تجربتي مع صناديق الريت. بعد حدوث الكثير من التقلبات والأزمات الاقتصادية حول العالم، اتجه معظم الأفراد عامةً والمواطنين السعوديين خاصةً إلى البحث عن أنواع مختلفة من طرق الاستثمار.
ومن بين أهم تلك الطرق بالتأكيد ستجد صناديق الاستثمار والتي تعد صناديق الريت أو صناديق الاستثمار العقارية من أهم أنواعها، فهي تعتمد بشكل أساسي على الاستثمار في المجال العقاري.
ولن يخفى على أحد أن العقارات تعتبر واحدة من أنشط المجالات الاستثمارية في المملكة العربية السعودية مؤخرًا؛ وذلك بعد التوسعات والتطورات الشاملة لتحقيق رؤية 2030م.
في هذا المقال؛ ستحظى بقراءة عدد كبير من تجارب المستثمرين الآخرين الذين سبقوك للاستثمار في صناديق الريت المختلفة، ثم ستتمكن من اكتشاف مزايا وعيوب أنواع مختلفة من تلك الصناديق.
محتويات المقال
تجربة السيد أصيل فهد
يقص علينا السيد أصيل تجربته فيقول؛ تجربتي مع صناديق الريت تمثلت في صندوق الريت السكني، وقد كانت تجربة رائعة بجميع المقاييس ولم تصبني بأي نوع من أنواع الضيق على الإطلاق.
فقد كنت مستثمر عقاري من طراز المبتدئين، وكنت في حاجة للاستثمار في المجال العقاري بدون أن أضطر للتعامل مع هذا المجال بأي شكل سوى تزويده بالنقود المطلوبة، فأنا من محبين تجنب التفاصيل الإدارية والصيانة وما شابه ذلك.
ولهذا فقد نصحني أحد أصدقائي باختيار نوع من أنواع الصناديق الملقب بصندوق الريت السكني، والذي وجدته يقدم عدد من المميزات المغرية بشكل كبير.
ففي البداية وجدت أنني لن أشعر بأي قلق تجاه عملية شراء الأصول والممتلكات أو حتى كيفية إدارتها لتحقيق الربح، فقد كان هذا هو الدور الرئيسي الذي يقوم به الصندوق بالنيابة عني.
كما أنه نتيجة لتأجير تلك الأصول والعقارات في شكل سكني، فقد كنت أحصل على عوائد مالية مرتفعة نظير تأجير تلك الوحدات بشكل شهري وسنوي.
وكان ربحي من تلك الإيجارات يصل لي عن طريق الصندوق بدون الحاجة للقيام بعملية التحصيل بنفسي.
ومن أهم المميزات التي وفرها لي الصندوق هو تنويع محفظتي الاستثمارية، فعلى الرغم من أن جميع استثمارات الصندوق هي استثمارات سكنية فقط، إلا أنه يقوم بالاستثمار السكني في مناطق ووحدات مختلفة كالشقق والفلل والأبراج وغيرها.
تجربة السيد بدر فيصل
وجاءت هذه التجربة على لسان السيد بدر فقال؛ يمكن أن نضع عنوانًا رئيسيًا بخصوص تجربتي مع صناديق الريت والذي يتمثل في كلمات “ضجة مبالغ فيها”، وهو ما أصف به هذا النوع من الصناديق تحديدًا.
بالتأكيد أنا لم أقم بتجربة جميع أنواع صناديق الريت فهي كثيرة؛ ولكن اقتصرت تجربتي على صناديق الريت التجارية فقط.
فبعد سماع الكثير والكثير من الإشادات بأحد الصناديق التجارية، ظننت أنني يمكنني تحقيق الأرباح التي كنت أحلم بها طوال حياتي لأتمكن من تحقيق الاستقرار المادي لأسرتي والحصول على بعض الرفاهيات.
ولكنني كنت مخطأ، فبعد بداية استثماري مع هذا الصندوق بفترة بدأت العقبات المتتالية تواجهني، وعانيت من بعض المشكلات التي كان من الصعب أن أتمكن من التعامل معها بدون خبرة كبيرة.
