أنواع الشركات ومزايا وعيوب كل نوع، وكيف تختار أفضل نوع شركة

أنواع الشركات (الكيانات القانونية للشركات) كثيرة ومتنوعة ، ولكل نوع منها مزاياه وعيوبه وأحكامه والتزاماته.

تعدد أنواع الشركات يتسبب في الكثير من الحيرة والقلق للساعين إلى تأسيس شركات خاصة، وبالأخص لأولئك الذين لا يمتلكون خبرات سابقة بتأسيس الشركات ومن ليست لديهم خلفيات علمية أو عملية مثل دراسة متعلقة أو العمل لدى شركة متخصصة في مجال تأسيس الشركات.

فالجميع يرغبون في اختيار أنواع الشركات التي تلائم أنشطتهم وتخدم مصالحهم وتحقق لهم الكثير من المزايا حتى وإن كانت لها بعض العيوب البارزة أو تحملهم المزيد من المسؤوليات، ولكن ما يعيقهم هو ضعف معرفتهم بكيانات الشركات وما يميز وما يعيب كل نوع منها.

ففي حال كنت رائد أعمال ترغب في تأسيس شركة تحقق من خلالها أحلامك وطموحاتك الريادية. أو كنت مستثمر ترغب في خوض تجربتك الاستثمارية الأولى.

في حال كنت ضمن مجموعة ترغب بالاستثمار من خلال تأسيس شركة واحدة. أو كنت شاب لا تمتلك سوى القليل من المال وترغب في تأسيس شركة خاصة، أو أيًا ما كنت، ولا تعرف تحديدًا نوع الشركة الذي يناسب حالتك و يتناسب مع نشاطك.

فندعوك لقراءة ما ورد في هذا الموضوع والذي تتعرف من خلاله بشكل مفصل على جميع أنواع الشركات ومزايا وعيوب ومسؤوليات كل نوع وبالتالي تستطيع اختيار النوع المناسب بكل سهولة.

أولًا، مفهوم الشركة (معنى كلمة شركة)

الشركة هي عبارة عن عقد ملزم بين طرفين (شخصين “فردين”، أو كيانين “مؤسستين أو جهتين”) أو أكثر، ينص على المساهمة بالمال أو المجهود والإدارة وتوزيع الأرباح والخسائر بشكل متساو.

هناك شركات لا يشترط فيها المساواة بحيث تكون حصة طرف أكبر من الآخر ويتم توضيح ذلك في عقود التأسيس.

هناك أيضًا شركات تتكون من فرد واحد على الرغم من أن هذا يتنافى مع مفهوم ومعنى كلمة “شركة” التي قوامها الشراكة. ولكن الحاجة الملحة أدت لظهور هذا النوع.

ثانيًا، أنواع الشركات ومزايا وعيوب كل نوع

تنقسم أنواع الشركات في جميع دول العالم “تقريبًا” إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي:

• شركات الأشخاص.
• شركات الأموال
• الشركات ذات الطبيعة المزدوجة (خليط من شركات الأشخاص وشركات الأموال).

تحت كل نوع من الأنواع الثلاثة يندرج عدد من الكيانات القانونية، وهي التي يتم اختيارها عند تأسيس الشركات.

فيما يلي نستعرض الأنواع الثلاثة الرئيسية وما يندرج تحتها من أنواع بالتفصيل.

1- شركات الأشخاص :-

يطلق عليها مسمى “شركات الأشخاص” لأن أساسها وقوامها هو الإعتبار الشخصي وليس المالي. فشركات الأشخاص يتم تأسيسها من خلال تشارك عدد قليل من الأفراد ممن تجمعهم صلة قرابة أو صداقة في الغالب، ويكون كل شريك بالشركة محل ثقة الشركاء الآخرين.

ولأن شركات الأشخاص قوامها الأشخاص أنفسهم، فإنها تنحل بوفاة أحد الشركاء أو بانسحابه من الشركة أو بفقد أهليته. فيما لا يجوز لأحد الشركاء أن يتنازل عن حصته بالشركة إلا بموافقة جميع الشركاء.

يندرج تحت شركات الأشخاص ثلاثة كيانات قانونية من الشركات، وهي كالتالي:

شركات التضامن :-

تتكون شركة التضامن من شريكين متضامنين أو أكثر. هذا يعني أن جميع الشركاء بالشركة مسؤولون مسؤولية شخصية وتضامنية عن كافة ديون الشركة وتكون في ذممهم الخاصة ولا تقتصر مسؤولياتهم على مقدار حصصهم في الشركة.

