المحافظ الاستثمارية. الجميع يبحث عن طريقة سلبية لتحقيق الأرباح، وبالأخص تلك الطرق التي تحافظ على قيمة رأس المال.
ففي وقتنا هذا أصبح مجرد الادخار أمر يعمل على تقليل قيمة الأموال، كما أنه لا يحميها من مشكلات التضخم.
ومن بين الأدوات الاستثمارية التي أثبتت كفاءتها؛ المحفظة الاستثمارية، فما هي؟ وما هي مميزاتها؟ وكيف تعمل وعلى أي أساس يتم تأسيسها؟
في هذه المقالة، ستجد إجابة لجميع أسئلتك حول هذا النوع من الاستثمار، هذا بالإضافة إلى قائمة بأفضل الشركات التي تدير تلك المحافظ.
محتويات المقال
ما هي المحفظة الاستثمارية؟
المحافظ الاستثمارية هي من الأدوات الاستثمارية التي حققت نجاح ممتاز في السنوات الأخيرة، ويمكن تشبيهها بالمجلد الذي يحتوي بداخله على ملفات متنوعة.
وتلك الملفات يمكن أن تكون أسهم وسندات وعقارات وأوراق نقدية وصناديق استثمار مشتركة أو متداولة وسلع.
فهي مجموعة من الأصول والاستثمارات المختلفة التي يحتفظ بها فرد أو منظمة أو صندوق، ويمكن من خلالها توحيد الأرباح في مكان واحد.
مميزات المحافظ الاستثمارية
وبعد أن تعرفنا على ماهية المحفظة الاستثمارية، لماذا ينصح كبار الخبراء والمستثمرين بالاستثمار في مثل هذه المحافظ؟ تكمن الإجابة على هذا السؤال في مميزات تلك المحافظ، وأولها التنويع.
فكما ذكرنا في التعريف، تتكون هذه المحافظ من خليط من الأًصول المختلفة، ويساعد التنويع في توزيع المخاطر على جميع الاستثمارات.
وهذا ما يعمل على تقليل تأثير تقلبات أسعار الأصول الفردية على المحفظة بكاملها، وبالتالي تستطيع كمستثمر تغطية الخسائر في أصل ما بالأرباح من أصل آخر.
والميزة الثانية أن تلك المحافظ يتم إدارتها من قبل محترفين لديهم خبرة في التمويل والاقتصاد وتحليل الأسواق وتوقع تحركات الأسهم والأسعار.
فتجد أن مدير المحفظة يقوم بمراقبة الاستثمار بشكل نشط، ويتخذ قرارات استراتيجية لتحسين العوائد وتجاوز العقبات والتعامل مع ظروف السوق المتغيرة.
وبالتالي لا يحتاج المستثمر إلى خبرة أو فهم لأمور السوق والأسهم والمؤشرات عندما يستثمر في هذه المحافظ.
وأيضًا تساعدك المحفظة الاستثمارية في الاستثمار في أصول قد لا يمكنك الاستثمار فيها بمفردك، فرأس مالك يشبه قطرة في بحر مقابل أسعارها وتكلفة تشغيلها.
فمن خلال الصناديق المشتركة والصناديق المتداولة في البورصة تستطيع أن تصبح شريك في منجم ذهب أو مصنع سيارات وأنت لا تدري عن الأمر أي شيء.
بل تتيح لك المحفظة الاستثمارية أن تستثمر في أسواق عالمية وتمتلك أسهم في شركات عالمية رائدة بأقل تكلفة، وبالتالي أرباح ممتازة.
وأيضًا تقوم المحفظة الاستثمارية بتوفير الوقت والجهد اللازمين للبحث والتحليل، حيث أن مدير المحفظة هو المسؤول عن مثل تلك العمليات، وهذا يسمح لك كمستثمر بالتركيز في استثمارات أخرى.
والتنوع الذي تتمتع به المحفظة الاستثمارية يتيح لك تحقيق أرباح أعلى وأفضل من العديد من الاستثمارات الفردية، فمن المعروف أنه كلما اتسعت دائرة الاستثمار كلما ضمت أرباح أكثر ومن قنوات مختلفة.
