اربح مليون دولار بفكرة بسيطة. بلا شك، تحويل الأفكار البسيطة إلى أعمال تقدر بملايين الدولارات هو حلم كل رائد أعمال في العالم.
ومع التوقيت المناسب والجهد والعمل المستمر، فإن فرصة تحقيق هذا الأمر تزداد، ولكن ليس هذا فقط هو ما يجعل الأفكار البسيطة مربحة جدًا.
انظر مثلًا إلى عصا السيلفي التي حققت مبيعات بالمليارات، هل كان مبتكر هذه الفكرة البسيطة يتوقع هذا الكم من الأرباح؟ بالطبع لا، ولكنه وثق في فكرته ونفذها.
في هذه المقالة، نعرض بعض الأفكار البسيطة التي حققت ما لا يقل عن مليون دولار أمريكي في فترة زمنية قصيرة في الوطن العربي وحول العالم، مع العلم أن هدفنا من عرض تلك الأفكار هو إلهامك وفتح الآفاق أمامك لتأتي أنت بأفكار مميزة قد تبني من خلالها ثروة كبيرة خلال فترة زمنية وجيزة.
محتويات المقال
اربح مليون دولار بفكرة بسيطة مثل فوري
لنبدأ بشركة فوري التي أكدت من خلال رحلة نجاحها إمكانية أن اربح مليون دولار بفكرة بسيطة، وهي شركة تكنولوجيا وخدمات مالية مصرية تأسست في عام 2008.
وتعود أصول فكرة فوري إلى الوقت الذي كان فيه المؤسس المشارك محمد عكاشة يسدد الرسوم الدراسية لمدرسة أبنائه.
كانت عملية الذهاب إلى البنك، والانتظار في طوابير طويلة وملء الأوراق، عملية شاقة وتستغرق وقتًا طويلاً.
وقد اعتقد عكاشة أنه لابد من وجود طريقة أسهل لدفع الفواتير والرسوم.
فتصور شبكة من نقاط الدفع في جميع أنحاء المدينة حيث يمكن للناس الدفع بسرعة نقدًا أو بالبطاقة.
وهذا من شأنه أن يوفر السهولة والراحة للعملاء مع توفير وقت كبير لهم.
تعاون عكاشة مع المؤسسين أشرف صبري وبهجت كمال لتحويل هذه الفكرة الأساسية إلى حقيقة.
فقد أجروا أبحاث سوقية متعمقة لتحديد احتياجات العملاء ورغباتهم.
ولم يكن لدى ما يقرب من 80% من المصريين حسابات مصرفية في ذلك الوقت، لذلك كانت الخدمة القائمة على النقد أمرًا بالغ الأهمية.
والتقى المؤسسون أيضًا بشركات مختلفة لمناقشة قبول المدفوعات من خلال النظام الجديد الذي كانوا يهدفون إلى بنائه.
وتم إطلاق نظام فوري الأولي في عام 2009 مع 50 موقع للدفع فقط في القاهرة.
ويمكن للعملاء الذهاب إلى الأكشاك التي تحمل علامة فوري ودفع فواتيرهم بسرعة نقدًا أو بالشيكات أو البطاقات المصرفية.
وجذبت الواجهة سهلة الاستخدام وسريعة المعاملات الانتباه.
وعندما شهدت الشركات فوائد شبكة فوري، أرادت الانضمام إليها، فتم دمج المزيد من المفوترين ومقدمي الخدمات مع فوري، مما يزيد من قيمتها بالنسبة للمستهلكين.
ثم ركزت فوري على النمو المستمر خلال السنوات الأولى.
وتضخم عدد المواقع إلى 300 موقع في غضون عام ثم إلى أكثر من 5000 بحلول عام 2012.
وتوسعت مجموعة المدفوعات المتاحة من حوالي 100 خيار إلى أكثر من 240 خيارًا.
واستطاعت الفكرة البسيطة التي بدأت كحل لراحة الناس أن تحقق ربح يزيد عن مليون دولار أمريكي في خلال أول عامين فقط من تشغيلها.
مرسول فكرة بسيطة ربحت أكثر من مليون دولار
وفي الوقت الذي كنت أبحث فيه عن كيف اربح مليون دولار بفكرة بسيطة، وجدت أن تطبيق مرسول هو أيضًا بدأ بفكرة بسيطة جدًا وحقق هذا المبلغ في فترة وجيزة للغاية.
