عندما تدخل لأي مول او مركز تسوق كبير فستجد على يسارك او يمينك مجموعة كبيرة من عربات التسوق المتداخلة في بعضها وستجد ان الزبائن يقومون بسحبها والتجول بها في ارجاء المتجر ليضعوا بداخلها السلع التى يرغبون بها وبالتالى يمكنهم شراء اكبر كم من المنتجات دون ان يشعروا بالتعب او الارهاق، هذا وان بحثنا فسنجد ان عربة التسوق لم تكن اختراع بمحض الصدفة بل كان اختراع مبني على حاجة، فالناس قبل هذا الاختراع كانوا يتسوقون بالاعتماد على سلال لا تمكنهم من الحصول على كافة المنتجات التى يرغبون بها نظراً لصغرها كما انها كانت تسبب لهم التعب والارهاق، وعلي الرغم من ذلك لم تنجح فكرة عربة التسوق في بداياتها بل قوبلت بالرفض من الزبائن انفسهم ولكن بحنكة مخترعها “سيلفان جولدمان” تمكن من النجاح وحقق الكثير من المبيعات والارباح، وفيما يلي سنوضح قصة هذة الرجل كما سنوضح كيف آتت لة فكرة عربة التسوق وكيف نفذها وكيف واجة الصعوبات والمشكلات التى واجهتة حتى حقق النجاح.
محتويات المقال
نبذة عن سيلفان جولدمان:
ولد في عام 1898 في ولاية اوكلاهوما الامريكية، عمل في المجال التجاري مع اخية وهو في بداية العشرينات من عمرة ولكن انهارات تجارتة في عام 1921 بسبب تدهور اسعار البترول في الولاية وهذا ما آدي الى خسارتة هو جميع من يعملون في التجارة انذاك. لم يستسلم لما حدث وقرر الذهاب مع اخية الى ولاية كاليفورنيا حيث تذدهر تجارة التجزئة هناك وكانت هناك العديد من الاستثمارات والابتكارات في هذا المجال وارادا ان يتعرفا عليها عن قرب وبالفعل حصلا على ما ارادا وتعلماى الكثير وقررا العودة مرة ثانية الى اوكلاهوما ليطبقا ما تعلماة. ففي البداية حصلا على تمويل من احد اقاربهم واطلقا سلسة محلات سوبر ماركت واطلقا عليها اسم sun grocery وفي خلال عام واحد فقط اصبحت السلسة تتكون من 21 محل وقررا بيع المحلات الجديد لسلسة محلات saveway الشهيرة وكان ذلك في عام 1929. وعلي الرغم من هذا النجاح الباهر فإن الرياح لم تأتي بما يشتهي الاخوان جولدمان وجميع من يعملون في التجارة حيث حل الكساد مرة اخري وخيم بظلالة على الجميع، ولكن كان سيلفان متماسك وعلق على الكساد الذي حل قائلاً (الشئ الجيد في تجارة الاغذية ان الناس لن تتوقف عن شرائها). بعد ذلك قرر الاخوان سليفان بدء تجارة جديدة في مكان جديد وبالفعل اشتريا سلسلة متاجر جديدة واطلقا عليها اسم ستاندرد ولكنهما قررا تغيير الاسم فيما بعد ليصبح هامتي دامتي.
فكرة انشاء عربة التسوق:
كانت هناك مشكلة تواجة سيلفان وحلها يعنى زيادة المبيعات والارباح بشكل كبيرة، وهذة المشكلة كانت تتمثل في ان الزبائن لا يشترون كل ما يحتاجون الية لأن السلال تصبح ثقيلة عليهم ولا يستطيعون حملها والتجول بها في ارجاء المتاجر الخاصة بة، وفي احدي ليالي عام 1937 جلس على كرسي قابل للطي واخذ يفكر في حل مناسب للمشكلة التى يواجها واذ بة ينظر الى الكرسي الذي يجلس علية واستلهم منة فكرة جديدة وقال في نفسة لماذ لأ اقوم بعمل مقعد مزود بأربع عجلات واضع علية سلتين لا سلة واحدة وبالتالى يشتري الزبون اكبر كم من المشتريات ولن يشعر بأى تعب او ارهاق حيث يمكنة دفع هذة العربة اليدوية بأقل جهد ممكن.
سيطرت الفكرة على رأس سليفان وقرر ان يبحث في كيفية تنفيذها وهذا ما دعاة الى الجلوس مع احد اصدقائة العاملين في مجال الميكانيكا واخذا يفكران ويصنعا التصاميم المختلفة ليحولا الفكرة الى منتج حقيقي وتوصلا الى تصميم اولي عبارة عن مجموعة من الحوامل قادرة على حمل سلتين تسوق وهذة الحوامل مثبتة على قاعدة تحتوي على اربع عجلات معدنية، وكان في مخيلة سيلفان ان يدخل العميل الى المتجر ويقوم بأخذ احدي العربات ويضع عليها سلتين ويقوم بالتجول وتجميع طلباتة عليها وبعدما ينتهي يذهب بالعربة حتي موقع الكاشير ومن ثم يفرغ السلتين ويدفع الحساب ويحصل على مشترياتة تماماً كما يحدث حالياً.
