صاحب شركة بيبسي. هل سبق وتساءلت كيف تم اختراع مشروب البيبسي المشهور؟ ومن أين جاء؟
لا تبدأ القصة بشركة عملاقة لها فروع في جميع دول العالم تقريبًا، بل تبدأ بشخص واحد لديه فقط ما يكفي من الطموح والصبر.
كاليب برادهام، شاب صيدلي عاش في ولاية كارولينا الشمالية، نتناول في هذه المقالة قصة حياته ونشأته والتحديات التي عاشها حتى أصبح مشروبه هو الأشهر في العالم.
محتويات المقال
نشأة صاحب شركة بيبسي
وُلد كاليب برادهام في 27 مايو 1867 في تشينكوابين بولاية كارولينا الشمالية، وهي عبارة عن قرية زراعية ريفية صغيرة تقع في قلب مقاطعة دوبلين.
هذه القرية الزراعية الصغيرة والتي يبلغ عدد سكانها بضع مئات من السكان والتي تحيط بها حقول القطن والتبغ من جميع الجهات، هي المنشأ لمؤسس واحدة من إمبراطوريات المشروبات الأمريكية الأكثر شهرة.
ولد برادهام في مزرعة عائلته المتواضعة، حيث تعلم وهو صغير كيفية الاعتماد على الذات والاجتهاد والمثابرة التي ستخدمه بشكل كبير في وقت لاحق من حياته.
وعندما كان كاليب لا يزال صبيًا صغيرًا، انتقلت عائلته ثلاثين ميلًا إلى الغرب إلى مدينة نيو بيرن الأكبر قليلًا في ولاية كارولينا الشمالية، والواقعة في موقع خلاب عند ملتقى نهري ترينت ونيوز.
ولكن حتى نيو بيرن في سبعينيات القرن التاسع عشر كانت لا تزال قرية ريفية متواضعة يبلغ عدد سكانها حوالي 5 آلاف نسمة فقط.
واعتمدت صناعتها الرئيسية في ذلك الوقت على الخشب وصيد الأسماك والشحن عبر ممراتها المائية الساحلية الغنية بالأحياء البحرية.
ومع بلوغه سن الرشد وتلقيه التعليم في مدارس نيوبيرن الحكومية الناشئة، برز كاليب بسرعة كطالب متفوق يتمتع بموهبة خاصة في العلوم والرياضيات.
وقد ظلت نيوبيرن في فترة مراهقة كاليب معزولة عن التأثيرات الخارجية ومتخلفة قليلًا وفقًا للمعايير الحديثة.
فلم تكن هناك سكك حديدية تؤدي إلى خارج المدينة حتى بلغ كاليب سن الثامنة في عام 1875.
ولم يحدث ذلك إلا عندما بلغ سن الـ 13 في عام 1880 عندما وفرت نيوبيرن أخيرًا أول مصابيح كهربائية في الشوارع وأقامت اتصالات هاتفية مباشرة مع المدن المجاورة.
وبينما كانت الصناعات الإقليمية تتطور ببطء خلال سنوات مراهقة كاليب، استمرت الحياة اليومية في ريف ولاية كارولينا الشمالية كما كانت عليه لعقود سابقة.
اقرأ أيضًا، قصة صاحب كوكاكولا، نشأته، وكيف أسس شركته.
تعليم برادهام الطبي والصيدلاني
وبعد أن تخرج صاحب شركة بيبسي كمتفوق على دفعته من مدرسة نيو بيرن الثانوية عام 1885، صوب كاليب برادهام اهتماماته الأكاديمية نحو المجال الطبي.
فقد تفوق في العلوم خلال دراسته الثانوية، وأظهر فيها حبه لعلم الأحياء والكيمياء والفيزياء، وهو الأمر الذي أثار إعجاب معلميه.
