قصة صاحب مكتبة جرير

قصة صاحب مكتبة جرير. هل فكرت من قبل أثناء قيامك بشراء قلم أو كتاب من مكتبة جرير في قصة صاحب هذه المكتبة واسعة الانتشار؟ حيث ستجد لها فرع في أي مكان تذهب إليه في المملكة.

فهل بدأت مكتبة جرير بهذا العدد الضخم من الفروع؟ أم كانت بدايتها في شكل شركة مساهمة لها أسهم في السوق السعودية؟

أسئلة كثيرة تدور في ذهنك ستجد إجابتها في هذه المقالة، وهذا من خلال سرد أحداث قصة عبدالله العقيل رجل الأعمال السعودي الذي بدأ مشروعه من محل صغير.

نشأة عبدالله العقيل

وسنبدأ قصة صاحب مكتبة جرير بالنشأة، فقد ولد عبدالله العقيل في الرياض بالمملكة العربية السعودية لعائلة تجارية من الطبقة المتوسطة.

كان والده يعمل مدير مدرسة بينما كانت والدته ربة منزل تدير الأسرة.

وعلى الرغم من إمكانياتهم المتواضعة، سعى والدا عبدالله جاهدين لتوفير فرص تعلم وتطور غنية لأطفالهما.

فعندما كان عبدالله طفل صغير، كان يستمتع بمرافقة والده إلى مكتبة المدرسة.

وكان يخرج الكتب المصورة بحماس ويجعل والده يقرأ بصوتٍ عالٍ حكايات ملونة عن الأبطال العرب القدماء.

كما أحب عبدالله سماع والده يقتبس أبيات من الشعر الكلاسيكي.

وفي المنزل، كان عبدالله يعيد تمثيل هذه المشاهد لوالدته وإخوته باستخدام أصوات الشخصيات المضحكة، وأثارت قصصه المتحركة دائمًا الضحكات المستمرة بين أفراد الأسرة.

ومنذ صغره، أدرك عبدالله قيمة المعرفة واللغة.

فعندما كان عبدالله يعاني من صعوبة في فهم القراءة في المدرسة الابتدائية، كان والديه يمارسان بصبر تمارين يومية تركز على المفردات والاستيعاب.

وبدلًا من انتقاد عيوب عبدالله، ركز والده على الجهد أكثر من الذكاء.

وذكر عبدالله بأن مهارات مثل القراءة تكون أسهل بالنسبة للبعض عن البعض الآخر، ولكن أي شخص يرغب في العمل الجاد بالتأكيد سيتمكن من تحقيق التفوق في يوم ما.

كما أدرك والد عبدالله ميل ابنه نحو ريادة الأعمال، ولتشجيع هذا الاهتمام، بدأ مشروع كشك في مجمعهم السكني، وقد تخصص هذا الكشك في بيع القرطاسية.

وكان بإمكان عبدالله أن يعرض مجموعته من الأقلام والكتب والدفاتر التي يشتريها الجيران في كثير من الأحيان، وقد ساعدت عملية إدارة متجره الصغير على إشعال روح التجارة لدى عبدالله.

فكان يستمتع بالتفاعل مع العملاء والتفاوض على الأسعار العادلة وحساب مبيعاته.

وفي المدرسة الإعدادية، كان عبدالله يحتل المرتبة الأولى بشكل روتيني على دفعته.

وعلى الرغم من أن الظروف في المنزل ظلت بسيطة، إلا أن عبدالله شعر بفخر كبير بأسرته وتربيته.

وكان يتذكر قصص ما قبل النوم من شبابه والتي توضح بالتفصيل التاريخ التجاري الغني للجزيرة العربية.

وعند دخوله المدرسة الثانوية، عرف عبدالله أنه سيواصل نفس العمل الخاص بعائلته منذ أجيال في تجارة التجزئة.

وبدأ العمل بدوام جزئي في مكتبة جرير، وهو متجر متواضع يملكه عمه لبيع الكتب والمجلات والقرطاسية.

ثم أصبحت جرير ساحة التدريب الخاصة بعبدالله.

وبعدها درس عبدالله أنظمة الفهرسة وإدارة المتاجر والعلاقات مع العملاء، وهي مهارات أساسية لنجاحه فيما بعد.

