العمل عن بعد هو أحد المصطلحات الجديدة التي بات سماعها اليوم مألوفًا لنا وذلك لدواعي الوباء العالمي المنتشر حاليًا. فكثيرًا من الشركات التي تخشى الإفلاس نتيجة حظر التجوال الذي تفرضه الحكومات ونتيجة الخوف من الاصابات، اتجهت لتشغيل موظفيها من منازلهم لينجزوا الأعمال المطلوبة منهم وارسال نتائجها عبر البريد الإلكتروني إلى المديرين المسؤولين. وهذا في الواقع ضمن للشركات المقاومة والاستمرار في المنافسة وتحقيق الأرباح في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها. كما ضمن للموظفين الاحتفاظ بوظائفهم.
ولكن ماذا عن الآخرين الذين يعملون بوظائف ومهن لا تسمح لهم بهذا النوع من العمل، أو الأشخاص الذين يعملون لدى شركات تقليدية. أو الأفراد الذين تركوا وظائفهم، واؤلئك الذين لا يعملون من الأساس؟. هؤلاء ايضًا يمكنهم العمل عن بعد من منازلهم بملابس البيت في أعمال مستقلة (ليسوا موظفين لدى احد) تضمن لهم الربح الوفير دون الحاجة لتكاليف مرتفعة أو تراخيص. وبالطبع لا توجد هناك ضرائب أو مصاريف تشغيل. فقط يمكنهم انجاز الأعمال وتلقي الأرباح. فيما يلي نستعرض أهم مشاريع وأعمال العمل عن بعد التي يمكنك الانخراط بها وتحقيق الكثير من المكاسب المالية. ولكن قبل العرض دعنا نوضح أهم مزايا وعيوب العمل عن بعد .
محتويات المقال
مزايا وعيوب العمل عن بعد :-
لكل عمل مزاياه وعيوبه، وعلى الرغم من ان العمل عن بعد له العديد من المزايا التي ربما تفوق اي عمل آخر، الا انه توجد عيوب ربما تفوق عيوب الكثير من الاعمال الاخرى. دعنا نتعرف عليها فيما يلي.
اولًا، المزايا :-
- العمل من المنزل بملابس البيت دون مشكلة. فهناك من حقق الملايين من غرفته مثل الشاب الأمريكي تايلر بليفينز “٢٦ سنة” الذي يربح نصف مليون دولار شهريًا وهو في غرفته.
- لا مديرين بعد الآن، ولا ضغط عمل شديد. بل مسؤولية تجاه نفسك وعملك الجديد.
- المرونة الشديدة. فأنت غير ملزم بالعمل من ٩ لـ ٥. أو العمل بوردية مسائية حتى الصباح. فيمكنك العمل وقتما شئت. كذلك مرونة العمل تسمح لك بإنجاز أعمال أخرى طارئة. كما يمكنك العمل من اي مكان بالعالم.
- العمل عن بعد يتيح لك فرصة التطور السريع وكذلك أرباحه ليست بالقليلة ابدًا فهناك من يربحون مئات الدولارات وهناك من يربحون ملايين الدولارات شهريًا.
- يسمح لك بقضاء وقت أطول ما عائلتك.
- العمل عن بعد يؤتي ثماره ايًا ما كان البلد. فلو كنت في السعودية او الامارات او مصر او امريكا فيمكنك الانخراط في احد الأعمال المربحة وجني الاموال. ولكن فرص النجاح تقل بالطبع في البلدان شديدة الفقر والتي يقل فيها انتشار الانترنت.
ثانيًا، العيوب :-
- العمل من منزلك ميزة يمكن ان تتحول الى عيب اذا قضيت فترات طويلة بالعمل بشكل يومي. فذلك يؤثر سلبًا على نفسيتك وصحتك و عالمك الخارجي. لذا وجب أن تمارس الرياضة وتخرج من المنزل وتحدد مواعيد معينة لعملك.
- المرونة الشديدة ايضًا قد تكون عيبًا إذا كنت من الأشخاص الكسالى. فعمل الآن قد تؤجله لما بعد. وغدا لا تعمل، وبعده تضجر من العمل ومن ثم تفشل. لذا وجب أن تكون لديك مسؤولية شديدة تجاه عملك لتنجح.