ومع ذلك، فإن الحصول على شهادة في الطب البشري كان يتطلب رسوم دراسية وإقامة باهظة لا تستطيع أسرته المتواضعة تحملها.
لذلك اختار كاليب بدلًا من ذلك مسار دراسة الصيدلة لأن التكلفة كانت أقل بكثير من دراسة الطب البشري.
وفي عام 1886، التحق ببرنامج الصيدلة لمدة عامين، وهو مُقدم من قِبل جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل.
هناك، خضع كاليب لتدريب ممتاز تحت قيادة أعضاء هيئة التدريس الرائدين في أول كلية صيدلة مدعومة من الدولة في البلاد.
وبعد تأسيسها في عام 1897، كانت كلية الصيدلة بجامعة نورث كارولينا هي الطريقة الوحيدة للتعليم الصيدلي الرسمي.
وتعلم كاليب على يد أساتذة متميزين مثل الدكتور إدوارد جينر فينابل، رئيس قسم الكيمياء، والدكتور جيمس مكري، أستاذ علم وظائف الأعضاء.
وهذا ما جعله يمتلك خبرة تشمل المكونات الكيميائية الرئيسية للأدوية البشرية.
واكتسب كفاءة في تحديد النباتات الطبية وتحليل مركبات الأدوية وفهم التأثيرات الفسيولوجية وحتى صنع أدويته الخاصة.
وبخبرته المكتسبة في العلوم الصيدلية، فكر كالب لفترة وجيزة في دراسة الطب بعد قضاء بضع سنوات في توفير المال، لكن هذا لم يحدث بسبب عدم توفر الوقت والمال الكافي لذلك.
إنشاء صيدلية صغيرة
وبعد الحصول على رخصة الصيدلة، عاد صاحب شركة بيبسي إلى مسقط رأسه مرة أخرى عام 1889 ليتولي حينها إدارة صيدلية موجودة بالفعل في وسط المدينة.
وكانت صيدلية صغيرة تقع في مبنى خشبي يعود إلى أوائل القرن التاسع عشر، وكانت ملكًا لقريب له يدعى بولمر ستيوارت.
وكان كاليب قد عمل هناك في التنظيف والمناولة وهو شاب صغير، ومن ثم انتقلت ملكية الصيدلية إلى برادهام الذي لا يزال يبلغ من العمر 21 عام فقط.
وحتى يجذب أكبر عدد ممكن من العملاء، قام بالاشتراك في المنظمات المدنية السياسية والدينية، وهذا حتى يتمكن من التواصل مع رجال الأعمال وكبار البلدة.
ثم كان يقدم المشورة الطبية بدون مقابل للجميع، وهذا ما أكسبه السمعة الطيبة وجعله مشهور في المنطقة بشكل كبير.
بالإضافة إلى ذلك، أصر كاليب على تحديث الصيدلية من خلال الاستثمار في معدات متطورة، وبدأ يعمل على تغيير مكوناتها من الداخل كلما أمكن.
وخلال سنوات قليلة، أصبحت الصيدلية مشهورة ومكان معروف يتجمع فيه الناس ليحصلوا على المشورة والخلطات الطبية المفيدة.
صاحب شركة بيبسي يجرب في المعمل
ثم وفي خلال أوائل التسعينيات من القرن التاسع عشر، بدأ كاليب برادهام بتوجيه طاقاته الإبداعية نحو صنع مشروبات منعشة يمكن أن تكون بمثابة مشروبات لذيذة ومنبهات صحية في نفس الوقت.
فشهد الماء الغازي زيادة كبيرة في شعبيته في أمريكا مع نهاية القرن التاسع عشر، وكان من النادر أن يمنح تأثيرًا منعشًا بدون الآثار المسكرة للمشروبات الكحولية التقليدية الأقوى مثل عصير التفاح أو البيرة.
ولأنه كان مهتم بشكل خاص بالحصول على دواء للقضاء على الحموضة التي يشعر بها بعد تناول الطعام وفي نفس الوقت بدون كحول أو مسكرات؛ بدأ العمل من خلال الغرفة الإضافية للصيدلية.
