تُعرف الشراكة التجارية على أنها عبارة عن عقد يعمل على إلزام شخصين أو أكثر بأن يقوم كل طرف من أطراف هذا العقد بالمساهمة في مشروع تجاري سواء عن طريق حصة من رأس المال أو مقابل مجهود عملي.
وفي نفس هذا العقد يتم تقسيم المسؤوليات والأرباح والخسائر على أساس متفق عليه فيما بينهم، وهذا التعريف هو المتفق عليه في قوانين الكثير من الدول العربية، مثل المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.
محتويات المقال
أنواع الشراكة في الأعمال التجارية
أما عن أنواع الشراكة التجارية، فقد تقسيمها إلى العديد من التقسيمات، أهمها أو التصنيف الأكثر انتشارًا هي الشراكات العامة والشراكات المحدودة والشراكات ذات المسؤولية المحدودة.
وبالنسبة للشراكة العامة، فهي النوع الذي تتساوى فيه المسؤوليات لكل الشركاء، فتكون الحصة المالية لكل منهم متساوية، وكذلك الأعباء والأعمال وأيضًا الأرباح ونسبة الخسائر، وكل منهم يعمل في الشركة بقدر خبرته وفي مجال علمه.
والشراكة المحدودة هي التي يتم الاستثمار فيها عن طريق الحصة المالية فقط، ويتم فيها توزيع المسؤولية بقدر محدود للغاية على الشركاء بقدر رأس المال المستثمر من كل منهم، وفيها دائمًا ما يتشارك أطراف العقد في كل من الأرباح والخسائر دون التدخل في أي من قرارات أو أعمال الشركة.
أما بالنسبة للشراكة ذات المسؤولية المحدودة، وهي الشراكة المؤقتة والتي تتم لتكوين أو بناء مشروع ما بين مجموعة من الشركات مختلفة التخصصات، وفي الغالب يتدخل الشركاء كل منهم في مجال تخصصه في القرارات بجانب الأرباح والخسائر بقدر حصة كل شريك.
اعرف أيضًا، أنواع الشركات ومزايا وعيوب كل نوع، وكيف تختار أفضل نوع شركة.
أهمية الشراكة في الأعمال التجارية
تكمن أهمية الشراكة التجارية في أنها تقوم بتوفير رأس المال اللازم لبدء أو تطوير أو انتشال مشروع تجاري من الإفلاس، حيث أن شركائك يساهمون معك بحصص مالية ليحتلوا أماكن في الشركة.
ليس هذا فقط بل إن الشراكة في الأعمال التجارية تحمي الشركة من الاعتماد على موظفين لا تثق فيهم، فكل شريك يمكن أن يقوم بوظيفة هامة في الشركة مقابل راتب شهري بالإضافة إلى حصته من الأرباح.
وهناك مشاريع ضخمة لا يمكن أن يبدأها شخص بمفرده، ولهذا سيكون من المهم جدًا البحث عن شريك يمكن الوثوق فيه لتستطيع استثمار مبالغ ضخمة وبالتالي تحقيق أرباح كبيرة جدًا.
بل هناك الكثير من المشاريع التي تحقق أرباح جيدة ولكن تحتاج إلى خبرة في مجال معين وأنت لا تمتلك تلك الخبرة، فسيكون من المهم جدًا الاعتماد على شريك لديه خبرة في هذا المجال لتتمكن من جعل المشروع ينجح ويؤتي بثماره.
إليك أيضًا، كيفية تأسيس الشركات بالهيئة العامة للاستثمار.
مميزات الشراكة التجارية
وتمتاز الشراكة التجارية بمجموعة من المميزات؛ أولها مضاعفة القدرة الإنتاجية، فمن المعروف أن اليد الواحدة لا تصفق، ففي حالة أن لديك شريك سيساعدك على القيام بالمهام اللازمة لإدارة العمل التجاري، وبالتالي تحتاج إلى نصف المجهود اللازم فقط.