بداية قصة صاحب مكتبة جرير

وفي عام 1974 بدأت رحلة مكتبة جرير من محل صغير في مدينة الرياض، وحينها كان السوق ضعيفًا ومن الصعب أن تجذب المكتبة عدد ضئيل من القراء كل فترة.

ولكن إيمان العقيل بأهمية القراءة وحرصه على توفير الكتب للجمهور كان أقوى من أي تحدي، وكان يحاول قدر الإمكان مواجهة هذه التحديات بعزيمة وصبر.

وكان العقيل حريص على توفير مجموعة متنوعة من الكتب تلبي مختلف الأذواق والاهتمامات، كما اهتم بجودة الخدمة المقدمة للجمهور، وسعى لتقديم تجربة شراء متميزة.

ومع مرور الوقت، بدأت جهود العقيل تؤتي ثمارها، فقد اكتسبت مكتبة جرير ثقة القراء وباتت وجهة هامة في المنطقة كلها.

فعلى الرغم من أن عدد القراء في السعودية كان قليل جدًا، وكانت في السوق مكتبات كبيرة، استطاع أن يظهر العقيل وسط كل تلك التحديات.

اقرأ، صاحب شركة المراعي: من هو، نشأته، وكم ثروته

التوسع والانتشار

ومع زيادة الإقبال على المكتبة وارتفاع الطلب على الكتب، سعى بطلنا إلى توسيع نطاق العمل وافتتاح فروع جديدة في مناطق أخرى كخطوة مهمة في قصة صاحب مكتبة جرير.

وفي عام 2002، اتخذ العقيل قرار هام جدًا، وقام بتحويل مكتبة جرير من متجر إلى شركة مساهمة عامة، وهذا القرار الذي أدى إلى زيادة حجم رأس المال وسرعة في الانتشار.

ومن ثم وفي عام 2003، تم إدراج أسهم مكتبة جرير في السوق المالية السعودية تداول، وأدى ذلك إلى زيادة السيولة المالية للشركة وجذب المزيد من المستثمرين.

ومن فرع واحد في عام 1974، ارتفع عدد فروع مكتبة جرير إلى أكثر من 60 فرع في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية.

وحققت مكتبة جرير نمو هائل في مبيعاتها، حيث ارتفعت من بضعة ملايين من الريالات إلى مليارات الريالات في الوقت الحالي.

وساهم هذا التوسع الكبير لمكتبة جرير في خلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي والعربي، حيث يعمل في الشركة حاليًا أكثر من 4 آلاف موظف.

إليك أيضًا، قصة نجاح الشيخ سعود بهوان

تنوع المنتجات والخدمات

ولم تقتصر مكتبة جرير على بيع الكتب فقط، بل حرصت على تنويع منتجاتها وخدماتها لتلبية احتياجات العملاء المتغيرة والمختلفة.

فأولًا، اتجهت مكتبة جرير إلى توفير القرطاسية والأدوات المكتبية، مثل الأوراق، والأقلام، والحافظات، وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها الطلاب والموظفون.

ثانيًا، ومع ازدياد الطلب على الأجهزة الإلكترونية، بدأت مكتبة جرير في توفير مجموعة متنوعة من هذه الأجهزة، مثل أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية.

ثالثًا، لم تتوقف مكتبة جرير عند ذلك، بل اتجهت إلى توفير الكتب الإلكترونية، التي تُتيح للقراء الوصول إلى محتوى الكتب من خلال الأجهزة الإلكترونية.

ورابعًا، حرصت مكتبة جرير على تقديم خدمات الطباعة والنشر والتوزيع، مما ساعد على نشر الثقافة والمعرفة وفتح آفاق جديدة للكتاب والمؤلفين.

خامسًا وأخيرًا، لم تنسَ مكتبة جرير الجانب الترفيهي، حيث خصصت أقسامًا للألعاب والأدوات الرياضية، مما جعلها وجهة مميزة للعائلات والأطفال.

وقد ساهم هذا التنوع في المنتجات والخدمات في زيادة الإقبال على مكتبة جرير من مختلف فئات المجتمع.

قصة صاحب مكتبة جرير ونشر الثقافة

وقد لعبت مكتبة جرير دور هام في نشر الثقافة والمعرفة في المملكة والعالم العربي، فقد قامت بنشر كتب العديد من الكتاب والمؤلفين العرب.

