قصة رائد أعمال ناجح. في مجال ريادة الأعمال، هناك العديد من القصص الملهمة التي تستحق أن تُروى؛ قصص عن أشخاص تغلبوا على التحديات وحققوا النجاح وغيروا العالم من حولهم.
وبالأخص تلك القصص التي يمكن أن تلهمنا أو تقدم لنا أفكار وحلول أو تشجعنا على خوض التجربة لنصل إلى العالمية مثلهم، فهذه القصص تثبت أنه لا يوجد مستحيل.
وفي هذه المقالة، سنتحدث عن قصة رائد أعمال سعودي ناجح جدًا، وهو المهندس نواف الحريري الشريك والمؤسس لمنصة سلة في السعودية.
محتويات المقال
بداية قصة رائد أعمال ناجح متواضعة
رحلة نواف الحريري ليصبح رائد أعمال ناجح بدأت بشكل متواضع، حيث ولد نواف ونشأ في المملكة العربية السعودية، وقد تعلم البرمجة بسبب حبه للتكنولوجيا منذ صغره.
ولم يكن طريقه إلى ريادة الأعمال سهلًا إطلاقًا، فقد كانت هناك العديد من التحديات والعقبات التي من الممكن أن تعطل مسيرته إلى النجاح.
وبعد تخرج نواف الحريري بشهادة في الهندسة في تخصص الكهرباء، بدأ المهندس حياته المهنية في شركة أرامكو السعودية.
وسرعان ما بدأ يصعد في السلم الوظيفي ويترقى في الرتب الوظيفية بسبب مهاراته الفنية القوية وفطنته التجارية وقدرته الإبداعية على حل المشكلات.
وعلى الرغم من حصوله على الترقيات بسرعة، إلا أن المهندس نواف شعر بعدم الرضا، هذا لأنه يفضل أن يطور من مهاراته، وكان يشعر أن إمكانياته الأفضل هي في مجال التكنولوجيا.
وفي أوقات فراغه، بدأ نواف في التواصل مع أصحاب الأعمال الصغيرة لفهم التحديات التي يواجهونها في البيع عبر الإنترنت.
واكتشف أنه بينما كان العديد من رواد الأعمال يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة المبيعات، إلا أنهم واجهوا صعوبات في بعض النقاط بالإجماع.
وبالأخص عندما يتعلق الأمر بامتلاك واحد من متاجر التجارة الإلكترونية المتكاملة والتي تحاكي في خدماتها وجودتها المتاجر العالمية المشهورة.
وكانت المنصات في ذلك الوقت تتطلب مهارات تقنية ولم تكن تدعم الواجهات باللغة العربية وتحتاج إلى مجهود كبير حتى يتم إطلاقها.
ولحل هذه الفجوة، تعاون نواف مع زميله سلمان وقاما معًا بتصور منصة للتجارة الإلكترونية من الجيل التالي تستهدف المتحدثين باللغة العربية.
ولكن، ولأنه لا يوجد تمويل خارجي، ظلا يعملان في وظائفهما بدوام كامل، وبدأ نواف وسلمان بالبرمجة ببطء في العطلات وبعد انتهاء العمل وأوقات الفراغ فقط.
كما أنهم لم يكونوا قادرين بعد على شراء أو استئجار مساحة مكتبية، لذلك عملوا في منازلهم، وكان ذلك يمثل ضغط أكبر بالنسبة لهم.
ومن ثم بدأوا بمشاركة النماذج الأولية مع رواد الأعمال المحليين في عام 2015، وهذا للتحقق من صحة حاجة السوق، وهل ستلقى رواجًا أم لا.
وكانت ردود الأفعال الإيجابية مشجعة، إلا أن بناء منصة تجارة إلكترونية عربية شاملة كان يحتاج إلى بنية تحتية تقنية كبيرة.
فقام نواف وسلمان بتمهيد المشروع إلى أقصى حد ممكن، ولكن للإنتقال إلى المستوى التالي، كانوا بحاجة إلى التمويل والمزيد من الموارد الإضافية.
ولكن وفي نهاية المطاف وفي منتصف عام 2016، قام الصديقان بإطلاق المنصة للجمهور بشكل أولي وبدأت عملية تطوير المنصة التي لم تتوقف من وقتها.