وافترض أنه يستطيع ابتكار الطريقة المثالية التي توازن بين الطعم والوظيفة، وكان يعتمد على السكر والماء والليمون الكراميل.
اختراع مشروب بيبسي
وبعد مئات المحاولات، وصل صاحب شركة بيبسي إلى نسبة السكر ودرجة الفوران المطلوبة ونسبة المنبهات التي لا تؤثر على الصحة أخيرًا.
وكان هذا بمحض الصدفة، ففي صيف عام 1893 وأثناء تحضير الشراب، وضع كاليب حمض الماليك بدلًا من حمض الليمون، وكانت المفاجأة طعم قوي وفوران ممتاز.
كما كان بإمكانه تقليل حموضة المعدة، ويساعد على عملية الهضم ويقضي على الغازات.
ومن ثم ركز المخترع الشاب على تحسين تركيبة المشروب للإنتاج والتوزيع على نطاق واسع، فقد رأى أنه لا يكفي أن يتم تقديمه داخل الصيدليات فقط.
وفي أوائل عام 1900 بدأ الإعلان عن المشروب بشكل واسع من خلال اللافتات والإعلانات في الجرائد المحلية وتم تأسيس العلامة التجارية الخاصة به.
صاحب شركة بيبسي والتسويق الابتكاري
هذا وقد اتّبع مخترع مشروب البيبسي، كاليب برادهام، استراتيجيات تسويقية متنوعة في بداية رحلة بيبسي، فقام بالتركيز على الفوائد الصحية للمشروب.
كما قام بتسويق بيبسي كبديل صحي للكحول، وكذلك بيّن أنه يعمل على التنبيه.
ثم وزع برادهام عينات مجانية من بيبسي على الصيدليات والمطاعم، مما ساعد على نشر الوعي بالمشروب الجديد.
وكذلك استخدام شعارات جذابة مثل “بيبسي مشروب الهضم المنعش”.
هذا وقد ابتكر كاليب زجاجة البيبسي ذات الشكل الفريد والتي ساعدت على تمييزها عن المشروبات الأخرى.
الاعتماد على دعم القضايا الاجتماعية
ومن بين الأساليب التي اتبعها صاحب شركة بيبسي في البداية هو أسلوب خدمة المجتمع ودعم القضايا التي لها علاقة بالرأي العام، وبالأخص حركة الاعتدال.
فقد ساعد في تأسيس جمعية مكافحة الكحول في شمال كارولينا، وساهم في تمويل العديد من المشاريع الخيرية، مثل بناء المدارس والمستشفيات.
هذا وكان من أوائل المؤمنين بحقوق المرأة، وكان يدعم حقها في التصويت والعمل، ووظف العديد من النساء في شركته.
ومن المميزات التي قدمها لموظفيه وحاول نشرها هو صندوق تقاعد الموظفين.
هذا بجانب دعمه للجمعيات الخيرية التي تساعد الفقراء والمحتاجين.
ومن بين المعلومات التي وردت عن كاليب أنه كان يقدم كميات كبيرة من مشروب البيبسي للحكومة والجيش بشكل خاص كمساعدة وتقدير على مجهوداتهم ولاكتساب ودهم.
التحديات في حياة برادهام
وفي خلال رحلة صاحب شركة بيبسي، قد تعرض إلى تحديات كثيرة أولها الفقر، فقد كان لا يمتلك ما يكفي للدراسة، ولذلك كان يعمل بجانب الدراسة.
هذا بجانب المنافسة، فكان السوق به العديد من الشركات التي تنتج المشروبات الغازية التي تحتوي على كحوليات، وبدأ يعتمد على التسويق الشفهي والأحداث المحلية.
