صاحب شركة سامسونج. من المؤكد أنك لن تجد شخص في المحيط حولك لم يسمع من قبل عن شركة سامسونج، فالجميع يستخدم شيء من إنتاج هذه الشركة الرائدة.
ولكن، من هو المؤسس لهذه الإمبراطورية الكورية؟ ومن هو الشخص الذي استطاع قيادة شركة بدأت كمتجر صغير لتصل إلى العالمية؟
في هذه المقالة، سنتعرف عن قرب على شخصية مؤسس شركة سامسونج لنتعلم منها كيف أن الإصرار والعمل الجاد والابتكار هم أساس نجاح أي مشروع.
محتويات المقال
ما هو اسم صاحب شركة سامسونج؟
سنبدأ بتعريفك باسم صاحب شركة سامسونج، وهو لي بيونغ تشول، واحد من أهم رجال الأعمال الناجحين في كوريا الجنوبية.
متى ولد صاحب شركة سامسونج؟
ولد لي بيونغ تشول في الثاني من فبراير في عام 1910 ميلادية، في مدينة سيول بمحافظة وريونغ في مقاطعة غيونغسانغ الجنوبية في كوريا الجنوبية.
نشأة وحياة صاحب شركة سامسونج
وقد نشأ في عائلة ثرية للغاية تمتلك الكثير من الأراضي والعقارات، وكانت أسرته مكونة من أب وأم وأربعة أولاد، وكان هو الأصغر من بينهم.
ثم تلقى لي بيونغ تشول تعليمه في واحدة من المدارس الخاصة المعروفة حينها، وكانت تلك المدرسة مملوكه لجده من أبيه، ودرس فيها الكلاسيكيات الصينية.
وبعد ذلك تم نقله إلى مدرسة جيسو المتوسطة وهو في سن العاشرة تقريبًا، ومن ثم انتقل إلى مدرسة سو سونغ المتوسطة في مدينة سيول.
وهناك بدأ يتعلم لي بيونغ تشول مجموعة من العلوم الحديثة، حتى انتقل إلى مدرسة جونج دونج الإعدادية.
وفي عام 1930، انتقل لي بيونغ تشول إلى جامعة واسيدا في اليابان، وهذا لأنه كان يخطط لدراسة الاقتصاد.
وبعد مرور عامين، ترك الجامعة، ولم يستطع إكمال تعليمه بسبب وفاة والده في عام 1932م.
ولكنه حصل على دكتوراه فخرية من جامعة بوسطون في اقتصاد الأعمال في عام 1982م.
وقد عرف عن لي بيونغ تشول أنه ذو أخلاق صارمة، وكذلك حبه الشديد لوطنه.
وكان يؤمن بأهمية التعليم، ويشجع دائمًا على الابتكار، وقد كان له تأثير كبير على الأعمال التجارية وكذلك الثقافة في كوريا الجنوبية.
ثم أنه كان قائد ملهم، وكان يعمل دائمًا على تحفيز وتشجيع الموظفين، وساهم في تحسين مستوى معيشة المواطن في كوريا الجنوبية.
هذا بالإضافة إلى تأسيسه لفلسفة سامسونج سبيك، والتي كانت تركز على العمل الجاد والتفاني والإبداع.
وقد تزوج من هونغ را، وأنجب منها 8 أطفال.
مسيرة لي بيونغ شول المهنية
بدأ صاحب شركة سامسونج حياته المهنية من خلال الاستفادة من الثروة التي تركتها عائلته لبدء مشروع لمطحنة الأرز.
وعلى الرغم من أنه اجتهد، إلا أن هذا المشروع لم ينجح، ولم يحقق أي أرباح.
بعد فشله في مطحنة الأرز، أسس تشول شركة تصدير في دايجو في عام 1938، أطلق عليها اسم شركة سامسونج للتجارة.
كانت هذه الشركة مسؤولة عن العديد من عمليات التصدير في البلاد، وبحلول عام 1945، نمت بشكل كبير، وصدرت إلى العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم.
