تجربتي تجارة الغنم. على مدار الزمان كانت تجارة الأغنام من أنواع التجارة الرابحة، ولكنها في الوقت عينة ليست بتلك التجارة التي يسهل على الجميع القيام بها، فهي في النهاية كائنات حية ويجب التعامل معها بحذر وليس كالمنتجات والسلع الأخرى التي يمكن إيداعها في المستودعات لحين تصريفها.
ما سبق يعني أن تجارة الغنم سلاح ذو حدين، إما أن تنجح كثيرًا وتحقق ربح كبير، وإما أن تحقق خسائر كبيرة قد تصل لفقدان رأس المال بالكامل، وهذا على عكس الكثير من أنواع التجارة الأخرى التي قد تحقق هوامش ربح أقل ولكن خسائرها -إن حدثت- تكون محدودة.
فإن أردت أن تدخل إلى عالم تجارة الأغنام بشكل قوي وتكون للنجاح أقرب، فمن الضروري أن تكتسب الخبرات، والخبرات يمكنك اكتساب الكثير منها من خلال تجارب الآخرين.
فيما يلي أضع بين يديك تجربتي تجارة الغنم مع تجارب آخرين في تجارة الأغنام لتكتسب من خلالها الكثير من الخبرات وتتعرف منها على الكثير من الأسرار التي تساعدك على النجاح، فتابع معي.
محتويات المقال
تجربتي تجارة الغنم
أعمل في تجارة الأغنام هنا في المملكة العربية السعودية منذ أكثر من 10 سنوات، لم أكن أعرف الكثير عن تربية الأغنام أو بيعها.
ولكن من خلال التجربة والخطأ والتحدث مع المزارعين المحليين الآخرين، تعلمت الكثير.
أريد أن أشارك تجربتي تجارة الغنم على أمل أن أتمكن من مساعدة السعوديين الآخرين الذين قد يكونوا مهتمين بالدخول في تجارة الأغنام.
لقد بدأت صغيرًا، حيث قمت بشراء عدد قليل من الأغنام لتربيتها على ممتلكاتي.
لم تكن تكاليف البدء مرتفعة جدًا، فقد وجدت سعر جيد لشراء خروف صغير محلي بحوالي 900-1200 ريال سعودي لكل حمل.
في أول عامين، كان لدي قطيع مكون من 10-15 خروف فقط، كان من الممكن بالنسبة لي أن أعتني بهم بنفسي.
ولقد حرصت على تزويدهم بالظل والمياه النظيفة والأعلاف ذات النوعية الجيدة.
وبمرور الوقت، ومع ازدياد معرفتي وثقتي، قمت بتوسيع قطيعي.
والآن لدي حوالي 100 خروف أقوم برعايتها.
والتكاليف أعلى بالطبع مع وجود قطيع أكبر، ولكن كذلك الأرباح المحتملة أعلى.
وقد تعلمت ما هي أنواع الأعلاف التي توفر ما يكفي من العناصر الغذائية دون كسر ميزانيتي.
و تواصلت أيضًا مع طبيب بيطري يساعد في الحفاظ على صحة أغنامي من خلال الفحوصات والتحصينات المنتظمة.
وبالنسبة لأي سعودي مهتم بالدخول في تجارة الأغنام، أنصحه من خلال تجربتي تجارة الغنم بالبدء صغيرًا كما فعلت، حتى يتعلم أولًا أصول تربية الغنم.
فتعلم أساسيات الرعاية المناسبة للأغنام واكتسب خبرتك قبل الحصول على قطيع كبير.
وتأكد من أن لديك المرافق والموارد اللازمة لإيواء الأغنام وإطعامها وتلبية احتياجاتها الطبية.
ولا تنسى أن بيع الصوف واللبن واللحم من الغنم هو مفتاح تحقيق الربح.
ويبدو أن الطلب على منتجات الأغنام عالية الجودة هنا في المملكة العربية السعودية يتزايد كل عام، فبين رحلات الحج والمستهلكين المحليين وفرص التصدير المحتملة، هناك أموال يمكنك جنيها.
فقط أنت بحاجة إلى استراتيجية التسويق والأعمال الصحيحة لبيع منتجات الأغنام الخاصة بك فعليًا.
وقد قمت بعمل علاقات مع موزعي المواد الغذائية والمطاعم المحلية لبيع حليب ولحوم الأغنام.
وما زلت أتعلم المزيد من طرق الربح من هذا العمل.
فهناك دائمًا تقنيات وابتكارات جديدة في تربية الحيوانات لتحسين الإنتاجية والكفاءة، لذلك أحاول أن أبقى على اطلاع بأحدث المعلومات والتكنولوجيا.
تجربتي في تجارة الأغنام
وبدأت تجربتي تجارة الغنم عندما قرر والدي تحويل مزرعة عائلتنا من زراعة المحاصيل فقط إلى تربية الماعز والخراف.
لقد بدأنا ببضع عشرات من الأغنام فقط، ولكن بمرور الوقت أصبح لدينا قطيع يصل إلى المئات.
