الاستيراد من إيران. على الرغم من العقوبات الاقتصادية الدولية والأزمات السياسية التي تمر بها البلاد، إلا أن إيران تتفوق في إنتاج العديد السلع التي تميزها، وتقدمها لعدد كبير من الأسواق الدولية.
السعودية تعد واحدة من أهم الأسواق التي تصدر لها الدولة الإيرانية بضائعها، ويرجع ذلك إلى تقارب المسافات في المقام الأول حيث يفصل بينهما الخليج العربي، وكذلك بسبب تميز بعض السلع الإيرانية التي تحتاج إليها السوق السعودية.
لذلك، إذا كنت مستورد وترغب في تقديم سلع متميزة للسوق السعودية، فمن الجيد أن تُفكر في الاستيراد من إيران، فبذلك تضمن لنفسك ربحًا كبيرًا.
ولكن ما هي السلع الإيرانية ذات الطلب العالي في السعودية؟، وكيف تستورد تلك السلع؟، وما هي الشروط المفروضة؟، وما هي السلع المحظورة؟. هذا ما نطلعك عليه خلال هذه المقالة، فتابع معنا.
محتويات المقال
أهم السلع الإيرانية للتصدير
عند الاستيراد من إيران سيكون أول ما تفكر فيه هو السلعة المستوردة، ولهذا اطلعنا على آخر الإحصائيات لنجد أن المنتجات الصيدلانية تحتل المرتبة الأولى بين تلك السلع.
فقد استوردت السعودية في العام الماضي كمية من تلك المنتجات بتكلفة وصلت إلى 100 ألف دولار أمريكي.
وفي المرتبة الثانية جاءت الأجهزة البصرية والصور والأجهزة التقنية والطبية، وبعدها المنتجات البلاستيكية، فإيران مشهورة بجودة تلك المنتجات.
ومن بين المنتجات الإيرانية التي يكثر عليها الطلب في المملكة العربية السعودية، المكسرات والشمام وقشور الحمضيات.
كما يمكنك استيراد المركبات المختلفة وبيعها في الأسواق السعودية، حيث تستورد السعودية سيارات بتكلفة 261 ألف دولار أمريكي من إيران سنويًا.
وبعد ذلك هناك المحضرات الغذائية الخاصة بالفواكه، والسجاد وأغطية الأرضيات النسيجية مختلفة الأحجام والاستخدامات.
وتستطيع كذلك تجارة منتجات الألبان والبيض والعسل المستوردة من إيران، فهي معروفة بالجودة وحجم الطلب الكبير.
وفي آخر الإحصائيات استوردت السعودية كمية من اللحوم وأحشاء وأطراف الحيوانات والطيور الصالحة للأكل بتكلفة بلغت حوالي 118 ألف دولار أمريكي.
وتعتبر المعدات الكهربائية والإلكترونية الإيرانية من بين أفضل السلع التي يتم تداولها في السعودية، ففكر في التجارة بتلك المنتجات بعد استيرادها من إيران.
وهناك أيضًا المواد الكيميائية العضوية، فالسعودية تستورد كميات كبيرة منها وصلت تكلفتها إلى مليون دولار أمريكي.
وينصح كبار المستوردين والتجار بالعمل في استيراد السفن والقوارب المصنوعة في إيران، فهي متميزة من حيث الجودة والسعر، وتستورد السعودية منها كميات بتكلفة بلغت 600 ألف دولار أمريكي.
وقد يكون من الجيد تجارة الأثاث المصنوع في إيران، فهي تنتج أفضل أنواع الأثاث المنزلي والمكتبي، وأسعارها تنافسية ويمكن أن تساعدك في تحقيق هامش ربح مرضي جدًا.
شروط الاستيراد من إيران
وتشترط المملكة العربية السعودية مجموعة من الشروط التي سيكون عليك التأكد من استيفائها عند استيراد أي منتجات من إيران، أولها الملصقات الخاصة ببلد المنشأ.
فمن الضروري وجود ملصقات على السلع لا يمكن إزالتها، لتوضح بلد المنشأ أو التصدير، ويهدف ذلك إلى حماية حق المورد من أي تلاعب في شحنة السلع.
ومن بين الشروط الهامة كذلك، أن يكون تاريخ انتهاء الصلاحية للسلع متوافق مع معايير شروط الاستيراد في المملكة.