وفي عام 1947، انتقل المقر الرئيسي للشركة إلى سيول، ولكن بعد اندلاع الحرب الكورية، اضطر شول إلى نقل شركته إلى بوسان في عام 1950.
ومن ثم وفي عام 1951، أسس شول شركة سامسونج الجديدة.
وفي هذه الفترة أسس شركة لصناعة الأسمدة وأخرى لصناعة السكر.
وخلال الستينيات، قرر شول أن شركة سامسونج يجب أن تدخل صناعة الإلكترونيات.
وبعدها أسس شركة لصناعة السفن والآلات الثقيلة، وشركة أخرى للتأمين على الحياة، هذا بجانب شركة للأوراق المالية.
وأصدرت الشركة منتجها الأول، وهو تلفزيون باللونين الأبيض والأسود.
وبحلول منتصف وأواخر الستينيات، كان لدى سامسونج ستة أقسام تعمل في مجال أشباه الموصلات، والاتصالات السلكية واللاسلكية، والأجهزة الإلكترونية.
وفي عام 1954، أسس مصنع للصوف في دايجو، والذي أصبح أكبر مصنع للصوف في البلاد.
وقد واجه لي بيونغ شول العديد من التحديات خلال مسيرته المهنية، ولكنه تمكن من التغلب عليها وتحقيق النجاح.
معنى كلمة سامسونج
أما عن معنى كلمة سامسونج فهي كلمة كورية تعني الثلاث نجوم.
وقد اختار صاحب شركة سامسونج هذا الاسم لأنه كان متفائل وطموح ويأمل أن تنمو شركته وتصبح ناجحة ولامعة كالنجوم في السماء.
ويمثل الرقم 3 في الثقافة الكورية الكثرة والقوة والخلود، ويرمز سطوع النجوم إلى الرغبة في أن تكون الشركة علامة تجارية عالمية مرموقة.
ولكن هناك تفسيرات أخرى لهذا الاسم، فهناك من يعتقد أن اسم سامسونج مستوحى من اسم أحد ملوك كوريا القديمة.
ويمكن أن يكون اختاره شول لربط الشركة بالتاريخ والثقافة الكورية.
وكذلك هناك من يقول أن اسم سامسونج اسم سهل النطق والكتابة في اللغة الكورية، وهذا قد يكون عامل هام يدفع شول لاختيار الاسم.
ويعتقد البعض أن شول اختار الاسم لغموضه، فمن المعروف أن الغموض يجعل الناس يسألون، كما أنه يجعل الاسم أكثر تميزًا.
تاريخ شركة سامسونج
وبعد أن تعرفنا على قصة حياة صاحب شركة سامسونج، تعال نلقي نظرة على الشركة، فسامسونج هي شركة كورية جنوبية ضخمة متعددة الجنسيات يقع مقرها الرئيسي في سامسونج تاون، سيول.
وهي تضم العديد من الشركات التابعة والفرعية، ومعظمها متحد تحت العلامة التجارية سامسونج.
وعلى مدى العقود الثلاثة التالية من تاريخ تأسيسها، نمت سامسونج وتوسعت في مجالات جديدة مثل تجهيز الأغذية والمنسوجات والأوراق المالية وتجارة التجزئة والتأمين.
وفي أواخر الستينيات، دخلت سامسونج صناعة الإلكترونيات من خلال الاستحواذ على شركتين، الأولى هي شركة إلكترونيات تسمى Samsung Electronics.
والثانية هي شركة تلفزيون تسمى Samsung-Sanyo Electronics.
وكانت هذه الخطوة بمثابة بداية التكرار الحديث لشركة سامسونج كشركة تكنولوجية كبرى.
وتحت قيادة نجل لي، كون هي، استثمرت سامسونج بكثافة في البحث والتطوير على مدى العقود القليلة التالية في أعمالها المتعلقة بالإلكترونيات.
وفي الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، نجحت سامسونج في تنمية أعمالها في مجال أشباه الموصلات والإلكترونيات بسرعة.