إليك أيضًا، قصة نجاح توماس ليبتون صاحب امبراطورية شاي ليبتون
التغلب على التحديات المبكرة
هذا وعززت الانتصارات والنجاحات المبكرة قصة رائد أعمال ناجح سعودي وصديقه، وأثبتت أنهما يسيران على الطريق الصحيح مع سلة.
ولكن، فإن كونهم رواد التجارة الإلكترونية العربية، ظهر لهم مجموعة من الرافضين، هذا مع عدم وجود معيار نجاح سابق في الشرق الأوسط أو منافس بمعنى أصح.
فشكك العديد من المستثمرين والموجهين في افتراضات منصة سلة ونصحوهم بتعديل نموذجهم الأولى.
وقد أجرى المهندس نواف بحث متعمق حول العملاء قبل إطلاق منصة سلة، وبينما كانت التعليقات مرحبة، ظل مقتنع أن السوق بحاجة إلى هذه المنصة العربية الشاملة.
فهي ستقوم بتوجيه الشركات الصغيرة وقيادتها وإزالة العقبات أمامها للدخول إلى عالم التجارة الإلكترونية والانتشار المحلي والدولي.
ولم يتمكن الفريق المؤسس أيضًا من تجاهل الفجوات الواسعة في البنية التحتية في نموذجهم الأولي، فعلى سبيل المثال، أثناء تجربة عمليات الدفع المختلفة، كان هناك مشكلة.
وهي أنه لم تكن الحلول الإقليمية في ذلك الوقت موثوقة أو مصممة بشكل خاص لقاعدة التجار المستهدفين بالمشروع.
ومن المؤكد أن خسارة المعاملات بسبب فشل الدفع يعني عدم رضا العملاء ونفورهم من استخدام هذه المنصة.
وكان على نواف أن يقوم بمقايضات صعبة في تحديد الأولويات من خلال العمل مع النطاق المحدود للمطورين أو المبرمجين في الشرق الأوسط.
وقد ازداد الوضع خطورة بسبب حقيقة أن سلة كانت لا تزال تمول نفسها بنفسها، لذلك لم يتمكن المهندس نواف من توسيع فريق عمله بالسرعة الكافية.
ولأن السوق المستهدفة تحتاج إلى إمكانيات هائلة، فكان الضغط يزداد على المهندس نواف الحريري وصديقه، وفي نفس الوقت كانت التجارة الإلكترونية في السعودية تنمو بسرعة كبيرة.
ولذلك كان هناك احتمال أن يؤدي التمويل إلى تسريع الاستفادة من هذه الفكرة المبتكرة.
وعلى الرغم من قوة فكرة المنصة، ظل المستثمرين قلقين حول مدى نجاح المشروع.
وبعد أشهر من الاجتماعات التي باءت بالفشل مع المستثمرين، كان نواف يشعر بالإرهاق، ولكن عندما اشتد الوضع حصل على مكافأة مقابل صبره وإصراره.
فقد وافقت Vision Ventures على تمويل المشروع، وهي عبارة عن صندوق رأس مال استثماري يتمتع بخبرة في دعم المشروعات والشركات العربية الناشئة في مراحلها الأولى.
وكان هذا الاستثمار الأول في منتصف عام 2018م، وكان مبلغ الاستثمار 150 ألف دولار أمريكي فقط.
ولكن هذا المبلغ أعاد تنشيط فريق العمل، وبعد فترة من العمل بجِد دامت عامين تقريبًا، بدأت ملامح المنصة تظهر وتجذب عدد أكبر من العملاء.
فبهذا المبلغ حصل المهندس نواف على فريق من المبرمجين والفنيين الذين قاموا بتطويرات أساسية يستفيد منها التجار العرب.
وهنا حصلت المفاجأة، فقد زادت مبيعات منصة سلة 7 أضعاف خلال العام التالي، وكان كل العملاء راضين تمامًا عن الخدمات والمنتجات المقدمة.
وبعد ذلك بدأ نواف وسلمان يتحدثون مع شركات رأس المال الاستثماري مرة أخرى لتعزيز التوسع في مناطق جديدة.
ولكن واجهوا عقبات مرة أخرى، فقد كان المستثمرون أو الشركات التي تتبنى المشاريع الناشئة متخوفة من الفكرة على الرغم من نجاحها في نموذجها الأولى.
وفي نهاية عام 2019، قادت شركة Raed Ventures، ومقرها السعودية، جولة تطوير جديدة للمنصة بقيمة 2.5 مليون دولار أمريكي بمشاركة كل من Nuwa Capital وImpact46.
