استيراد الذهب. في خلال الفترة الحالية، تأكد الجميع من أن الذهب هو الحل الأمثل والأقوى للحفاظ على قيمة المدخرات ومحاربة التضخم وضمان المستقبل.
الذهب يمكنك الحصول عليه من مصادر متنوعة، مثل محلات الذهب، وشركات بيع السبائك، والبنوك، أو جلبه من الخارج وأنت قادم، وكذلك من خلال الاستيراد.
الطريقة الأخيرة تحديدًا -استيراد الذهب- ليست منتشرة بين عموم الناس، ولها اشتراطات وضوابط، ولكنها إن تمت بالشكل الصحيح فقد تكون الخيار المثالي للحصول على الذهب بأقل الأسعار وبالتالي يتحقق ربح أكبر عند البيع.
ولهذا، قررنا تخصيص هذا الموضوع للحديث حول كيفية استيراد الذهب من خلال توضيح المتطلبات والإجراءات والشروط وطرق الحصول على الذهب من الخارج وقواعد التخليص الجمركي للسبائك والمشغولات الذهبية، وغيرها، فتابع معنا.
محتويات المقال
ما الفرق بين الذهب المستورد والمحلي؟
لماذا يفكر الأشخاص في استيراد الذهب بدلًا من شراء الذهب المحلي؟ فالميزة الأساسية في الذهب المستورد هي درجة النقاء والتصميم الفريد.
ويشير مصطلح الذهب المستورد عادةً إلى شراء سبائك الذهب أو العملات الذهبية أو حتى الحلي الذهبية التي يتم تصنيعها وبيعها في دول أخرى وجلبها إلى دولتك.
ويتم إنتاج الذهب المستورد عالي النقاء وفق معايير الجودة العالمية، وهذا يكون في الغالب من قِبل دور السك والمصافي الدولية ذات السمعة الجيدة.
وهذا يجعل الذهب المستورد خيارًا أكثر موثوقية للمستثمرين الذين يسعون إلى الحفاظ على القيمة على المدى الطويل مع احتمالية ارتفاع قيمتها.
ومع ذلك، يمكن أن يكون الذهب المستورد أكثر تكلفة بسبب التكاليف الإضافية مثل رسوم الاستيراد والضرائب ورسوم النقل.
ومن ناحية أخرى، يشير الذهب المحلي إلى منتجات الذهب التي يتم استخراجها وتكريرها وتصنيعها داخل دولتك نفسها.
والميزة الأساسية للذهب المحلي هو انخفاض تكلفته، حيث يتجنب النفقات الإضافية المرتبطة بالاستيراد.
وهذا يمكن أن يجعل الذهب المحلي أكثر جاذبية للمتداولين وأولئك الذين يبحثون عن أرباح قصيرة الأجل من خلال الشراء والبيع.
ولكن يمكن أن تكون جودة ونقاء الذهب المحلي مختلفة ومتفاوتة، حيث أن صناعة تعدين وتكرير الذهب في بعض الدول تكون صغيرة نسبيًا وقد لا تفي دائمًا بالمعايير الدولية.
وبالنسبة للمستثمرين الذين يركزون على القيمة والاستقرار على المدى الطويل، قد يكون الذهب المستورد هو الخيار الأفضل، على الرغم من ارتفاع تكاليفه الأولية.
وستجد أن الجودة والسيولة التي يمكن تحقيقها من بيع منتجات الذهب المستوردة يمكن أن توفر راحة البال وفرص إعادة بيع أسهل في المستقبل.
ومع ذلك، فبالنسبة للمتداولين والمهتمين بالأرباح قصيرة المدى، فإن انخفاض تكاليف الذهب المحلي تجعله خيار مناسب أكثر لهم، بشرط أن يكونوا متأقلمين مع التغيرات المحتملة في الجودة.
ولتعلم أنه لا يوجد جواب قاطع على سؤال أيهما أفضل الذهب المستورد أم الذهب المحلي، حيث يعتمد الأمر على احتياجاتك وقدراتك وأهدافك الاستثمارية.
طرق استيراد الذهب للتجارة
وهناك العديد من الطرق التي يتم من خلالها استيراد سبائك الذهب والحلي الذهبية بكميات أو لأهداف التجارة في أي دولة، والطريقة الأولى تكون على شكل شركة مرخص لها من الجهات المختصة.
