تجربتي في مشروع بقالة. لطالما كان مشروع بقالة واحدًا من أكثر المشاريع الصغيرة شهرة وانتشارًا، ففي كل مكان تجد بقالة وأكثر. هذا يرجع بالطبع لأنه مشروع يُقدم السلع الاستهلاكية التي يحتاج إليها الجميع بشكل يومي.
ولكن، هل يعني كثرة انتشار مشروع البقالة أنه مشروع مربح؟، أم أنه منتشر لأنه مشروع مضمون؟. وهل يُنصح بهذا المشروع؟. وهل لهذا المشروع خبايا وأسرار تساعدك من يعرفها على النجاح وزيادة الأرباح؟.
كل أجوبه تلك التساؤلات وغيرها نتعرف عليها من خلال استعراض تجربتي في مشروع بقالة وبعض تجارب الآخرين مع المشروع عينه. فتابع معنا.
محتويات المقال
يحكي أحمد.. تجربتي في مشروع بقالة كالآتي
أردت دائمًا أن أمتلك مشروعي الخاص كي يدر لي أرباحًا شهرية فلا أحتاج لاقتراض الأموال من أحد، وعند بحثي بين أفكار المشاريع المختلفة وجدت أن مشروع البقالة هو أنسبهم بالنسبة لي؛ نظرًا لكوني متخرج من كلية التجارة وأعلم الكثير عن أمور البيع والشراء.
وكانت بداية تجربتي في مشروع بقالة في أحد مكاتب دراسة الجدوى المشهورة بمدينتي، فأنا مقتنع تمامًا بأهمية الاستعانة بكل شخص متخصص في مجاله لما سيوفره ذلك من ضياع وقت ومجهود وتعرض لأزمات أنا في غنى عنها.
وبعد حصولي على دراسة جدوى جيدة من هذا المكتب بدأت في اتباعها خطوة بخطوة، فتأكدت أولًا من أن رأس المال لدي يغطي جميع التكاليف المذكورة بالإضافة إلى وجود مبلغ متوسط للأزمات، وبدأت في البحث عن المكان المناسب حتى وصلت لمحل بمساحة تقدر بحوالي 40 متر مربع أمام نادي اجتماعي مشهور.
وبعد سؤال بعض أصحاب الخبرة في هذا المجال عرفت أهم المواد والمنتجات الغذائية التي تلفت أنظار الزبائن ورواد النوادي خاصة، وقمت بتوفيرها جميعًا من شركات المواد الغذائية ووضعتها بواجهة المحل.
وحرصت أيضًا على توفير بعض الخدمات الإضافية مثل تحويل الأموال للمحافظ الإلكترونية وشحن الرصيد وما شابه ذلك.
إليك أيضًا، تجارب لمشروع مطعم برجر بأسرار حصرية.
التجربة الثانية: البدء بمشروع تجاري ناجح بالفعل
أما آية فتحكي لنا قائلة: تجربتي في مشروع بقالة كانت مختلفة قليلًا عن التجارب التقليدية، فأنا لم أتجه للبحث عن مكان ومن ثم تحويله لمشروع بقالة، ولكنني على العكس قد عُرض عليّ في يوم ما أن أشتري مشروع محل بقالة جاهز وناجح بالفعل وله عدد كبير من الزبائن.
فقد أراد صاحب المشروع السفر والاستقرار بالخارج ولذلك قرر بيع مشروعه كاملًا كما هو، ولقد ظننت في البداية أن هذا سيوفر لي بعض الأموال لعدم قيامي بأي تجهيزات بالمحل، ولكن في نفس الوقت وجدت أنني سأدفع مقابل مادي كبير للمشروع لأنني كنت أشتري مشروعًا تجاريًا بزبائنه.
وبعد تفكير طويل قمت بالحصول على تمويل من إحدى شركات تمويل المشاريع التي تتبع مبادئ الشريعة الإسلامية في تعاملاتها، وقررت خوض تجربتي في مشروع بقالة كاملة.
ورغم مواجهتي لمشكلة في الوصول لشركات المواد الغذائية المطلوبة والموثوقة، إلا أنني بعد كثير من البحث استطعت التعاقد مع بعضهم وبعد فترة من افتتاح مشروعي أصبحت السيارات الخاصة بتلك الشركات هي التي تأتي وتعرض عليّ الشراء من منتجاتهم.