ونظمت المكتبة العديد من معارض الكتب في مختلف أنحاء السعودية، مما أتاح للجمهور فرصة الاطلاع على أحدث الإصدارات والتواصل مع الكتاب والمؤلفين.

هذا وقد خصصت جرير جوائز مالية لتشجيع الكتاب والمؤلفين على الإبداع والابتكار.

وليس هذا فقط، بل قامت بتنظيم الندوات والفعاليات لنشر الوعي بأهمية القراءة وفوائدها، وقدمت العديد من البرامج الترفيهية والتعليمية للأطفال.

وأنشأت مكتبات خاصة بالأطفال في العديد من مدن المملكة، وهذا ما أدى إلى ارتفاع معدلات القراءة وتطوير حركة الثقافة.

اكتشف، قصة نجاح شركة اوبر Uber

مكتبة جرير في عصر التكنولوجيا

وفي سياق الحديث عن قصة صاحب مكتبة جرير، فلتعلم أن المكتبة لم تتوقف عند هذا الحد، بل سعت إلى مواكبة التطورات التكنولوجية.

فقد حرصت مكتبة جرير على استخدام أنظمة نقاط البيع الإلكترونية وإدارة المخزون بشكل آلي لمواكبة التطور الرقمي في مجال التجزئة.

وقامت المكتبة بإطلاق موقع جرير الإلكتروني، والذي يتيح للعملاء تصفح الكتب والمنتجات وطلبها من خلال الإنترنت.

ثم طورت مكتبة جرير تطبيق الهاتف المحمول الذي يمكن استخدامه على جميع أجهزة الهواتف الذكية وشراء المنتجات بدون الحاجة للخروج من المنزل.

بل ويمكن استخدام هذا التطبيق أيضًا في قراءة الكتب الإلكترونية والاطلاع على أحدث العروض والبحث عن المنتجات.

هذا وعملت المكتبة على تقديم خدمة توصيل المنتجات إلى المنازل، مما سهل على العملاء الحصول على الكتب في أي مكان في المملكة.

خدمة المجتمع في قصة صاحب مكتبة جرير

ولم تقتصر رسالة صاحب مكتبة جرير على الربح المادي فقط، بل حرص على المشاركة في الأعمال الخيرية والمسؤولية الاجتماعية، هذا ليرد الجميل لدولته.

فقد شارك في دعم الجمعيات الخيرية، وتقديم المساعدات للمحتاجين ورعاية الأيتام، وحرص على رعاية المعرض والفعاليات الثقافية وتقديم المنح الدراسية للطلاب المتفوقين.

ولهذا تجد أن لمكتبة جرير دور في تعزيز التكافل الاجتماعي، ودعم الأنشطة التعليمية ودعم الاقتصاد الوطني.

جرير علامة تجارية رائدة

ولم تكن قصة صاحب مكتبة جرير سهلة، بل واجه العديد من التحديات والصعوبات، ولكن بفضل التخطيط السليم والعمل الذكي، تمكن من تحقيق إنجازات عظيمة، فقد حاز على جوائز عديدة.

مثل جائزة أفضل مكتبة في المملكة العربية السعودية، وأفضل شركة تجزئة في العالم العربي.

هذا وقد تم تصنيف المكتبة على أنها من أكبر شركات التجزئة في العالم، وهذا مع عدد 60 فرع في السعودية ودول الخليج.

اطّلع على، قصة نجاح توماس ليبتون صاحب امبراطورية شاي ليبتون

رحيل عبدالله العقيل

وفي يوليو 2023 انتهت قصة صاحب مكتبة جرير، فقد رحل عن عالمنا رجل الأعمال الناجح عبدالله العقيل بعد صراع مع المرض.

ولكنه ترك إرث ثقافي وتجاري ضخم للغاية، وعلى الرغم من انتهاء قصته، إلا أن قصة المكتبة التي بدأها ما زالت مستمرة حتى وقتنا هذا.

ملخص

وفي نهاية المقالة، لقد اطلعنا على قصة صاحب مكتبة جرير، وتعرفنا على نشأة وحياة عبدالله العقيل، وتعلمنا أن العمل الخيري والذكاء هم أساس نجاح أي مشروع.