وكان هذا من خلال الاستثمار القوي ووضع نفسها كبديل أقل تكلفة للعلامات التجارية اليابانية مثل سوني.
وساهمت المنتجات الرئيسية مثل رقائق الذاكرة وأجهزة التلفزيون في تعزيز نمو سامسونج عالميًا.
وبحلول أواخر التسعينيات، أصبحت سامسونج واحدة من شركات الإلكترونيات الاستهلاكية الرائدة في العالم.
وفي بدايات العقد الأول من القرن الـ 21، توسعت شركة سامسونج بشكل أكبر في مجال الهواتف المحمولة.
حيث أصبحت الهواتف الذكية أحد خطوط إنتاجها الرئيسية إلى جانب أجهزة التلفزيون.
وأتاحت سلسلة Galaxy الناجحة للهواتف الذكية التي تعمل بنظام Android لشركة Samsung أن تتفوق على شركة Apple كأكبر صانع للهواتف المحمولة في العالم من حيث عدد الوحدات المباعة في عام 2012.
واليوم، تعد Samsung Electronics واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم من حيث الإيرادات.
وفي حين أن سامسونج بدأت كشركة تجارية صغيرة، إلا أنها أصبحت الآن شركة عملاقة متنوعة مع عمليات تشمل الإلكترونيات والخدمات المالية والمواد الكيميائية وبناء السفن.
فهي واحدة من أبرز مجموعات الشركات التي تسيطر عليها عائلة في كوريا الجنوبية، مما يعكس التقليد الكوري المتمثل في المجموعات القوية المملوكة للعائلات التي تلعب دور رئيسي في اقتصاد البلاد.
وقد تطورت شركة سامسونج من شركة تجارية إقليمية إلى شركة تكنولوجية عالمية عملاقة على مدى أكثر من ثمانية عقود من وجودها.
أبرز الشركات الصناعية التابعة لسامسونج
أما عن الشركات التابعة لمجموعة سامسونج فهي كثيرة جدًا، وأولها شركة إلكترونيات سامسونج، وهي تقدم الهواتف الذكية والأجهزة المنزلية، والشاشات وأشباه الموصلات والذاكرة والإضاءة وأنظمة المراقبة وأنظمة الاتصالات.
ثم هناك شركة سامسونج للكهرباء والميكانيكا، وهي تنتج توربينات الرياح ومحطات الطاقة وأنظمة البنية التحتية وأنظمة الدفاع.
وبعد ذلك تأتي شركة سامسونج SDI، وهي شركة متخصصة في إنتاج وتصنيع وتوزيع بطاريات الليثيوم والمواد الكيميائية.
وهناك أيضًا شركة سامسونج للصناعات الثقيلة، وفيها يتم بناء السفن ومنصات الحفر، هذا بجانب إنتاج جميع أجزاء المحركات والمعدات الثقيلة للبناء.
وهناك شركة سامسونج G&T، وهي شركة متخصصة في الهندسة والإنشاءات والبناء.
وتتبع الشركة أيضًا شركة سامسونج للكيماويات، وتعمل في مجال المواد الكيميائية الدقيقة والبتروكيماويات.
وشركة التأمين على الحياة سامسونج ليف، وشركة سامسونج فاير آند مارين للتأمين ضد الحريق والتأمين على الشحن البحري للبضائع.
ثم هناك شركة سامسونج للصناعات الدفاعية التي تنتج أفضل أنظمة الدفاع وأكثرها تطورًا في العالم.
واليوم هناك سامسونج موتورز التي تنوي بناء أول سيارة كهربائية صديقة للبيئة تحمل شعار الشركة.
القيمة السوقية لشركة سامسونج الآن
وفي آخر الإحصائيات وتقارير الأسواق العالمية، تبلغ القيمة السوقية لشركة سامسونج إلكترونيكس 521.236.547.800 وون كوري.
وهذا ما يعادل حوالي 427.24 مليار دولار أمريكي.
وتضع هذه القيمة شركة سامسونج في المرتبة رقم 22 عالميًا من حيث القيمة السوقية للشركات.
