ماهي الخطة التسويقية. تعد الخطة التسويقية الدليل الذي يرشد الشركات نحو تحقيق أهدافها وزيادة مبيعاتها وتعزيز علامتها التجارية في الأسواق.
ولكن ما الذي يجعل الخطة التسويقية فعالة؟ وما هي العناصر الرئيسية التي تضمن نجاح تطبيقها؟
من خلال هذه المقالة، سنستعرض سويًا أهم مكونات الخطة التسويقية، بدءً من التحليل الشامل لنقاط القوة والضعف والفرص المتاحة وحتى عملية قياس النتائج.
محتويات المقال
ماهي الخطة التسويقية؟
أولًا وقبل أي شيء سنوضح لك ماهي الخطة التسويقية من حيث المعنى والمفهوم، فقد تم تعريفها على أنها وثيقة تحدد الاستراتيجيات والأنشطة التي ستتبعها الشركة أو العلامة التجارية.
ولكن يكون لها فترة زمنية محددة، وتكون لهدف تحقيق غاية تسويقية.
ويتم وضع الخطة التسويقية بناءً على دراية وتحليل الوضع التسويقي في الوقت الحالي للشركة وقدرتها، وكذلك البيئة التنافسية في السوق المستهدفة.
وتشكل الخطة دليل استرشادي واضح وشامل لكافة نشاطات التسويق خلال المدة المخطط لها من أجل تحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية.
أهمية الخطة التسويقية
وفي بداية الإجابة على سؤالك ماهي الخطة التسويقية، فمن المهم أن تتعرف على أهمية هذه الخطة بالنسبة لمشروعك، فتكمن أهميتها في توفير خريطة واضحة ومحددة لأنشطة التسويق.
فخطة التسويق تعمل على تحديد الاستراتيجيات والبرامج التسويقية بشكل منظم، وبالتالي تجد أن هناك رؤية سهلة للطريقة المناسبة لنشر علامتك التجارية.
هذا بالإضافة إلى قدرتها على مساعدتك في الوصول إلى تناسق متكامل بين مختلف وظائف وأنشطة التسويق لتجنب الازدواجية وتضارب الجهود.
أيضًا تقوم خطة التسويق بعمل ترشيد في استخدام الموارد وتخفيض الهدر في النفقات التسويقية، فلا يخفى على أحد أن التخطيط السليم يوفر في التكلفة.
ومن بين الأمور التي تجعل من خطة التسويق أمر مهم لأي مشروع إنتاجي أو خدمي أو تجاري أنها تعمل على زيادة القدرة على مواكبة المتغيرات والاستجابة للظروف والتحديات التسويقية.
ليس هذا فقط، بل تقوم بتسهيل عملية قياس وتقييم أداء الأنشطة التسويقية من خلال مؤشرات أداء محددة ومفهومة.
كما أنها تعمل على تعزيز الانضباط وتحسن إدارة الوقت عند تنفيذ الخطة، فعندما نكون مقيدين بمدة زمنية نسعى جاهدين أن ننفذ المطلوب قبل انتهائها.
وأخيرًا تمكننا خطة التسويق من تحديد الفرص والتهديدات التسويقية بشكل مبكر عن طريق التوقعات المبنية على الدراسات الفنية والاقتصادية للسوق.
ماهي الخطة التسويقية وأنواعها
لا يمكن أن تكتمل الإجابة على سؤالك ماهي الخطة التسويقية إلا بالتعرف على أنواعها، ويمكن تقسيم خطة التسويق إلى 6 أنواع؛ النوع الأول هو الخطة الاستراتيجية.
وهي الخطة طويلة الأجل والتي تتراوح مدتها ما بين 3 و 5 سنوات، وتركز على الاتجاه العام والتوجهات بعيدة المدى لأنشطة التسويق في المشروع الخاص بك.
والنوع الثاني يطلق عليه خطة تسويق تكتيكية، وهي خطة قصيرة الأجل، وفي الغالب لا تكون لأكثر من عام واحد، وتركز على تفاصيل تنفيذ البرامج التسويقية.
ثم هناك خطة تسويق المنتج الجديد، وهي خطة تقوم بالتركيز على استراتيجية إطلاق منتج جديد بنجاح في الأسواق المستهدفة.
