب الشركات العالمية إلى القدوم للدولة والاستثمار بها. ولعل الموقع الجغرافي للمغرب يضعها بين أفضل دول العالم.

فهي تمتلك واجهتين على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي ومنها يسهل الدخول إلى الأسواق الأوروبية حيث أنها تبعد حوالي 14 كيلومتر فقط عن السواحل الأوروبية، كما يسهل الوصول من المغرب إلى جميع الأسواق العربية والأفريقية.

وبسبب الموقع الجغرافي المتميز للمغرب فإنها تمكنت من إبرام العديد من الاتفاقيات المتعلقة بالتجارة الدولية، وبهذا سيجد المستثمرين سهولة وراحة عند العمل على استيراد أو تصدير المنتجات من و إلى مختلف الأسواق العالمية.

بُني تحتية جيدة

توجد شبكة جيدة من الطرق وعن طريقها يمكن التحرك بسهولة داخل البلد. كما يوجد 38 ميناء بحري من بينها ميناء طنجة الذي يعد أكبر موانئ إفريقيا. وهناك أيضًا أكثر من 20 مطار دولي ومحلي تسير رحلات لجميع أنحاء العالم. وبالتالي يسهل على المستثمرين استيراد وتصدير المنتجات والبضائع والمواد الخام والمعدات وغيرها من وإلى مختلف الأسواق العالمية.

توجد أيضًا شبكة إتصالات متطورة وعن طريقها يمكن التواصل مع جميع العملاء والشركات في مختلف أنحاء العالم. فضلًا على توافر الخدمات الصحية والاجتماعية والترفيهية بشكل كبير.

موارد بشرية عالية الكفاءة:

أغلب سكان المغرب هم من فئة الشباب (15-35 عام). عدد هائل من هؤلاء الشباب تلقى العلم في الجامعات المختلفة ولديهم قدرات عالية.

أيضاً يتميز السكان في المغرب ودول شمال افريقيا عامة بقدرتهم على التحدث بلغتين أو أكثر. الأكثرية يتحدثون العربية والفرنسية وعدد كبير منهم يتحدث لغة ثالثة وغالباً ما تكون الإسبانية لقرب إسبانيا من المغرب، أو الإنجليزية لكونها اللغة السائدة في العالم.

لهذا يمكننا القول بأن الشخص أو الشركة الراغبة في الاستثمار في المغرب يمكنها أن تحصل على عمالة على درجة عالية من الكفاءة وبسعر رخيص.

الامتيازات والدعم الحكومي

تشجع الدول المستثمرين على القدوم إلى بلدانهم عن للاستثمار بها عن طريق إظهار أهم مزاياها ووعدهم بتقديم الكثير من الدعم والامتيازات.

بالحديث عن المغرب، فإنها واحدة من الدول التي تنتهج الأسلوب ذاته، فالحكومة تقدم الدعم وتعمل على التنظيم والإشراف وتسعى لتطوير كافة القطاعات لجذب الاستثمارات الأجنبية.

مناخ أعمال متميز

اتخذت المغرب مجموعة من الإجراءات والتدابير من شأنها خلق بيئة أعمال تتلائم مع تطلعات المستثمرين الوافدين من الخارج، وتسهل عليهم تأسيس وتشغيل استثماراتهم. من ضمن تلك التدابير والإجراءات، مايلي:

• تبسيط الإجراءات الإدارية لإنشاء الشركات.
• تقوية وتفعيل القوانين المتعلقة بحقوق الأعمال.
• تطوير الأسواق المالية وتحديثها.
• تأسيس إدارة مركزية لمكافحة الفساد.
• تأسيس لجنة وطنية لبيئة الأعمال.
• العمل على تحسين الشفافية التنظيمية.

أهم قطاعات الاستثمار في المغرب

هناك العديد من القطاعات الهامة المتاحة للاستثمار وتشجيع الدولة المستثمرين المحليين والأجانب على الاستثمار بها. ومن أهم تلك القطاعات ما يلي:

• قطاع الطاقة (طاقة الرياح، والطاقة الشمسية).
• قطاع الصناعة والإنتاج.
• القطاع الزراعي.
• قطاع الصيد.
• قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
• القطاع السياحي.
• قطاع التجارة والتوزيع.
• قطاع اللوجستية “السوقيات”

إليك أيضًا، دليل الاستثمار في الهند (المزايا، الطرق، وفرص الاستثمار).

شركات عالمية اختارت الاستثمار في المغرب

هناك العديد من الشركات العالمية اختارت أن تكون المغرب مقرًا لفروعها في المنطقة العربية أو منطقة شمال أفريقيا. ومن بين تلك الشركات

• مجموعة بروكتر أند جامبل الأمريكية، أكبر مصنع للمواد الاستهلاكية في العالم.
• شركة رينو الفرنسية لصناعة السيارات.
• مجموعة دانون الفرنسية للصناعات الغذائية.
• شركة ديل الأمريكية لصناعة الحواسيب والأجهزة التقنية.
• شركة بريمو الإسبانية للصناعات الإلكترونية.
• إس تي مايكرو الكترونيكس الإيطالية الفرنسية لصناعة الإلكترونيات وأشباه الموصلات. 

كما توجد مئات الشركات الأجنبية الأخرى التي اختارت المغرب لتكون منفذًا لها في منطقة الشمال الأفريقي أو في المنطقة العربية جمعاء.

تلك الشركات لم تذهب إلى المغرب إلا لأنها وجدت فيها من مزايا ما لم يتوفر في غيرها من الدول. فبغض الشركات اختارت المغرب بسبب موقعها المتميز، وبعضها اختبارات الاستثمار في المغرب بسبب قوانينها الاستثمارية الملائمة، وبعضها ذهبت للمغرب بسبب سهولة الوصول إلى الأسواق الأوروبية ولمختلف أسواق العالم. تعددت الأسباب والنتيجة واحدة.

نصائح لنجاح الاستثمار في المغرب للأجانب

يجب أولاً دراسة السوق المغربي دراسة جيدة ومعرفة متطلباته واحتياجاته.

اختيار المدينة التي تتناسب مع نوع الاستثمار وذلك لخفض التكاليف وسرعة الإنجاز.

دفع الضرائب في أوقاتها يسمح بحرية التصرف في الأموال وتحويلها للخارج لذلك لا يجب التأخر في دفعها.

المخالفات المرتكبة بقصد وعن دون قصد من قبل المستثمرين تؤثر عليهم سلباً وتسبب لهم الكثير من المتاعب. لذلك يجب معرفة قوانين الاستثمار في المغرب والعمل بها.

يجب أن تكون للمستثمر عين ثاقبة وقدرة على اكتشاف الفرص المتاحة ومحاولة استغلالها بأفضل طريقة ممكنة ليضمن بذلك زيادة أسهمه وأرباحه.

ملخص

الاستثمار في المغرب يعد خيارًا موفقًا سواء لصغار المستثمرين، كبارهم، الشركات التي ترغب بالتوسع في المنطقة العربية أو شمال أفريقيا، وذلك بسبب ما يحتويه المغرب من مزايا استثمارية مشجعة على الاستثمار.

خلال هذه الصفحة قمنا بتوضيح أهم مزايا الاستثمار في المغرب، وأهم محفزات الأعمال، وأهم قطاعات الاستثمار، بالإضافة إلى قائمة ببعض الشركات العالمية التي اختارت فتح فروع ومكاتب تمثيلية لها في المغرب. وأخيرًا ذكرنا مجموعة من أهم النصائح لنجاح الاستثمارات على الأراضي المغاربية.