فعندما جاء رجل الأعمال السعودي أحمد الزهراني البالغ من العمر 27 عامًا بفكرة خدمة إدارة المهمات عبر الإنترنت المسماة “مرسول”، لم يكن لديه أي فكرة عن النجاح الذي سيتبعه قريبًا.
ولأنه شخص غير متفرغ يعيش في الرياض، كان أحمد يكافح في كثير من الأحيان لإيجاد الوقت للقيام بالمهام اليومية العادية مثل التنظيف الجاف، أو دفع فواتير الخدمات، أو غسل السيارة.
وقد رأى أنه يجب أن تكون هناك طريقة أسهل لإنجاز هذه الأشياء دون الاضطرار إلى التضحية بوقته الشخصي الثمين.
وبعد إجراء بعض أبحاث السوق الأولية واكتشاف عدم وجود مثل هذه الخدمة حتى الآن في المملكة العربية السعودية، قرر أحمد أن هناك فجوة حقيقية في السوق يمكن لشركته الناشئة المقترحة سدها.
وهكذا، في أوائل عام 2017، تم إطلاق مرسول، وهو تطبيق جوال وموقع إلكتروني رائد يسمح بتقديم طلبات التوصيل والخدمات اليدوية ودفع الفواتير، ليتم تنفيذها من قبل وكلاء مسجلين مقابل رسوم معقولة.
وبعدها شهدت الخدمة نمو هائل في غضون أشهر، فبعد أن كانوا وكيلين فقط وعدد قليل من العملاء عند إطلاقها، بحلول نهاية العام الأول كان لدى مرسول أكثر من 1500 وكيل مسجل على المنصة لاستكمال حوالي 60.000 طلب خدمة كل شهر.
وبحلول أوائل عام 2019، أي بعد عامين فقط من إنشائها، اكتسب تطبيق مرسول أكثر من نصف مليون عميل وشهد زيادة في الطلبات بنسبة 2500%.
والأهم من ذلك أنها استحوذت أيضًا على اهتمام مستثمري رأس المال الاستثماري ومسرعات الشركات الناشئة بفضل نمو إيراداتها المذهل.
إليك أيضًا، كيفية ربح مليون دولار مجانا بـ 7 طرق مشروعة ومجربة.
تجربة أمازون
هكذا أكدت لي رحلة نجاح أمازون أنه يمكنني أن اربح مليون دولار بفكرة بسيطة، فقد بدأت أمازون في مرآب سيارات صغير في عام 1994 من قبل بيزوس.
فبعد أن بدأ حياته المهنية الناجحة في مجال التمويل، رأى بيزوس إمكانات الإنترنت الناشئة وطوّر رؤية لمتجر كتب على الإنترنت من شأنه الاستفادة من قوة الويب ومدى وصوله.
على الرغم من أن التسوق عبر الإنترنت كان لا يزال في بداياته، إلا أن بيزوس يعتقد أن الراحة والقدرة على الاختيار الذي يمكن أن يقدمه متجر عبر الإنترنت يمكنه أن يحدث ثورة في مجال البيع بالتجزئة.
وبأموال محدودة، قام هو وعدد قليل من الموظفين ببناء موقع ويب وقاعدة بيانات بدائية، والتواصل مباشرة مع ناشري الكتب وتجار الجملة لتخزين رفوف أمازون الافتراضية.
وقد تم إطلاق الموقع في عام 1995، حيث قدم أكثر من مليون عنوان، وهو أكثر بكثير مما يمكن أن تحمله مكتبة على أرض الواقع.
وقدمت أمازون أيضًا كتب بأسعار مخفضة، وسمحت للعملاء بكتابة المراجعات، وقد كان يعد ابتكار مذهل حينها.
وبحلول عام 1997، كانت أمازون بالفعل رائدة في مجال البيع بالتجزئة عبر الإنترنت، حيث بلغت إيراداتها ما يقرب من 150 مليون دولار.
وفي ذلك العام، رفعت شركة بارنز آند نوبل دعوى قضائية ضد شركة أمازون لادعائها كذبًا أنها أكبر مكتبة في العالم، لكن الدعاوى القضائية لم تؤثر في عملية الابتكار للشركة.
