الاستثمار في الشركات الناشئة السعودية وصل إلى حوالي مليار دولار أمريكي في العام المنصرم، وهذا يعني أن هذا النوع من الاستثمارات جذب الكثير من المستثمرين.
فلماذا يتجه الغالبية العظمى من المستثمرين إلى استثمار أموالهم في هذا النوع من الشركات؟ وما هي التحديات التي من الممكن أن تواجههم في هذا الاستثمار؟
أيضًا كيف يمكن لهؤلاء المستثمرين تحقيق الأرباح؟ وما هي الطرق التي يتبعونها لبدء الاستثمار في الشركات الناشئة؟
سواء كنت رجل أعمال أو مستثمر جديد، من المؤكد أن تلك التساؤلات تراودك بشكل مستمر، ولذلك في هذه المقالة سوف أجيبك عن كل ما يدور في ذهنك حول هذا الموضوع.
محتويات المقال
ما هي الشركات الناشئة؟
قبل أن نبدأ في الحديث عن الاستثمار في الشركات الناشئة السعودية، فمن المهم أن تعرف ماهية تلك الشركات؛ فالشركات الناشئة هي كيانات تجارية مبتكرة تؤسس بواسطة رواد أعمال طموحين.
ويكون هدفهم هو تحويل الأفكار الجديدة والمبتكرة إلى حقائق ملموسة، وتتميز هذه الشركات بالروح الريادية والقدرة على التكيف السريع مع التغيرات المستمرة في سوق الأعمال.
وتطمح هذه الشركات إلى تقديم منتجات أو خدمات جديدة، أو حتى تحسين المنتجات والخدمات الحالية بشكل مبتكر.
لماذا تختار الاستثمار في الشركات الناشئة السعودية؟
إذًا ما الذي يجعل الاستثمار في الشركات الناشئة السعودية حديث الجميع في الآونة الأخيرة؟ هذا يعود للكثير من الأسباب، أهمها أن الحكومة السعودية تولي اهتمام كبير بتطوير قطاع الشركات الناشئة وتعزيز الابتكار والتنمية الاقتصادية.
فتجد أنها تقوم بتوفير العديد من المبادرات والبرامج الداعمة لتلك الشركات، مما يسهل عملية الاستثمار ويزيد من فرص النجاح.
كما أن الشركات الناشئة السعودية تتميز بأفكارها المبتكرة، وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة التي تستجيب لاحتياجات السوق المحلية والإقليمية.
ووجدنا أن الشركات الناشئة في المملكة تتنوع في مجموعة من القطاعات، مثل التكنولوجيا والصحة والتعليم والطاقة والخدمات المالية.
وهذا ما يتيح تسهيل عملية التنوع وفرصة لاختيار الشركات التي تتوافق مع اهتمامات وخبرات المستثمرين.
بالإضافة إلى أنها تتميز بإمكانية النمو السريع والتوسع في السوق، وبالتالي يمكن للمستثمرين تحقيق عوائد مالية مرتفعة وبشكل سريع نسبيًا.
أسس تحديد كفاءة الاستثمار في الشركة الناشئة
وعند التفكير في بدء الاستثمار في الشركات الناشئة السعودية، سيكون عليك أولًا تقييم ما إذا كانت الشركات الناشئة المتاحة استثمار جيد أم لا، فتأكد من الفكرة المقدمة من قبل صاحب المشروع.
حيث يجب أن تلبي تلك الفكرة حاجة موجودة في السوق، أو أن المنتج أو الخدمة المقدمة لها قيمة مضافة وتنافسية.
ثم يجب عليك التأكد من أن الفريق لديه الخبرة والمهارات اللازمة لتنفيذ المشروع بنجاح، فيجب أن يتمتع بخلفيات متنوعة ومكملة لبعضها البعض.
وبعد ذلك سيكون عليك الاطلاع على خطة العمل والاستراتيجية والتأكد من وجودهما بشكل واضح ومدروس ويمكن من خلالهما تحديد الأهداف والموارد المطلوبة لتحقيق النجاح المرجو.
ومن المهم معرفة ما إذا كانت الشركة تستهدف سوق كبيرة وذات نمو متوقع، حيث سيكون من الجيد وجود فرصة كبيرة للنمو والتوسع في المستقبل.