كما أن تشارك الخبرات بينك وبين شريكك يجعلك تتفادى الأخطاء وتعمل بشكل أسرع، وأيضًا تعتمد على الوقت الفائض في التطوير والقيام بالدراسات والتفرغ لمهمة واحدة يجعلك تقوم بها على الوجه الصحيح، فالشراكة تغنيك عن التشتت بين الكثير من الأمور والمهام.
ولأن لكل منا وجهة نظره الخاصة، حيث أن كل إنسان ينظر للأمور من زاوية مختلفة عن الآخر، وهذا ما يجعل الشراكة تساعدك على رؤية الأمور بشكل كامل ومن جميع الزوايا، وهذا الأمر مفيد جدًا في تخطي العقبات وتحقيق الكثير من النجاحات.
هذا غير أن الشراكة في الأعمال التجارية تعد حافز لبعض الأشخاص، فالشريك يجعلك دائمًا محتفظ بنشاطك وتريد أن تعمل أكثر، ومن الممكن أن يكون الشريك هو المحاسب الذي يجعلك دائمًا متيقظ ولا تريد أن تقع في الأخطاء.
ويمكن الاعتماد على شريكك في توليد أفكار جديدة، فالحوار الدائم بينك وبينه يفتح عقلك ويجعلك تكتشف أمور جديدة، فيمكنك الاعتماد على شركائك ليكونوا هم المستشارين المساعدين في الوصول للاختيار أو القرارات الصحيحة.
وأخيرًا كثرة الشركاء وتعددهم يؤدي إلى توسيع شبكة المعارف والعلاقات، ومن المعروف أن الأعمال التجارية تعتمد بشكل كبير على الاتصال الناجح بأكبر قدر من الأشخاص والذين يعتبرون عملاء محتملين.
اعرف أيضًا، ما هي دراسة السوق وأهميتها وأنواعها وكيفية إعدادها بسهولة.
عيوب الشراكة في الأعمال التجارية
وكأي شيء موجود في الحياة، فكما أن الشراكة التجارية لها العديد من المميزات، فإن لها أيضًا مجموعة من العيوب والتي قد تؤدي إلى خسارة كبيرة، ومنها مثلًا الاختلاف في الأخلاقيات الخاصة بالقيام بالأعمال، فهناك من لا يستطيع احترام المواعيد أو لا يستطيع الاهتمام بالعملاء.
وهناك كذلك أشخاص لا يتمتعون بالضمير الكافي للمساهمة في نجاح المشروع، وهذا الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى نفور العملاء وبالتالي فشل المشروع وخسارة رأس المال بالكامل، بل قد يؤدي إلى الوقوع في المساءلة القانونية.
كما أن هناك شركاء لا يتمتعون بالخبرة الكافية للقيام بالمهام التجارية والإدارية، ويقومون بالتدخل بدافع أنهم شركاء ولهم الحق في فعل ما يرونه صحيح، وبالتالي هذا ما قد يؤدي إلى نتائج سيئة وفشل المشروع، أو غضب العملاء.
هذا غير أن تعدد طرق وأساليب الإدارة يعد أحد أكبر عيوب الشراكة في الأعمال التجارية، فمن الممكن أن يكون الشريك جاهل بالأسلوب المناسب للعمل الذي يؤدى في الشركة، وبالتالي تفقد الموظفين أو يقوم بتضييع الكثير من الوقت والمال لأنه يعتمد على الأسلوب الخاطئ.
كما أنه من بين العيوب التي تجعل من الشراكة في الأعمال التجارية أمر سيء مشاركة الأرباح، هذا على الرغم من كمية المتاعب والمهام الواقعة على عاتق كل من الشركاء.
حيث أن في الغالب توزيع الأرباح يكون على أساس نسبة الحصة المالية المدفوعة من كل شريك بغض النظر عن الجهد الذي يقوم به في الشركة.
ومن الممكن أن تؤدي الشراكة في الأعمال التجارية إلى خسارة الأهل والأصدقاء، ففي حالة أنك تشارك صديق أو قريب وهذا الشخص يقوم دائمًا بأمور سيئة أو لا يمكن الاعتماد عليه في أي وظيفة فلن تستطيع التخلص منه، وفي حالة أنك تخلصت منه فقد تنتهي علاقتك به إلى الأبد.