أول تلك العقبات هي حالة التقلب الشديدة في سوق العقارات بالمملكة السعودية؛ وخاصةً التجارية منها، فلن أنكر أن هذا السوق مزدهر بشكل كبير، ولكن عند خوض تجربة حقيقية على أرض الواقع فإن الأمر أصعب بكثير.
وقد أثرت تلك التقلبات على قيمة الحصص التي تخصني في الصندوق.
كما أنني واجهت صعوبة بالغة في إدارة الإيجارات التجارية، فلم يتم تأجير جميع العقارات التجارية المسؤول عنها الصندوق، بل أن هناك بعض الأوقات التي لم يتم تأجير منها إلا النصف فقط!
وقد أدت معدلات الشغور المرتفعة تلك إلى حدوث انخفاض كبير في نسبة الأرباح المتوقعة، وهذا إلى جانب التغيرات المستمرة في احتياجات ومتطلبات المستأجرين، وهي التي أدت بطبيعة الحال لنفس النتيجة.
تجربتي مع صناديق الريت الخاصة بالسيدة زهراء الأسد
على الرغم من أن أكثر صناديق الريت بالمملكة السعودية تفضل توجيه كافة استثماراتها العقارية بداخل المملكة السعودية فقط، إلا أنني تمكنت بعد فترة من البحث للوصول إلى صندوق ريت للاستثمار العالمي.
كان يعمل هذا الصندوق على تجزئة استثماراته العقارية ما بين الداخل والخارج حول العالم بنسبة تعادل تقريبًا 50% و 50%، وهذا أكثر ما أثار إعجابي في هذا الصندوق.
فقد أحببت فكرة التنويع الشديد في محفظتي الاستثمارية، والذي لم يقتصر فقط على تنويع الأشكال العقارية بل التنويع في الدول والبلدان حول العالم أيضًا.
ولكن كما نعلم جميعًا، فكما سيقدم لي شيء ما بعض المميزات فإنه سيجعلني أعاني من بعض العيوب أيضًا، وكان العيب الرئيسي لهذا الصندوق هو المعاناة من بعض المخاطر الغير متوقعة.
فعلى الرغم من حصولي على نمو اقتصادي كبير فيما يخص تواجد الصندوق بمناطق مختلفة، إلا أنني واجهت الكثير من التقلبات الخاصة بسوق العملات الأجنبية؛ وهي التي قامت بدورها في الإضرار بقيمة استثماراتي.
كما أنني واجهت بعض الصعوبة في فهم القوانين واللوائح المحلية في البلدان التي يستثمر فيها الصندوق، ولكنني مع مرور الوقت تمكنت من التعرف عليها والتعامل معها بشكل جيد.
ولذلك فقد كانت تجربتي مع صناديق الريت تجربة ممتعة، وحققت لي عوائد مالية جيدة، ولكنني اضطررت لمواجهة بعض الخسائر أيضًا.
تجربة السيد سعد البرهان
وفي أثناء اطلاعي على تجارب عدد من المستثمرين قابلت السيد سعد البرهان وأخبرني بتجربته فقال؛ كانت تجربتي مع صناديق الريت متمثلة في الاستثمار بواحد من صناديق الريت المهتمة بالجوانب الصناعية.
وكان ذلك نتيجة لبحث طويل في هذا المجال، والذي أدركت من خلاله الفرص الكبيرة التي يوفرها قطاع الصناعة بالمملكة.
وقد كانت تلك التجربة إيجابية للغاية، فتمكنت من الاستفادة من النمو القوي في صناعات معروفة مثل التكنولوجيا والمصانع والنقل.
كما أنني تمكنت من الحصول على عوائد مالية جيدة من تأجير الممتلكات الصناعية والمستودعات لأصحاب المشاريع الصناعية المختلفة.
وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك طلب دائم وواضح على العقارات الصناعية، وهو ما جعلني أحصل على بعض الاستقرار المادي بسبب ثبات الإيجارات بشكل شبه مستمر.
ولذلك فقد أثبتت لي هذه التجربة الفائدة الكبيرة للاستثمار في صناديق الريت؛ خاصةً المهتمة بالمجالات الصناعية منها.
