العائد على الاستثمار هو مصطلح قد يسمع عنه الكثيرون ولكن لا يعرفون معناه، هذا على الرغم من أهميته، بل أنك قد تكون تعمل على حساب هذا العائد بدون معرفة أنك تفعل ذلك.
ومن المؤكد أن نسبة الربح التي تستطيع تحقيقها من خلال مشروعك أو استثمارك هي العامل الأساسي في تحديد هل ستستمر فيه أم لا.
وأن حجم الأرباح التي تحققها الشركات والمؤسسات هي التي تحدد موقعها في السوق وحجمها وتجذب المستثمرين إليها.
في هذه المقالة، سوف نقوم بتوضيح أهمية حساب العائد، هذا بالإضافة إلى تبسيط عملية الحساب، وتفصيل أنواعه والعوامل المؤثرة في الأرباح.
محتويات المقال
ما هو العائد على الاستثمار؟
تم تعريف مفهوم العائد على الاستثمار بالعديد من التعريفات، ولكن ولتبسيط المفهوم أكثر، تخيل معي أن لديك بذرة وقمت بزراعتها ورعايتها حتى أصبحت شجرة مثمرة.
هذا بالضبط هو مفهوم ومعنى العائد الاستثماري، فهو طريقة أو آلية متبعة يمكن من خلالها التأكد ما إذا كان ما تقوم به من استثمار له جدوى وفائدة أم أنه مجهود بدون مقابل.
وتم تعريفه على أنه وسيلة لتحديد ما إذا كان هناك شيء قد استثمرته؛ مثل إنفاق المال أو الوقت، وجعلك هذا الاستثمار تحصل على المزيد من المال أو جعل الأمور أفضل.
ولتسهيل الأمر أكثر، تخيل أنك قمت ببدء مشروع عربة قهوة بتكلفة 100 دولار، وبعد فترة، وجدت أنك تمتلك 200 دولار، فإن عائد استثمارك حينها يكون 100%، وهكذا.
لماذا يجب علينا حساب العوائد الاستثمارية؟
يعد حساب عائد الاستثمار أمر مهم للغاية، هذا للعديد من الأسباب، فهو يوفر مزايا تساعد على اتخاذ قرارات ذكية، حيث يساعد في معرفة مقدار الربح الذي تم تحقيقه.
أو مقدار الأمور التي تحسنت بعد أن استثمرت أموال أو وقت في مشروع ما، فهو يمثل التحقق مما إذا كان وضع أموال في خطة أو فكرة ما أمر قد نجح بالفعل وحقق المرجو منه أم لا.
وعندما نتمكن من تحديد عائد الاستثمار، نستطيع عمل مقارنة بين طرق ومجالات الاستثمار المتاحة في نفس الوقت والتي يمكن أن تعطينا عوائد أفضل.
ويشبه الأمر مقارنة بين لعبتين لمعرفة أيهما أكثر متعة ويستحق دفع أموالك فيه.
وهناك شيء رائع آخر تتميز به عملية حساب عائد الاستثمار، وهو أنها تساعدنا في تحديد المخاطر والعقبات التي تحوم حول هذا الاستثمار.
فإذا كان عائد الاستثمار مرتفع، فهذا يعني أن هناك فرصة للحصول على أرباح كبيرة، ولكن هذا يعني أيضًا أنه قد تكون هناك نسبة مخاطرة عالية.
وفي الناحية الأخرى، قد يكون انخفاض العائد على استثماراتك خيار أكثر أمان مع درجة مخاطرة قليلة وقد تكون منعدمة.
كما أن معرفة عائد الاستثمار مفيد في التخطيط للمستقبل، حيث يتيح لك معرفة المبلغ الذي يمكنك كسبه بناءً على ما قمت بتحقيقه من مكاسب من قبل.
وبالتالي تستطيع وضع الأهداف والخطط المستقبلية بناءً على هذه التوقعات لتعمل على تحقيق أحلامك الاستثمارية في المستقبل.
أنواع عائد الاستثمار
وهناك عدة أنواع لحساب العائد على الاستثمار (ROI)، وكل نوع يناسب سيناريو معين من الاستثمار، وأولها المعادلة الأساسية للعائد الاستثماري.