وبعدها تأتي خطة تسويق قطاع معين، وهي التي يتم تصميمها مخصوص لتغطية قطاع سوقي معين.
والنوع الخامس هي خطة العلامة التجارية؛ خطة يتم بنائها على أساس إدارة العلامة التجارية وزيادة ولاء المستهلك لها.
وأخيرًا خطة التسويق الرقمية، وهي متخصصة في التسويق عبر القنوات الرقمية، مثل محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي.
مكونات الخطة التسويقية
ملخص تنفيذي
تتكون خطة التسويق من عدة مكونات رئيسية، وتبدأ هذه المكونات بالملخص التنفيذي، ويكون الهدف منه تقديم لمحة سريعة وشاملة عن أبرز ما تتضمنه الخطة.
ويجب أن يكون الملخص موجز ودقيق، ويركز على النقاط والأفكار الأساسية في الخطة.
ويتكون في الغالب من أهم نتائج الوضع الراهن، والأهداف التسويقية الرئيسية واسترتيجيات المزيج التسويقي، وملخص الميزانية، وكيفية قياس وتقييم الخطة.
ويساعد هذا الجزء متخذي القرارات والمسؤولين على استيعاب الخطة بسرعة قبل الاطلاع على تفاصيلها.
ومن المهم أن يكون مكتوب بأسلوب واضح وجذاب، مع تجنب الأرقام والتفاصيل الدقيقة.
كما أنه يفضل أن لا يقل عن صفحة وأن لا يزيد عن 3 صفحات.
تحليل الوضع الحالي
وثاني أجزاء خطة التسويق، هو تحليل الوضع الحالي للشركة ونظامها التسويقي، ويتضمن تحليل عميق لوضع الشركة الراهن ولمنتجاتها من ناحية التسويق.
فيتم تقييم المبيعات والعملاء والحصة السوقية الحالية، وبالتالي يمكننا تحديد نقاط القوة والضعف في نظام التسويق الحالي.
كما يجب أن يتناول هذا الجزء تحليل المنافسين ومنتجاتهم وأسعارهم وحصتهم السوقية.
هذا بجانب تحليل اتجاهات وسلوكيات المستهلكين المستهدفين بالمنتج أو الخدمة في السوق.
ويشترط أن يغطي هذا الجزء العوامل والتطورات الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية والقانونية ذات التأثير على التسويق.
أيضًا في هذا الجزء يتم استعراض الفرص والتحديات التسويقية المتاحة في السوق وطرق الاستفادة منها.
وفي النهاية، يتم تشخيص وتلخيص نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات في فقرة أخيرة.
الأهداف التسويقية
وبعد الانتهاء من تحليل الوضع الحالي، يتم صياغة الأهداف التسويقية بناءً على النتائج التي توصلنا إليها في الخطوة السابقة، ويجب أن تكون واضحة ومحددة.
كما يشترط أن تكون الأهداف قابلة للقياس والتحقيق وأكثر واقعية ومرتبطة بجدول زمني صارم.
ومن أمثلة أهداف خطة التسويق، زيادة المبيعات بنسبة معينة، أو زيادة الحصة التسويقية، أو إطلاق منتج جديد، أو الدخول إلى أسواق جديدة، أو كل ما سبق.
ويمكن أن تكون الأهداف قصيرة أو طويلة الأجل، هذا على حسب الجدول الزمني الذي تم تحديده.
ويجب أن تكون الأهداف مرتبطة برسالة ورؤية الشركة وأهدافها الاستراتيجية.
وتعمل الأهداف على توضيح غاية واتجاه لوضع الخطط التنفيذية والاستيراتيجيات.
ويتم استخدامها كأساس لقياس وتقييم مدى نجاح تنفيذ خطة التسويق.
استراتيجيات التسويق
وبعدها نكون مستعدين للجزء الخاص بـ استراتيجيات المزيج التسويقي، وفي هذا الجزء يتم وضع استراتيجيات مفصلة لكل عنصر من عناصر الخليط التسويقي الأربعة.
وتلك العناصر هي المنتج والسعر والتوزيع والترويج، ولكل منهم استراتيجيات وطرق وخصائص مختلفة عن الأخر.