وهذه الطريقة تحتاج إلى رخصة استيراد من وزارة التجارة والصناعة، وكذلك يشترط لها سجل تجاري وبطاقة ضريبية مدون فيها نشاط استيراد أو تجارة الذهب.
وأيضًا ستجد أن أفضل قناة تتبعها شركات استيراد المعادن النفيسة هي البنوك المعتمدة، فهي أكثر أمانًا، ولكن تتطلب تكاليف إضافية في المقابل.
هذا ويمكن للتجار الأفراد استيراد المعادن النفيسة مثل الذهب، ولكن تكون الكميات المصرح بها محدودة وأقل من شركات الاستيراد، ولكنها لا تطلب الحصول على رخصة استيراد.
والطريقة الثالثة والأكثر صعوبة وتكلفة ولكنها أكثر أمانًا وتحقيقًا للأرباح، هي الحصول على وكالة واحدة من الشركات العالمية التي تنتج أو تستخرج الذهب.
ويكون الأمر في شكل فرنشايز أو فرع تابع للشركة الأم في الخارج، وهنا تكون الشركة الأساسية هي المسؤولة عن عملية الاستيراد للمنتجات الذهبية بالكامل.
ما هي طرق استيراد المشغولات الذهبية الشخصية؟
وهناك واحدة من طرق استيراد الذهب تعتبر الأفضل والتي يستخدمها عدد كبير جدًا من الأشخاص، وهي الاستيراد الشخصي، ويكون هذا إما من خلال المسافرين أو الشحن الدولي.
وبالنسبة لاستيراد الحلي والسبائك والعملات الذهبية من خلال المسافرين، فستجد أن القوانين في جميع الدول تسمح لهم بإدخال كميات محدودة من الذهب للاستخدام الشخصي بدون رسوم جمركية.
ولكن يشترط على المسافر الإفصاح عن الكمية التي في حوزته عند المنافذ الجمركية حتى لا يتعرض لعقوبات تصل إلى إعادة تصدير الذهب للدولة التي جاء منها.
أما عن الشحن الدولي، فهي الطريقة الأسهل على الإطلاق، وتتم إما من خلال المتاجر الإلكترونية أو مواقع الشركات المنتجة.
وهنا يشبه الأمر شراء أي منتج من أي متجر إلكتروني، ولكن يجب الحذر، حيث أن الحد الأقصى لعدد الجرامات أو الكميات يطبق على هذه الطريقة أيضًا.
هل يمكن استيراد السبائك الذهبية أون لاين؟
كما ذكرنا في الفقرة السابقة، نعم يمكن استيراد السبائك الذهبية والحلي كذلك من خلال العديد من المتاجر الإلكترونية العالمية، وأول خطوة هي إيجاد المتجر المناسب.
فمثلًا يمكنك شراء الذهب الموجود في أمريكا وأنت في دولتك من خلال متاجر مثل متجر Blue Nile، أو من خلال منصة Apmex للسبائك الذهبية والفضية، أو حتى من خلال متجر جم بوليون الأمريكي.
ويجب عليك التأكد من سمعة المتجر ومراجعة تقييمات العملاء قبل الشراء، ثم مقارنة الأسعار والعروض بين مختلف المتاجر، والتأكد من سياسة الشحن والتأمين.
وستجد أن جميع تلك المتاجر تشترط عمل حسابات عليها أولًا، مع تأكيد بيانات بطاقات الدفع أو الحسابات البنكية المستخدمة في دفع التكلفة بالكامل، وتشترط جميعها أيضًا الدفع المسبق.
وتوفر المنصات العالمية الكبيرة ميزات رائعة، مثل عقود التأمين على الذهب أثناء الشحن، ويتم شحن الذهب في خزائن مخصصة مع حراسة إما جوًا أو بحرًا.
ومن هذه المتاجر الإلكترونية من توفر ميزة التوصيل حتى باب المنزل، وهناك متاجر تقدم خدمة تسليم الذهب في البنوك أو في فروع معتمدة في معظم دول العالم.