وبعد أن أتاح كاليب حقوق الامتياز، تعرض لمشكلة وهي أن أصحاب الامتياز بدأوا في تعبئة المنتجات المنافسة في زجاجته، وأدى هذا إلى ضعف شديد في العلامة التجارية.
وقد تعرض للإفلاس بسبب أنه قام بتخزين كميات كبيرة من السكر وفجأة حدث هبوط كبير في أسعار السكر، ولكنه احتفظ بفرعين فقط وبدأ منهما من جديد.
حقائق ومعلومات حول شركة بيبسي
كانت لا تسمى بيبسي
الاسم الحقيقي عندما بدأت الشركة كان لا يسمى بشركة بيبسي كولا كما هو الآن حيث كانت تسمي هذه الشركة بإسم مشروبات براد وظلت بهذا الاسم إلى عام 1898م.
مشروب بسيبسي لأمراض البطن
مؤسس الشركة براد هو في الأصل دكتور صيدلي، وكان هدفه من صناعة هذا المشروب الغازي هو المساعدة في علاج أمراض البطن والجهاز الهضمي، وليس مجرد مشروب تجاري يتناوله الناس بشكل مستمر.
مميزات مشروب بيبسي
استطاعت شركة بيبسي تقديم مشروب مفيد جدا للبطن وبسعر مالي قليل جدا بالنسبة لفوائده, وهذا من الميزات التي تتميز بها الشركة وجعلها متفوقة على غيرها من نفس الشركات وايضاً احتلال جزء كبير جدًا من السوق إذا كان في الماضي او في وقتنا الحالي.
التفوق على كوكاكولا
كان المنافس الأكبر في السوق للشركة هو شركة كوكاكولا, فقرر “براد” أن يقوم بعمل كل شئ ممكن في الطعم لكي يتفوق عليها، وبالفعل عندما تم عمل اختبار للتذوق لفاقدي البصر فازت شركة بيبسي في هذا الاختبار على منافستها الأولى.
شركتان في شركة
الكثير منا سوف يتفاجئ أن شركة بيبسي هي عبارة عن شركتان في شركة واحدة حيث أنها تضم معها شركة فروتي الشهيرة بالعصائر.
إنتاج نكهات متنوعة
لشركة بيبسي تواجد في جميع دول العالم تقريبا، وكل دولة لها ثقافات معينة في كل شئ حتى المذاق، ولهذا قامت شركة بيبسي بصنع العشرات من النكهات للمشروب الذي تقدمه لكل دولة على حسب ثقافة تلك الدولة، وهذا من واحدًا من أكبر أسباب نجاحها.
براءات الاختراع
تمتلك شركة بيبسي حاولي 500 براءة اختراع في مجال تصنيع وتعبئة وتوزيع المشروبات والمرطبات.
إفلاس بيبسي
تصنيع المشروبات الغازية يستهلك كميات كبيرة جدًا من السكر, وعندما جاءت الحرب العالمية الأولى ارتفع سعر السكر، وهو ما جعل الشركة على وشك الإفلاس.
ولكن استطاع “براد” بعد 5 سنوات تخطي هذه المرحلة والنهوض مرة أخرى بالشركة وتحقيق أرباح أكثر من البداية.
أول منتج أمريكي في روسيا
عرضت شركة بيبسي كولا على الاتحاد السوفيتي أن تقوم بعرض منتجها في أسواقهم, وكان هذا أول منتج من هذا النوع يعرض في تلك الأسواق, وكان لهذا أثر اقتصادي إيجابي كبير جدا على نمو وأرباح الشركة.
ملخص
وفي نهاية المقالة، لقد اطلعنا على قصة حياة صاحب شركة بيبسي، وتعلمنا منها كيف أن التجربة والإصرار والصبر على الأزمات والتحديات جميعهم يؤدون إلى النجاح المبهر.
تعليق واحد
ايه الوظايف المطلوبه في شركه بيسي و ازي اقدر اتواصل مع حد