وهي الطريقة الأكثر استخدامًا، هذا لأنها مباشرة للغاية، وفيها يتم احتساب العائد على أساس المعادلة التي تقول، العائد الاستثماري = (صافي الربح أو الخسارة / الاستثمار الأولي) × 100.
والنوع الثاني، هو حساب عائد الاستثمار السنوي، وهو الذي يتم الاعتماد عليه عند الحاجة لعمل مقارنة للاستثمار في أكثر من إطار زمني.
وفيه يتم احتساب العائد على أساس المعادلة، عائد الاستثمار السنوي = [(القيمة النهائية / القيمة الأولية) ^ (1 / عدد السنوات)] – 1.
وعلامة “^” تمثل الأس أو رفع رقم إلى قوة.
وثالث الأنواع، هو حساب عائد الاستثمار النقدي مقابل النقد، ويستخدم هذ النوع بشكل أساسي في الاستثمارات العقارية.
وفيه يتم احتساب العائد على أساس معادلة، عائد الاستثمار النقدي على النقد = (التدفق النقدي السنوي قبل الضريبة / إجمالي النقد المستثمر) × 100.
وهناك حساب عائد الاستثمار التسويقي (ROMI)، ويستخدم لقياس مدى فاعلية الحملات التسويقية والترويجية للمشاريع والمؤسسات.
وفيه يتم احتساب العائد على أساس المعادلة، ROMI = (الإيرادات من التسويق – تكلفة التسويق) / تكلفة التسويق.
والنوع الخامس هو حساب العائد على الأصول (ROA)، وهذا النوع يستخدم لقياس كفاءة المؤسسات في تحقيق الأرباح باستخدام أصولها.
وفيه يتم احتساب العائد على أساس المعادلة، ROA = صافي الدخل / متوسط إجمالي الأصول.
وهناك أيضًا حساب العائد على حقوق الملكية، والذي يركز على العائد الناتج عن حقوق المساهمين.
وفيه يتم احتساب العائد على أساس المعادلة، ROE = صافي الدخل / متوسط حقوق المساهمين.
والسابع هو حساب العائد على رأس المال المستخدم (ROCE)، والذي يقوم بتقييم كفاءة استخدام الشركة لرأس المال لتوليد الأرباح.
وفيه يتم احتساب العائد على أساس المعادلة، ROCE = EBIT (الأرباح قبل الفوائد والضرائب) / رأس المال المستخدم.
كيفية حساب العائد على الاستثمار
أما عن الخطوات المتبعة عند حساب العائد الاستثماري بالطريقة المباشرة، فهي تبدأ بمرحلة جمع المعلومات، فأنت في حاجة لمعرفة مبلغ الاستثمار الأولي، ومقدار الأموال التي حصلت عليها.
وفي الخطوة الثانية يتم طرح قيمة الاستثمار الأولي من القيمة النهائية للحصول على صافي الربح أو الخسارة من الاستثمار.
ومن ثم سيكون عليك تقسيم صافي الربح أو الخسارة على قيمة الاستثمار الأولي، وبعد ذلك تقوم بضرب الناتج في 100 للحصول على النسبة المئوية.
والرقم الذي تحصل عليه من الخطوة السابقة، هو نسبة عائد الاستثمار، فإذا كان رقم موجب فهذا يعني أنك حققت ربح، أما إذا كانت النتيجة سلبية فهذا يعني أنك خسرت جزء من رأس مالك.
ولتوضيح هذه العملية، سوف نتخيل سويًا أنك قررت الاستثمار في العقارات، واشتريت عقار بمبلغ 200 ألف دولار، وبعد بضعة سنوات من امتلاكه قمت ببيعه مقابل 300 ألف دولار.
إذًا قيمة الاستثمار الأولي= 200 ألف دولار، والقيمة النهائية للاستثمار= 300 ألف دولار، فأنت الآن جمعت المعلومات في الخطوة الأولى.
في الخطوة الثانية، تقوم بحساب صافي الربح والذي يساوي القيمة النهائية – الاستثمار الأولي.