وفاة لي بيونغ شول
وفي يوم 19 نوفمبر من عام 1987م، توفي صاحب شركة سامسونج عن عمر يناهز الـ 77 عام بعد صراع مع مرض سرطان الرئة.
حقاق ومعلومات عن شركة سامسونج
تأسست شركة سامسونج ويعني اسمها الثلاث نجمات في عام 1983 على يد رجل الاعمال الكوري الجنوبي إي بيونغ تشول الذي يتم تصنيفة على أنه واحد من أهم وأنجح رجال الاعمال في تاريخ كوريا الجنوبية.
الجدير بالذكر ان إي بيونغ تشول كان يمتلك هذا الرجل مطحنة ارز قبل تأسيس شركتة التي أصبحت بعد 12 سنة فقط ضمن اكبر 10 شركات في كوريا الجنوبية.
في البدايات كانت شركة سامسونج تتعامل في المواد الغذائية وكان هناك مصنع مكرونة خاص بالشركة وكان لديها 40 موظفاً، إلا أنها سرعان ما تطورت وعملت في مجالات عديدة وضمت العديد من الموظفين الآخرين.
في الوقت الحالي تعمل حوالي 80 شركة تحت اسم سامسونج، هذه الشركات تعمل في مجالات وقطاعات مختلفة مثل الانشاء والتعمير والفندقة، التمويل، الموضة، الالكترونيات، الصناعات الكيماوية والعديد من القطاعات الأخرى وليس فقط في قطاع التكنولوجيا كما يعتقد الكثير من الناس.
أعداد كبيرة من الشركات العالمية تقوم بشراء وحدات خارجية وتصنع العديد من القطع لدى مصانع أخرى ومن ثم تقوم بتجميعها ومن ثم يتكون منها المنتجات التي تصبح فيما بعد جاهزة للبيع، إلا أن شركة سامسونج لا تسير على هذا النهج بل تصنع حوالي 90% من المكونات التي تتكون منها منتجاتها داخل مصانعها الخاصة وذلك لضمان الدقة والجودة العالية.
قامت شركة سامسونج ببناء مدينة كاملة في كوريا الجنوبية وأطلقت عليها اسم”مدينة سامسونج الرقمية”. هذه المدينة تحتوي على مصانع ومقرات الشركة وهي متكاملة الخدمات، فتوجد بها المطاعم والعيادات والمستشفيات وكذلك الملاعب والمناطق الترفيهية والمساحات الخضراء.
القسم الخاص بالبناء والتشييد التابع لشركة سامسونج هو من قام ببناء وتشييد برج خليفة المتواجد في دولة الإمارات العربية المتحدة والذي يصنف كأطول مبنى في العالم.
تمتلك سامسونج جيش من الباحثين، فلديها يعمل حوالي 50 ألف باحث وهذا العدد من الباحثين ليس متوفر في دول بأكملها.
الجدير بالذكر أن هؤلاء الباحثين يعملون في مواقع مؤمنة بالكامل ومفروض عليها حماية ورقابة لصيقة وذلك لحماية الأسرار والأبحاث التي يعمل عليها الباحثون.
تعمل شركة سامسونج على الاهتمام بموظفيها وأسرهم وتعتني بهم على أفضل ما يكون، فهي توفر لهم المساكن الفاخرة وتسجلهم في المدارس التابعة للشركة والتي تحرص على تعليمهم بأحدث الطرق والوسائل ولم تنس الشركة توفير الحافلات الكهربائية لتوصيل الأطفال إلى المدارس.
كذلك حرصت الشركة على توفير عيادات ومستشفيات ومراكز متنوعة في كافة المجالات ليستفيد منها الموظفين وعائلاتهم.
ملخص
وفي نهاية المقالة، لقد تعرفنا على اسم صاحب شركة سامسونج، كما اطلعنا على قصة حياته وخبراته ومؤهلاته ومسيرته المهنية، ووضحنا كل المعلومات عن شركة سامسونج من البداية وحتى الآن.