كما تتميز هذه المحافظ بالمرونة في التصميم والبناء، ويتم إقامتها في الأساس على درجة تحمل المخاطر والأهداف المالية والنطاق الزمني.
ويمكنك تصميم أنواع مختلفة من المحافظ لتناسب قدراتك ودرجة تحملك للمخاطر؛ سواء كانت عالية أو معتدلة أم منخفضة.
هذا غير السيولة التي يتمتع بها أصحاب هذه المحافظ، حيث أنها تتيح بيع وشراء الأسهم طوال أيام التداول، وبالأخص المحافظ الخاصة بالصناديق المشتركة والمتداولة.
وأخيرًا يتم تصميم المحافظ في العادة لتقوم بتحقيق نمو في رأس المال طويل الأجل، وهذا يساعد في تكوين ثروة بمرور الوقت.
أنواع المحافظ الاستثمارية
وهناك العديد من التصنيفات التي تم وضعها لأنواع المحافظ الاستثمارية، ولكن يمكن تقسيمها إلى 3 أنواع رئيسية بناءً على المخاطر والأرباح، وأول هذه الأنواع هي المحفظة الاستثمارية المحافظة.
وهي المحفظة التي تم تصميمها لإعطاء الأولوية للحفاظ على رأس المال والحد من المخاطر، وغالبًا ما يفضلها المستثمرون الذين لديهم درجة تحمل منخفضة للمخاطر.
وتتكون المحفظة المحافظة من السندات وصناديق أسواق المال وشهادات الإيداع وأذونات الخزانة قصيرة الأجل.
هذا بالإضافة إلى الأسهم الموزعة للأرباح للشركات الكبيرة الراسخة التي تتمتع بتاريخ من الأداء المستقر لتوفير أرباح إضافية وزيادة لرأس المال.
والنوع الثاني هي المحفظة المتوازنة أو متوسطة الخطورة، وهي التي تسعى للحصول على حل وسط بين درجة المخاطرة ونسبة الأرباح.
وتهدف إلى الوصول إلى تناغم ما بين زيادة رأس المال والاستمرار في نفس نطاق المحافظة عليه من المخاطر.
وهذه المحافظ يفضلها المستثمر الذي يرغب في مخاطرة مناسبة مع استثمار أطول، وتشتمل هذه المحافظ على صناديق الأسهم.
والصناديق المشتركة المتنوعة أو الصناديق المتداولة في البورصة، وبالأخص التي تستثمر في أنواع مختلفة من الأسهم في مختلف الصناعات والقطاعات والأسواق.
هذا بجانب سندات الشركات التي لها عائد مرتفع، والتي تأتي مع مخاطر أعلى قليلًا ولكنها في نفس الوقت توفر أرباح محتملة أكبر من السندات الحكومية.
وتستثمر هذه المحافظ في صناديق الريت العقارية والأسواق العالمية، مما يساعد في تنويع المخاطر واقتناص فرص النمو في مناطق مختلفة.
وأخيرًا هناك محفظة النمو أو المحفظة العدوانية، وهي محفظة قوية تناسب المستثمر الذي يحلم بأرباح مهولة، وليس لديه أي مشكلة مع تحمل مخاطر مرتفعة.
هذا النوع من المحافظ مناسب لمن لديه رأس مال ضخم ولن تؤثر عليه خسارة جزء من هذا المال، وتستهدف هذه المحافظ الأسهم الفردية أو صناديق الأسهم وأسهم النمو والشركات الصغيرة.
هذا بجانب الاستثمار في الاقتصادات النامية والتي من المتوقع لها أن تنمو بشكل أسرع، ولكن لا أحد يعلم ماذا يخبئ لها المستقبل.
وأيضًا تستهدف هذه المحافظ باستثماراتها الصناديق الخاصة بالقطاعات، مثل صناديق التكنولوجيا أو الرعاية الصحية أو الطاقة المتجددة.
والسندات عالية العائد والغير مرغوب فيها، وهي التي تصدر عن الشركات ذات التصنيف الائتماني المنخفض، والتي تقدم عوائد أعلى ولكنها أيضًا تحمل مخاطر ائتمانية متزايدة.
