تجارة العملات لطالما كانت تجارة مربحة وناجحة إلى حد كبير، خصوصًا لأولئك الذين يمتلكون الخبرات والمهارات في هذا المجال.
فمن الناحية العملية، تجارة العملات مثلها مثل أي تجارة أخرى، إذ تقوم على أساس الشراء بسعر ما والبيع بسعر أعلى، والتاجر الخبير والفاهم هو من ينجح في تحقيق مبيعات كثيرة وبالتالي يربح الكثير.
أما من الناحية التأسيسية، فهي تختلف عن أي تجارة أخرى، إذ تعتمد على أسس ومقومات تختلف عن أنواع التاجرة الأخرى. وهذا مفهوم لأن هنا التجارة تكون عبارة عن أموال مقابل أموال وليست بضاعة مقابل أموال.
تجارة العملات أصعب بكل تأكيد من تجارة السلع، فتاجر العملة يحتاج لأن يكون أكثر إدراكًا وفهمًا ومتابعة للسوق المالي العالمي، على عكس تاجر البضائع الذي يمكن أن ينجح بقليل من الخبرات وربما بدون أى خبرات.
إذا قررت الدخول إلى هذا المجال المربح جدًا، فمن الضروري أن تدخل بناء على فهم وعلم ومعرفة، هذا لكي تضمن النجاح وتضمن لنفسك نصيب كبير من الربح.
معنا في هذا الدليل نُعرفك بالأسس التي تقوم عليها تجارة العملات، والإجراءات المتبعة وكيفية الدخول إلي هذا المجال بنجاح، بجانب بعض النصائح الأساسية للمبتدئين. وأخيرًا أقدم لك تجربتي بعض التجارب الموفقة.
محتويات المقال
أسس تجارة العملات:
هناك بعض الأسس التي تقوم عليها عملية تجارة العملات، وترتكز على هذه الأسس عمليات التبادل والصفقات، فلا يمكن أن تتم عمليات تبادل العملات بشكل صحيح ولا تحقق أرباحها المرجوة إلا عن طريق اتباع ما يلي من أسس:
أول أساس هو أسعار البيع والشراء، ويعد سعر الشراء بالنسبة لتاجر العملات هو السعر الذي يكون عنده مستعد وجاهز لشراء عملة مقابل عملة أخرى.
وسعر البيع فهو السعر الذي يكون عنده التاجر مستعد لبيع العملة مقابل عملة أخرى، وهي عملية مزدوجة، أي لتبيع عملة سيكون عليك شراء عملة أخرى والعكس صحيح.
ثاني الأسس هو هامش السعر، وهو الفرق ما بين سعر البيع وسعر الشراء الخاص بالعملات التي يتم تداولها في السوق، ويعد هامش السعر هذا مقياس لتقلبات سوق العملات، ومقاس لدرجة سيولة أزواج العملات.
والأساس الثالث هو العقد، والعقد هنا تعني كمية العملات التي يسمح للتجار بتداولها من خلال البنك أو الوسيط، وهو الحد الأدنى الذي يمكن للتاجر المتاجرة به في سوق العملات، فلا يمكن في أي حال من الأحوال المتاجرة بأقل منه.
رابع أساس هو النقاط، ويتم تعريف النقاط على أنها أقل وحدة قياس تستخدم لقياس مدى التغير في سعر العملات، وتختلف قيمة النقاط باختلاف أزواج العملات.
وخامس أساس هو التدوير، والتدوير هنا يقصد به تعديل تاريخ التسليم، والهدف الأساسي من عملية التدوير هو جعل التاجر يتجنب التسليم الفعلي للعملة، وهذا ما يظهر بشكل كبير في عملية تجارة العملات بأسلوب الهامش.
أما الأساس السادس هو نوع الأوامر، فهناك الكثير من الأوامر التي تقوم بتوفير مميزات كثيرة لتاجر العملات، منها أمر السوق، والأوامر المحددة مسبقاً، وأمر جمع الأرباح، وأوامر الدخول المحددة، وأمر إيقاف الدخول.
والأساس السابع هو البرنامج أو المنصة المستخدمة في تجارة العملة، وتختلف أشكال تلك المنصات باختلاف شركات الوساطة، وكل منصة تضم بداخلها العديد من النوافذ، مثل نافذة أسعار التداول، ونافذة المراكز المفتوحة، ونافذة الحسابات.
