الاستثمار في السويد (الشروط، التكاليف، وفرص الاستثمار)

الاستثمار في السويد. لطالما سمعنا أن السويد واحدة من أفضل الدول للعيش، ولطالما سمعنا أنها دولة غنية يعيش أهلها في رخاء، ولطالما سمعنا أنها دولة آمنة بعيدة عن المشكلات وتحترم الإنسان وحقوقه، وكثيرًا ما نسمع بأنها أقل دول العالم فسادًا، وكل هذا حقيقي ومثبت فعليًا بالإحصائيات والأرقام.

ولكن ماذا عن الاستثمار في السويد؟. هل هو مجدٍ؟ وما هي إجراءاته وشروطه بالنسبة للأجانب من خارج الاتحاد الأوروبي؟. وما هي أفضل فرص الاستثمار في السويد في الوقت الحالي؟. وما هو أقل مبلغ للاستثمار في السويد؟. هذا ما سنتحدث عنه بشكل تفصيلي خلال السطور التالية، فتابع معنا.

نظرة عامة على السويد

السويد هي ثالث أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث المساحة، ويبلغ عدد سكانها نحو 10 ملايين نسمة. نظام الحكم في السويد هو نظامًا ملكيًا دستوريًا بنظام برلماني وإقتصاد متطور، كما أنها تحتل المرتبة الثالثة في العالم في مؤشر الإيكونوميست للديموقراطية والسابعة في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية .

أصبحت السويد عضوًا من أعضاء الاتحاد الأوروبي عام 1995 وهي كذلك دولة عضوة في منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية.

نظرة عامة على الاقتصاد السويدي

تمتلك السويد إقتصاداً مختلطاً يتجه نحو التصدير حيث يتميز بنظام توزيع حديث وعلاقات داخلية وخارجية جيدة وأيدي عاملة وفيرة وماهرة، وتشكل صناعة الخشب والطاقة الكهرومائية والحديد أهم الموارد الإقتصادية للسويد حيث يتم توجيهها بشكل كبير نحو التجارة الخارجية.

كما يمثل القطاع الهندسى نحو 50% من الإنتاج والصادرات داخل السويد، بينما تمثل الزراعة 2% فقط من مجال الناتج المحلي والعمالة، وتحتل الاتصالات وصناعة السيارات والصناعات الدوائية أهمية كبيرة في اقتصاد السويد.

يتميز الاقتصاد السويدي بقطاع كبير للصناعات التحويلية والمبني على العلم والمعرفة وموجه نحو التصدير وقطاع الخدمات العامه كبير ويتم العمل به وفقاً للمعايير الدولية كما تهيمن المنظمات الإقتصادية الكبيرة على الاقتصاد السويدي.

يحتل الناتج المحلى الإجمالى فى السويد الترتيب الرابع والعشرون على مستوى العالم ويرجع ذلك إلى نموه السريع خاصة فى مجال الصناعات التحويلية.

يعد البنك المركزي السويدي من أقدم وأعرق البنوك المركزية في العالم كما يتميز مستوى التضخم في السويد بأنه متدني جداً.

ندعوك أيضًا لإلقاء نظرة على “دليل الاستثمار في ألمانيا“.

هل الاستثمار في السويد مجدٍ؟.

من خلال النظرة العامة على السويد والاقتصاد السويدي بجانب العوامل الأخرى مثل مستوى المعيشة المرتفع ومعدلات الفساد المنخفضة وحرية الرأي وحقوق الإنسان والعلاقات الدولية المستقرة والعلاقات التجارية الضخمة مع مختلف دول العالم وغيرها، نستنتج أن السويد تمثل بيئة خصبة للاستثمار، بل يتم تصنيفها على أنها واحدة من أفضل دول العالم للاستثمار، فهي توفر البيئة المثالية لنجاح الاستثمارات، وهذا ما جعلها بالفعل مركزًا إقليميًا للعديد من الشركات الكبرى حول العالم.

في الحقيقة الاستثمار في السويد مجدٍ للغاية، ولا يتطلب أكثر من اختيار النشاط الاستثماري المناسب، ولكن الصعوبة تكمن الشروط المفروضة التي لا يستطيع جميع المستثمرين من الخارج توفيرها وكذلك رأس المال المرتفع نسبيًا. نوضح تفاصيل أكثر حول تلك الأمور خلال المقال.

عوامل اقتصادية هامة تجعل السويد فى مقدمة الدول الجاذبة للاستثمار

– تتميز السويد بأن قيمة صادراتها تفوق قيمة وارداتها، كما أن السويد عضواً في السوق الأوروبية المشتركة .

– تشكل الغابات مورداً هاماً من الموارد الإقتصادية للسويد حيث تمثل حوالى 45% من حجم صادرات السويد .

– حققت السويد اكتفاء ذاتي في مجال المواد الغذائية الأساسية.

– تملك السويد العديد من الموانئ لشحن البضائع كما تمتلك الحكومة شبكة جيدة للسكك الحديدية .

