“جيمس كيسي” الذي تقاعد عن الدراسة من سن 11 عاماً ليعول أسرتة بعد ما توفي والدة حيث قام بالعمل كمرسال في شوارع مدينة سياتل الامريكية, التي كانت تحتوي علي عدد كبير من القاطنين وهذا بسبب وقوع هذة المدينة علي الطريق المؤدي الي أماكن التنقيب عن الذهب, ولكن قبل كل هذا وقبل ان يتوفي والدة نصحة بعض النصائح فقال لة يابني عندما تكبر لا تعمل بيدك يجب ان تكون رجل اعمال وهذة اخر كلمات قالة الاب ل”جيمس كيسي” وبعدها توفي وهو ذاهب الي التنقيب علي الذهب في ألاسكا حيث الربح السريع.
محتويات المقال
بداية شركة يو بي إس:
بدأ “جيمس” وصديقة “كلود” هذة الشركة عندما كان “جيمس” في عمر الـ 19 عاماً وصديقة كان اصغر منة بعام واحد فقط ولكن كان للبداية فكرة جيدة فعندما كان يسير “جيمس” في شوراع المدينة وتعرف علي الشئ الذي كان يحتاجة الناس ولكن ينتظروا شخص لكي يلبي هذ الشئ فقرر “جيمس” وصديقة في 28 اغسطس 1907 بإنشاء شركة لتوصيل الرسائل والطرود وهذا كان بعد الحصول علي قرض مالي يقدر ب100 دولار من خال شريكة “كلود” وكان يمتلك فندقاً فطلب منه “كلود” و “جيمس” ان يستأجروا غرفة في الفندق بها هاتف فوافق, ولكن كان حجم الغرفة صغير جدا لا يسع الا مكتباً واحداً, وقاموا بتسمية الشركة بإسم American Messenger Company اي شركة المراسيل الامريكية.
خبرة مبكرة:
رغم صغر سن “جيمس” النسبي الا أنة كان رجل أعمال حيث انة عمل في مهنة موصل تلغرافات هو وصديقة “كلود” من قبل ولديهما خبرة في هذا المجال, ولهذا استعان بأخوة الصغير جورج وبعض الصبية صغار السن لكي يقوموا بالعمل معهما في توصيل الرسائل للأشخاص وكان لا يوجد طريقة للتوصيل الا علي الاقدام او بدراجتين ناريتين كانا يمتلكاهما. كان الصديقان يتبعان خطة معينة وهي تقديم الخدمات الممتازة بتكلفة اقل 24 ساعة يومياً و7 ايام في الاسبوع, وكان الصبية ومعهما جيمس وكلود في منتهي الالتزام حيث كانوا ينامون في المكتب الصغير بجاور بعضهم البعض حتي اذ رن الهاتف قام احدهم بالرد وتوصيل الرسالة لصاحبها او الجهة المطلوبة.
طريقة التسويق للشركة:
اما طريقة التسويق فكانت عبر تعليق بعض اللوحات علي الجدران ويوجد عليها شعار الشركة وهو تقديم افضل خدمة بأقل سعر وهذة كانت حقيقة ملموسة فعلاً. حرص جيمس حرصاً شديدا علي ان يتعامل الموظفين مع العملاء بمنتهي الصداقة والود والصدق ايضاً, وعندما كان يرد احدهم ويقول مدة معينة لتصل فيها الرسالة للجهة المطلوبة كانت فعلا صادقة ويتم اتمامها فعلاً في المدة المحددة, وهذا الامر أدي الي حصول الشركة علي السمعة الجيدة وفي وقت اسرع حيث انها تلتزم بوعودها وجودتها, وغير هذا الامر فقط الذي اعطي للشركة السمعة الجيدة ايضاً كانوا يرتدون زياً موحداً مما ينم علي أن هذة الشركة ملتزمة في كل شئ.
كيف كان الحال وقتها:
في عام 1907 كانت مدينة سياتل التي كان يعمل فيها جيمس قليلة الهواتف المنزلية حيث كان يخدم فيها شركتا اتصالات فقط وكان يسكنها عدد كبير من الناس وكانت هناك مشكلة اخري تواجة حتي الاشخاص الذين يملكون الهواتف المنزلية اذ ان اعضاء الشركة الاولي لا يمكنهم التواصل هاتفياً مع اعضاء الشركة الاخري والعكس صحيح, فعندها يلجأ الشخص الي ارسال المراسيل الورقية وهذا ايضا للأشخاص الذين لا يمتلكون هواتف منزلية فكانوا يقوموا بإرسال الرسائل الورقية عبر صبيان التوصيل.