إجراءات تجارة العملات:
ويجب على كل من يريد البدء في تجارة العملات أن يضع باعتباره بعض الأمور الهامة للغاية قبل بدء هذا الاستثمار، بداية من اختيار شركة الوساطة وحتى قواعد تجارة العملة الواجب الالتزام بها لضمان تحقيق الأرباح.
أولاً يجب معرفة أنواع الوسطاء في السوق، فهناك نوعان للوسطاء؛ الأول هو صناع السوق، وهم المسئولون عن وضع أسعار البيع والشراء للعملاء، والنوع الثاني شبكات الاتصال الالكترونية، وهي التي تقوم بجمع كل الأسعار التي تصدر من صناع السوق وعرضها على منصات تجارة العملة.
ثانياً أوقات التداول في سوق العملات، فيجب على تاجر العملات معرفة وقت افتتاح وإغلاق سوق العملات في كل مناطق العالم.
وثالثاً الإطار الزمني لتبادل العملات، فعلى كل تاجر قبل بداية عملية بيع أو شراء أي عملة معرفة التوقيت المناسب لإنهاء الصفقة، وهناك عدة أنواع للإطار الزمني لتداول العملات، منها مثلاً:
التداول في فترة زمنية قصيرة، والتداول في يوم، والتداول في أسبوع، والتداول لفترات طويلة وغير محددة.
ورابعًا تحديد أفضل وقت للمتاجرة في سوق العملات، فالسوق يعمل طوال 24 ساعة ولمدة 7 أيام في الأسبوع، فمن الصعب جداً أن يقوم التاجر بالاستفادة من كل التحركات التي تحدث في السوق.
وهذا ما يجعل مسألة التوقيت مسألة هامة جداً في تجارة العملات الأجنبية، وعلى التاجر التركيز بشكل جيد عليها أثناء تجارته وتداوله للعملات في السوق.
كيف الدخول في مجال تجارة العملة؟
حتى تستطيع البدء في تجارة العملات، فسيكون عليك اتباع بعض الخطوات الهامة، فبعد سؤال مجموعة من كبار تجار العملات في بعض دول العالم، تمكنا من تلخيص خطوات بدء تجارة العملة في أربع خطوات فقط، فسيكون عليك اتباع ما يلي من خطوات حتى تضمن تحقيق الأرباح وتجنب الخسارة أثناء تجارتك للعملات.
أولاً عليك أن تتعلم كل أساسيات تداول وتجارة العملة في السوق، فتجارة العملة صعبة خاصةً للمبتدئين، فقد نصح كبار تجار العملات في العالم على وجوب دراسة تلك الأساسيات، وأخذ الوقت الكافي للتعلم والتدريب.
فالمحتوى التدريبي والتعليمي الخاص بأسس تجارة العملة متوفر وبكثرة، فهناك الكثير من شركات الوساطة التي توفر دورات تدريبية مجانية، هذا غير المنصات والتطبيقات التي توفر حسابات مجانية وتجريبية تتيح لكل من يريد بدء هذه التجارة أن يتعلم وبشكل جيد.
ثانياً قم بتجهيز رأس المال اللازم لتجارة العملة، والحد الأدنى لتجارة العملات هو 10 دولارات، وقد نصح تجار العملات بالبدء بالحد الأدنى حتى تصبح على دراية وتمتلك الخبرة الكافية التي تتيح لك المتاجرة برأس مال أكبر.
ولكن ومن المؤكد أنه كلما كان رأس المال المستخدم في تجارة العملة أكبر، كلما كانت الأرباح أعلى، وفي نفس الوقت – وكما ذكرت لك – يحتاج الأمر إلى خبرة كافية، فنسبة المخاطرة مرتفعة للغاية.
والخطوة الثالثة هي اختيار الوسيط أو شركة الوساطة، ومن الضروري أن تكون حريصًا جدًا أثناء اختيارك للوسيط، فهناك بعض الأسس التي يجب عليك الاهتمام بها عند اختيارك له، ومن أهمها ما يلي:
نوع الوسيط، وعامل الأمان، ومنصات التداول، وحجم العقد، وأنواع الأوامر، وهوامش السعر، والعمولات التي يطلبها الوسيط.