وقد كانت فكرة البدء في مشروع جاهز بالفعل فكرة رائعة، فبعد مرور فترة قصيرة من تعجب وتخوف الزبائن من التعامل مع إدارة جديدة لمحل البقالة، استطعت أن أكتسب ثقتهم وقمت بتوفير بعض المنتجات الجديدة والمطلوبة بكثرة، وهو ما ضاعف عدد زبائني خلال فترة قصيرة.
اقرأ أيضًا، تجارب لمشروع كوفي شوب سيارات.
إذا كنت ستبدأ مشروع بقالة، فلا تغلط غلطتي
لقد كانت تجربتي في مشروع بقالة تجربة سيئة بكل ما تحمله الكلمة، فقد وقعت في الكثير من الأخطاء التي أتمنى أن يتجنبها جميع القراء المقبلين على بدء هذا النوع من المشاريع، حيث أنها كانت سببًا في خسارة فادحة لي.
فمن أهم الخطوات التي يجب أن تفعلها في مشروع البقالة هي عملية استخراج التراخيص، حيث أنني لم أكن أعلم بهذه النقطة وقمت بممارسة نشاطي التجاري بدون ترخيص مما أدى إلى توقيع غرامات كبيرة على مشروعي وتعرضت لكثير من المشكلات الأخرى.
والمستندات المطلوبة للحصول على ترخيص هي صورة عقد الإيجار أو التمليك للمحل، وشهادة من الضرائب العقارية بالقيمة الإيجارية للمحل، وصورة بطاقة إثبات الشخصية، وصورة البطاقة الضريبية، وخطاب من التأمينات الاجتماعية يوضح وجود تأمين على صاحب المحل.
وثاني خطأ وقعت فيه خلال تجربتي في مشروع بقالة هو عدم تقديري بشكل صحيح للتكاليف التي سأحتاج إليها خلال المشروع، فقد كنت أظن أن تكلفته ستكون ضئيلة جدًا وأنه من أسهل المشاريع المتاحة للجميع.
ولكن لم أكن أضع في حسباني التكلفة الضخمة لتنظيم وتجهيز المحل ليناسب مشروع بقالة، وعملية ملء المحل بالبضاعة بشكل دوري حتى لا يبدو المكان فارغًا وتكلفة المحافظة على نظافة المكان وكذلك تكلفة أجر عامل آخر غيري لأتمكن من فتح المشروع طوال 24 ساعة وغيرها من الأمور.
اطلع أيضًا على، تجارب لمشروع كوفي شوب نسائي.
تحكي منى: تجربتي في مشروع بقالة كالآتي
لم يكن مشروعي عبارة عن محل بقالة صغير فحسب، ولكنني أردت أن أفتتح أول هايبر ماركت في منطقتي كلها لبيع المواد الغذائية ومنتجات الألبان والعصائر وبعض الخضراوات المغلفة وما شابه ذلك، وما ساعدني على هذا هو أن المنطقة التي أسكن فيها تعتبر نائية وتشبه القرى التي لا تتاح فيها الخدمات بوفرة.
بالطبع واجهت خلال تجربتي في مشروع بقالة بعض الصعوبات مثل إقناع طبقة الزبائن المستهدفة بالفارق ما بين الهايبر ماركت الذي يوفر المنتجات بكميات وأنواع كثيرة والمنافذ الصغيرة المنتشرة هناك ولكنها تبيع عدد ضئيل ومحدود من المنتجات الضرورية فقط.
ولكن مع مرور الوقت وجد الزبائن أن التنوع في المنتجات يعطيهم حرية كبيرة للاختيار وتجربة أنواع منتجات جديدة.
وكانت أهم وسيلة تسويقية أستخدمها هي توفير العروض المستمرة عن طريق مجلة صغيرة أصدرها بشكل أسبوعي توضح المنتجات التي عليها عروض وخصومات وفرق السعر، وقد كنت دائمًا حريصة على توفير المنتجات الضرورية للزبائن في هذه المجلة حتى يستفيدوا من العروض بشكل حقيقي.
إليك أيضًا، تجربتي في مشروع العبايات + تجارب آخرين مفيدة جدًا.