ولكن حدثت المشكلة العظمى والتحدي الأكبر، فقد اجتاح فيروس كورونا العالم وتوقف الجميع عن العمل.
قصة رائد أعمال ناجح خلال الوباء
وفي فترة انتشار فيروس كورونا في أوائل عام 2020، عانت العديد من الشركات من التوقف، ولكن المهندس نواف كان الأمر بالنسبة له مختلف، فهو لم يتكيف فقط.
ومع إغلاق المكاتب واضطرار الموظفين إلى العمل من المنزل، كانت الشركات بحاجة ماسة إلى ترقية البنية التحتية للإنترنت وقدراتها السحابية لدعم التعاون عن بعد والعمليات عبر الإنترنت.
فقام نواف بسرعة بتطوير وإطلاق حلول مجمعة لعقد مؤتمرات الفيديو والوصول الآمن إلى VPN وخدمات الدعم الفني عن بعد وتحديثات تخزين البيانات لتلبية الاحتياجات الفريدة للقوى العاملة الموزعة حديثًا.
ثم ارتفع اعتماد خدمات الإنترنت بشكل كبير بين عشية وضحاها تقريبًا، حيث سارعت الشركات الصغيرة والشركات الكبيرة للدخول في شراكة مع شركة التكنولوجيا.
اقرأ أيضًا، قصص نجاح مشاريع صغيرة بدأت من الصفر
اكتساب العملاء والمستثمرين
وبدأت ملامح نجاح قصة رائد أعمال ناجح وهو في مرحلة الشباب، فقد زادت الإيرادات الخاصة بالتجار الذين تدعمهم سلة أكثر من 5 أضعاف مقارنة بالأعوام السابقة.
وتضاعف عدد البائعين المسجلين الآن، فقد تجاوزوا الـ 10 آلاف متجر، وفي هذه الفترة بدأ التوجه إلى التجارة الإلكترونية يزيد، فتسجل المنصة أكثر من 60% زيادة على مبيعاتها.
والآن كلما تحدث نواف مع مستثمر يجد لديه استعداد قوي للاستثمار في سلة، بل بدأ يتلقى أيضًا استفسارات استحواذ واردة من الشركات الأجنبية العملاقة.
وكان يعتمد المهندس على العروض التقديمية فائقة الجودة والتي كان يتم تصميمها من قِبل خبراء ومتخصصين لضمان جذب المستثمرين.
التركيز على خدمة العملاء
وقاد نجاح قصة رائد أعمال ناجح في السعودية تركيزه واهتمامه بالعملاء بشكل أكبر من اهتمامه بتحقيق أرباح أو زيادة هوامش الربح.
حيث أنه كان يؤمن أن رضا العملاء هو أساس نجاح أي عمل، وكان يعمل على إرسال الاستبيانات وجمع الآراء والإجابة على الأسئلة لحل المشكلات.
التوسع في جميع أنحاء المنطقة
وللتأكيد أننا نتحدث عن قصة رائد أعمال ناجح، الآن سلة هي المنصة الإلكترونية الرائدة بل الأولى في السعودية التي تقدم واجهات المتاجر الإلكترونية بالعربية.
وأصبح لشركة سلة فروع في كل محافظات ومناطق المملكة، بل أصبح للشركة عملاء في معظم الدول العربية ودول الخليج العربي.
اقرأ أيضًا، اسماء متاجر الكترونية مميزة وفخمة 2024
قصة رائد أعمال ناجح وشركة بمليارات الدولارات
وفي نهاية قصة رائد أعمال ناجح في السعودية بدأ العمل من المنزل بجانب دوامه الكامل في وظيفة أخرى وبالاعتماد على النفس فقط، أصبحت شركة سلة الآن من أشهر المشاريع الريادية في المملكة.
فقد وصل حجم مبيعات الشركة الآن إلى أكثر من 800 مليون دولار أمريكي، وهو مبلغ ضخم جدًا، ففي آخر الإحصائيات تحقق المنصة مليون ريال سعودي تقريبًا كل 4 ساعات.
إليك أيضًا، قصص نجاح اغنى 5 رجال اعمال عرب
ملخص
وفي نهاية المقالة، كانت تلك قصة رائد أعمال ناجح، وهو المهندس السعودي نواف الحريري صاحب ومؤسس ومدير منصة سلة.