بيسان حاتم وتجربتي مع صناديق الريت
عملت لفترة طويلة كممرضة في واحدة من المشافي المتواجدة بالمملكة العربية السعودية، وتعرفت على جميع أسرار وخبايا هذا المجال وتلك المؤسسات بشكلٍ عام.
ولذلك عندما قررت البدء في استثمار أموالي المدخرة، وجدت أن أفضل اختيار لي يجب أن يكون في صناديق الريت المهتمة بالمجال الطبي كذلك؛ مثل تلك التي تستثمر الأموال في المشافي والمؤسسات الطبية عامةً.
وبعد البحث المستمر تمكنت من الوصول لإحدى تلك الصناديق المعروفة بالسمعة الحسنة والإدارة القوية المخضرمة، وبالفعل تمكنت من الحصول على عدد من المزايا المهمة بالصندوق.
فاستطعت تحقيق عوائد مالية ممتازة من استثماراتي في المستشفيات والمراكز الطبية.
إلى جانب أنني كنت اعتبر هذا الاستثمار استثمارًا اجتماعيًا في المقام الأول، فهو يدعم تطوير الرعاية الصحية وتحسين جودة الخدمات الطبية بالمملكة السعودية.
تجربة السيدة سماء التركي
تجربتي مع صناديق الريت بدأت معي بحماس شديد للاستثمار في هذا النوع من الصناديق وخاصةً التي تستثمر في المؤسسات الفندقية.
ولكن لم يستمر حماسي طويلًا وتحول إلى حسرة وتجربة سلبية بعدما واجهت تحديات كبيرة في هذا القطاع، وبالأخص بسبب تأثير جائحة COVID-19 على صناعة السفر والضيافة حول العالم.
فبسبب ما خلفته تلك الأزمة الشديدة من عقبات، أدى ذلك إلى تراجع معدل الحجوزات في الفنادق والموتيلات بشكل كبير، ولا تعتبر أنني أبالغ إذا أخبرتك أن نسبة الإشغالات وصلت في فترة من الفترات لربع النسبة الطبيعية بدون الكورونا.
وهذا كله أثر سلبًا على عائداتي بالتأكيد، حتى أن الصندوق الذي كان يوزع أرباحه بشكل ربع سنوي، اضطر في مرة من المرات لضم الأرباح ليتم توزيعها كاملة في آخر العام، مع خصم نسبة كبيرة لتطوير الاستثمار نفسه.
بالطبع لم يكن بإمكاني التنبؤ بمدى تأثير الأحداث العالمية على صناعة الفنادق، ولذلك فقد أظهرت لي هذه التجربة أهمية تقييم المخاطر وفهم التحديات المحتملة قبل الاستثمار في صناديق الريت.
تجربتي مع صناديق الريت والسيد سنان فياض
بدأت تجربتي مع صناديق الريت عندما قررت الاستثمار في إحداها والذي يوجه استثماراته بداخل المملكة السعودية وفيما يخص المجال الزراعي فقط.
كانت تجربتي سلبية بكل أسف، فقد واجهت صعوبات كبيرة في هذا القطاع، وكانت هناك تقلبات في أسعار المنتجات الزراعية وصعوبة في التعامل مع الطقس المتقلب.
ولذلك تأثرت عوائد الاستثمار بشكل كبير بسبب التحديات الزراعية التي يواجهها كل من المستثمر والمزارع المستأجر أيضًا.
ولأنني لم أكن مستعدًا بشكل كافي للتعامل مع تلك المخاطر والتحديات تعرضت للفشل والخسارة الكبيرة، ولهذا فقد علمتني التجربة التنويع في الاستثمار والدراسة الجيدة قبل الاستثمار فيما يخص القطاع الزراعي.
ملخص
كانت مقالتنا اليوم بعنوان تجربتي مع صناديق الريت؛ والتي تضم مجموعة من أبرز التجارب التي مر بها المستثمرين مع صناديق الريت المتنوعة؛ وذلك لتكون تلك التجارب مثالًا لتتعلم منه عند خوض نفس التجربة.