كان هناك الكثير من الدروس المهمة التي تعلمتها خلال هذه الرحلة والتي أريد مشاركتها مع أي شخص مهتم بالدخول في تجارة الأغنام.
الخطوة الأولى هي اختيار السلالة المناسبة من الأغنام لاحتياجاتك.
فهناك أكثر من 200 سلالة من الأغنام المنزلية، ويتم تربيتها لأغراض مختلفة مثل إنتاج اللحوم أو الحليب أو الصوف.
لقد اخترنا التركيز على الأغنام العواسية، وهي سلالة شرق أوسطية ثنائية الغرض جيدة للحوم والحليب.
وكان من المهم أيضًا شراء سلالات تربية عالية الجودة من البائعين ذوي السمعة الطيبة لضمان صحة وإنتاجية قطيعنا.
ويعد توفير السكن المناسب والغذاء والرعاية الصحية للأغنام أمر ضروري، فقمنا ببناء حظيرة كبيرة مع حظائر محمية لحماية الأغنام من تقلبات الطقس.
وذلك مع إطعامهم نظام غذائي متوازن يحتوي على التبن والحبوب والفيتامينات والمراعي ليبقيهم بصحة جيدة وقويين.
وكان العمل بشكل وثيق مع طبيبنا البيطري لمواصلة التطعيمات والمضادات الحيوية عند الحاجة والتخلص من الديدان أمرًا بالغ الأهمية أيضًا.
وتعلمت من تجربتي تجارة الغنم أن الوقاية أسهل وأرخص بكثير من محاولة علاج تفشي المرض.
وخلال فترات الحمل، كان لا بد من وجود اهتمام إضافي للنعاج الحوامل.
فكنا نحضرهم إلى حظيرة خاصة عندما تظهر عليهم علامات بداية المخاض.
وكان من المهم المساعدة في أي ولادة صعبة، ولكن بخلاف ذلك دع الطبيعة تأخذ مجراها.
وتحتاج الحملان حديثة الولادة إلى إرضاع من أمهاتها بعد فترة وجيزة من الولادة للحصول على الأجسام المضادة في حليب الأم.
ونقوم أيضًا بوضع علامات على الحملان لتحديد هويتها وتسجيل تفاصيل ميلادها.
ومع نمو الحملان، بدأنا عملية فطامها عن حليب أمهاتها عند عمر 8 أسابيع تقريبًا.
وقمنا بفصل الحملان عن النعاج ولكننا أبقيناهما قريبين بدرجة كافية حتى يتمكنوا من رؤية وسماع بعضهم البعض لتجنب الضيق.
وعندما وصلت الحملان إلى وزن السوق المستهدف وهو حوالي 50-70 رطل عند عمر 5 أشهر تقريبًا، عملنا مع الجزارين والمطاعم المحلية لبيعها مقابل اللحوم.
وستجد أن الدخل من مبيعات لحم الضأن مربح جدًا.
واحتفظنا ببعض أفضل النعاج كمخزون بديل وقمنا ببيع الباقي إلى مزارعين آخرين يتطلعون إلى تربية قطعانهم.
وبعد أكثر من عقد من العمل في هذا المجال، أصبح لدينا الآن عملية مربحة للأغنام تضم أكثر من 500 رأس.
اعرف أيضًا، أفضل أنواع الغنم والخرفان في السعودية.
تجربتي تجارة الغنم ورعايتها
كنت صغيرًا عندما بدأت تجربتي تجارة الغنم، لم يكن لدي رأس مال كبير لبدء مشروع تجاري، لذلك قررت أن أجرب حظي في تربية الأغنام ثم بيعها.
اشتريت الغنم من مزارع يربي الغنم في الحي الذي أسكنه منذ مدة طويلة، وحرصت على اختيار الغنمات ذات الصحة الجيدة، وتفاوضت معه على السعر.
بمجرد أن أصبح لدي قطيعي الأول، بدأت في الاعتناء بهم، فعملت بجد لتزويدهم بالعلف المغذي والمياه النظيفة والمأوى والمساحة للرعي.
كما قمت بإعطائهم لقاحات لحمايتهم من الأمراض الشائعة.
وعلى الرغم من أن رعاية الأغنام كانت عملاً شاقًا، لكنني استمتعت بها.
وأحببت مشاهدة قطيعي ينمو ويزدهر.
ومع مرور السنين، تمكنت من زيادة حجم قطيعي بشكل كبير، فلدي الآن أكثر من 100 رأس من الأغنام.
وتعلمت الكثير من تجربتي تجارة الأغنام، مثل كيفية العناية بهم وإدارة التجارة بشكل صحيح.
وكان مفتاح نجاحي هو التغذية السليمة والرعاية الصحية عالية الجودة.
وعندما يحين وقت بيع الأغنام، آخذها إلى سوق القرية المحلية الذي يقام مرة واحدة في الأسبوع، وهناك يمكنني التواصل مع المشتريين الذين يبحثون عن أغنام عالية الجودة.
فيأتي الكثير من الناس إلى السوق لشراء الأغنام والماعز لذبحها بمناسبة عطلة العيد السنوية.