عربة التسوق ليست حل مثالي:
بعدما طرح عربات التسوق في متاجرة لم يهتم بها الزبائن وابتعدوا عنها تماماً، وكان السبب في هذا هو عربة التسوق تشعر الرجال بأنهم ضعفاء وليست لديهم القوة الكافية لحمل سلة تحتوي على مجموعة من المنتجات، اما بالنسبة للنساء فإن عربة التسوق كانت تذكرهم بعربة الاطفال وهي التى كانت تمثل شئ غير مرغوب فية بالنسبة لهن.
الاصرار على النجاح:
لم يتخلي جولدمان عن فكرة عربة التسوق بعد العزوف الشديد عنها من قبل الزبائن بل اصر على انجاحها وظل يفكر في كيفية عمل ذلك وتوصل الى فكرة الزبائن الوهميين. فقد قام بإستئجار مجموعة من الرجال والسيدات وطالبهم بالتجول بعربات التسوق في جميع انحاء المتجر ويمثلوا بأنهم يقومون بالتسوق وذلك لكي يراهم الزبائن الحقيقون ويقومون بتقلديهم وبالفعل بدء عدد من الزبائن في تقليد هؤلاء الزبائن الوهميين وبدؤوا في التسوق بالاعتماد علي عربات التسوق المتواجدة في المتجر. الجدير بالذكر او جولدمان قام بتسجيل براءة اختراع عربة التسوق لكي لا ينتهكها احد وظل يستأجر زبائن وهميين في متاجرة لمدة عامين كاملين حتى يقنع اكبر عدد ممكن من الزبائن بأن عربة التسوق هي الحل الامثل لهم وبعد مرور العامين اصبح الاقبال شديد على استخدام عربات التسوق واصبحت ميزة تتميز بها متاجر سيلفان عن بقية متاجر التجزئة الاخري، ولأن عربات التسوق اختراع مسجل بإسم سيلفان جولدمان فإن اصحاب المتاجر الاخري لا يمكنهم صناعة عربات تسوق خاصة بهم ليستخدمها زبائنهم ولكن الحل الوحيد اماهم هو طلب استخدام عربات سيلفان في متاجرهم وبالطبع سمح لهم بذلك مقابل حصولة على المال. وفي الحقيقة هذا العمل كانت ارباحة اكثر من ارباح تجارة التجزئة بالنسبة لجولدمان.
تطوير عربة التسوق:
كانت عربة التسوق الخاصة بسيلفان تأخذ حيث كبير من المساحة وكانت المتاجر الكبيرة لا تجد مكان لتخزين العربات بة وهذا ما دعي السيدة اورلا واتسن بالتفكير في حل لهذة المشكلة بحيث تقلص المساحة التخزينية لعربات التسوق وتوصلت في عام 1946 الى تصميم عربات تسوق تحتوي على شريحة معدنية منزلقة من الخلف تسمح بتداخل العربات في بعضها وفي الحقيقة هذة العربات هي التى نستخدمها في الوقت الحالي، الجدير بالذكر ان سيلفان لم يتقبل الوضع حيث اعتبر ان هذا العمل انتهاك لاختراعة ولجأ الاثنين الى القضاء ولككنهما في النهاية قررا الانسحاب من ساحات القضاء والتعاون فيما بينهما ومشاركة الارباح التى يحققنها من بيع عربات التسوق.
هذا وقد اشارات الدراسات والاحصاءات الى ان متاجر التجزئة التى توفر عربات تسوق للزبائن تحقق ارباح اكثر من المتاجر الاخري التى لا توفر عربات تسوق وهذا يعنى ان اختراع سيلفان جولدمان كان لة تأثير واهمية كبيرة سواء بالنسبة لاصحاب المتاجر او للزبائن، فأصحاب المتاجر يربحون اكثر والزبائن يشعرون بالراحة.
العبرة من قصة نجاح عربة التسوق:
اصر الرجل على النجاح وآمن بفكرتة وحاول بطرق مبتكرة لمقاومة الرفض والفشل وظل يقاوم لفترة طويلة “عامين” الى ان نجح وحقق الملايين من الارباح، وانت ايضاً اذا كنت تمتلك فكرة او اختراع مفيد فآمن بفكرتك وواجة الرفض والفشل بالمقاومة الدائمة والافكار المبتكرة وستنجح بإذن الله.