ايضا وقتها لم تكن شركة البريد الامريكي قد نشرت خدماتها في كل المدينة واستمر الحال قرابة 6 سنوات منذ تأسيس جيمس لشركتة, وغير هذا ان البريد الامريكي كان يتعامل مع كل شركات التوصيل حينها لكي يعمل علي تغطية المدينة للخدمات ومن ضمن هذة الشركات شركة “جيمس”, وايضا الشئ الذي ساعد جيمس نسبيا انة عندما كان يذهب الافراد للمتاجر لشراء بعض الاشياء كان بعضهم لا يقدر علي حملها فكان يتركها في المتجر لشركة التوصيل تقوم بتوصيلها الي المنزل وكان من شركات التوصيل هذة ايضاً شركة “جيمس”.
التوسع والاندماج وزيادة الانتشار:
قررت الشركة ان تقوم ببعض التوسعات في عملها حيث انة لا يقتصر علي الطرود والرسائل وفقط بل دمجوا فية توصيل البضائع والقبعات والحقائب الي المنازل ونقل صواني الطعام من الفنادق, وفي عام 1911 تمكنت الشركة من شراء اول دراجة بخارية للتوصيل الي المنازل, وفي عام 1912 وبحلول اعياد الميلاد قامت الشركة بتعين 100 موظف وقامت بإفتتاح فرع آخر للشركة بالقرب من المركز التجاري في المدينة, وبعد كل هذا النجاح والتوسع والانتشار الذي حصلت علية الشركة قام البريد الامريكي بالتعامل مع هذة الشركة فقط لتقوم بتغطية مدينة ستايل كاملة مما جعلة اكبر عميل للشركة, وبمرور الوقت بدأ الشركتان يدركان ان توصيل البضائع ليس للرسائل وفقط ولكن ايضاً للطرود والبضابع وغيرها من الطلبات.
وقامت الشركة بالاندماج مع شركة أخري في عام 1913 واصبح الاسم الجديد للشركة هو Merchants’ Parcel Delivery او خدمات التوصيل للتجار, وكان جيمس هو رئيس هذة الشركة, ولكن اختيار الاسم كان موفقاً حيث ان هذا الاسم يعكس عمل الشركة بشكل واضح وهو انهم يقوموا بتوصيل جميع المنتجات وليس فقط الرسائل, وجني هذا الاندماج الكثير من المال ومن ثم الكثير من النجاح وحصلوا علي شهرة كبيرة جدا في المدينة واستطاعوا شراء اول سيارة للشركة وكانت فورد سوداء موديل تي وفي خلفها مقطورة لحمل البضائع المراد توصيلها للأشخاص المطلوبين وبعد الدمج تزايدت الطلبات جدا حيث انهم دمجوا عملاء الشركتين معاً.
الآلات تزيد الربحية:
لآلات التوصيل اهمية كبيرة جدا حيث انها تعمل علي توصيل المنتج بجودة عالية وبدون اي تلف فية ففي عام 1915 كان لدي الشركة عدد جيد من السيارات والدراجات البخارية والعدائيين حيث وصل عدد السيارات البخارية وقتها الي 4 سيارات بالاضافة الي 5 دراجات بخارية و20 عداءً, مما أدي الي تجميع الشحنات في السيارات البخارية وتوصيلها مرة واحدة للعملاء وهذا يعمل علي تخفيض التكلفة وزيادة الربح.
وانضم تشارلي Charlie Soderstrom كشريك جديد ل جيمس في عام 1916 وكان هذا الرجل خبير في مجال السيارات البخارية, وعندما تمت الشراكة اراد تشارلي ان يكون للشركة لوناً رسميا وهو اللون البني الخفيف الذي لا يظل مع الشركة حتي الآن, وبعد ما تم ضم هذا الشريك تم اقناع الكثير من المحلات التجارية ان يعتمدوا علي هذة الشركة فقط في التوصيل حيث أنهم افضل شركة توصيل موجودة الآن وعدم التعامل مع الشركات الاخري, غير انة تم شراء الكثير من السيارات البخارية من الشركات الاخري للمساعدة علي اقتاع الناس بفكرتة وهو فعلا من تم.