- لا تدع عملك ينسيك الجانب الأسري الذي هو الدافع والمحرك لصحة الإنسان النفسية، فإن فسد فسد كل شئ وحتى العمل الذي أهملت جانبك الأسري لأجله. فلزوجك وأبنائك ولأهلك عليك حق.
- العمل عن بعد أصبح تنافسي في الغالب، وقد تجد أنك في مرتبة دنيا اقل من الكثيرين، وهذا الأمر قد يؤثر بشكل سلبي على عملك. لذا لا تضع نفسك في مقارنات مع احد، فقط اعمل وبمرور الوقت ستجد أنك بدأت تتقدم كثيرًا.
أهم مشاريع العمل عن بعد :-
١- العملات الرقمية :-
عملة البيتكوين “أشهر عملة رقمية حاليًا” حولت ٦ أشخاص عاديين إلى مليارديرات (يملك كل واحد منهم أكثر من مليار دولار) وذلك لأنهم اشتروا البتكوين بكميات كبيرة في بداياتها عندما كان سعر صرف البتكوين حوالي ١ أو ٢ أو ١٠ دولار أمريكي، فيما يبلغ سعر صرف البيتكوين اليوم حوالي ٤٠ ألف دولار لكل عملة. ما يعني أن استثماراتهم قد زادت بقيمة ربما يمكن تقديرها بـ ٤٠٠٠٠٪ وتلك نسبة يمكن وصفها بالخرافية.
ايضًا هناك أشخاص دخلوا إلى عالم البيتكوين بكميات قليلة ومتوسطة ولكنهم استطاعوا تحقيق أرباح كبيرة بمئات الالوف من الدولارات. بل حتى مع وصول سعرها إلى ٤٠ الف دولار لا يزال هناك اشخصًا يشترونها. فبكل اريحية يمكننا القول بأن البيتكوين ساهمت بشكل كبير جدًا في تحويل الاف الاشخاص من العاطلين ومحدودي الدخل حول العالم الى اثرياء يتحدثون بلغة المال في ازمنة قياسية.
ولكن يبقى السؤال. هل يمكنك الاستثمار حاليًا في البيتكوين؟ اذا كنت تمتلك ٤٠ ألف دولار لشراء عملة بيتكوين واحدة فيمكنك الاستثمار. ولكن لا ننصح بذلك، فربما يكون هذا هو ذروة سعرها وتنخفض قيمتها فيما بعد. والافضل هو شراء عملات رقمية مشفرة أخرى ذات سعر رخيص و فرص نمو كبيرة. مثل إيثيريم ، بتكوين كاش ، لايتكوين ، وغيرها.
ولكن قبل الشراء والدخول الى مجال الاستثمار في العملات الرقمية أو العملات المشفرة يجب ان تقرأ كثيرًا وتطلع على التقارير وتتابع في منتديات العملات الرقمية ومتابعة حسابات الخبراء لتتأكد قبل الشراء من العملة التي تناسبك فعليًا ولها القدرة على تحقيق اعلى معدلات النمو والأرباح.
٢- البث المباشر :-
الشاب الأمريكي تايلر بليفينز “٢٦ سنة” يربح نصف مليون دولار شهريًا وهو في غرفته من خلال البث المباشر. ولا تعتقد بأنه يحقق هذه الارقام من خلال بث مباشر لشيء فريد من نوعه، فهو لا يرصد حركة الكواكب ولا يبث رحلاته الى الفضاء ولا حتى يبث عمليات استخراج المعادن من باطن الأرض. هو فقط يلعب ويقوم بعمل بث مباشر وهو يلعب ليبدأ ملايين المراهقين والشباب من مختلف أنحاء العالم بمتابعة البث المباشر و يحصل في المقابل على نصف مليون دولار شهريًا.
انت ايضًا يمكنك تنفيذ نفس العمل، وليس شرطًا ان تبُث الالعاب، بل هناك أشياء كثيرة يمكن بثها مثل مباريات كرة القدم ومباريات الرغبي والسلة وكذلك الحوارات والمناسبات وغيرها. ولكن لنكن واقعيين بث الألعاب هو الاكثر ربحًا على الاطلاق.
اذا رغبت في بث الألعاب فأنت بحاجة الى حاسوب خاص بالالعاب (بروسيسور عالي، كارت شاشة فائق). بالإضافة إلى تأسيس مجانية قناة على اليوتيوب باسم مناسب. ومن المُفضل الانفاق على الاعلانات الالكترونية ونشر القناة بشكل كبير في أوساط المراهقين والشباب لتحظى بالكثير من المشاهدات في كل بث.