– يضمن القانون السويدى حرية الصحافة ومنع الرقابة الحكومية حتى فى أوقات الحرب.

– تمثل الصناعة جانباً هاماً فى الإقتصاد فى السويد حيث يوجد بها مصانع لمحركات الطائرات ومحركات الديزل كما يوجد العديد من مصانع السيارات والتى يتم تصدير حوالي نصف إنتاجها من السيارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية . كما تتخصص بعض المناطق فى السويد فى صناعة السفن والمعدات المستخدمة فى امدادات الطاقة والاتصالات والهواتف، كما تم إختراع أعواد ثقاب الأمان في السويد عام 1844 ولا تزال السويد من أكبر المنتجين لها فى العالم.

– تعد مزارع منتجات الألبان وتربية الحيوانات والمواشي هي المصادر الرئيسية لدخل المزارعين في السويد .

– تمتلك السويد جزء من أغنى رواسب خام الحديد فى العالم حيث يوجد بها مناجم الحديد الخام والتي يستخرج منها الحديد بجودة عالية ، كما يوجد خامات النحاس والذهب والرصاص والفضة.

– تقوم السويد بتصدير كميات هائلة من من منتجات الورق ولا تستورد منها شيئاً، كما تستورد أنواعاً عديدة من معدات النقل والآلات الكهربائية والمواد الكيميائية وتصدر منها أيضاً بنفس معدلات الاستيراد.

شروط الاستثمار فى السويد

– تسمح القوانين السويدية للمستثمرين الأجانب من خارج دول الاتحاد الأوروبي بالحصول على إقامات للعمل في السويد بشرط أن تكون هذه الأعمال تأخذ وقت أكثر من ثلاثة أشهر.

– ضرورة إثبات ملكية المتقدم لطلب الإقامة لنصف الشركة أو المشروع الهادف للإستثمار.

– عمل دراسة جدوى للمشروع الاستثمارى وبيان أرباح مرضية وواقعية خلال عامين من بدء العمل وهذه الفترة تكون للإختبار.

– إثبات وجود مبلغ من المال مع المستثمر يكفي لإعالته وإعالة أسرته خلال أول عامين ويكون على الأقل 200 ألف كرون سويدى للمستثمر و100 ألف لزوجتة و50 ألف لكل طفل من أطفاله.

– يجب أن يستطيع المستثمر التحدث باللغة السويدية أو الإنجليزية.

– إثبات وجود خبرة سابقة له في المجال المراد الاستثمار به في السويد والقدرة على إدارته.

– أن يكون لدى المستثمر جواز سفر صالح لمدة سنتين على الأقل.

– إذا كان المتقدم لطلب إقامة مشروع تجارى استثمارى طالباً فى السويد فيجب أن يطلب الإقامة قبل إنتهاء مدة إقامته كطالب.

– تقوم مصلحة الهجرة في السويد بدراسة طلبات الاستثمار وتقييم الجدوى الاقتصادية للمشروع وقد يستغرق ذلك من الوقت حوالى تسعة أشهر.

أنواع الشركات في السويد

1- شركة مساهمة خاصة محدودة: وهى شركة مساهمة صغيرة الحجم تتكون من عضو واحد فقط بالإضافة إلى نائب واحد و لا يقل رأسمالها عن 50 ألف كرون سويدى.

2- شركة مساهمة عامة محدودة: شركة عامة مساهمة موحدة وهي خاصة بالشركات الكبيرة ويكون بها مجلس إدارة لا يقل عن ثلاثة أعضاء ولا يقل رأس مالها عن 500 ألف كرون سويدى.

3- فرع لشركة أجنبية: يمكن لأي شركة أجنبية إقامة فرع لها بالسويد عن طريق مكتب فرعي حيث يكون العضو المنتدب بها من المقيمين في بلدان المنطقة الإقتصادية الأوروبية.

4- شركة تضامنية يملكها إثنين أو أكثر: هي شراكة عامة وعلاقة تجارية بين شخصين او أكثر ويكون الشركاء مسؤولين شخصياً عن التكافل والتضامن مع امكانية شراكة محدودة.

5- شركة خاصة يملكها شخص واحد فقط: حيث يكون هو المسؤول مباشرة عن جميع الديون التي من الممكن التعرض لها ويقدم حساباته السنوية كملحق لدخلة السنوى لمصلحة الضرائب بصفته الشخصية.

تعرف بشكل أكثر تفصيلًا على “أنواع الشركات ومزايا وعيوب كل نوع، وكيف تختار أفضل نوع شركة“.

خطوات تأسيس الشركات في السويد للأجانب

عملية تأسيس الشركات في السويد تتكون من عدة خطوات، وهي كالتالي:

1- اختيار نوع الشركة: يجب على المستثمرين اختيار نوع الشركة التي يريدون تأسيسها، فهناك عدة أنواع من الشركات في السويد، مثل الشركات المحدودة والشركات الفردية.