بداية استخدام اسم يو بي إس:
في عام 1919 قامت الشركة بإفتتاح اول فرح لها خارج مدينة ستايل وقام جيمس وتشارلي بتسمية بإسم United Parcel Service او خدمات الشحن المتحدة, حيث يتحول الاسم من الخدمات في مدينة ستايل فقط الي جميع المدن المجاورة وتم فتح هذا المقر في مدينة اوكلاند في كاليفورنيا, غير ان هذا الاسم يعكس ايضا انة لا يتم شحن الشحنة واحدة تلو الاخري بل يتم شحن عدة شحنات مع بعضها البعض في نفس السيارة لسرعة الوصول.
وكلمت خدمات هنا لا تعني التفاخر بل ان شركة يو بي اس بدون هذة الخدمات كان لا يمكن ان تستمر ولذلك فهذا هو مفتاح النجاح بالنسبة لهذة الشركة, غير ان هذا الاسم جاء ليدل علي ان هذة الشركة تتعامل مع الجمهور ومع الشركات مثل شركة البريد الامريكية التي كانت منافسة لها في ذاك الوقت, وكان حينها يتم قبول الشحنات وتوصيلها والدفع يكون عند استلام الشخص للشحنة التي قام بطلبها وكان نظام المحاسبة اسبوعي لا بالشحنة الواحدة للشركات, ولم يقتصر التوسع علي هذا فقط, ففي عام 1924 استخدمت الشركة خطوط التجميع وهذة الفكرة مستوحاة من شركة فورد للسيارات لتنظيم نقل الشحنات والطرود من الاستلام الي سيارات الشحن.
كبوة مؤقتة لا تفسد للتطور قضية:
تم نقل المقر الرئيسي للشركة الي مدينة نيويورك وهذا تم في عام 1929 وقام الشركة في هذة السنة بفتح مجال جديد لتوصيل الشحنات وهو التوصيل عبر الطائرات حيث اتفقت الشركة مع بعض شركات الطيران المحلية في توصيل البضائع والطورد ولكن تم ايقاف هذة الخدمة حيث كان في نفس هذا العام الحرب العالمية وتلاها انهيار البورصة الامريكية وحدوث كساد في الاقتصاد الامريكي, ولكن لم توقف الشركة التوسعات بل قامت بالتوسعات في الشرق عندما نقل المركز الي مدينة نيويورك, ومن بعدها استمرت الشركة في شراء جميع شركات الشحن وضمها اليها, وقاموا بتسليم العملاء بضائعهم في محلات التجزئة وهذا لأن الحرب العالمية الثانية اجربت المشترين علي تقليل المشتريات والعودة بها بمفردهم الي المنزل خفضا للتكاليف.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية, ظهرت الكثير من شركات السيارات وتم شراء هذة السيارات بواسطة الجمهور ولم يعدوا مضطرين لتوصيل طرودهم ورسائلهم عبر نفس الشركة, ففكر جيمس وتشارلي في كيفية اقناع الناس بإستخدام خدمات الشركة مرة اخري، فقرر ان يفتح النقل عبر المجال الجوي مرة اخري ووعدوا ان يتم التوصيل خلال يومين فقط وظلوا وقت طويلاً حتي حصلوا علي الموافقة علي نقل اي طرد او سلعة جويا داخل حدود امريكا في يومين فقط.
بدأت شركة يو بي إس التوسع الدولي في عام 1975 حيث تم انشاء فروع خارج امريكا, فتم انشاء اول فرع في تورنتو في كندا والسنة التي تليها تم فتح فرع في ألمانيا وبعدها في كل دول اوروبا وامريكا الجنوبية, ولم يقتصر التوسع علي هذا فحسب حيث في عام 1989 تم شراء شركة برطانية بواسطتهم ووصلوا الي غرب آسيا ودول الشرق الاوسط في افريقيا, وفي الثمانينات زاد الطلب علي شحن البضائع زيادة كبيرة جداً والتزمت الشركة بتنفيذ وعودها وبذل اقصي جهد لكي يصل الطرد خلال يومين فقط وهذا كان في 6 دول اوروبية وايضاً مع دول امريكا, وكان كل هذا النجاح بفضل اسطور الشركة للشحن الجوي وهذا بعد الحصول علي الترخيص في عام 1988 لأنشائة وادراتة بهدف الشحن الجوي.
وفي في الوقت الحالي تعد شركة يو بي إس من اضخم شركات الشحن علي مستوي العالم حيث انها تحتل المركز الثامن علي مستوي العالم في شركات الشحن فهذة الشركة تمتلك 237 طيارة نفاثة وهذا في نهاية عام 2013 وهذا يساعد علي توصيل الطرود لأكثر من 220 بلد حول العالم وتخطي عدد الشحات التي يتم توصيلها يومياً للعملاء اكثر من 15 مليون شحنة يومياً.