شروط استيراد الذهب
وتختلف الشروط الخاصة بعملية استيراد الذهب حسب الهدف والكمية، فعند الاستيراد بهدف الاستخدام الشخصي، ستجد أن هناك حد أقصى للكمية حسب دولة المستورد.
ويمكنك التأكد من الحد الأقصى الذي تفرضه دولتك من خلال موقع الجمارك أو التوجه لأي من منافذ الدخول في المطارات والموانئ.
ويكون الأمر مبني على الحالة المادية للشخص القادم من الخارج، فعند ارتداء النساء للذهب، يتم التأكد من أن الكمية متوافقة مع حالتها والدولة القادمة منها.
هذا ويتم دفع 10% من قيمة إجمالي كمية الذهب الوارد من الخارج في حقائب ولا ترتديه مسافرة، ولكن في مصر هناك إعفاء من هذه الرسوم بشكل مؤقت منذ شهر مايو من عام 2023 وحتى الآن.
أما بالنسبة للاستيراد بكميات تجارية، فتشترط القوانين أن تكون الجهة المستوردة مسجلة ومعتمدة من هيئة الصك والدمغات.
ويجب أن يمر الذهب حينها بمراحل متعددة، مثل وضع الدمغة من هيئة السك في دولة المستورد، حيث تقوم الهيئة بفحص الذهب والتأكد من درجة النقاء والعيار ثم وضع دمغتها الخاصة.
كيفية استيراد الذهب خطوة بخطوة
وبالنسبة لخطوات وإجراءات التخليص الجمركي عند الاستيراد الشخصي للذهب فهي تبدأ بتقديم الأوراق المطلوبة، وهي جواز السفر وإقرار بكمية الذهب وفاتورة الشراء.
ثم دفع الرسوم والضرائب التي يجب عليك التأكد منها من خلال موقع الهيئة المسؤولة عن الجمارك في دولتك لأنها متغيرة على حسب القوانين والحالة الاقتصادية للدولة.
وبعدها يتم فحص الذهب للتأكد من العيار والوزن المعلن في إقرار الكمية، وكذلك لفحص الدمغة، ثم يتم استلام الذهب.
وعند الاستيراد التجاري للذهب، سيكون عليك أولًا تقديم رخصة الاستيراد والإقرار الجمركي بكمية الذهب المستورد، وفاتورة الشراء، وشهادة نقاء الذهب وبوليصة الشحن وشهادة المنشأ.
وبعد دفع الضرائب وضريبة القيمة المضافة والرسوم الجمركية، يتم فصح الذهب وإرساله إلى هيئة سك الذهب لمراجعة الدمغات ووضع الدمغة الجديدة.
حساب ضريبة القيمة المضافة على الذهب المستورد
ومن المهم عند استيراد الذهب معرفة كيفية حساب ضريبة القيمة المضافة على الذهب المستورد، وتبدأ العملية بتحديد نوع الذهب، هل هو في شكل سبائك أم مشغولات ذهبية.
فبالنسبة للسبائك الذهبية فهي تخضع لضريبة القيمة المضافة بنسبة 14% من قيمة الذهب في فاتورة الشراء المعتمدة.
والمشغولات الذهبية تخضع لضريبة القيمة المضافة بنسبة 14%، ولكن هذه النسبة تكون على أساس قيمة المصنعية فقط.
ويتم احتساب قيمة المصنعية من خلال طرح قيمة الذهب الخام من قيمة الفاتورة، وفي حالة عدم وجود فاتورة تفصيلية، يتم احتساب قيمة المصنعية بنسبة 30% من قيمة الفاتورة.
كمية الذهب المسموح بدخولها المطار
وعلى حسب دولتك يتم تحديد الكمية التي يُسمح للمسافرين حملها أو ارتدائها عند دخول المطارات، وفي مصر يتراوح الوزن المسموح به عند استيراد الذهب ما بين 100 و 150 جرام.
أما في المملكة العربية السعودية، فالحد الأقصى لكمية الذهب المسموح حملها عند دخول المسافر للمطار يجب أن لا تزيد قيمتها عن الـ 60 ألف ريال سعودي.
ملخص
وفي نهاية المقالة، لقد قدمت لك دليل استيراد الذهب الشامل، وتعلمنا شروط ومتطلبات وخطوات دخول الذهب المستورد إلى المطارات.