وفي عام 1998، توسعت أمازون لتشمل الموسيقى و الألعاب و الإلكترونيات و ألعاب الفيديو.
تجربة يوتيوب
أنا متأكد أنه يمكن أن اربح مليون دولار بفكرة بسيطة، والدليل على ذلك منصة يوتيوب، فقد بدأ موقع YouTube كتجربة بسيطة على يد ثلاثة موظفين سابقين في PayPal.
في عام 2005، أرادوا إنشاء منصة حيث يمكن للمستخدمين بسهولة تحميل ومشاركة محتوى الفيديو على الإنترنت.
في ذلك الوقت، لم يكن هناك موقع رئيسي يسمح لمستخدمي الإنترنت العاديين بنشر مقاطع فيديو للعرض العام.
فبدأ المؤسسون بشكل بسيط من خلال شراء اسم النطاق YouTube.com وإنشاء موقع ويب أساسي حيث يمكن للمستخدمين تحميل مقاطع الفيديو بطريقة منظمة.
وقاموا بتمويل الموقع بأنفسهم باستخدام الأموال التي كسبوها في PayPal.
ولم يكن هناك نموذج عمل بعد، فقد كانت الفكرة مجرد معرفة ما إذا كان الأشخاص العاديون يرغبون في مشاركة مقاطع الفيديو محلية الصنع علنًا أم لا.
وبعد عام واحد فقط من إطلاقه، أصبح موقع YouTube بالفعل أحد المواقع الأكثر زيارة على الإنترنت.
واستحوذت أعداد الزيارات الضخمة على اهتمام شركة البحث العملاقة Google.
وفي عام 2006، اشترت جوجل الموقع في صفقة أسهم بقيمة 1.65 مليار دولار.
وقد وفر هذا الاستحواذ التمويل والموارد اللازمة للتوسع العالمي لموقع YouTube على مدار العقد التالي تحت مظلة Google.
وبالنسبة للمؤسسين فقد كان النجاح الهائل الذي حققه YouTube من فكرة تجريبية ووصولًا إلى شركة بمليارات الدولارات هو أمر أسرع مما كانوا يتخيلونه.
اربح مليون دولار بفكرة بسيطة مثل أكاديمية نون
وأخيرًا ما زاد يقيني بأنه يمكنني أن اربح مليون دولار بفكرة بسيطة هو ما حدث مع أكاديمية نون، والتي كانت عبارة عن تقديم دروس فيديو لمساعدة الطلاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
بدأت الشركة صغيرة، حيث قدمت الدروس عبر الإنترنت في المواد الأساسية مثل الرياضيات والعلوم واللغة العربية والإنجليزية.
وتم تعيين المعلمين وتدريبهم لتقديم دروس مصممة خصيصًا للمناهج الدراسية المتبعة في المدارس في جميع أنحاء منطقة الخليج.
فيمكن للطلاب الوصول إلى دروس الفيديو هذه عبر موقع Noon Academy الإلكتروني وتطبيق الهاتف المحمول مقابل رسوم اشتراك معقولة جدًا.
ولم تضع أكاديمية نون نفسها كبديل للمدرسة ولكن كنظام دعم تكميلي، وهو ما يمكنه سد الفجوات التي تركها التدريس التقليدي في الفصول الدراسية.
ثم نمت المنصة من بضع مئات من المستخدمين في البداية لتخدم أكثر من مليون طالب في خلال عامين فقط.
وقدم أكثر من 5000 معلم أكثر من 50 مليون ساعة من الدروس على المنصة حتى الآن.
وبهذه الفكرة البسيطة جدًا تبلغ قيمة أكاديمية نون السعودية اليوم أكثر من 100 مليون دولار أمريكي، وهذا بعد مرور 5 سنوات فقط على إطلاقها لأول مرة.
*ننصحك بالأخير بقراءة موضوع (كيف تحصل على فكرة مشروع مناسب بسهولة) بحيث يحتوي على توضيحات وشرح يساعدك على إيجاد أفكار عظيمة بسلاسة.
ملخص
وفي نهاية المقالة، أردت أن أشاركك تجارب لمشاريع وشركات أكدت لي أنه يمكن أن اربح مليون دولار بفكرة بسيطة، وكذلك تستطيع أنت، فالمهم هو الابتكار وأن تكون الفكرة مفيدة فعلًا.
تعليق واحد
اعمل في هذا المجال ممكن