وسيكون عليك النظر إلى حدود المنافسة في السوق وتحديد مدى قوى المنافسين والتهديدات المحتملة، ويجب أن تتميز الشركة بميزة تنافسية تميزها عن المنافسين.
وبعدها يجب التأكد من أن الشركة الناشئة لديها نموذج عمل مستدام وقادر على تحقيق الربحية في المستقبل، فقم بعمل تحليل للتوقعات المالية والتكاليف والأرباح المتوقعة.
ويشترط أن تكون الشركة المستهدفة تتبع الممارسات الحكومية وتطبق القوانين السعودية، وتوفر معلومات شفافة حول أدائها وتطويرها، وأن يكون لديها ملفات ضريبية وقانونية.
طرق الاستثمار في الشركات الناشئة السعودية
وفي المملكة العربية السعودية، هناك عدة طرق يمكن أن يتبعها المستثمرون الذين يستهدفون الشركات الناشئة باستثماراتهم، أول وأكثر تلك الطرق اتباعًا هو التمويل الذاتي.
فتستطيع أن تستثمر بشكل مباشر في الشركات الناشئة من خلال التمويل الذاتي، وهذا يعني استخدام الأموال الخاصة بك لشراء حصص في هذه الشركات.
ويتم أولًا تقييم الشركات المتاحة في السوق واختيار الأفضل على أساس توقعاتك والاستراتيجية الاستثمارية الخاصة بك، وباتباع الأسس السابق ذكرها في الفقرة السابقة.
أو استثمر من خلال منصة تمويل جماعي، حيث توفر منصات الاستثمار مجموعة متنوعة من الشركات، وتتطلب استثمارات متفاوتة.
يمكنك أيضًا الاستثمار في الشركات الناشئة من خلال إقامة شراكة استراتيجية معها، يمكن أن تتضمن الشراكة تبادل الموارد والمعرفة والخبرات.
ويمكن أن تساعد الشركة الناشئة على تطوير منتجاتها أو خدماتها بشكل أفضل، وفي هذه الطريقة يتم توزيع الأرباح على أساس الاتفاق في العقد المبرم بين الأطراف.
والطريقة الثالثة من طرق الاستثمار في الشركات الناشئة المتبعة في السعودية الاستثمار الملكي، وهذا يحدث عن طريق المساهمة في الشركة.
ويتمتع المساهمون في الشركات بإمكانية التصويت والمشاركة في عمليات صنع القرارات الرئيسية، وتكون الأرباح من عمليات توزيعات الربح وزيادة قيمة الحصة في حالة نجاح الشركة.
والاستثمار في بدء تشغيل الأصدقاء أو أحد الأقارب هو طريقة أخرى منتشرة، وهذا يرجع إلى نوع شبكة معارفك، وتتم تلك الطريقة في مراحل التشغيل الأولي.
وهي متبعة من قبل بعض المستثمرين المغامرين أو أصحاب رأس المال الضخم الذين يمكنهم توفير مبالغ ضخمة من خلال أعمالهم الشخصية والخاصة.
وهناك رأس المال المخاطر، وهو يعني أنك تقدم التمويل للشركة مقابل حصة فيها، وعادة ما يتم ذلك في مراحل مبكرة من تشغيل الشركة، وهذه الطريقة معرضة للمخاطر بشكل أكبر من باقي الطرق.
وآخر طرق الاستثمار في تلك الشركات، هي صناديق رأس المال الاستثماري، حيث تعمل العديد من هذه الشركات مع تلك الصناديق المتخصصة في دعم هذا النوع فقط.
مخاطر الاستثمار في شركة ناشئة
الاستثمار في الشركات الناشئة السعودية هو استثمار مثمر وساعد الكثيرين في تحقيق أرباح مهولة، ولكنه يحمل بعض المخاطر، أولها طبيعة المناخ الاقتصادي.
فمن المعروف أن الاستقرار الاقتصادي العام يلعب دور أساسي في أداء الشركات الناشئة، ففي حالة حدوث أي تغيرات في الاقتصاد، قد تجد الشركة نفسها مفلسة.