التجربة الخامسة: المرونة والتجديد أساس المشاريع الخاصة
على الرغم من أنني قمت بـ عمل دراسة جدوى قوية ودقيقة في بداية مشروع البقالة الخاص بي، ولكنني بعد مرور حوالي ثلاث سنوات على بدء مشروعي اضطررت إلى تصفيته بشكل نهائي، ولذلك سوف أوضح لك بعض النصائح من خلال تجربتي في مشروع بقالة حتى لا تتعرض لنفس المشكلة.
أولًا يجب أن تتحلى بقدرٍ كبير من الصبر والهدوء وحُسن التفكير قبل الإقدام على أي خطوة تقوم بها في مشروعك.
ثانيًا من الضروري أن تكون لديك شخصية مرنة، فقد كان من أهم أسباب خسارتي مشروعي هو إصراري على بقاء محل البقالة ثابتًا وملتزمًا بنفس نظام التشغيل المتبع لمحلات البقالة منذ عشرات السنين، وتلك الأنظمة التقليدية قد عفى عنها الزمن، فمثلًا الآن تجد أن لمحل البقالة تطبيقًا إلكترونيًا للهواتف المحمولة.
ثالثًا يجب أن تهتم كثيرًا بمسألة التجديد والتطوير من مشروعك، فحتى إن كنت أنت صاحب محل البقالة الوحيد بالحي السكني الذي تتواجد به، فمع مرور الوقت ستجد أن هناك محلات بقالة جديدة تظهر من حولك وبالتالي ستصبح المنافسة شرسة جدًا بكل تأكيد.
فمن المهم أن تبحث دائمًا على ما يجعل محلك مميزًا عن غيره، سواء بُحسن معاملة للزبائن أو بالاهتمام الكبير بنظافة المحل أو بتقديم خدمات جديدة ومطلوبة حتى وإن لم يكن لها علاقة قوية بمحلات البقالة التقليدية، فيكفي أن تكون مطلوبة من قِبل الزبائن.
التجربة الأخيرة لمشروع محل بقالة
في تجربتي في مشروع بقالة كان هناك مجموعة من الأمور التي اعتمدت عليها بشكل كبير حتى أصل بمشروعي لدرجة كبيرة من النجاح والتميز، ومن أهم هذه الأمور ما يلي:
قمت بالاستعانة بمتخصص لتصميم ديكور بسيط ومختلف لمحل البقالة الخاص بي، رغم أن هذا الأمر كلفني بعض الأموال الزائدة عن التكلفة الكلية الناتجة من دراسة الجدوى، إلا أنه فرق كثيرًا في لفت أنظار الزبائن ورغبتهم الدائمة في الحصول على المنتجات من متجري للاستمتاع بشكل الديكور به.
وقمت بسؤال الكثير من أصحاب مشاريع البقالة الذين كنت أعرفهم معرفة شخصية أو من خلال شبكة الإنترنت، ومن خلال هذه الخطوة استطعت تجميع مجموعة كبيرة من النصائح والأفكار التي ساعدتني في التعامل مع الزبائن وحل الكثير من المشكلات.
كذلك اهتممت بتوفير أهم البضائع التي يطلبها الزبائن، بالإضافة إلى توفير البضائع الجديدة تمامًا في السوق وعرضها أمام الزبائن لتجربتها، فبمجرد رؤيتي لأي إعلان منتج جديد كنت أبذل قصارى جهدي لتوفيره، وبالتالي عرف الزبائن أنني مطلع على كل ما هو جديد وزادت ثقتهم بمتجري.
كيفية تأسيس مشروع محل بقالة
بعد أن تعرفت على تجربتي في مشروع بقالة وتجارب الآخرين والتي ينبغي أن تتعرف من خلالها على الكثير من الأسرار والتوضيحات المتعلقة بالمشروع، ولكنها بالطبع ليست دراسة جدوى توضح لك أرقام متعلقة بالتكاليف والأرباح ولا توضح المتطلبات أو التجهيزات أو التسويق ولا غيرها من عناصر تأسيس وتشغيل المشروع.
يمكنك التعرف على كل هذا وأكثر من خلال “دراسة جدوى مشروع بقالة بالتكلفة والدخل“.
ملخص
اطلعتك خلال هذا الموضوع على تجربتي في مشروع بقالة بالإضافة إلى تجارب أشخاص آخرين مع المشروع، من خلالها تتعرف على الكثير من الأسرار الخاصة بتجارة السلع الاستهلاكية والكثير من النصائح والتوجيهات التي تساعدك على تحقيق أقصى النجاح والأرباح من بقالتك الخاصة.