٣- وسيط بين الشركات وموظفي العمل عن بعد :-
مئات الشركات في الوطن العربي تطلب موظفين لـ العمل عن بعد بنظام القطعة “يدفعون مقابل الاعمال المُنجزة”. ولأن تلك الشركات ليست متفرغة للبحث طوال الوقت عن موظفين لإنجاز تلك المهام، فإنها تُفضل العمل مع وسطاء يقومون باستلام المهام وتسليم الأعمال في أوقات محددة بالجودة المطلوبة وبأسعار محددة. هؤلاء الوسطاء لا يعملون بأنفسهم، وانما يبحثون عمن يمكن لهم إنجاز المهام المطلوبة بأعلى جودة واقل سعر بحيث يكون الفارق بين ما يحصل عليه من الشركة التي يتعامل معها والموظفين الذين ينجزون المهام كبير. ومع كثرة الأعمال والمهام المطلوبة هناك وسطاء يربحون الكثير من المال وكل ما يفعلونه هو عمل تنظيمي عن بعد ولا يخرجون ربما من منازلهم.
بشكل شخصي كنت اعرف شخص يعمل بالترجمة بنظام العمل عن بعد ، ولكنه لم يكن يعمل لدى شركة بعينها وإنما مع وسيط يقوم بجلب المهام ويسندها إليه لينجزها ويسلمها إلى الوسيط مرة اخرى ليسلمها الى الشركات التي يتعامل معها. وعلى الرغم من أن الشخص الذي اعرفه هذا كان راضيًا عن المهام والاسعار التي يعمل بها، إلا أن الوسيط كان يحقق ربح أكبر منه بكثير، فكان يتعامل مع ١٢ شخص تقريبًا “لا أتذكر” ويحصل على أكثر من ٣٠٪ مما تدفعه الشركات والـ ٧٠٪ للموظفين الذين ينجزون المهام.
هذا ولكي تعمل وسيط بين الشركات وموظفي العمل عن بعد فإنك مطالب ببناء علاقات جيدة مع الكثير من الشركات وخصوصًا الناشئة والتي تعمل في مجالات يكثُر فيها العمل عن بعد . مثل شركات التقنية ومكاتب الترجمة ومراكز التدريب والتدريس وغيرها.
٤- التصنيع المنزلي والبيع الالكتروني :-
يمكنك من خلال منزلك صناعة منتج ما مطلوب، مثل المعقمات أو المنظفات أو الملابس أو حتى كعك اعياد الميلاد. ومن ثم يمكنك بيعه الكترونيًا وبالتحديد عبر تنفيذ اعلان على احد مواقع السوشيال ميديا المنتشرة في بلدك مثل تويتر وفيسبوك وانستغرام وغيرها. وفي هذه الحالة لن تكون بحاجة الى تراخيص أو تصاريح ولن تدفع ضرائب. ولكن اذا كثُر الطلب فعليك بتأسيس شركة حتى وان استمرت مبيعاتك أونلاين فقط.
نهاية العمل عن بعد :-
نكتفي بهذا القدر .. وسنعمل في قادم الأيام بإذن الله على تحديث هذا الموضوع واضافة المزيد من فرص العمل عن بعد التي يمكن اقتناصها وتحقيق الكثير من الارباح عن طريقها دون الحاجة الى رأس مال او وجود مديرين وبدون دفع اي ضرائب وبدون مغادرة المنزل.
تعليق واحد
محتوى محترم وارجو التوسع والتحديث والتطوير الداءم المواكب التسارع الأحداث من حولنا وتنوعها والتركيز على نقاط مهمة :
1- ابسط واسهل واسرع الطرق لخلق دخل
2- بدون راس مال وان كان ضروري يكون في أضيق حدود لأن هذا حال غالبية اهلنا .
3- شرح مفصل لشخص نجح في نشاط أو مجال محدد ولم يكن يمتلك مال اوخبرة أو مؤهل ومع ذلك نجح بالاصرار واستثمر الوقت والمنزل والأصدقاء والمعارف والجيران والزملاء وأشياء استغنى عنها الآخرين واستفاد منها هو بعد أن وضع فقط لمساته عليها وفكره المؤمن به حتى وإن كان منقولا عن مجربين .