والخطوة الرابعة من خطوات بدء تجارة العملة هي فتح الحساب، فبعد أن تمتلك الخبرة الكافية، وتصبح على دراية بكل ما يخص هذا المجال الكبير، قم بفتح حساب لدى شركة الوساطة التي قمت باختيارها في الخطوة السابقة.
نصائح للمبتدئين في تجارة العملة:
وحتى تستطيع تحقيق الربح المرجو من تجارة العملات، سيكون عليك العمل بنصائح أصحاب الخبرة في هذا المجال الصعب والخطير، فكل ما يلي من نصائح يعمل بها كبار تجار العملات في كل دول العالم.
أولاً يجب عليك أن تكون دائم الاطلاع على أحدث التطورات السياسية والاقتصادية على مستوى العالم، فتلك الأحداث والتطورات تلعب دوراً كبيراً في تحديد أسعار العملات.
قم بتحديد هدفك عن طريق خطة للعمل، ويجب عليك العمل بحذر وتوقع الخسارة دائماً.
لا تبدء تجارة العملة عن طريق الاقتراض، فستكون خطوة خطيرة جداً، بدلًا من ذلك تاجر برأس مالك الخاص حتى لا تكون الخسائر فادحة.
ولا تقوم بوضع كل ما تملك من رأس مال في تجارة العملة، ادخر دائماً جزء من رأس مالك للطوارئ.
تجربتي في تجارة العملات
تحكي لنا فايزة أبو زيدان عن خبرتها وتجربتها في مجال تجارة العملة، فقالت أن البداية كانت منذ 10 سنوات، عندما كنت ألاحظ أخي الكبير يتحدث دائماً عن سعر العملات وتغيرات السوق والأرباح، وكان ينظر دائماً في حاسوبه على شاشة مليئة بالأرقام التي لا يمكن فهمها.
وعرضت عليه أن يعلمني تجارة العملة، ولكنه أخبرني أن هذا المجال لا يناسب الفتيات، لأن المخاطر مرتفعة وقد أصاب بسوء في حالة خسارتي، وكلام من هذا القبيل.
ولأنني كنت قد اتخذت القرار، فبحثت في محركات البحث عن تجارة العملة وطريقتها وأسسها وشركات الوساطة وكيفية تحديد وقت البيع والشراء وأفضل أزواج العملات.
وفي البداية خسرت ما يزيد عن 300 دولار أمريكي، فتوقفت على الفور، وبدأت أعتقد أن هذا المجال بالفعل صعب ولا يناسبني، وفي هذه الفترة قمت بالالتحاق بدورة تعليمية وتدريبية قدمتها إحدى شركات الوساطة.
وعندما أتممت الدورة، قمت بتنشيط حسابي مرة أخرى، وبدأت تجارة العملة برأس مال 2000 دولار أمريكي، والآن رأس مالي وصل إلى 200 ألف دولار أمريكي بعدما اكتسبت ما يكفي من الخبرة.
وهناك تجربة أخرى وهي تجربتي الشخصية، فأنا أعمل في مجال تجارة العملة منذ ما يقارب الـ 4 أعوام، وفي خلال هذه المدة استطعت معرفة الكثير من أسرار هذا المجال المربح، فقد تعلمت أن المتاجرة بكل رأس المال خطأ فادح.
وتعلمت أمر آخر، وهو إضافة نسبة لا تقل عن 30% من الأرباح المحققة من كل صفقة إلى رأس المال، فالعمل على زيادة رأس المال المستثمر في تجارة العملة أمر مهم للغاية.
أيضاً يجب عليك تعلم اللغة الإنجليزية، فمتابعة المواقع الإخبارية العالمية عادة ما يكون مفيد، فقد ساعدني هذا في تحقيق الكثير من الأرباح، حيث كنت أعتمد في البيع أو الشراء للعملات على آخر تطورات الأحداث العالمية التي تنشرها تلك المواقع، وكان هذا ملخص تجربتي في تجارة العملات.
ملخص:
كان هذا هو الدليل الشامل للبدء في تجارة العملات. تستطيع من خلاله التعلم ومعرفة الأسس والإجراءات والنصائح والتجارب والكيفية للدخول إلى هذا العالم التجاري المربح.