2- اختيار الاسم: يجب على المستثمرين اختيار اسم للشركة، ويجب التأكد من أن الاسم غير مستخدم من قبل شركة أخرى في السويد.

3- إنشاء الشركة: يجب تحديد مكان إنشاء الشركة وتسجيلها في مكتب تسجيل الشركات.

4- تحديد المساهمين والأعضاء: يجب تحديد المساهمين والأعضاء في الشركة، ويمكن أن يتم تحديد أكثر من مساهم أو عضو في الشركة.

5- إعداد العقود: يجب إعداد العقود اللازمة لتأسيس الشركة، مثل عقد التأسيس والعقد الجماعي.

6- التسجيل لدى مكتب الضرائب: يجب تسجيل الشركة لدى مكتب الضرائب السويدي “Skatteverket”.

7- الحصول على رقم التعريف الضريبي “Personnummer”: وهو يتكون من 10 أرقام، ويتم إصداره للأشخاص الذين يقومون بإنشاء شركة في السويد وللشركات أيضًا. يمكن الحصول على رقم التعريف الضريبي من خلال مكتب الضرائب السويدي “Skatteverket”.

فرص الاستثمار في السويد

هناك العديد من الفرص الاستثمارية المواتية في السويد، فيما يلي نتعرف على البعض منها:

1. التكنولوجيا: تشتهر السويد بشركات التكنولوجيا العالمية مثل ايريكسون وسبوتيفاي، وتوفر الحكومة السويدية برامج دعم وتمويل للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا.
2. الطاقة المتجددة: تعتمد السويد على الطاقة المتجددة بشكل كبير وتسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2040، مما يجعلها بيئة مثالية للاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة.
3. العقارات: يتزايد الطلب على العقارات في السويد، وخاصة في مدنها الكبرى مثل ستوكهولم ومالمو، مما يجعلها فرصة جيدة للاستثمار في العقارات السكنية والتجارية.
4. السياحة: تعتبر السويد وجهة سياحية شهيرة بفضل جمالها الطبيعي والتنوع الثقافي، ويوجد العديد من الفرص الاستثمارية في قطاع السياحة والضيافة مثل الفنادق والمنتجعات السياحية والأنشطة السياحية.
5. الرعاية الصحية: يعد قطاع الرعاية الصحية في السويد واحدًا من أكبر القطاعات الاقتصادية في البلاد، ولذلك فإنه يوفر فرصاً للاستثمار في مجالات مثل التكنولوجيا الصحية والأجهزة الطبية ورعاية المسنين.
6. الصادرات: تشتهر السويد بتصدير منتجاتها إلى العديد من الدول في العالم، ولذلك فإنها توفر فرصًا للاستثمار في مجالات مثل النقل والشحن واللوجستيات.
7. القطاع الصناعي: تتمتع السويد بقطاع صناعي متطور ومتنوع، ويمكن للمستثمرين الاستثمار في مجالات مثل السيارات والطيران والإلكترونيات، وهي في الغالب استثمارات من الحجم الكبير.

يمكنك أيضًا الاطلاع على شريحة كبيرة ومتنوعة من أفضل المشاريع الصغيرة والمتوسطة في السويد، وهي في الغالب مناسبة للمقيمين والمستثمرين.

أهم مناطق الاستثمار في السويد

نذكر لك فيما يلي أسماء أهم المدن السويدية التي تستقبل غالبية الاستثمارات الأجنبية، والتي ننصحك بأن تختار واحدة من بينها إذا ما قررت التوجه إلى السويد بهدف الاستثمار:

1- ستوكهولم: تعد ستوكهولم العاصمة السويدية، وتتميز بوجود العديد من الشركات التكنولوجية الناشئة والكبيرة والمراكز البحثية.

2- مالمو: تقع مالمو في جنوب السويد، وتتميز بوجود العديد من الشركات التكنولوجية الناشئة والمتوسطة والكبيرة.

3- غوتنبرغ: تعد غوتنبرغ ثاني أكبر مدينة في السويد، وتتميز بوجود العديد من الشركات التكنولوجية والصناعات التقليدية.

4- لوند: تقع لوند في جنوب السويد، وتتميز بوجود العديد من المراكز البحثية والشركات التكنولوجية الناشئة.

5- اوبسالا: تقع اوبسالا شمال ستوكهولم، وتتميز بوجود العديد من المراكز البحثية والشركات التكنولوجية الناشئة.

ملخص

دليل الاستثمار في السويد هو دليل مفصل نستعرض خلاله أهم عوامل جذب الاستثمارات الأجنبية للسويد، ومدى الجدوى من الاستثمار بالسويد، وشروط الاستثمار في السويد للأجانب، وأنواع الشركات المتاحة، وتكاليف وخطوات تأسيس الشركات للأجانب، وأهم الفرص الاستثمارية بالسويد في الوقت الحالي، وأهم المناطق السويدية التي يُنصح بالاستثمار فيها.