وستجد أن الأسعار دائمًا مرتفعة قبل العطلة.
وعلى مر السنين، قمت بتأسيس نفسي كتاجر أغنام حسن السمعة ومعروف ببيع الحيوانات الصحية بأسعار عادلة.
ولأي شخص يتطلع إلى الدخول في تجارة الأغنام، أوصي بشدة بعدم بدء المشروع بعدد كبير من الأغنام، فتعلم في عدد بسيط أولًا.
هل تربية الأغنام مربحة في السعودية؟
وقبل أن أجيبك على سؤالك هل تربية الأغنام مربحة في السعودية أم لا، تعالى أحكي لك تجربتي تجارة الغنم، بدأ كل شيء عندما قرر والدي أن يهديني بعض الأغنام في عيد ميلادي الثامن عشر.
وهذا لمساعدتي في بدء مشروعي الصغير.
كنت متشككًا في البداية، ولكن مع بعض البحث والتوجيه من الرعاة ذوي الخبرة، تمكنت من بناء قطيعي ببطء على مر السنين.
في البداية، بدأت بخمسة أغنام فقط في حظيرة صغيرة بجوار منزلنا، وحرصت على اختيار سلالات شديدة التحمل يمكنها تحمل المناخ السعودي الحار.
وكنت أسمح لهم كل يوم برعي العشب والنباتات المحيطة بمزرعتنا، وأزودهم بالمياه العذبة، وأكمل نظامهم الغذائي بالحبوب.
ومع نمو القطيع على مدار العامين التاليين، تمكنت من بيع الحملان الصغيرة بسعر جيد في السوق المحلية.
كما قمت ببيع كميات صغيرة من الصوف.
وبفضل الأرباح، قمت بإعادة الاستثمار وتوسيع القطيع إلى حوالي 50 خروفًا.
وذلك عندما قررت الانتقال إلى قطعة أرض أكبر خارج المدينة، وهناك قمت ببناء حظيرة أغنام ومأوى مناسبين لإيواء الحيوانات.
كما قمت بزراعة البرسيم والمحاصيل المغذية الأخرى ليتغذوا عليها.
وكلما زاد حجم القطيع، زادت الأرباح.
وسرعان ما قمت بتوريد لحم الضأن الطازج إلى العديد من المطاعم في المدينة.
كما قمت بإنتاج أجبان حرفية من حليب الأغنام الذي كنت أبيعه في أسواق نهاية الأسبوع.
وكان مفتاح النجاح هو الحفاظ على صحة الأغنام من خلال التغذية السليمة والمأوى والرعاية البيطرية.
وأتأكد من فصل الحيوانات المريضة لمنع انتشار المرض، كما أقوم بتربية الأغنام لإنتاج أفضل النسل.
تجربتي تجارة الغنم في خطوات
عندما تخرجت من الجامعة قبل 5 سنوات، لم أكن متأكد من مساري المهني، فأنا أنتمي إلى عائلة تعمل في تجارة الأغنام منذ أجيال، لذلك قررت أن أخوض تجربتها أنا أيضًا.
بدأت تجربتي تجارة الغنم من خلال شراء 10 نعاج فقط لبدء القطيع، وكنت أرعاهم بنفسي.
وفي غضون عام، نما قطيعي إلى 25 خروفًا عندما ولدت النعاج.
وقد اندهشت من مدى سرعة تكاثر الأغنام، فكان من الواضح أن هذا العمل ينمو بسرعة كبيرة.
وفي السنة الثانية، قمت بالتوسع إلى 50 نعجة وركزت على تحسين نظام التغذية الخاص بي لزيادة معدلات الخصوبة.
وقد عرضت على الأغنام مزيج متنوع من الشعير والتبن والنخالة وغيرها من الأطعمة عالية الجودة.
وقد أثمر مجهودي، حيث أنجبت كل نعجة تقريبًا حملين توأمًا سليمين في ذلك الربيع.
ومع زيادة حجم قطيعي، زادت أرباحي أيضًا.
وقد قمت ببيع ذكور الحملان وبعض النعاج الأكبر سنًا لمزارعين آخرين يتطلعون إلى توسيع قطعانهم.
ومن خلال التواصل مع مربي الأغنام الآخرين، وجدت مشتريين مستعدين لدفع أسعار مناسبة.
والآن، في عامي الخامس، لدي قطيع يضم أكثر من 200 خروف.
كما أقوم الآن بتوظيف عاملين للمساعدة في الرعاية اليومية.
وأبيع لحم الضأن محليًا والصوف لصانعي المنسوجات.
وقد كان هذا العمل مربحًا أكثر بكثير مما كنت أتخيله، بينما سمح لي بالحفاظ على تقاليد عائلتي الممتدة لأجيال عديدة.
ملخص
خلال هذا الموضوع اطلعتك على تجربتي تجارة الغنم في السعودية وتجارب آخرين تستطيع من خلالها التعرف على أهم الأسرار المؤدية لنجاح تلك التجارة، ومنها تكتسب الكثير من الخبرات التي تجعل منك تاجر أغنام ناجح.