الخصائص المميزة لشركات التضامن:

لا يجوز لأحد الشركاء تدول حصته، ولا يجوز لأي شريك بالشركة الانسحاب أو التنازل عن حصته بالشركة إلا بموافقة جميع الشركاء المتضامنين بالشركة. قد تكون هناك بنود وقيود موجودة في عقد تأسيس الشركة يتم الرجوع إليها.

الشركاء في شركات التضامن متضامنين بشكل مطلق. ففي حال عجز أحد الشركاء عن تسديد ديونه الناتجة عن خسارة الشركاء يقوم الشركاء الآخرين بالسداد نيابة عنه من أموالهم الخاصة.

عند تسمية الشركة فيتم إختيار اسم شريك واحد أو أكثر وتضاف إليه كلمة “وشركاه”. ليس شرطًا أن يتم كتابة جميع أسماء الشركاء.

بمجرد تأسيس الشركة يكتسب كل شريك متضامن صفة تاجر.

في الغالب يكون مدير الشركة هو أحد الشركاء المتضامنين، وفي الغالب يكون اكثرهم خبرة وفهمًا بالأمور التجارية.

شركات التوصية البسيطة :-

شركات التوصية البسيطة هي عبارة عن كيان قانوني للشركات التجارية. تؤسس شركات التوصية البسيطة بالاعتماد على فريقين من الشركاء.

الفريق الأول يكون عبارة عن شركاء متضامنين خاضعين لقوانين ومسؤوليات شركات التضامن، مثل تحمل الديون من أموالهم الخاصة والمشاركة في الإدارة و اكتساب صفة التاجر وغيرها من القوانين والالتزامات (راجع النقطة السابق شركات التضامن).

الفريق الثاني يكون عبارة عن شركاء موصين. هؤلاء الشركاء ليسوا مسؤولين عن ديون الشركة إلا في حدود حصصهم الخاصة، ولا يشاركون في إدارة الشركة، ولا يكتسبون صفة التاجر.

الخصائص المميزة لشركات التوصية البسيطة:

بالإمكان الفصل بين الشركاء الذين يدخلون في إدارة الشركة “الشركاء المتضامنين” والشركاء الغير مرغوب في تمكينهم من الإدارة “الشركاء الموصين.

لا يوجد حد أدنى لرأس المال لقيام الشركة. بعض أنواع الشركات التجارية الأخرى تتطلب حد أدنى من رأس المال ولا يمكن تأسيس الشركة إلا بتوفره.

إفلاس الشريك الموصي لا يتبعه إفلاس الشركة، على العكس من الشريك المتضامن الذي يتبع إفلاسه إفلاس الشركة.

سير العمل الإداري في شركات التوصية البسيطة يتسم بالتعقيد نظرًا لاشتراطات موافقة جميع الأعضاء مع وجود فريقين من الشركاء. هذا النوع يتطلب خبرة كبيرة ووفاق كبير بين الشركاء.

شركات المحاصة :-

شركات المحاصة ليست قانونية ولا أساس لها إلا بين الشركاء. هذا يعني أن هذا النوع من الشركات لا يتم قيده في سجلات السجل التجاري ولا تطلب الإشهار.

الهدف من شركات المحاصة هو تقنين العلاقة بين الشركاء (شريكين اثنين على الأقل) وتكون لهم في ابرام عقود لتوضيح غرض الشراكة بينهم مع مراعاة الالتزام بأحكام المواد القانونية عند كتابة العقود.

2- شركات الأموال :-

يطلق عليها “شركات الأموال”لأن أساسها وقوامها هو الاعتبار المالي وليس الأشخاص. بالأحرى تستهدف شركات الأموال جمع رؤوس الأموال للشراكة في الأنشطة التجارية.

يندرج تحت شركات الأموال كيان واحد فقط، وهو:

شركات المساهمة :-

هي عبارة عن كيان قانوني من أنواع الشركات التجارية ويكون رأس مالها عبارة عن أسهم متساوية القيمة وقابلة للتداول. وفي هذا النوع لا يكون المساهم مسؤولًا عن ديون الشركة إلا حدود حصته (ما يملكه من أسهم)، وهذا يعني أن المساهمين غير مسؤولين عن ديون الشركة وهذا يعني أن شركات المساهمة تكون ذات ذمة مالية منفصلة عن المساهمين.

الخصائص المميزة لشركات المساهمة:

رأس مال الشركة يكون عبارة عن أسهم متساوية القيمة (مثلًا قيمة السهم 1 دولار) وتكون تلك الأسهم قابلة للتداول (تُباع وتُشترى).

تتمتع شركات المساهمة بذمم مالية مستقلة عن المساهمين، ويترتب على ذلك عدم إفلاس المساهمين في حال أفلست الشركة.