خطوات تكوين المحافظ الاستثمارية
وحتى يتم بناء المحافظ الاستثمارية بشكل سليم، ينصح الخبراء باتباع سلسلة من الخطوات وبنفس الترتيب الآتي؛ وأول الخطوات القيام بتحديد الأهداف.
حيث يجب عليك تحديد سبب قيامك بالاستثمار، وما هو الهدف الذي تريد تحقيقه؛ هل تريد الادخار للمستقبل، أم شراء منزل أم تعليم وتجهيز الأبناء؟
فالأهداف المحددة تساعدك في الوصول إلى نوع المحفظة المناسبة لك، وكذلك إطارها الزمني.
وفي الخطوة الثانية، يجب عليك أن تعرف وبكل وضوح نسبة استعدادك لتحمل المخاطر، وما هي درجة المخاطرة التي يمكنك التعامل معها.
وسيكون عليك أن تضع في اعتبارك مدى ارتياحك مع تقلبات السوق.
فإذا كنت على ما يرام مع المخاطر والتقلبات الأعلى في سبيل الحصول على أرباح أعلى، فأنت مستعد للاستثمار في المحفظة العدوانية والعكس صحيح.
ثم يجب عليك التفكير في المدة التي تخطط للاستثمار فيها قبل أن تحتاج إلى المال، فعلى الرغم من أن طول مدة الاستثمار يعني أرباح أكثر، ولكن قد تكون مضطر لسحب نفسك في وقت ما.
وفي الخطوة التالية، قم بتحديد مقدار أموالك التي تريد تخصيصها لكل فئة من فئات الأصول في المحافظ، ويعتمد هذا القرار أيضًا على تحملك المخاطر وأهدافك الاستثمارية.
والآن وبعد أن قمت بتخصيص الأصول، حان الوقت لاختيار استثمارات محددة داخل كل فئة.
وبالنسبة للأسهم، يمكنك التفكير في أسهم الشركات الفردية، وبالنسبة للسندات، تستطيع الاعتماد على السندات الحكومية، وهكذا.
وبمرور الوقت، ستجد أن هناك انحراف عن الخطة الأصلية، فيجب عليك إعادة توازن محفظتك بشكل دوري عن طريق بيع وشراء الأصول.
أفضل شركة إدارة محافظ الاستثمار
أما عن أفضل الشركات التي تقوم بإدارة المحافظ الاستثمارية في الشرق الأوسط وأفريقيا، فالشركة التي تحتل المركز الأول في القائمة هي شركة دراية المالية.
ويمكن زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة من الرابط.
والشركة الثانية هي شركة محافظ السعودية، وهي شركة بدأت العمل في عام 2021، ولكنها حققت أرباح مهولة.
ويمكن زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة من الرابط.
ومن ثم تأتي بعدها شركة مشاركة، وهي شركة رائدة تقدم الكثير من الخدمات بالاعتماد على خبراء محترفين.
ويمكن زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة من الرابط.
ثم شركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية، وهي شركة مصرية تعمل منذ عام 1994.
ويمكن زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي للشركة من الرابط.
مخاطر المحفظة الاستثمارية
المحافظ الاستثمارية تخضع للمخاطر التي تخضع لها جميع أنواع الاستثمارات، فمثل أي استثمار ستجدها معرضة لمخاطر السوق.
كما أن للأصول المختلفة مخاطر خاصة بها؛ على سبيل المثال تتعرض الأسهم لمخاطر خاصة بالشركة المالكة لها، بينما تخضع السندات لمخاطر أسعار الفائدة.
وبينما يهدف التنوع لتقليل المخاطر، فإن التنوع المفرط أو سوء توزيع الأصول يؤدي إلى أرباح أقل وتراجع في أداء المحفظة.
وعند الاستثمار في أصول أجنبية، فإن التغير في أسعار صرف العملات يلعب دور كبير في تحديد حجم الأرباح أو الخسائر.
هذا بالإضافة إلى مخاطر الإدارة، فمدير المحفظة ومستشاره المالي قراراتهم قد تعمل على دمار المحفظة بأكملها.
ملخص
وفي النهاية، لقد تعرفنا على مفهوم ومكونات وطريقة عمل المحافظ الاستثمارية، واستكشفنا مميزاتها والمخاطر التي تأتي معها.