إذًا 300 ألف – 200 ألف = 100 ألف دولار.
أنت الآن جاهز للخطوة الثالثة، ولحساب العائد على الاستثمار نعتمد على المعادلة (صافي الربح / الاستثمار الأولي) × 100.
إذًا، (100 ألف / 200 ألف) × 100 = 50%.
وهذا يعني أن عائد استثمارك هو 50%، فمُبارك عليك استثمارك العقاري الناجح، فأنت استطعت تحقيق مقابل كل دولار استثمرته 50 سنت إضافية.
العوامل المؤثرة في حجم العائد على الاستثمار
والجميع يعلم أن هناك عدة عوامل يمكن أن تلعب دور إيجابي أو سلبي في تحديد حجم الربح أو الخسارة لأي استثمار، والتي من بينها الأحداث الخارجية.
فالأحداث الغير متوقعة مثل الكوارث الطبيعية أو الأوبئة أو الأحداث الجيوسياسية تعمل على تعطيل الأسواق وتؤثر على العوائد الاستثمارية، ولكن عند استغلالها بطريقة صحيحة يكون تأثيرها إيجابي.
والاستقرار الاقتصادي والسياسي في السوق المستهدفة بالاستثمار بالطبع له تأثير إيجابي على العوائد.
وتؤثر أنظمة ولوائح الضرائب على صافي العائدات من الاستثمار، ولذلك يجب دراسة قوانين الدولة قبل البدء في أي استثمار.
هذا بالإضافة إلى أن الوقت الذي يتم فيه شراء أو بيع الأصول له تأثير كبير على نسبة الأرباح والخسائر للاستثمارات، ولهذا يجب أن تكون على دراية بتأثير الوقت على نوع استثمارك.
وبالنسبة للشركات أو المؤسسات، يمكن أن تؤثر جودة الإدارة وفاعلية الاستراتيجيات على حجم العوائد الاستثمارية.
فيجب عليك الاعتماد على فريق عمل من الخبراء في مجال الاستثمار الخاص بك، حتى تضمن كفاءة في الإدارة والإنتاج وبالتالي أرباح أعلى.
عيوب العوائد الاستثمارية
وعلى الرغم من أن عملية حساب العائد على الاستثمار عملية سهلة ولا تحتاج إلى خبراء لإتمامها، إلا أن لها بعض العيوب، أولها أنها لا تأخذ في الاعتبار العوامل الأساسية، مثل التأثير الاجتماعي.
فهو مقياس واحد يتم أخذه في الاعتبار؛ وهو الجانب المالي فقط من الاستثمار، ولا ينظر لباقي تلك العوامل المؤثرة والمهمة.
كما أنها تعتمد على الإطار الزمني القصير بشكل أكبر، فقد تجد أن الاستثمارات قصيرة الأجل تحقق عوائد مرتفعة، لكنها لا تكون دائمة ولا توفر أرباح على المدى الطويل.
هذا بالإضافة إلى أنها لا تهتم بالعوائد المحتملة من الفرص الاستثمارية البديلة، وهذا ما يؤدي إلى حدوث تشتت عند اتخاذ قرار أو عمل مقارنة.
وعلى الرغم من أن التضخم يقلل من القوة الشرائية للنقود بمرور الوقت، فغالبًا ما تتجاهل حسابات عائد الاستثمار تأثير التضخم، وهذا فيه خطر كبير.
حاسبة العائد الاستثماري
وإذا كنت تجد صعوبة في حساب العائد على الاستثمار الخاص بك، فهناك العديد من المواقع الإلكترونية التي توفر حاسبات إلكترونية تفاعلية لحساب العوائد، وأولها موقع رواد.
ومن بينها الحاسبة الخاصة ببنك المشرق، والتي تعد من أبسط حاسبات العوائد الاستثمارية، ويمكن الدخول إليها من الرابط.
ملخص
وفي النهاية، لقد تعرفنا على مميزات وعيوب حساب العائد على الاستثمار، وكذلك توصلنا إلى كيفية وطرق الحساب له، إلى جانب توضيح مدى أهميته وبعض المواقع الإلكترونية التي توفر حاسبة العائد الاستثماري.