شركات المساهمة لا يتم تسميتها بأسماء أحد المساهمين مثلما شركات الأشخاص، وإنما يتم إختيار إسمها بناء على الهدف التي أُسست من أجله.

يكون لدى شركات المساهمة مجلس إدارة مفوض لادارتها ويخضع لاشراف الجمعية العامة العادية للمساهمين والتي تنعقد لمرة واحدة على الأقل في العام.

شركات المساهمة كيان قانوني يناسب حجم الأعمال الكبيرة، وتتكون من خمسة مساهمين على الأقل.

من أقوى أنواع الكيانات القانونية وأكثرها جدارة بالاحترام، وبالتالي يسهل على شركات المساهمة الحصول على تمويل وقروض من البنوك.

على الرغم من قوة هذا الكيان إلا أن العمل في شركات المساهمة يتم بالتعقيد في الغالب، وبالأخص في حال زيادة عدد المساهمين.

3- الشركات ذات الطبيعة المزدوجة :-

الشركات ذات الطبيعة المزدوجة هي شركات تقوم على الاعتبار الشخصي والاعتبار المالي معًا. ولهذا تم تسميتها بالشركات ذات الطبيعة المزدوجة.

في أحد أنواع الشركات ذات الطبيعة المزدوجة يتفوق الاعتبار الشخصي على المالي، وحينها تكون أقرب إلى شركات الأشخاص. وفي أحد الأنواع يتفوق الأعتبار المالي لتكون أقرب إلى شركات الأموال.

يندرج تحت الشركات ذات الطبيعة المزدوجة كيانين إثنين من الشركات، وهما كالتالي:

شركة التوصية بالأسهم :-

في هذا الكيان أو الهيكل يتم تقسيم رأس مال الشركة إلى أسهم ويتم تكوينها بالاعتماد على بين شريك واحد متضامن أو أكثر من شريك وتكون لهم صفة تاجر ويكونون مسؤولين بالتضامن “ودون تحديد” عن ديون الشركة، وبين شركاء موصين لهم صفة مساهمين ولا يتحملون الخسائر إلا في حدود حصصهم من الأسهم.

شركة ذات مسؤولية محدودة :-

واحدة من أكثر أنواع الشركات رواجًا حول العالم لما لها من مزايا عديدة وقدرة كبيرة على تحقيق مصالح الشركاء.

الشركة ذات المسؤولية المحدودة هي شركة تتكون من شريكين على الأقل ولا يزيد عدد الشركاء فيها عن 50 شريك.

الشركاء في شركات المسؤولية المحدودة مسؤولين عن ديون الشركة بقدر حصصهم في رأس المال.

الخصائص المميزة للشركات ذات المسؤولية المحدودة:

لا يُشترط حد أدنى لرأس المال لتأسيس شركة من نوع مسؤولية محدودة.

الشركاء ليسوا مسؤولين سوى عن حصصهم في الشركة.

لا تتطلب سوى شريكين إثنين فقط للتأسيس.

الشركاء مسؤولون عن تسديد ديون الشركة في حدود حصصهم من أموالهم الخاصة.

ملخص أنواع الشركات :-

تحدثنا خلال هذا الموضوع عن أنواع الشركات والتي تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهم (شركات الأشخاص، شركات الأموال، والشركات ذات الطبيعة المزدوجة). تحت كل نوعين من الأنواع الثلاثة يندرج كيانات محددة من الشركات وتلك التي يتم الاختيار من بينها عند تأسيس الشركات.

شركات الأشخاص يندرج تحتها الكيانات التالية (شركات التضامن، شركات التوصية البسيطة، المحاصة). بينما يندرج تحت شركات الأموال كيان واحد فقط وهو (شركات المساهمة). فيما يندرج تحتالشركات ذات الطبيعة المزدوجة كيانين اثنين، وهما (التوصية بالأسهم، وشركات المسؤولية المحدودة).

من الملاحظ أن البعض لا يعترف بوجود الشركات ذات الطبيعة المزدوجة ويتم تقسيم أنواع الشركات إلى نوعين فقط، شركات الأشخاص، وشركات الأموال. وفقًا لهذا التقسيم يتم وضع الكيانات الثلاثة (المساهمة، التوصية بالأسهم، والمسؤولية المحدودة) تحت شركات الأموال.

الآن وبعد أن تعرفت على أنواع الشركات والخصائص المميزة لكل نوع، تستطيع بسهولة أن تحدد نوع الشركة الذي يتناسب مع نوع وطبيعة نشاطك.

أخيرًا، إذا كنت بحاجة لمزيد من التوضيحات حول أنواع الشركات ككل أو نوع محدد من بينها فلا تترد في وضع استفسارك في صندوق التعليقات بالأسفل.