وفيما يخص استراتيجية المنتج، ففيها يتم تحديد المنتجات الحالية التي سيتم دعمها وتطويرها، وكيفية تحسين مزاياها التنافسية.
وكذلك تحديد أي منتجات جديدة مطلوب تقديمها استنادًا إلى احتياجات الطلب في السوق.
مع وضع خطة مفصلة لإطلاق المنتج الجديد بداية من التصميم وحتى الاختبار.
ومن ثم تحديد مواصفات ومزايا العلامة التجارية وتصميم التغليف للمنتجات.
أما بالنسبة لاستراتيجية السعر، ففيها يتم تسعير المنتجات بناء على عوامل مختلفة، مثل تكلفة الإنتاج وأسعار المنافسين وربحية الشركة وقيمة المنتج عند العملاء.
كما يتم تحديد سياسات الخصومات والتخفيضات الممكن اتباعها.
وتتعلق استراتيجية التوزيع بكيفية جعل المنتج متاح للعملاء المستهدفين، سواء كان هذا من خلال قنوات توزيع مباشرة أو غير مباشرة.
وعند النظر في استراتيجية الترويج، فستجد أنها تعطي كافة أدوات الاتصال التسويقي، مثل الإعلان والعلاقات العامة والبيع الشخصي والتسويق الرقمي.
هذا بجانب توضيح كيفية استخدام هذه الأدوات بفاعلية للترويج للمنتجات أو الخدمات.
خطة العمل
وبعد وضع الاستراتيجيات، يأتي دور ترجمتها إلى خطط وبرامج عملية مفصلة، وهنا يتم تحديد كافة الأنشطة والمهام التسويقية المطلوبة لتنفيذ الاستراتيجيات.
ويقوم هذا الجزء في خطة التسويق بتوزيع المهام على فريق العمل وتحديد المسؤوليات بوضوح.
ثم وضع جدول زمني تنفيذي يحدد الإطار الزمني لكل نشاط ومهمة.
وبعدها العمل على تقدير التكاليف ورصد ميزانية مفصلة لكل برنامج ونشاط.
وكذلك العمل على تخصيص الموارد اللازمة، سواء كانت بشرية أو مادية أو تكنولوجية.
ووضع مؤشرات لقياس تقدم العمل مقابل الأهداف.
القياس والمتابعة
حتى هنا تعد خطة التسويق منتهية، ولكن وبعد تنفيذها، يجب وضع محددات يتم على أساسها تحديد هل تلك الخطة مناسبة وناجحة أم لا، وما هي عيوبها؟
ولذلك يتم وضع مؤشرات الأداء الرئيسية لقياس النتائج الفعلية مقارنة بالأهداف، ويطلق عليها اختصار (KPIs).
ومن أمثلة تلك المؤشرات المبيعات والحصة السوقية ورضا العملاء والعائد على الاستثمار.
وفي هذا الجزء يتم جمع البيانات والمعلومات اللازمة لحساب قيم مؤشرات الأداء بشكل دوري.
خطة الطوارئ
وفي نهاية الإجابة على سؤالك ماهي الخطة التسويقية ، يتم تحضير خطة لمواجهة أي مشكلات أو مخاطر غير متوقعة، مثل مشكلات في الجودة أو شكاوى العملاء أو منافسة شرسة أو نقص الموارد.
مع تقييم احتمالية حدوث هذه المخاطر وأثرها في حال حدوثها.
والعمل على تحديد المسؤوليات وتخصيص الموارد اللازمة لتنفيذ خطة الطوارئ.
ماهي الخطة التسويقية في مثال؟
وحتى تكون إجابتي على سؤالك ماهي الخطة التسويقية شاملة لكل الأركان، تعال معي أوضح لك نموذج ومثال على خطة تسويق إلكتروني لمقهى هدفها زيادة نسبة المبيعات وعدد المتابعين.
ملخص
وفي نهاية المقالة، لقد تعرفنا على إجابة سؤال ماهي الخطة التسويقية، وتعمقنا بشكل كبير في مكوناتها وطريقة وضعها بشكل احترافي.
ولكن ينصح بالاعتماد على شركة أو مكتب متخصص عند الحاجة إلى خطة تسويقية، هذا توفيرًا للوقت والجهد ولمنع حدوث خسائر بسبب عدم الخبرة.