أيضًا أنت مسؤول عن أعمال شريكك، ففي حالة أنه يقوم بأعمال غير قانونية أو غير أخلاقية فسينظر لك الجميع والقانون على أنك أنت أيضًا تفعلها، وبالتالي قد تعرض نفسك إلى الحبس أو الوقوع في المتاعب دون أن تقوم بأي أمر غير قانوني لمجرد أن شريكك تحوم حوله الشبهات.
اقرأ أيضًا، كيفية تاسيس شركة في أمريكا للأجانب وغير المقيمين بـ 100 دولار فقط.
أسباب فشل الشراكة في الأعمال التجارية
أما عن الأسباب التي قد تؤدي إلى فشل الأعمال التجارية فأهمها اختلاف المراحل العمرية للشركاء، فمن المعروف أن صغير السن قليل الخبرة قد يؤدي إلى الكثير من المشكلات.
هذا غير أن اختلاف درجات الحماس قد يؤدي إلى فشل الشراكة، هذا لأن على قدر حماسك تقوم بتأدية الواجبات والاهتمام بأدق التفاصيل، والعكس صحيح.
كما أن اختلاف الأهداف هو أحد أهم العوامل المؤدية إلى فشل الشراكة في الأعمال التجارية، فهناك أشخاص كل هدفهم هو تحقيق الربح بغض النظر عن الطريقة، وهناك من يريد تحقيق ربح طويل الأمد ودائم، وهناك من يريد تحقيق ربح فوري، وهناك من يريد توريث الأرباح للأحفاد.
تعرف على، أسباب فشل المشاريع والشركات الناشئة، وكيفية التعامل معها.
اتفاقية الشراكة في الأعمال التجارية
ولأن الشراكة التجارية يجب أن تتم في صورة عقد مكتوب ليكون حجة في توزيع الأرباح والخسارة والمسؤوليات، فيجب عليك معرفة أن عقد اتفاقية الشراكة في الأعمال التجارية يجب أن يحتوي على مجموعة من البيانات الهامة، أولها اسماء كل الشركاء واسم الشركة كذلك.
كما يجب أن يتضمن العقد وصف يسهل فهمه لنوع النشاط التجاري الذي تقدمه الشركة، مع كتابة صلاحيات ومهام كل شريك من الشركاء، ومع توضيح حجم مسؤولية كل منهم.
ويشترط كذلك أن يوضح عقد الشراكة حجم الحصة المالية التي يستثمرها كل شريك في الشركة، وكذلك الطريقة المتبعة في عملية توزيع الخسائر والأرباح.
وفي اتفاقية الشراكة في الأعمال التجارية يجب أن يتم ذكر ما هي الطريقة التي يستطيع أي شريك الخروج من الشركة بها، وكذلك ما هي الشروط والاستراتيجية المتبعة لإضافة شركاء جدد في الشراكة.
وفي النهاية يجب أن يتم كتابة الخطوات الواجب اتباعها في حالة الإجماع على حل الشراكة أو فضها، وكذلك في حالة إفلاس الشركة.
أصول الشراكة التجارية
وحتى يتم بناء الشراكة التجارية بالشكل الصحيح، فيجب عليك اتباع أصولها المعروفة، وأولها هي المسؤولية الشخصية، نعم فأنت مسؤول عن الدين والأمور القانونية مثلك مثل باقي الشركاء.
ولأنك شريك وتعمل مع أكثر من شخص لهم نفس حقوقك فلا يمكن أن تتهرب من قرار فردي اتخذه أي من الشركاء، فأحد أهم أصول الشراكة في الأعمال التجارية أن أي قرار فردي ساري على الجميع.
ومن أصول الشراكة في الأعمال التجارية أيضًا أن السيئة تعم، أي أنه لا يمكن أن تحافظ على سمعتك في حالة أن شريك قام بعمل غير قانوني وتعرض لرفع شكوى قضائية، فمن حق هذا الشريك أن يوجه الاتهام، أو يشرك جميع الشركاء في هذه المشكلة ويقعون في شباك الاتهام والمقاضاة جميعهم.