وفي حالة حدوث أي تلاعب أو غش في البضائع أو عدم مطابقتها لمعايير شروط الاستيراد في السعودية، يحق للتاجر اللجوء إلى القضاء.
وإذا كانت السلع طبية، يجب أن تكون مسجلة لدى وزارة الصحة وتحمل الاعتمادات اللازمة.
كما يجب خضوع السلع الواردة إلى اختبارات الجودة، حيث يتم إرسال عينات منها إلى وزارة التجارة والصناعة كشرط أساسي من شروط الاستيراد في السعودية.
وبالإضافة إلى ذلك في حالة وجود مطبوعات مرئية أو مسموعة أو مقروءة، يجب إرسال عينات منها عن طريق مصلحة الجمارك السعودية إلى وزارة الإعلام والثقافة.
وهذا فقط للتأكد من عدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية، وذلك وفقًا لشروط الاستيراد في السعودية.
وفيما يتعلق بالحيوانات والنباتات، فإنها تخضع لاختبارات من وزارة الزراعة للتأكد من مطابقتها لمعايير الصحة المطلوبة.
وتشترط المملكة على المستورد أن يقوم بفتح حساب جاري في أحد البنوك السعودية ليتم من خلاله دفع الرسوم وتكلفة المنتجات المستوردة.
المستندات المطلوبة عند الاستيراد من إيران
والآن بصفتك مورد تريد الاستيراد من إيران إلى السعودية ستحتاج إلى الحصول على سجل تجاري ساري المفعول.
وكذلك المطابقة بين نشاطك والسلع التي تستوردها.
ومع ذلك، فهناك استثناءات في شروط الاستيراد في السعودية تتيح لك الاستيراد دون سجل تجاري.
كما يجب عليك كتاجر الحصول على فاتورة استيراد موثقة من وزارة التجارة في البلد المصدر للسلع.
وهذا الأمر يهدف إلى حماية حقوق التاجر وتجنب التعرض لعمليات النصب من قبل التجار في البلدان الأخرى.
وأيضًا سيكون عليك توفير وثيقة إضافية تثبت أن الشحنة المستوردة مطابقة للمواصفات السعودية أو الدولية، ويتم طلب ذلك لتجنب التحفظ على السلعة أو إعدامها.
ومن المهم الحصول على وثيقة المنشأ الأصلية للسلعة، ويشترط أن تكون معتمدة من غرفة التجارة في البلد المصدر.
استيراد سلع الاستخدام الشخصي
أما عند الحاجة إلى استيراد سلع للاستخدام الشخصي من إيران إلى السعودية، فيجب على الشخص تقديم بطاقة هوية أو جواز سفر أو تأشيرة إقامة لاستكمال الإجراءات الجمركية.
وبالطبع يشترط أن تكون الكميات شخصية ولا علاقة لها بالتجارة.
كما يجب تقديم التصاريح والموافقات اللازمة من السلطات المختصة للسلع المقيدة.
هذا بالإضافة إلى وجوب ترجمة الفواتير والمستندات الفارسية إلى العربية.
وفي القانون السعودي الخاص بالاستيراد والتصدير؛ لمالك السلعة أو وكيله أو المخلص الجمركي للمستورد الحق في تقديم المستندات والأوراق والبيانات الجمركية إلكترونيًا إلى الجمارك.
تلتزم الجمارك بتزويد الجهة صاحبة الشأن بالأوراق والمستندات المطلوبة قبل الإفراج عن السلعة أو بعده عند الطلب.
ويسمح نظام الجمارك الآلي في كل دائرة جمركية بالدفع المسبق للرسوم الجمركية والرسوم الأخرى.
يجب على وكلاء الشحن البحري والجوي تقديم مانفست ورقي أو إلكتروني للجمارك وفق نظام الجمارك الآلي المعتمد من دائرة الجمارك لاستكمال الإجراءات الجمركية.
وبالنسبة للناقلين أو المخلصين الجمركيين، يجب عليهم تقديم بيان الحمولة، المانيفست، وتسجيل المعلومات الخاصة بوسائل النقل لدى الجمارك للبضائع.
وتوفر الجمارك إمكانية التخليص الجمركي المسبق وفق نظام الجمارك الآلي المعتمد في كل دائرة جمركية.