وقد تواجه المستثمرين مخاطر السوق التي تؤثر على جميع الشركات، مثل التقلبات في أسعار الأسهم وتغيرات الطلب على المنتجات والخدمات.
كما أن الابتكار والتكنولوجيا التي يعتمد عليها هذا القطاع قد تعرضه للكثير من المشكلات، مثل عدم قدرة الشركة على تنفيذ فكرتها بنجاح ومواكبة التطورات التكنولوجية.
هذا بالإضافة إلى التعرض لصعوبات الحصول على التمويل اللازم لتطوير وتوسع الأعمال، فقد يحتاج المستثمرون إلى تقدير قدرة الشركة على تأمين التمويل اللازم لدعم النمو وتحقيق الرؤى.
وتخضع الشركات الناشئة للقوانين والتنظيمات المحلية في المملكة العربية السعودية، فقد تواجه مخاطر قانونية وتنظيمية، مثل السياسات الحكومة، أو اللوائح المالية، والتحديات القانونية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية والعقارية.
ولهذا يجب عليك أن تكون على دراية بالقوانين واللوائح وتأثيرها على الشركات.
ولأن الفريق القيادي والإداري للشركات الناشئة أساس في نجاحها، فقد يكون عدم تميزه بالكفاءة والخبرة خطر كبير، وهذا في حالة ما إذا كانت القيادة ضعيفة أو هناك صراعات داخل الفريق أيضًا.
هذا وتواجه الشركات الناشئة في المملكة تحديات تنافسية من قبل الشركات الأخرى في السوق، فالمنافسة الشرسة تؤثر على قدرة الشركات على جذب العملاء وزيادة حصتها في السوق.
وهناك خطر السيولة، فالشركات الناشئة معرضة لصعوبات في بيع أو تحويل حصص الاستثمار، وبالتالي لا تتوفر لديها السيولة اللازمة للاستمرارية في الإنتاج والعمل.
كيفية كسب المال من الاستثمار في الشركات الناشئة السعودية
وهناك عدة طرق يمكنك من خلالها كسب المال من الاستثمار في الشركات الناشئة السعودية، مثل طريقة العائد على أساس أرباح الشركة.
فإذا نجحت الشركة ونمت بنجاح، فإن قيمة استثمارك ستزيد، وبالتالي يمكنك بيع حصتك بربح، ولكن قد يتطلب الأمر بعض الوقت قبل أن تحقق أرباح ملموسة.
وفي بعض الحالات، قد توزع الشركات الناشئة الأرباح على المستثمرين عن طريق توزيعات نقدية، وقد يتم تحويل جزء من أرباح الشركة إلى أرباح للمساهمين بناء على حصة كل منهم.
كما أنه قد يحدث استحواذ من قبل شركة كبيرة على الشركة الناشئة فيتم حينها، وعلى أساس قيمة استثمار كل مستثمر، توزيع نسبة من ثمن بيع الشركة.
أو يمكن في نفس الوقت تقديم عروض على المساهمين ليصبحوا مساهمين في الشركة الجديدة الناتجة عن عملية الدمج بين الشركتين.
هذا بالإضافة إلى أنه إذا حدث طرح عام أول لأسهم الشركة بعد أن امتلكت أسهم فيها، فتستطيع بيع أسهمك الخاصة بفرق سعر أكبر من سعر الشراء.
بعض المستثمرين يستخدمون استراتيجيات إضافية لكسب المزيد من المال من استثماراتهم في الشركات الناشئة.
على سبيل المثال، يمكنك استخدام استراتيجية “الملاك النشيطون”، حيث تشارك بنشاط في إدارة الشركة الناشئة وتقدم المشورة والمساعدة في عملياتها، وبالتالي تحقق عوائد إضافية من جهودك وخبرتك.
ملخص
في نهاية هذه المقالة، أنت الآن على دراية بكيفية الاستثمار في الشركات الناشئة السعودية، وكذلك تعرف الأسس الواجب عليك اتباعها عند الاختيار من بين الشركات الناشئة لضمان نجاح استثمارك.
ولكن في حالة أنك مبتدئ، فأنصحك بأن تقوم بدراسة هذا النوع من الاستثمار، والتعرف على الكبار والناجحين من المستثمرين، فيمكنك أن تتعلم منهم أسرار النجاح.