ويحظر استيراد البضائع المحظورة دوليًا أو محليًا، أو الخاضعة لاتفاقيات ومعاهدات دولية سارية المفعول، بالإضافة إلى السلع المقلدة والمغشوشة أو البضائع المخالفة للمواصفات المعتمدة أو حقوق الملكية الفكرية.
طرق الاستيراد من إيران
والآن أجيبك عن سؤالك ما هي طرق الاستيراد من إيران، فهناك العديد من الطرق يعتمد عليها كبار المستوردين في السعودية، أولها إنشاء علاقة تجارية مع شركة إيرانية.
ولكن يجب عليك التأكد من أن الشركة الإيرانية المختارة لديها التراخيص والسجلات اللازمة للتجارة الدولية.
أو يمكنك البحث عن وكيل مستورد في السعودية الذي يتخصص في استيراد المنتجات من إيران، حيث يقوم الوكيل بالتعامل مع الإجراءات الجمركية والتراخيص والتوثيقات اللازمة لتسهيل العملية.
وهناك متاجر إلكترونية عديدة على شبكة الإنترنت تمكن أي مواطن سعودي من شراء واستيراد أي منتج سواء كان بهدف الاستخدام الشخصي أو التجاري.
وآخر الطرق التي يعتمد عليها كبار رجال الأعمال في السعودية، هي السفر إلى إيران والتعاقد على صفقة مع الشركة المصنعة ومن ثم يقوم بشحنها إلى السعودية بنفسه.
ولكن لا ينصح بتلك الطريقة للمبتدئين أو أصحاب شركات الاستيراد الصغيرة، فهي محفوفة بالكثير من المخاطر.
طرق الشحن من إيران إلى المملكة العربية السعودية
ولإتمام عملية الاستيراد من إيران، سيكون عليك تحديد طريقة شحن البضاعة التي تناسب احتياجاتك وقدراتك المادية، فيمكنك مثلًا استيراد البضاعة وشحنها عن طريق البحر.
ويتم استخدام حاويات الشحن لتسهيل وتأمين البضائع أثناء النقل، ويعتبر النقل البحري هو الطريقة الشائعة والاقتصادية لنقل البضائع بين الدول.
ويمكنك أيضًا استخدام الشحن الجوي لنقل البضائع بسرعة من إيران إلى السعودية، وتستخدم شركات الشحن الجوي طائرات مخصصة للبضائع.
ويتم الاعتماد على هذه الطريقة في حالة أن البضاعة لا يمكن أن تظل فترة طويلة في ظروف مناخية معينة، أو في حالة أنك تحتاج إلى البضاعة بسرعة، ولكنها طريقة مكلفة جدًا.
وأخيرًا يمكن شحن البضائع المستوردة من إيران إلى السعودية برًا، ويتم الاعتماد على وسائل النقل البري الكبيرة، مثل الشاحنات العملاقة أو الشاحنات المبردة.
وهذه الطريقة تعتبر مناسبة بسبب الحدود البرية التي تربط بين المملكة العربية السعودية وإيران، ويوصى بالتعاون مع شركات الشحن والمخلصين الجمركيين المحترفين لضمان سلامة عملية الشحن.
السلع المحظور استيرادها من إيران
يمنع القانون السعودي استيراد مجموعة من المنتجات من إيران، أولها الحبوب والممنوعات والمسكرات، سواء كانت أقراص أو وسائل تخزين تحتوي على مواد مخلة بالآداب.
هذا غير العملات المزورة، والألعاب النارية مهما كان نوعها، ودخان المضغ ومسيلات الدموع والأسلحة والذخائر.
وكذلك يمنع استيراد المنتجات التي تحتوي على كاميرات سرية، مثل الأقلام والساعات والطائرات والنظارات.
وأيضًا الكريمات والحبوب والمقويات الجنسية الغير مسجلة.
ولا يمكن استيراد أجهزة التنصت بجميع أشكالها وأنواعها.
وأجهزة الليزر والصواعق الكهربائية، وأجهزة كشف رادار السرعة.
ملخص
وفي النهاية، يعد الاستيراد من إيران مشروع تجاري مربح للغاية، ولكن يجب عليك الاطلاع على الأحكام والشروط وتحديد التكلفة المتوقعة قبل إتمام الصفقة.